عندما نسترجع طفولتنا على الورق نتعلم منها
و ندرك قيمتها أكثر …
اكتشفت حين قررت كتابة بعض مذكراتي
التي تخطر على بالي , بأن الكتابة مثل
ممارسة علاج نفسي( ممتع, منعش,)
و تلمع الذاكرة بأجمل و أرق و ألطف محطات
في حياتي في لحظتي هذه استعيد ذكريات
تعرفني على طفولتي أكثر .
كنت في السابعة من عمري عندما
قررت أمي أن تسجل لنا أنا و أخوتي (كاسيت)
تحتفظ بأصواتنا عليه وهي تأخذ دور المذيعة
التي تسألنا عن حلمنا في الحياة , بدأت أمي
وحين وصل الدور لعندي سألتني أي مهنة
اخترت للمستقبل ؟!!!
كان جوابي ببساطة شغالة صوف , نظرت اليّ
أمي بغضب و حاولت أن تفهمني أن هذه هواية
و ليست مهنة , نظرت إليها ثم إلى لعبتي
الصغيرة التي أحيك لها ثوب من الصوف الازرق
الدافئ. كيف لي أن أقنع أمي بأنني أعشق حياكة
الأثواب . طلبت مني أن نمحو ما قمنا بتسجيله ثم
نعيد اللقاء و أفهمتني أن أجيب كالتالي:
( أحب أن أكون معلمة)
هي يا طفلتي تشجعي , ولكن ثوب طفلتي أنا
( لعبتي أنا ,ثوبها الازرق الصوفي ارتجف بين يدي
ترجاني توسل إليّ ) و للأسف خذلت أمي للمرة
الثانية و تمسكت بموقفي حتى غضبت أمي
و ألغت كل الفكرة و قامت بمحو كل أصواتنا البريئة
و قالت لن تنجح المحاولة معكم …سنلغي التسجيل
وليومي هذا ما زالت أمي تقول ليتك سمعت مني
و أصبحت معلمة, أسفة يا أمي لأني لم أحقق لك حلمك
لنعود الى حكاية عشقي لحياكة أثواباً من الصوف
الحقيقة لم يكن عشقي يقتصر على الصوف فقط بل
على صنع الأثواب لألعابي سواء من القماش أو الصوف
لم أكن أملك سنارة لشغل الصوف فوجدت
(عيدان سكاكر الاطفال) فكنت أشتري الحلوى ذات
العيدان فقط لأجل العيدان لأجعل منهم سنانير لشغل الصوف
كنت أرسم فساتين على الورق و أزياء غريبة عجيبة ملونة
بأجمل الألوان و أحاول ببراءة الأطفال أن أحول بقايا قماش
و خيطان الصوف إلى حقيقة ملموسة إلى إبداعات صغيرة
اسمها ((إلهامات الأطفال))
قصتي مع حياكة الصوف أراها غريبة, عجيبة,
كغرابة الأطفال
مثل عجائب الصغار..
أحياناً أستغرب طفولتي و أعشقها و أتعلم منها
حين أضعف أمام مواجهة مصاعب الحياة ألجأ
الى طفولتي لأقوى بها و أستلهم منها الحلول
تقريباً كنت في الصف الثالث الابتدائي
وكانت امرأة تجلس عند باب المدرسة تبيع الفول
كنت أشتري منها الفول ليس محبة للفول فقط
بل عشقي لما تحيكه من الصوف كنت أراقبها
بصمت و بفضول عجيب أحاول أن أتعلم منها
أعد القطب محاولة كشف سر هذه القطبة
الغريبة الذي يسمونها ((الجدلة)) و أنا بطبعي
عاشقة الجدائل تغريني الضفائر الصوفية الناعمة
لا أعرف يومها كيف عدت الى البيت بأقصى سرعة
أردت أن أطبق ما خطر ببالي و ظننت نفسي أني
قادرة على حياكة الجدائل بطريقة أجمل من كل
من سبقوني إليها فعلاً حاولت ثم أعدت المحاولة
حتى نجحت ..
