واقع البعثة الداخلية
يستحيل يوماً أن يكون طريق العلم مفروشاً بالورود والأزهار إذ لا يخلو هذا الطريق من صعوبات تقف أمام طالبه ولهذا سأحاول في هذا المقال الوقوف عند أهم الصعوبات التي يعاني منها طالب العلم الموفد ببعثة داخلية - وأؤكد هذه العبارة (بعثة داخلية) - والتي تتمثل أهمها في ضعف الراتب الذي يتقاضاه الموفد داخلياً فهو يتقاضى 12350 ليرة سورية كل أربعة أشهر إن لم نقل أن الفترة قد تطول لأكثر من ذلك , وما أدراك أيها القارئ ما تأثير هذا الضعف وهذا التأخير في قبض الراتب على طالب العلم ولاسيما أن معظم الطلبة الموفدين من الطبقة المحدودة الدخل .
في الحقيقة إن هذا الراتب لا يسد احتياجات الطالب الاساسية من غذاء وأجور ..... فكيف سيغطي هذا الاخير نفقات بحثه التي تمتص تكاليف كبيرة حتى تعطى النتيجة المثلى التي تساهم بشكل أو بآخر في تنمية وتطور المجتمع علماً أن الفشل في تحقيق الدرجة العلمية المطلوبة منه الوصول إليها يرتب عليه الكثير من الغرامات التي تجهد الطالب الموفد وعائلته .
تبدأمسيرة الطالب العلمية بالاستناد إلى قرار الايفاد الذي يبين ضمنه مدة إيفاده والتي تحدد بسنتين للحصول على درجة الماجستير وبأربع سنوات للحصول على درجة الدكتوراه مع تمديد نصف مدة الايفاد المقررة لكل منهما لكن المشكلة هنا تكمن في أن الطالب الموفد غير الحاصل على دبلوم الدراسات العليا يعامل بمثل ما يعامل الطالب الموفد الحاصل على هذا الدبلوم وبتوضيح أكثر دبلوم الدراسات العليا يحسب من ضمن مدة إيفاد الطالب حيث لا يجوز التسجيل على درجة الماجستير قبل الحصول على هذا الدبلوم لذلك حكماً السنة الاولى من إيفاده سيقضيها في الحصول على هذا الاخير فمثلاً لنفترض أن الطالب موفد للحصول على درجة الماجستير وهذا الطالب كان قد حصل على دبلوم الدراسات العليا قبل بدء إيفاده فإنه عندما يكون أمامه ثلاث سنوات لإنجاز رسالة الماجستير يكون أمام الطالب غير الحاصل على دبلوم قبل إيفاده سنتان فقط , فما رأيك في هذا ؟ وكيف سيكون وضع الطالب الموفد الذي رسب في دبلوم الدراسات العليا ؟
عندما يوفد الطالب فإنه يوفد باختصاص معين ليتابع تحصيله العلمي فإذا كان هذا الاختصاص متوفراً في الجامعة - الكلية الموفد إليها فلا توجد في هذه الحالة أية مشكلة لكن في بعض الاحيان يوفد الطالب باختصاص لا يتوفر في الكلية التي سيتابع فيها تحصيله العلمي فهو بحاجة لمشرف بهذا الاختصاص من خارج الكلية الموفد إليها يسمى مشرفاً مشاركاً يوجه الطالب ويدلي عليه نصائحه في إعداد الرسالة إلا أن المشكلة في هذه الحالة تتمتل في صعوبة أو عدم قبول بعض الدكاترة الاشراف على هذا النوع من الرسائل كمشرفين مشاركين