حرية المرأة: مشكلة أم مشروع

أتتني ردود شخصية متنوعة حول مقالة "معركة الإسلام القادمة". بعضها ردود طريفة وبعضها يستحق بعض التفكير، واحتراما لرغبة أصحابها بعدم نشر أسمائهم أود أن أنقل لكم بعض الأفكار التي وجدتها تستحق أن أشاركها مع قراء موقعي.

- يقول صديق لي: تستمتع المرأة جدا بصراع الرجال عليها، تستمتع مثلا بكونها كنزا أو بكونها قضية أو بكونها حلما. وليست مستعدة لتخسر هذه المتعة من أجل أن تكون إنسانا كما يعتقد بعض الرجال أنها يجب أن تكون. بالنسبة للمرأة أن تكون إنسانا يعني أن تكون امرأة كما أغلب النساء في المجتمع.

- ويقول صديق آخر: تستمع المرأة جدا بالحوار من أجل تحريرها، ومن أمتع المواقف لها أن تسمع رجلين أحدهما يطالب بتحرير المرأة والآخر يعارضه بشكل ما. وعندما ينتهي الحوار تشعر كأنها خرجت من مسرحية تعيسة أو فيلم سينما هابط، وتبدأ انتقاد المخرج والممثلين والأداء مع صديقاتها، لكنها لا تلامس قصة الفيلم أبدا، وكأنها لا تعنيها.

- وتقول صديقة أخرى: أنا أستمتع بالحرية الكاملة التي يمكنني أن أستمتع بها في هذا المجتمع، ولا أريد لنفسي أية حرية غيرها.

- وتقول أخرى: أنت أساسا تريد امرأة كالرجال، لماذا تحارب أنوثة المرأة في كل كلامك ومقالاتك. وكأنك تكره كل النساء كاملات الأنوثة.

أما أهم رأي سمعته فكان من أحد أصدقائي الذي قال: العدو الأول لتحرر المرأة هو المرأة نفسها. تخيل امرأة قررت أن تقيم وحدها في بيت مستقل، ربما يضايقها الرجال قليلا، ولكنها تتخلص منهم ببساطة، ولكن هل تتركها نساء الحارة في حالها. لا بد أن يحولن حياتها إلى جحيم كلما شاهدنها، ولا بد أن يطلقن عليها شتى أنواع الإشاعات، ويضايقنها في السوبرماركت والفرن وفي كل مكان يلتقينها بها.

يمكنني أن أشرح وجهات النظر والاختلافات بيني وبين هذه الردود، وأن أعيد توضيح موقفي وتأكيده، ولكنني حاليا لا أرغب بذلك، لأن موضوع مقالتي أساسا ليس الدفاع عن حقوق المرأة، فأنا لم أكتب في هذا الموضوع من قبل. وحتى إن كتبت فسأكتب كأن الموضوع لا يخصني، يعني أن تتحرر امرأة ما أو رجل ما من قيد ما يكبل أيا منهما هو أمر جيد، ولكن لا أعرف كيف يمكنني أن أساعد كل النساء على التحرر من كل القيود التي تكبلهن. ولا أعتقد أن أحدا ما يعرف أو لديه خطة عمل واضحة بهذا الخصوص.

إضافة إلى ذلك، فخلال تجربتي وجدت أن كثيرا من النساء لا يرغبن ببذل أي جهد للحصول على أية جرعة إضافية من الحرية، مثلهن مثل الكثير من مواطني بلدنا رجالا ونساء. وقد تعلمت منذ زمن طويل أن لا أشغل نفسي بمشاكل الآخرين، لأن لدي من المشاريع ما يملأ وقتي كله.

 

أعلنت لأصدقائي أكثر من مرة، وها أنا اليوم أعلنها للناس كلهم، أنا لا أساعد الآخرين في حل مشاكلهم، ولكنني أتعاون معهم في تحقيق مشاريعهم. أنا رجل مشاريع ولست حلال مشاكل. ولذلك لست مستعدا لبذل أي جهد لحل مشكلة مؤقتة لأي صديق أو صديقة، ولكنني مستعد لتخصيص وقت كبير جدا للتعاون في مشروع مستقبلي قد يجنب صديقي أو صديقتي أو يجنبنا جميعا كمية كبيرة من المشاكل.

ولذلك فأنا لست مستعدا حتى للتعاطف مع امرأة أو رجل تحت القمع أو الإرهاب، ولا يهمني أن يتعاطف معي الآخرون إذا وقعت تحت قمع أو إرهاب. ولكنني مستعد لبذل كل جهدي في مشروع تعاون مع الآخرين لمنع وقوع القمع على الجميع، وأنا منهم.

لتعذرني النساء، فأنا لا أتضامن معهن في معاناتهن، ولا أعتقد أن أيا منهن تحتاج تضامني، ولكنني مستعد لمساعدة أي منهن في التحرر من قيودها، إذا رغبت هي بذلك، وكانت مستعدة لدفع الثمن.

أتمنى أن أكون قد وضحت موقفي لدرجة كافية تمنع سوء الفهم الذي اعتدت عليه من بعض الأصدقاء، وأرحب بكل التعليقات أو الأسئلة ضمن الموقع، وليس على بريدي الشخصي.

الأيهم صالح
www.alayham.com

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.