في البداية سأذكر لمحة بسيطة عن تفكير والد ألبرت أينشتاين هرمان أينشتاين حول القضايا الدينية: لقد كان والد أينشتاين مارقا من الدين و لم يبق له من تقاليد العائلة اليهودية سوى التعلّق بالشعر الألماني أمثال شيلر و هاين. أما الصوم و الطقوس الدينية الأخرى فلم تكن في نظره إلا من خرافات القرون الأولى. أما ألبرت أينشتاين ، فقد كان التلميذ اليهودي الوحيد بين التلاميذ الكاثوليك في المدرسة الابتدائية و لم يكن يجد فرقا كبيرا بين الكثلكة التي يتلقاها في المدرسة و بين رواسب التقاليد اليهودية التي ترعرع عليها في البيت و قد استحال هذا في نفسه إلى إحساس عميق بخضوع الكون بأسره لنواميس عامة لا يخرج عليها ، و كان ينزعج من والديه عندما كانا يسخران من الطقوس الدينية – فأمه بولين كوخ أيضا كانت تسخر من الطقوس الدينية . و في الرابعة عشرة من عمر أينشتاين حدث تحوّل كبير في شعوره الديني فقد وجد نفسه يتلقى التعاليم اليهودية في الثانوية بعد أن كان يتلقى التعاليم اليهودية في الابتدائية . و كان يشمئز من رؤية الطلاب يُساقون إلى أداء الفرائض الدينية سواء أحبوها أم لم يحبوها، فلم يعجبه الحال و لم يجد في الطقوس الدينية اليهودية إلا خرافات عفى عليها الزمن من شأنها أن تعوق الفكر ، فكفر بها ثم كفر بكل دين و ظل على ذلك طيلة حياته. أما عن قولك أنه متعاطف مع إسرائيل و مع إقامة الدولة اليهودية، فلا أستطيع إلا أن أذكر أنه عندما قدم إلى فلسطين، و كانت بريطانية لا تزال تسيطر على فلسطين، لام اليهود لجحودهم و نكرانهم و حثّهم على تفهّم العرب و تراثهم و لذلك لم يرحّب به اليهود . و قد بعثت إليه الجامعة العبرية في فلسطين برسالة تسند إليه فيها كرسي الفيزياء النظرية، فرفض ذلك. و بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حاول بعض الزعماء اليهود إقناعه بأن يصبح رئيسا لإسرائيل فرفض العرض و قال: ( إن دولة تنشأ كما نشأت إسرائيل جديرة بالفناء ). و لعل ما يشير إلى كرهه للحرب أنه عندما كان صغيرا كان يقول حين يشاهد الجنود يقومون باستعراضات كان يقول لأبويه ( أرجو ألا أكون أحد هؤلاء البؤساء عندما أصبح كبيرا ).

في الحقيقة المعلومات متراكمة في عقلي منذ زمن و هي ناتجة عن عدة كتب قرأتها تتحدث عن أينشتاين أو علماء آخرين أما بعض العبارات -في الرد السابق - و التي تدل أنها منقولة عن مصدر فهي من كتاب اسمه "اينشتاين و النظرية النسبية" و قد كتبت منه للحفاظ على دقة المعلومة.

شكرا لك يا Zina على هذه المقتطفات و الأقوال. سلام