وإنما يرغبون في الاشراف كمشرف رئيسي باعتبار أن المشرف المشارك أقل درجة من المشرق الرئيسي ولكن عادة يكون المشرف الرئيسي من ضمن الكلية الموفد إليها وليس من خارج نطاقها عداك عن ذلك فإنه يقال لهذا الطالب أنه يتعدى على اختصاصهم وإن هذا الاختصاص حكر عليهم فما ذنب هذا الطالب الذي أوفد من البداية بهذا الاختصاص علماً أنه لا يجوز بأي حال من الاحوال تغييره وإعداد أطروحة باختصاص آخر
أما فيما يتعلق بسكن هذا الموفد وأقصد هنا الطالب الموفد إلى جامعة دمشق حصراً فعند انتهاء العام الدراسي يسيطر عليه القلق إذ يبدأ بالتفكير في كيفية تدبير سكنه للعام القادم رغم أنه موفد علماً أنه عند بدء إيفاده يقال له السكن مؤمّن إلا أن الواقع يختلف عن ذلك ففي بداية كل عام دراسي يواجه نفس المشكلة عداك أن سكن الطالب الموفد حالياً مأجور حيث يدفع كل شهر مبلغ وقدره 500 ليرة سورية على اعتبار أنه موظف ويعامل على هذا الاساس ولكن عند صدور أي زيادة أو منحة لهذا الراتب فهي لاتشمل راتب هذا الموفد على أساس أنه غير موظف . إضافة إلى ذلك لا يحق لطالب الماجستير السكن سوى عام واحد, وأي ماجستير سينتهي خلال عام واحد ؟ ولنفترض جدلاً أن هذا الطالب كان عبقرياً وأنهى ماجستيره بعام إلا أنه في الواقع لا يحق له أن يناقش هذه الرسالة قبل عام وشهرين كحد أدنى وما ينطبق على طالب الماجستير فيما يخص السكن ينطبق على طالب الدكتوراه .
صحيح أن ما سبق هو جزء من الصعوبات التي يعاني منها طالبنا الموفد إلا أنني أقول لكل الطلبة الموفدين وأنا منهم : أوصيكم بالصبر والامل وإياكم اليأس والتشاؤم مهما كانت الصعوبات محاطة بكم
يستحيل يوماً أن يكون طريق العلم مفروشاً بالورود والأزهار إذ لا يخلو هذا الطريق من صعوبات تقف أمام طالبه ولهذا سأحاول في هذا المقال الوقوف عند أهم الصعوبات التي يعاني منها طالب العلم الموفد ببعثة داخلية - وأؤكد هذه العبارة (بعثة داخلية) - والتي تتمثل أهمها في ضعف الراتب الذي يتقاضاه الموفد داخلياً فهو يتقاضى 12350 ليرة سورية كل أربعة أشهر إن لم نقل أن الفترة قد تطول لأكثر من ذلك , وما أدراك أيها القارئ ما تأثير هذا الضعف وهذا التأخير في قبض الراتب على طالب العلم ولاسيما أن معظم الطلبة الموفدين من الطبقة المحدودة الدخل .
في الحقيقة إن هذا الراتب لا يسد احتياجات الطالب الاساسية من غذاء وأجور ..... فكيف سيغطي هذا الاخير نفقات بحثه التي تمتص تكاليف كبيرة حتى تعطى النتيجة المثلى التي تساهم بشكل أو بآخر في تنمية وتطور المجتمع علماً أن الفشل في تحقيق الدرجة العلمية المطلوبة منه الوصول إليها يرتب عليه الكثير من الغرامات التي تجهد الطالب الموفد وعائلته .
