مدونة الأيهم

أفكار من العالم الآخر: الدين العلمي 2

هل تدور الأرض حول الشمس؟ نظرية زاركوفا تقول أن الأرض تدور حول نقظة متغيرة تقع دائما ضمن كتلة الشمس، ولكنها لا تدور حول مركز الشمس. وكما رأينا في المقالة السابقة، لا يستطيع العلم التأكد من ذلك، ولكن من الممكن نقض ذلك إن كان خاطئا، أو محاولة نقضه على الأقل. وزاركوفا لا تدعي صحة نظريتها، بل تقول أنها أنتجت توقعات يمكن التأكد منها أو نفيها بقياس النشاط الشمسي، وأنها طلبت من العديد من العلماء تكرار حساباتها ولكنهم رفضوا، والوحيد الذي قبل ذلك هو عالمة روسية شابة اسمها بوبوفا (المرجع محاضرة لزاركوفا من عام 2018). سلوك زاركوفا في هذا المجال يشبه سلوك عالم الفيروسات ستيفان لانكا في تجاربه التي تهدف لنقض علم الفيروسات من أساسه، وهذا السلوك تطبيق حرفي لما اقتبسته عن فاينمان في مقالتي السابقة، والتي اختتمتها بالقول أن العلم المستند إلى مبدأ الشك مازال موجودا، ولكن من الصعب العثور عليه.

أفكار من العالم الآخر: الدين العلمي

هل يمكن أن نسمي هذا النوع من العلم "دينا علميا" أو "علما دينيا؟" لأنه يستند بشكل أساسي على نوع من الإيمان، أو العقيدة. ربما نجد له اسما مختلفا يوما ما يميز بينه وبين العلم المستند على مبدأ الشك. إذا اعتمدنا نتائج يوانيديس يمكن القول أن أكثر من نصف العلم الذي ينشر حاليا هو دين علمي، وليس علما مستندا على مبدأ الشك. هذه النسبة كبيرة جدا وتعني أن العلم المستند على مبدأ الشك ينحسر أمام الدين العلمي العقائدي، أي أن الدين بشكله العلمي يتوسع على حساب العلم التقليدي المستند على مبدأ الشك. وربما يعني أن المعركة العلمانية التي بدأت في عصر النهضة بين العلم والكنيسة تتجه للحسم عبر تحول أغلب العلماء إلى رجال دين علميين.

لا يمكنني الحكم بشكل مسبق على أية دراسة ولا على أية نتيجة تخلص إليها أية دراسة، فأنا لست عالما ولا أمارس العلم كمهنة. أنا شخص عادي يقرأ ويطلع، وقد اعتمدت مبدأ الشك كفلسفة لحياتي منذ أن قرأته لدى هايزنبيرغ عندما كان عمري سبعة عشر عاما. ولذلك يجد من يقرؤون كتاباتي أو يناقشونني أنني أميل إلى هذا الاتجاه، وأستطيع انتقاد منهج الدراسات العلمية وتحديد ما إذا كانت مبنية على أساس مبدأ الشك، أو على أساس الإيمان المطلق بالنتائج.

هذه مهارة يستطيع أي شخص اكتسابها بالتدريب، وذلك عبر ملاحظة طريقة صياغة ما يقرؤه من العلم أو عن العلم، الصياغات التي توحي بالحتمية هي عادة صياغات مستندة على الإيمان، والصياغات التي توحي بعدم الثقة هي عادة صياغات تستند على مبدأ الشك.

قراءة في فكر ماتياس ديسميت 1: التشكيل الجماهيري

يعتبر ماتياس ديسميت أن التشكيل الجماهيري ظاهرة تنشأ في بعض المجتمعات عندما تتوافر أربعة شروط أساسية:

  1. عدد كبير من الناس في المجتمع يشعرون بالعزلة، أو يعيشون حياة منعزلة عن المجتمع ويعانون نقصا في الروابط الاجتماعية.

  2. عدد كبير من الناس لا يجدون معنى لحياتهم أو هدفا ساميا يعملون من أجله، مثلا أشخاص يعملون في أعمال يشعرون أنها ليست ذات قيمة، أو أشخاص لا يملكون أي دافع لإجراء أي تحسين على حياتهم.

