ما لم يقله فراس بكور في اللاذقية

لا بد أن أسجل إعجابي بالسيد فراس بكور، فهذا الرجل استطاع أن ينفذ في عام 2000 ما يعجز عنه حتى الآن بقية المستثمرين السوريين. ففي ذلك العام تحالف فراس بكور مع الجمعية المعلوماتية وأنشأ أول مزود وصول خاص للإنترنت في سورية. صحيح أن المزود يحمل اسم الجمعية المعلوماتية (أعتقد أنها تعتبر جمعية أهلية) ويعمل تحت غطائها، ولكنه بدون شك مشروع رائد يقوده رجل أعمال شاب وقد استفاد منه عشرات الألوف من السوريين ومازالوا يستفيدون منه.

يوم الاثنين 14 آذار شارك فراس بكور في اجتماع رسمي للجمعية المعلوماتية في اللاذقية، وقدمه رئيس الجمعية على أنه المسؤول عن مزود خدمة الإنترنت، وتلقى العديد من الأسئلة أجاب عنها برحابة صدر. ولعل أهم ما قاله أن الاشتراك بمزود الوصول للإنترنت للجمعية المعلوماتية صار مفتوحا للجميع في سورية، وليس حصرا بأعضاء الجمعية وأعضاء النقابات.

وأهم ما لم يقله فراس بكور، هو أن تخفيض كلفة الإشتراك بالإنترنت ليس بيده، لأنه مضطر لشراء خدمات الإتصالات من مؤسسة الاتصالات، هذه المؤسسة الاحتكارية الجشعة التي لا تشبع من نهب أموال السوريين مقابل بعض أسوأ خدمات الإتصالات التي تعرفها البشرية حاليا. فمادام مزودو الوصول للإنترنت مجبرين على شراء الاتصالات من غول الاتصالات السورية، لا يستطيع أحد أن يخفض تكاليف الإنترنت في سورية.

 

ورغم ذلك، فقد وعد فراس بكور الناس خيرا، ولمح أنه عقد اتفاقا جديدا مع مزود خدمة كندي يخفض تكلفة حزمة الإنترنت عليه كثيرا، وقال أنه سيحاول نقل التوفير إلى أعضاء الجمعية، باعتبار أنه لا يستطيع تخفيض كلفة الإشتراك للمشتركين من غير الأعضاء حرصا على عدم التأثير على الأرباح الاحتكارية لامبريالية الاتصالات السورية.

وجوابا على سؤال عن حجب المواقع والخدمات على الإنترنت قال أن المزود يحجب مرغما خدمتين اثنتين فقط هما: بعض المواقع السياسية، وخدمة نقل الصوت على الشبكة VoIP. يؤسفني أن هذا الكلام غير دقيق، فمزود خدمة الإنترنت في الجمعية المعلوماتية يحجب أغلب الخدمات على الشبكة، ومن الخدمات المحجوبة مثلا خدمة SMTP وخدمة FTP (upload) وخدمة SSH وخدمات Webcam وخدمة RTSP، إضافة إلى مئات الخدمات الأخرى.

لا أدري لماذا تجاهل فراس بكور هذه الخدمات المحجوبة، ربما تجاهلها سهوا، وربما لم يذكرها لأن أحدا لم يسأل عنها، وربما أراد أن يكذب على الجمهور، أو أن يستغبيه، وربما لم يرغب في تقديم صورة سيئة عن خدمته. كل هذا مقبول بالنسبة لي، ولن أحتج عليه، ولكنني أحتج بشدة إذا كان السيد فراس بكور يعتقد أنه ليس من واجب مزوده تقديم هذه الخدمات. خصوصا أنه دافع عن التصميم الشاذ لطريقة تقديم خدمة الوصول للإنترنت في مزوده، واعتبر أن استخدام وكيل Proxy هو أحد الميزات التي نستفيد منها بدون مقابل في حين أن خدمة الوكيل تقدم مأجورة من قبل بعض مزودي الخدمة في أمكنة ما من العالم. ما لم يقله السيد فراس بكور هو أن مزودي الخدمة الذين يحترمون نفسهم وزبائنهم في العالم يقدمون خدمة إنترنت حقيقية مع عنوان أي بي حقيقي وبدون بروكسي، وبدون حجب أية خدمة، ولا يجبرون زبائنهم، كما يفعل مزوده، على استخدام بروكسي يحجب كل خدمات الإنترنت باستثناء عدد قليل للغاية منها.

لا أريد أبدا أن أعطي صورة سيئة عن فراس بكور، الرجل الذي أحترمه عن بعد دون أن أعرفه شخصيا، ولا أستطيع إلا أن أتعاطف معه كمستثمر وطني مغامر يدرك تماما أن وزير الاتصالات يستطيع بجرة قلم أن يصادر، أو يدمر، كل مشروع مزود الخدمة الذي يقوده في وسط حقول ألغام الحكومات السورية المتعاقبة منذ سنوات. على العكس من ذلك، فأنا أود أن أدعوكم للاشتراك لدى مزود خدمة الجمعية المعلوماتية السورية، خصوصا بعد أن أصبح الاشتراك متاحا للجميع لديهم، فاشتراككم لدى الجمعية المعلوماتية يساهم في دعم المزود الوطني الوحيد في سورية، ويمكنكم من الاستفادة من خدمة إنترنت أسرع وأفضل بكثير من منافستها الامبريالية.

وإذا قررتم نقل اشتراككم من مؤسسة الاتصالات إلى الجمعية المعلوماتية، أرجو أن تقدموا لمؤسسة الاتصالات جرعة من دمكم على شكل ساعة دخول إلى حسابكم لديها كل أسبوع، فربما يساعد هذا في تأخير نقمة وزارة الاتصالات على فراس بكور ومشروعه الوطني، وإطالة استفادتنا منه بضعة أشهر أخرى.

الأيهم صالح
اللاذقية _ سورية
www.alayham.com

التعليقات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.