أسفة لقد أخلفت بوعدي ……لقد نويت في سري
البارحة أنني لن ألقاك ….إلا بعد شهرين اثنين
اعذرني البارحة طلبت منك أن تبتعد عني وتغيب شهرين بالأمس أقسمت
أني لن أشتاق إليك…بالأمس وعدت نفسي بأن أرجع الى حياتي
و أسمع صوت المنطق والعقل, لم يمضي على قراري إلا ساعات فقط
اعذرني انسى كل ما طلبته منك وفي المرة المقبلة عندما أطلب منك الرحيل
تجاهلني و ارجع إليَّ في نفس اليوم ……لا ذات اللحظة
إني ضعيفة وجبانة لا أقوى على لعبة الفراق , تلك اللعبة التي تعذبنا وتحرقنا
كلما حاولت الابتعاد …أشعر برغبة القرب منك أكثر فأكثر
ارحل……لا بعد اليوم
ارحل …..اشطبها من قاموسك
حتى لو كررتها آلاف المرات , اعلم أنني أقصد بها أن تكون أكثر قربا..
ارحل ….ابقى معي
فأنا احبك , ساعات قضيتها من دونك أذابتني وحولت يومي إلى حزن كئيب
عد إليَّ ولون أيامي بلون قوس قزح
عد إليَّ و حررني من قيود الزمان
عد إليَّ وضمني إليك بقوة وقيدني بحبك , عذراً منك في الحب لا قيود
الحب حرية وسمو …علمني أن أحب فأنا مشتاقة للحب
علمني أن أفرح فأنا مشتاقة للفرح , علمني البساطة فأنا مللت التعقيد
علمني أن أكون إنسانة وخذني معك الى عالمك…
ساعات مرت وكأنها دهور, أرجوك لا تغيب عن نظري لا تحرمني أنفاسك
فأنت الهواء الذي أتنفسه وسر الحياة.. نعم ..دون تفكير وبلحظة يسموها البشر
ضعف أسكت صوت العقل وسمعت صوت القلب
سمعت صوتك من خلف الباب, من خلف نافذتي, من خلف مكتبي
من كل مكان ….نادتني روحي يا روحي
لا لا لن أقوى على تجاهل نغمة صوتك ولحن كلماتك لا و ألف لا
أنت وأنا نسمي صوت القلب صوت القوة…لحظة عنفوان…لحظة تحدي
بل قل لحظة جنون بجنون , لا تهمني لغة البشر
تفاهات …..كلها سخافات , من القلب تأتي الرحمة من القلب نقوى بالمحبة
حررني وخذني معك ….. لا تدعني بعد اليوم وإن ضعفت لحظات واستجبت
لصوت عقلي لا تكترث بي… و اغفر لي وتفهمني, احتاج لكثير من الصبر
والمحبة لأتعلم لغتك ونمط حياتك…خذني إلى عالم النور..
انسج لي أجنحة مثل أجنحتك ,أجنحة بيضاء موشحة بالنور
أبيض بأبيض …ثلج بثلج …ياسمين بياسمين…
من اليوم سنبدأ رحلتنا, سنخبر الجميع أننا عاشقان حتى الجنون,
من هذه اللحظة سأحلق معك عالياً..لأتنفس عطر الحرية ..عطر الحياة
أي حياة …قل عطر الخلود منذ الان أمد لك يدي ..لتنتشلني من مستنقع الحياة
و عفونة البشر و دخان الرياء والكذب وتعقيد الزمان ..ضباب بضباب
سواد بسواد..دخان بدخان..سنوات و انا أعيش في هذا المكان حتى ظننته
يشبه كل الاكوان بحكم العادة والروتين و الايام أصبحت جزء من هذا المستنقع
القذر حتى اعتقدت بأن مجرد التفكير بالخروج منه شئ مستحيل ضرب من الجنون
حتى التقيت بك ….أنت اقتحمت حياتي على غفلة الزمان….
سكنتني بلا سؤال… و ذهلتني دون كلام …
جئت إليَّ على غفلة … صدفة لم أتوقعها ولم أحلم بها ..أنت أكثر من خيال
وهم بوهم …سراب بسراب…جنون بجنون…أنت الحقيقة بعينها
أنت الشمس التي نورت حياتي أنت الشمس التي حولت عصر الجليد
الى عصر الخلود …..الجنون, أنت القمر الذي أضاء ليلي ونور قلبي
و أعطى معنى لوجودي ….أنت الوعد المنتظر أنت الأمل
أنت من أنت منذ عرفتك وسؤال يشغل عقلي وقلبي, من أنتَ ؟..