  3. عدد كبير من الناس يعانون أمراضا نفسية مشخصة أو غير مشخصة، قد تكون هذه الأمراض ناتجة عن العزلة التي يعيشون فيها، أو عن فقدان الهدف، أو عن أسباب أخرى.

  4. عدد كبير من الناس يشعرون بالقلق أو بالخوف من المجهول، ويجدون تعزيزا لهذا القلق في تعاملاتهم مع الآخرين، مما يقنعهم بوجود خطر ما يهدد المجتمع كله، ويحرض غريزة البقاء لديهم فيدفعهم لسلوك عدواني بشكل لاواع.

قراءة في فكر توم كووان 6: تفسير العدوى

يقول كووان أن هناك أربع أسباب للمرض.

  1. التجويع Starvation: تحتاج الخلايا والأنسجة إلى مواد غذائية لتستمر في الحياة، وعندما لا تجد هذه الخلايا في وسطها المحيط فهي تمرض، وتصبح معرضة للموت.

  2. التسميم Poisoning: تتعرض الخلايا والأنسجة إلى أنواع متعددة من السموم في وسطها المحيط، وتستطيع التعامل مع هذه السموم في بعض الحالات، ولكن في حالات أخرى فهي تضعف أمام التسميم وتموت.

  3. الإضرار الجسدي Physical Trauma: مثل الجروح أو الكسور. بعض أنواع الإضرار الجسدي يأتي من الخارج وبعضه قد يكون بنيويا مثل الأضرار الخلقية.

  4. الإضرار النفسي Psychological Trauma: الحالة النفسية تؤثر على الحالة الجسدية، ويمكن أن تؤدي إلى أنواع مختلفة من الأضرار في أنسجة الجسم.

قراءة في فكر توم كووان 5: الحرب على الحياة

لم يستطع العلماء إيجاد الجراثيم في موقع المرض في كل الأمراض، مثلا لم يستطع باستور إيجاد جرثومة مسببة لمرض الكلب، ولذلك افترض أن العامل المسبب للمرض بالغ الصغر ولا يمكن رصده بالمجهر الضوئي. ولم يستطع أحد اكتشاف جرثوم مقترن بمرض شلل الأطفال، أو السرطان، وكانت نظرية باستور تفسيرا مقبولا لهم، فاعتبروا أن هناك كائنات دقيقة تسبب الأمراض وهم لا يستطيعون كشفها. لم يكن علماء ذلك العصر يعرفون أي شيء عن هذه الكائنات، كان هناك افتراض أن هذه الجسيمات موجودة وأنها تسبب المرض. اصطلح العلماء على اطلاق اسم فيروس على أي كائن من هذا النوع، وكلمة فيروس تعني في اللاتينية السم. وهكذا أخذت نظرية الجراثيم شكلها الحالي، بدلا من البحث عن السبب الحقيقي للمرض، يتم البحث عن عامل افتراضي يعتقد العلماء أنه قد يسبب المرض.

قراءة في فكر توم كووان 4: هراء العلماء

أكبر دراسة عن المرضى الذين يحملون ما يسمى "فيروس HIV" أثبتت أن هذا "الفيروس" لا ينتقل بالاتصال الجنسي. اقرؤوا الدراسة وستجدون أن استنتاجاتها تقول أنه لا يمكن تفسير أن 25% من الأزواج المشاركين بالدراسة خلال 10 سنوات ولا يستخدمون العازل أثناء الممارسة الجنسية لم يشهدوا انتقال الفيروس بين الزوجين، وأنه في الحالات التي تم تسجيل انتقال للفيروس فيها كانت هناك عوامل أخرى تؤثر على الانتقال. تلك الدراسة قدرت أن احتمال العدوى infectivity بالاتصال الجنسي من رجل إلى امرأة هو 0.0009 ومن امرأة إلى رجل هو احتمال أقل بكثير. هناك دراسات متعددة تعزز هذه النتيجة، وصحيح الويكيبيديا ينقل أن من يحمل "الفيروس" ويتعاطى علاجا لا ينقل "الفيروس" بالاتصال الجنسي.