سعادة الأطفال لا تقدر بثمن حين تتحول
أحلامهم البريئة إلى حقيقة ملموسة
موجودة لها شكل , لون , وملمس …
وذات مرة زارتنا طفلة في ليلة العيد ترتدي تنورة
من الصوف محبوكة بأجمل شكل تشبه تموجات
البحر , رحت أحدق و أعد القطب حتى فهمت
بالنظر سر هذه التموجات السحرية …
وعدت لعبتي أن ألبسها تنورة لونها بلون الغيم
والبحر كم كانت فرحتى كبيرة حين أراقب بصمت
ثم أفك رموز القطب ثم أحبكها بأناملي البريئة
الطفولية التي تستجيب لوحي الله وتعرف كيف
تشكره …وانتهت قصتي هذه مع انتهاء المرحلة
الابتدائية ولم يبقى سوى ذكريات لأثواب
اخترعتها أنامل طفلة اسمي هذه الاختراعات
(( إلهامات الأطفال))
عند كتابتي لهذه الاشياء الصغيرة الجميلة أتعلم
الكثير و تعجبني قدرة الاطفال و صبرهم على تحقيق
ما يرغبون به وكنت أتعجب لقدرتهم على تحويل
أحلامهم, رسوماتهم ,أفكارهم الى حقيقة
الى أثواب بكل الالوان و الاشكال
(( هدايا الله))
و إبداعات الأطفال
اليوم و أنا أملك كل فرص النجاح
كل وسائل المعرفة
الإنترنت المعلومات الاتصالات
ليتني أملك إبداع , جرأة , إصرار طفل
خلق الكثير من أشياء صغيرة
دون معلم
دون مرشد
دون موجه
أتعجب لطفولتي كيف فكرت, حلمت , رسمت,
راقبت , حولت الرسم إلى حقيقة هكذا دون
سؤال دون أي شئ بالفطرة نولد مبدعون
ومع الأيام يموت كل شئ جميل فينا
أتعجب كيف لم أوافق أمي و كيف نظرت أنا
الى يدي روحي و آمنت أنهما خلقا ليحولا
الحلم الى حقيقة
حقيقة تلبس , تطعم, تشرب, تزرع,
تقدم الخير لنفسها و للآخرين .
أعود لأقدم اعتذاري لأمي
أتمنى أن تتقبليني كما أنا هكذا (عنيدة)
لأني أعشق عند الأطفال
_________________________________ياسمين 6/11/2005
[ تم تحريره بواسطة ياسمين علي on 7/11/2005 ]
و ندرك قيمتها أكثر …
اكتشفت حين قررت كتابة بعض مذكراتي
التي تخطر على بالي , بأن الكتابة مثل
ممارسة علاج نفسي( ممتع, منعش,)
و تلمع الذاكرة بأجمل و أرق و ألطف محطات
في حياتي في لحظتي هذه استعيد ذكريات
تعرفني على طفولتي أكثر .
كنت في السابعة من عمري عندما
قررت أمي أن تسجل لنا أنا و أخوتي (كاسيت)
تحتفظ بأصواتنا عليه وهي تأخذ دور المذيعة
التي تسألنا عن حلمنا في الحياة , بدأت أمي
وحين وصل الدور لعندي سألتني أي مهنة
اخترت للمستقبل ؟!!!
كان جوابي ببساطة شغالة صوف , نظرت اليّ
أمي بغضب و حاولت أن تفهمني أن هذه هواية
و ليست مهنة , نظرت إليها ثم إلى لعبتي
الصغيرة التي أحيك لها ثوب من الصوف الازرق
الدافئ. كيف لي أن أقنع أمي بأنني أعشق حياكة
الأثواب . طلبت مني أن نمحو ما قمنا بتسجيله ثم
نعيد اللقاء و أفهمتني أن أجيب كالتالي:
( أحب أن أكون معلمة)
هي يا طفلتي تشجعي , ولكن ثوب طفلتي أنا
( لعبتي أنا ,ثوبها الازرق الصوفي ارتجف بين يدي
ترجاني توسل إليّ ) و للأسف خذلت أمي للمرة
الثانية و تمسكت بموقفي حتى غضبت أمي
و ألغت كل الفكرة و قامت بمحو كل أصواتنا البريئة
و قالت لن تنجح المحاولة معكم …سنلغي التسجيل
وليومي هذا ما زالت أمي تقول ليتك سمعت مني
و أصبحت معلمة, أسفة يا أمي لأني لم أحقق لك حلمك
لنعود الى حكاية عشقي لحياكة أثواباً من الصوف
الحقيقة لم يكن عشقي يقتصر على الصوف فقط بل
على صنع الأثواب لألعابي سواء من القماش أو الصوف
لم أكن أملك سنارة لشغل الصوف فوجدت
(عيدان سكاكر الاطفال) فكنت أشتري الحلوى ذات
العيدان فقط لأجل العيدان لأجعل منهم سنانير لشغل الصوف
كنت أرسم فساتين على الورق و أزياء غريبة عجيبة ملونة
بأجمل الألوان و أحاول ببراءة الأطفال أن أحول بقايا قماش
و خيطان الصوف إلى حقيقة ملموسة إلى إبداعات صغيرة
اسمها ((إلهامات الأطفال))
قصتي مع حياكة الصوف أراها غريبة, عجيبة,
كغرابة الأطفال
مثل عجائب الصغار..