من أرسلك إليَّ ؟..هل عرفتك سابقاً؟..
وجهك ليس غريب عني ,عيناك تشبهاني عطرك هو عطري
حتى صوتك…صوتك لحن الحياة…نغم الوجود..يلامس الروح
أعود وأسألك من أنت؟..بعثرتني مزقتني حيرتني سرقت النوم
من عيني , بدلتني ..أنظر إلى نفسي فلا أعرفها لا تشبهني
ولكنك أذهلتني حينما قلت لي الآن فقط الآن أصبحت تشبهين روحك
أكثر, الآن أنت حقاً أنت , وكل ما مضى ما كنت أنت لم تشبهي نفسك
ارتديت قناع البشر و أتقنت لعبة الضعفاء …الحمقى …وارتضيت الحياة
السهلة وحملت الأقدار كل خطاياك وذنوبك ,
وتعلمت بإتقان الغوص في مستنقع الحياة …حتى ما عادت العفونة و البشاعة
تزعجانك بل أصبحا يشبهانك… وهكذا حتى وصلت الى القعر …
و ماذا بعد هل تحلمين بأبعد من القعر…ماذا تنتظري من الأسفل ..إنها أبعد
نقطة مرسومة لك , ارتميت كالحصى في المستنقع و هويتي بسرعة البرق
و رقدت بجحيم الحياة حتى أصبحت ظل إنسان …جسد إنسان …شبه إنسان
ومن البشاعة يخلق الجمال…ومن الجحيم تخلق الجنة .. ومن القذارة يخلق الطهر
ومن اليأس يولد الأمل, بصيص نور في قلبك الصغير..نور في كل تلك العتمة
في قعر أظلم وأشد ظلمة من الظلام ,..إنه النور يتقد ومن يجابه النور
الله نور السموات والارض…لا بد ان ذلك النور وحده قادر على انتشالك
من ذلك المستنقع اللعين..خذي يدي هي خلقت ليدك تمسكي بكل قواك ودعي النور
يشع من حولك …نور بنور …وحدك أنت تقدرين و تشعرين بقيمة النور
النور بعد الظلام يكون أجمل وأروع وحدك أنت بإمكانك أن تخبري الجميع
معنى وهج النور , من القلب الظلمة يخلق ويشع النور ..
يدك بيدي .. أنت الان بياض مثل الياسمين كما حلمت سابقا ًمنذ عهود
أنت مركز الوجود لاجل هذا خلقت وليس لغير هذا وبالخطأ ارتميت في مكان لا يشبهك بعيد عنك كل البعد … و تسأليني, إليك الجواب . الان أنت هي روحك النقية
وسابقا كنت تستعيرين جسد لا يشبهك حتى اختلط الجسد بالروح وغاصا بعيداً
في قعر مستنقع قذر …..و أنا ….أنا سأجيبك من أكون…
أنا أقرب اليك من نفسك إني روحك التي رحلت عنها منذ قرون ارتضيت الجسد
و أخرجتيني من حياتك ولكني كما طلبت مني مراراً
ارحل تقصدين بها ابقى معي …..
ارحل ..ارحل …ارحل مازال صداها في أذني تقصدين بها ارجع ..ارجع إليَّ
لم ولن أخذلك وعدتك و أنا أوفي بوعدي حتى ولو تأخرت بالقدوم فاللقاء بعد
طول انتظار يزيد اللقاء جمال و روعة, أقولها وقلبي مطمئن بعد اليوم
لا رجعة …لا رجعة إلى الوراء …اليوم أنت تشبهين روحك
أنت أنا ……….أنت اخترتني وبهذا ربحت وكسبت أعظم ما في الوجود
ولن أخذلك …احمليني في قلبك …..واحرسيني من جسدك….
وسنكمل لا محالة ولكن اليوم دعينا نقيم عرس….
دعينا نفرح و نستمتع بحلاوة العودة
….من أنتِ ….هذا هو السؤال؟….