أدب

حوليات كركورستان: الصمت صونا للعرض

أتمزق ألما، في رأسي تضطرب كل مشاعر الغضب على كل شيء، لم أكن أتخيل أن تطلب مني أمي الصمت صونا للعرض، وأن يقف أبي في صفهم ويحملني المسؤولية ثم يصفعني ويغادر.

توقفت عن البكاء منذ ساعة، فقد نفذت دموعي وتحولي حزني إلى غضب وحقد وانتقام. قررت أن أفرغ مشاعري بالرسم كما تعودت، ولكنني كسرت القلم ومزقت دفتري، وأشعرني هذا ببعض الراحة. فتحت حاسبي لعل ضرب المفاتيح يشعرني بالمزيد من الراحة، ولكن ما إن بدأت الكتابة حتى سمعت أختي تبكي في الصالة، لا شك أن أمي أخبرتها عندما عادت، وها هي تدق الباب علي.

………

حوليات كركورستان: مشاعر أسمى 1

كلما تعرفت على المنقاريين أكثر ازداد استغرابي من ضحالة تفكيرهم وعدم قدرتهم على الفهم، ومتابعتي الأخيرة لردود فعلهم على قانون صوبنة الإنترنت في بلدي الحبيب كركورستان تعزز قناعتي أن غيرة المنقارين منا تطغى على قدرة ذلك الشعب على التفكير. هم يغارون من الكركوريين في كل شيء، ولا تستطيع عقولهم السطحية أن تقبل أن حظنا في الحياة أفضل من حظهم بكثير. نحن محظوظون بشخصية عاملنا العظيم الذي يفكر ويخطط لحمايتنا من كل الأخطار التي تحيط بنا، وقانون صوبنة الإنترنت أكبر دليل على ذلك، فهذا القانون العميق يحمينا من أخطار لا تستطيع عقول المنقاريين أن تتخيلها.

حوليات كركورستان: صوبنة الإنترنت 1

أنا لا أفهم لماذا يعتقد أصدقائي الكركوريون أننا نحن شعب منقارستان لا نرضى أبدا ولا نقبل أي شيء كما هو، فخبرتي معهم ومع من أعرفهم من شعبنا تقول أننا متقاربون جدا في الطباع. ربما كان للتاريخ دور في تشكيل هذه الصورة عن المنقاريين، وفي تشكيل صورة شعب كركورستان الشائعة في منقارستان. أنا أعتقد أن الكركوريبن والمنقاريبن يقبلون بكل سعة صدر كل ما يصدر عن عامل كركورستان أو عامل منقارستان، وكل التعليمات التي تصدر إليهما من الباط العالي.

مهرجان نيسان الأدبي في اللاذقية

كل عام يتواقت انبعاث الجو الأدبي في اللاذقية مع زهر ليمون يستعير عبق العشق , ومع شقائق نيسان بلون الجرأة تغافل البساط الأخضر الرتيب ,وتطل ترسم بسمة الطبيعة ,تماماً كما تغافل انشغالنا بأمور الحياة ,كوكبة من الأدباء يحجزون لمتعة الاستماع لنا مكاناً في المركز الثقافي في اللاذقية ,نلهث إليهم عطشا ً عسى يرتوي إحساسنا بحيوية إلقائهم يراودني الانعتاق ..؟ عنوان لقصيدة ٍمختارة ,يلفتنا لأنه يلامس هاجسنا الدائم ,فتبرق عيوننا ,ونصغي للأديبة :مناة الخير تسكب بإحساسٍ ٍ جميل أحلى الكلمات في قلوبنا ,وتقودنا بسحر إلقاء ٍ ذكي وحنون ,إلى تفاصيل حالة إنسانية روحية يملؤها التأمل والتساؤل .

غيورغي فاسيلييف: حكاية غير مختَلَقة

حكاية غير مختَلَقة

قصة بقلم
غيورغي فاسيلييف – موسكو


عزمتني بنت سورية، تعرفت عليها بالصدفة، حينما تهت في احد شوارع الشام، وكنت عندها ابحث عن المركز الثقافي الفرنسي. وصدف ان سألت شابا، وكما تبين لي فيما بعد انه دلني خطأ قصدا وعمدا. وصلت الى المكان الذي دلني عليه الشاب، ولكني لم اجد المركز الثقافي، بل وجدت نفسي في حي من احياء دمشق القديمة المعتمة الضيقة، وكأنها ترعة عميقة جدا لساقية ماء جف مجراها. بيوت مرصوفة على حافتي ترعة، على خط و نسق واحدين، لاتزورها الشمس.

حياة

قرب النافذة .. و من خلف ستائرها البيضاء الشفافة تجد اشراقة الصبح طريقا لتبعث الحياة في الزوايا المظلمة و في صفحات الرسائل التي خلت من العنوان وفي كل شيء تشُق طريقها إليه سوى وْجه حياة الشّاحب الذي ارتسم عليه خريف العمر وبدت رواسب الزمن جليّة واضحة .

وداعاً عبد الرحمن منيف

كقارئة متّعت فكرها بقلم الكاتب عبد الرّحمن منيف و أيقظت من نقوش كلماته ما غاب عنها من تداخلات العصور الآنفة و ما نشهده الآن من أحداث متسارعة .. أحسست أنّي مدينة لهذا الروائي الرّاحل بعبارة تقدير و إجلال لكنز نَثره من ورائِه لعلَّه يصل إلى الأقلام الحرّة فيضيء لها ما تبقى من طريق الصحوة .