تبدأمسيرة الطالب العلمية بالاستناد إلى قرار الايفاد الذي يبين ضمنه مدة إيفاده والتي تحدد بسنتين للحصول على درجة الماجستير وبأربع سنوات للحصول على درجة الدكتوراه مع تمديد نصف مدة الايفاد المقررة لكل منهما لكن المشكلة هنا تكمن في أن الطالب الموفد غير الحاصل على دبلوم الدراسات العليا يعامل بمثل ما يعامل الطالب الموفد الحاصل على هذا الدبلوم وبتوضيح أكثر دبلوم الدراسات العليا يحسب من ضمن مدة إيفاد الطالب حيث لا يجوز التسجيل على درجة الماجستير قبل الحصول على هذا الدبلوم لذلك حكماً السنة الاولى من إيفاده سيقضيها في الحصول على هذا الاخير فمثلاً لنفترض أن الطالب موفد للحصول على درجة الماجستير وهذا الطالب كان قد حصل على دبلوم الدراسات العليا قبل بدء إيفاده فإنه عندما يكون أمامه ثلاث سنوات لإنجاز رسالة الماجستير يكون أمام الطالب غير الحاصل على دبلوم قبل إيفاده سنتان فقط , فما رأيك في هذا ؟ وكيف سيكون وضع الطالب الموفد الذي رسب في دبلوم الدراسات العليا ؟
عندما يوفد الطالب فإنه يوفد باختصاص معين ليتابع تحصيله العلمي فإذا كان هذا الاختصاص متوفراً في الجامعة - الكلية الموفد إليها فلا توجد في هذه الحالة أية مشكلة لكن في بعض الاحيان يوفد الطالب باختصاص لا يتوفر في الكلية التي سيتابع فيها تحصيله العلمي فهو بحاجة لمشرف بهذا الاختصاص من خارج الكلية الموفد إليها يسمى مشرفاً مشاركاً يوجه الطالب ويدلي عليه نصائحه في إعداد الرسالة إلا أن المشكلة في هذه الحالة تتمتل في صعوبة أو عدم قبول بعض الدكاترة الاشراف على هذا النوع من الرسائل كمشرفين مشاركين وإنما يرغبون في الاشراف كمشرف رئيسي باعتبار أن المشرف المشارك أقل درجة من المشرق الرئيسي ولكن عادة يكون المشرف الرئيسي من ضمن الكلية الموفد إليها وليس من خارج نطاقها عداك عن ذلك فإنه يقال لهذا الطالب أنه يتعدى على اختصاصهم وإن هذا الاختصاص حكر عليهم فما ذنب هذا الطالب الذي أوفد من البداية بهذا الاختصاص علماً أنه لا يجوز بأي حال من الاحوال تغييره وإعداد أطروحة باختصاص آخر
أما فيما يتعلق بسكن هذا الموفد وأقصد هنا الطالب الموفد إلى جامعة دمشق حصراً فعند انتهاء العام الدراسي يسيطر عليه القلق إذ يبدأ بالتفكير في كيفية تدبير سكنه للعام القادم رغم أنه موفد علماً أنه عند بدء إيفاده يقال له السكن مؤمّن إلا أن الواقع يختلف عن ذلك ففي بداية كل عام دراسي يواجه نفس المشكلة عداك أن سكن الطالب الموفد حالياً مأجور حيث يدفع كل شهر مبلغ وقدره 500 ليرة سورية على اعتبار أنه موظف ويعامل على هذا الاساس ولكن عند صدور أي زيادة أو منحة لهذا الراتب فهي لاتشمل راتب هذا الموفد على أساس أنه غير موظف . إضافة إلى ذلك لا يحق لطالب الماجستير السكن سوى عام واحد, وأي ماجستير سينتهي خلال عام واحد ؟ ولنفترض جدلاً أن هذا الطالب كان عبقرياً وأنهى ماجستيره بعام إلا أنه في الواقع لا يحق له أن يناقش هذه الرسالة قبل عام وشهرين كحد أدنى وما ينطبق على طالب الماجستير فيما يخص السكن ينطبق على طالب الدكتوراه .
صحيح أن ما سبق هو جزء من الصعوبات التي يعاني منها طالبنا الموفد إلا أنني أقول لكل الطلبة الموفدين وأنا منهم : أوصيكم بالصبر والامل وإياكم اليأس والتشاؤم مهما كانت الصعوبات محاطة بكم
المنتديات
إضافة تعليق جديد