دعنا نتحاور بهدوء
دعنا نتعرف على حقيقة كل منا
دعنا نرفع الستار و نرمي كل الأقنعة
دعنا نضع النقط على الحروف
دعنا نرسم الحقيقة بحوارنا البناء
دعنا نخبر أطفالنا , أجيالنا القادمة حقيقة كل منا بتجرد
…
يبدأ
المشكلة هي أنت , أنت سبب بلاء البشرية
أنت من أغويت أدم و أغضبت الله حتى عاقبنا بهذه الدنيا اللعينة
أنت كل البلاء ..قال لي الله احذرهن إن كيدهن لعظيم
…
توقعت مثل هذه البداية , هو حامل حقد دفين عمره بعمر الوجود
حقد صور له الأنثى شيطان ..و رسم له الانثى بلون الخطيئة
بلون الشر, بلون الفتنة
عجيب هذا الانسان إن كان يؤمن بالأنبياء كيف يصدق أن الشيطان
ينجب نبياً ..إن كانت الانثى بهذا الشر كيف أزهرت نبياً؟!..
…
يتابع حديثه أنت غاوية تسيرين بي دوماً نحو الخطيئة
تكرهين الرجل , تكرهين القوة, تغارين من الأنبياء
يصرخ بوجهي , يتحداني , يلومني , يعذبني
يقول لي أنت الشيطان..أنت الشيطان
…
كيف له أن يفهم أن لولا الأنثى ما عرفت البشرية نبياً
يظل يصرخ مصر على أنني فتنة , شر , بلية
لا أدري أي حوار هذا يعتمد على الصراخ و الإتهام و الإدانة
كيف يرمي كل حقده بوجهي …
كيف له بأن يشرب حليب أمه ثم ينعتها بالشيطان
لماذا هذا الرجل متناقض لهذا الحد؟..
لماذا يرتدي ألف قناع ..لما يخاف الحقيقة؟؟
….
أحدثه بهدوء , بمحبة , برقة الأم
وحدها الأم تستوعب الغير و تكمل حديثها رغم الصراخ

…..
لنبدأ من جديد أرجوك لنرمي الأقنعة
لندع النور يشع دون حقد ,دون كره
لنتحاور بهدوء سيدهشك تفهماً يزهر سلاماً يعم على الأكوان
صدقني أكبر كذبة صدقتها و تناقلتها و توارثتها و علمتها البشرية
هي أن هناك صراع أبدي بين الرجل و المرأة
إن كنت طامحاً أن نصل يوماً الى السلام أبدأ من هنا ..
اكسر أول زجاجة فارغة كتب عليها (صراع بين الرجل و المرأة)
صدقني الصراع الحقيقي يكون بين شر و خير
لا أظنك الشر و متأكدة أنني لست الشر
أنت خير يصارع خير
صراعنا هو وهم كبير هو مجرد زجاجة ما فيها إلا الوهم و الكذب
….
إن بدأنا حوارنا على هذا الأساس , سنصل الى حقيقة تنير أجيالنا
و تفتح لهم طرق في السماء , ليحلقوا عالياً في فضاء السلام
لن لأرد على اتهاماتك لي , بأنني الشيطان , فتنة , شر مطلق
قلت لك عبارة هامة هل تصدق أن نبياً أمه شيطان ؟.
اسمحي لي لأول مرة أن أقول لك بهدوء و ليس بصراخ أنك أنت و حدك
أيها الأب , الأخ , الصديق , الزوج , الابن وحدك تجعل الأنثى
إما شيطان أو قديس
اسمح لي لأول مرة أقول لك حقيقة هامة
أن رقي المرأة لحد القداسة أنت سببه
و دنو المرأة لحد الوحل أنت سببه
بيدك وحدك الخلاص أنت مخلص الأنثى إن كنت راغباً بسلام
انزع كل الأقنعة و اعترف لمرة واحدة أن المرأة وردة رائعة الجمال
تشع عطراً أخاذاً وحدها يداك و أفكارك و تصرفاتك و معاملتك
لتلك الوردة تجعلها تزهر خيراً أو شراً
الصراع هو في فكرك في عقلك فيك أنت أما الحقيقة تشع
مثل الشمس و تقول لا صراع …لا صراع الا في العقول المتوهمة
….
رجائي هات يدك بصدق و تفهم و امسح أوراق الوردة بحنان و حب
و رهافة و اسكب فيها قواك الخيرة و كل نواياك الصادقة حينها
سيدهشك عظمة السر الذي ستهمس لك به تلك الوردة
يا أخي , يا ابني, يا أبي , يا حبيبي , يا صديقي
الأنثى هي الام , الزهرة, الوردة, الفكرة, القصيدة, العطاء, الجمال
هي سر من أسرار السماء وحدك تجعله سر للرقي أو للدمار
…
هل مستعد لكسر أول زجاجة فارغة كتب عليها (( صراع الرجل و المرأة))
هل مستعد لنبني جيل جديد لا يؤمن الا بالجقائق و يكسر كل الاوهام
….
إن كنت تخاف قول الله الكريم ( إن كيدهن لعظيم ))
بإمكانك إن تحول قوى الانثى الى قوى الخير ترتقي بكل البشرية
بدل أن تخافها و تحولها إلى قنبلة ستنفجر فيك يوماً
لا هي شر و لا هي لغم و لا هي شيطان
وحدها أفكارك تصور لك الأنثى بهذا الوهم
_____________________________ياسمين علي 15/1/2006