مقدمات الإصلاح البروتستانتي للإسلام: 1- صحوة الضمير الإسلامي

Hi. My name is Kiefer Sutherland. And I play counter-terrorist agent Jack Bauer on Fox's '24'. I would like to take a moment to talk to you about something that I think is very important. Now while terrorism is obviously one of the most critical challenges facing our nation and the world, it is important to recognize that the American Muslim community stands firmly beside their fellow Americans in denouncing and resisting all forms of terrorism. So in watching 24, please, bear that in mind.

بثت شبكة فوكس هذا الإعلان بصوت وأداء الممثل كيفر سازرلاند خلال بث حلقة من الجزء الرابع من مسلسل 24 الذي تنتجه الشبكة، وقد قررت الشبكة بث هذا الإعلان بعد لقاء مع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية كير CAIR لتأكد لمجلس كير أنها لا تقصد اتهام الأمريكيين المسلمين بالإرهاب. وزيادة في التأكيد قامت فوكس باستشارة كير للتأكد من موافقته على نص الإعلان.

لماذا طلب كير من فوكس أن تبث هذا الإعلان، مما يوحي أن كير يعتقد أن المسلمين الأمريكيين يعتبرون أن المسلسل موجه ضدهم، أو أنه يؤذيهم؟ هل لأن العدو الذي يواجهه جاك باور في الجزء الرابع من المسلسل هو عدو مسلم. لا أظن ذلك، فقد واجه بطل المسلسل في الأجزاء الثلاثة السابقة أعداءا مختلفين من دول أوروبية صورهم المسلسل بصورة قتلة سفاحين وسفاكي دماء عديمي الرحمة، ولم يشعر مواطنوها أن العمل يستهدفهم. ولم تكن فوكس مضطرة لبث أي توضيح للأمريكيين يقول أن الصرب أو الألمان أو الروس ليسوا مجرمين.

لماذا يشعر المسلمون العاديون، غير السلفيين، أنهم متهمون بالإرهاب عندما يظهر إرهابي مسلم في عمل تلفزيوني لا يمت إلى الواقع بصلة؟

 

تختلف الإجابات على هذا السؤال، فالإسلاميون غالبا ما يحاولون تبرئة نفسهم واتهام الآخرين أنهم يوجهون الاتهامات ظلما للإسلام، مما يضع الإسلاميين في خندق مواجهة افتراضي مع الآخرين الذين لا يتهمون الإسلام أصلا بأي شيء، بل يروون حادثة منفردة أو ينتجون فيلما تلفزيونيا عن شخصيات خيالية ولا يستند على أية أحداث واقعية. ولعل هذا ما حصل بين الإسلاميين من كير، وبين فوكس، وأجبر فوكس على تقديم إعلان مجاني لمسلمي أمريكا لتثبت لهم أنها لا تتهمهم بأي شيء.

أعتقد بوجود أسباب موضوعية لشعور المسلمين أنهم متهمون بالإرهاب حتى عندما لا يكونون متهمين أبدا، ولعل ذلك يرجع إلى ضمير المسلم. فالمسلم المعاصر (غير السلفي) هو أعرف الناس بطبيعة عقيدته، والمسلمون المطلعون بشكل جيد على العقيدة و على تاريخ الإسلام يعرفون التاريخ الدموي للإسلام منذ نشأته على يد الرسول محمد، وحتى نشوء الإرهاب المعاصر. المسلم غير السلفي يعرف بينه وبين نفسه أن قتل المرتد إرهاب، والجلد وقطع يد السارق إرهاب، والجهاد في سبيل الله إرهاب، وأن الرسول مارس تطهيرا عرقيا وعقائديا، ومارس الاغتيالات السياسية بحق خصومه وأعدائه بدون أية رحمة. ولأن هذه الأمور جزء من عقيدة المسلم، فهو غالبا يتصرف مثل المجرم الذي يسمع صوت سيارة الشرطة، فيعتبر أنها تلاحقه، رغم أن الشرطة قد لا تعرف بجريمته أصلا.