قراءة في فكر توم كووان 3: تلفيق العدوى

يناقش كووان مرض شلل الأطفال، وهو مرض يعتقد الكثيرون أنه ناتج عن فيروس، ولكن طبيبا أمريكيا اسمه مورتون بيسكند Morton S. Biskind نشر عام 1953 دراسة ضخمة ومدججة بالمراجع (اقرؤوها هنا) تقول أن سبب المرض هو مادة سامة تضرب الجهاز العصبي، وتسمى Chlorophenothane, dichlorodiphenyltrichloroethane وتعرف تجاريا باسم DDT. سمية هذه المادة أمر متفق عليه منذ وقت طويل، وحتى قبل ترخيص استخدامها كمبيد حشري، ورغم ذلك فقد حاز بول هيرمان مولر على جائزة نوبل في الطب عام 1948 لاكتشافه بعض الخواص السمية لهذه المادة (ربما لن تصدق ذلك إلا إذا قرأته في موقع جائزة نوبل). دراسات بيسكند تقول أن الفيروس المعروف باسم "الفيروس X” وقتها هو هذه المادة وأن كل الأعراض التي تنسب إلى هذا الفيروس، سواء الأعراض الهضمية أو العصبية، هي نتيجة مباشرة لانتشار استخدام DDT في العالم. لتأخذوا فكرة عن انتشار استخدام هذا السم شاهدوا هذا الإعلان عن دهان منزلي يدخل في تركيبه سم DDT وهذا الفيلم التسويقي لشخص يقنع الناس أنه غير سام عبر تناول طعام تم ضخ DDT عليه!

قراءة في فكر توم كووان 2: فشل العدوى

هل سمعت بالانفلونزا الاسبانية؟ ربما تعتقد أنها أخطر وباء انفلونزا في التاريخ وأنها حصدت أرواح ملايين البشر بين عامي 1918 و 1920. يقتبس توم كووان مقاطع من دراسة عن انتشار هذا المرض أعدها الطبيب ميلتون روزينو Milton J. Rosenau عن انتشار هذا المرض ونشرها في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية عدد آب أغسطس 1919 (تجدون هنا المصدر الأصلي، وهو مأجور، وهنا نسخة مجانية من الدراسة.)

حاول روزينو اكتشاف طريقة انتشار الانفلونزا، ولذلك حصل على 100 متطوع مختلفي الأعمار وجميعهم سليمون تماما ولا يعانون أية أمراض، وأجرى عليهم التجارب التالية:

قراءة في فكر توم كووان 1: أمواج الجينات

The Contagion Mythالكتب التي تهز معتقداتك ليست كثيرة، ولكنها مميزة وتعرفها قبل أن تنتهي من قراءتها. في الماضي قرأت كتبا غيرت نظرتي للحياة، وكتاب The Contagion Myth لتوم كووان وسالي موريل هو خامسها، ولكنه يتميز عن سابقيه بأن طرحه يستعصي على التصديق، وكل فصل فيه يتطلب بحثا وتدقيقا في التفاصيل وتأكدا من المعلومات بشكل مكثف. بدون هذا الجهد لن يبدو أي شيء مقنعا في الكتاب، وحتى بعد التحقق من المراجع والدراسات العلمية تبقى الأفكار التي يطرحها الكتاب متناقضة مع الاعتقادات المتناقلة عن الموضوع.

1.4 مليون إصابة بسبب اللقاحات في أمريكا وأوروبا

يقول التقريران السابقان أن هناك أكثر من نصف مليون تقريرا عن إصابة بسبب اللقاحات في أمريكا، واكثر من 900 ألف تقريرا عن إصابات بسبب اللقاحات في أوروبا. سابقا وجدت دراسة لجامعة هارفارد أن التقارير المرسلة إلى المركز الأمريكي هي أقل من 1% من الأثار الجانبية للقاحات يتم الإبلاغ عنها. تشمل هذه التقارير الآثار الجانبية التي تتم ملاحظتها فورا أو بعد التلقيح بفترة قصيرة، ولا تشمل الأمراض المزمنة أو الآثار الجانبية الخطرة التي لا يمكن ربطها باللقاحات مباشرة.