أحياناً أستغرب طفولتي و أعشقها و أتعلم منها
حين أضعف أمام مواجهة مصاعب الحياة ألجأ
الى طفولتي لأقوى بها و أستلهم منها الحلول
تقريباً كنت في الصف الثالث الابتدائي
وكانت امرأة تجلس عند باب المدرسة تبيع الفول
كنت أشتري منها الفول ليس محبة للفول فقط
بل عشقي لما تحيكه من الصوف كنت أراقبها
بصمت و بفضول عجيب أحاول أن أتعلم منها
أعد القطب محاولة كشف سر هذه القطبة
الغريبة الذي يسمونها ((الجدلة)) و أنا بطبعي
عاشقة الجدائل تغريني الضفائر الصوفية الناعمة
لا أعرف يومها كيف عدت الى البيت بأقصى سرعة
أردت أن أطبق ما خطر ببالي و ظننت نفسي أني
قادرة على حياكة الجدائل بطريقة أجمل من كل
من سبقوني إليها فعلاً حاولت ثم أعدت المحاولة
حتى نجحت ..
سعادة الأطفال لا تقدر بثمن حين تتحول
أحلامهم البريئة إلى حقيقة ملموسة
موجودة لها شكل , لون , وملمس …
وذات مرة زارتنا طفلة في ليلة العيد ترتدي تنورة
من الصوف محبوكة بأجمل شكل تشبه تموجات
البحر , رحت أحدق و أعد القطب حتى فهمت
بالنظر سر هذه التموجات السحرية …
وعدت لعبتي أن ألبسها تنورة لونها بلون الغيم
والبحر كم كانت فرحتى كبيرة حين أراقب بصمت
ثم أفك رموز القطب ثم أحبكها بأناملي البريئة
الطفولية التي تستجيب لوحي الله وتعرف كيف
تشكره …وانتهت قصتي هذه مع انتهاء المرحلة
الابتدائية ولم يبقى سوى ذكريات لأثواب
اخترعتها أنامل طفلة اسمي هذه الاختراعات
(( إلهامات الأطفال))
عند كتابتي لهذه الاشياء الصغيرة الجميلة أتعلم
الكثير و تعجبني قدرة الاطفال و صبرهم على تحقيق
ما يرغبون به وكنت أتعجب لقدرتهم على تحويل
أحلامهم, رسوماتهم ,أفكارهم الى حقيقة
الى أثواب بكل الالوان و الاشكال
(( هدايا الله))
و إبداعات الأطفال
اليوم و أنا أملك كل فرص النجاح
كل وسائل المعرفة
الإنترنت المعلومات الاتصالات
ليتني أملك إبداع , جرأة , إصرار طفل
خلق الكثير من أشياء صغيرة
دون معلم
دون مرشد
دون موجه
أتعجب لطفولتي كيف فكرت, حلمت , رسمت,
راقبت , حولت الرسم إلى حقيقة هكذا دون
سؤال دون أي شئ بالفطرة نولد مبدعون
ومع الأيام يموت كل شئ جميل فينا
أتعجب كيف لم أوافق أمي و كيف نظرت أنا
الى يدي روحي و آمنت أنهما خلقا ليحولا
الحلم الى حقيقة
حقيقة تلبس , تطعم, تشرب, تزرع,
تقدم الخير لنفسها و للآخرين .
أعود لأقدم اعتذاري لأمي
أتمنى أن تتقبليني كما أنا هكذا (عنيدة)
لأني أعشق عند الأطفال
_________________________________ياسمين 6/11/2005
[ تم تحريره بواسطة ياسمين علي on 7/11/2005 ]
المنتديات
إضافة تعليق جديد