إضافة إلى ذلك، يعرف المسلم غير السلفي أن الإسلام السلفي هو مجرد نسخة قد تكون أكثر بشاعة وإرهابا من الإسلام الأول، وأن المسلم السلفي لا يتورع عن إصدار الفتاوى الإرهابية بحق كل البشرية التي لا تعتنق دينه، ورغم أن المسلم غير السلفي يعتبر كافرا مهدور الدم بنظر المسلم السلفي، فإن المسلم غير السلفي يعتبر السلفي أخا له في الإسلام وفق مذهب مختلف، وعندما يتهم العالم مسلما سلفيا محددا بالإرهاب، يعتبر المسلم غير السلفي أنه معني بالاتهام تماما مثل المسلم السلفي المتهم نفسه.

ولذلك أعتقد أن سلوك كير، وسلوك المسلمين غير السلفيين الذين يدفعون عن نفسهم تهمة الإرهاب دون أن يتهمهم أحد، ليس إلا صحوة ضمير تظاهرت بشكل خاطئ، فهم يريدون أن يقولوا للعالم "نحن لسنا كذلك"، وهم فعلا ليسوا كذلك، والعالم كله يعرف أنهم ليسوا كذلك، ولكنهم وحدهم يعرفون في قرارة أنفسهم أن الإرهاب جزء أساسي من الإسلام، وأن إخوتهم في الإسلام، المسلمين السلفيين، إرهابيون بالعقيدة، وأن الدولة الإسلامية مارست الإرهاب والاغتيال منذ نشأتها الأولى.

وعندما تكتمل صحوة الضمير، ويدرك المسلمون غير السلفيين أن انتماءهم الأساسي هو إلى البشرية، إلى الإنسانية، وليس إلى النسخة الأصولية السلفية من الإسلام، عندها سنجد أصواتا إسلامية تبدأ بإدانة أشكال الإرهاب في الإسلام، وتتبرأ منه، ومن يدري، ربما يشهد الإسلام حركة بروتستانتية إذا تيسر له قادة من نوعية مارتن لوثر، فيظهر شكل جديد من الإسلام يعطي المسلمين قدرا أكبر من الحرية، ويخلصهم من تركة دين الصحراء الثقيلة، ويقدم لهم عقيدة حضارية مرنة يستطيعون التعايش بها مع البشرية كلها، فيتخلصون بذلك من عذاب الضمير.

وفي انتظار بداية الإصلاح البروتستانتي للإسلام، سيبقى المسلمون غير السلفيين ضحايا تأنيب الضمير، وسيستمر شعورهم أن العالم يتهمهم ظلما وعدوانا، وستقوى شوكة الإسلام السلفي المرتكز على عقيدة إرهابية، وربما نشهد غزوات إسلامية مثل الغزوات الصليبية التي شنتها المسيحية الكاثوليكية في فترة أوج الأصولية المسيحية، وقبل ظهور الإصلاح البروتستانتي للمسيحية.


الأيهم صالح
اللاذقية ـ سورية
www.alayham.com

يمكن قراءة الخبر على موقع مجلس كير
http://cair-net.org/default.asp?Page=articleView&id=1434&theType=NR

التعليقات

sabri

يا زميلي أنت تمارس دوري القاضي والجلاد بنفس الوقت وكأنك تتبع الطريقة الستالينية في التفكير والعمل حيث نصب نفسه إلها على شعبه مدعيا أنه يعرف كبماذا يفكرون وماذا يريدون وأنت هاهنا تكيل اتهامات جذافا وبلاد دليل ولا منطق ولا حتى باستخدام ابسط الأسس العلمية تخيل أن تدخل لقسم شرطة فترى الشرطي يقول لك أنت مجرم لأنك مجرم ونحن نعرف بأنك تعرف بأنك مجرم؟؟؟؟ هل هذه هي الطريقة العلمية في المناقشة إن كنت تؤمن بشيء فهذا لا يعني أن تمارس نيتشويتك هنا محتكرا الحقيقة لنفسك .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.