" إن حصلت على أعلى الدرجات و جاء ترتيبك الأول على الشعبة , ستحصل مني على هدية محرزة . فعدني بأن تعمل جهدك للحصول على هذه الهدية. فكن الأول وخسّرني هذه الهدية .!!
في كل مرة ألتقيت بها محمد ( ابن أحد معارفي) الذي لم يتجاوز العاشرة ,كنت أردد عليه نفس العبارة السابقة التي كان يجيء رده عليها بهز الرأس إشارة إلى الموافقة و الإرادة الممتزجتان بطيب السجية و حلاوة البراءة و عيون الطفولة ..
محمد طفل ذكي مهذب اجتماعي و هادئ . هذا ما تؤكد عليه معلمة صفه التي ما انفكت تدون ملاحظات التقدير و الثناء على محمد .
بعد نهاية العام الدراسي الأخير هذا , توقعت في كل يوم أن يأتيني محمد ليزف لي نبأ تفوقه و حصوله على أعلى الدرجات .
ولكنه لم يفعل ! . إلى أن شاءت الأيام القليلة التالية أن التقيت محمد مع أبيه في أحد الأمكنة وكانت لي الفرصة كي أسأله عن أحواله في المدرسة وما إن كان لا يزال على عهده في جعلي خاسراً في الرهان على الفوز بالهدية التي وُعِد بها إن استطاع التفوق على رفاقه ؟؟..!!
" عمو , كان يجب أن أكون الأول ولكن ..." قال محمد .
" ولكن ماذا يا محمد؟ " سألته.
" طلعت الثاني ." أجاب محمد .
" و من هو الأول يامحمد ؟" عدت للسؤال.
" سامر " أجاب محمد .
" وكيف حصل ذلك ؟ فهل أن سامر هذا أشطر منك ؟" سألته.!
" لا . أنا أشطر منه ولكنه أبن أخت المعلمه ".!!!
" وهو يأتي الأول في كل سنة .." انطلقت من محمد بنبرة ضعيفة و غصة رقيقة عبارة لها من الدلالات ما لا يمكن لطفل صغير كمحمد أن يعي خطورتها على واقع الحياة و مستقبل الأجيال . أقله على مدى الأعوام القليلة القادمة من عمر الفتى الصغير !!
" ولا يهمك . أنت الأول في عيوننا . أؤكد لك يامحمد بأن خسارتي ستكون الآن مزدوجة .!
نظر محمد إلي بعيون متسعة حتى الفضاء وهو لم يع بعد معنى الخسارة المزدوجة .!
فضلت أن أخبره عن الخسارة الأولى وهي الهدية التي وعدته بها .
ولكن , كان من غير المناسب أن أخبر الطفل عن الخسارة الثانية .
فهل استطيع أن أخبركم أنتم أيها .... الأولياء ؟
في كل مرة ألتقيت بها محمد ( ابن أحد معارفي) الذي لم يتجاوز العاشرة ,كنت أردد عليه نفس العبارة السابقة التي كان يجيء رده عليها بهز الرأس إشارة إلى الموافقة و الإرادة الممتزجتان بطيب السجية و حلاوة البراءة و عيون الطفولة ..
محمد طفل ذكي مهذب اجتماعي و هادئ . هذا ما تؤكد عليه معلمة صفه التي ما انفكت تدون ملاحظات التقدير و الثناء على محمد .
بعد نهاية العام الدراسي الأخير هذا , توقعت في كل يوم أن يأتيني محمد ليزف لي نبأ تفوقه و حصوله على أعلى الدرجات .
ولكنه لم يفعل ! . إلى أن شاءت الأيام القليلة التالية أن التقيت محمد مع أبيه في أحد الأمكنة وكانت لي الفرصة كي أسأله عن أحواله في المدرسة وما إن كان لا يزال على عهده في جعلي خاسراً في الرهان على الفوز بالهدية التي وُعِد بها إن استطاع التفوق على رفاقه ؟؟..!!
" عمو , كان يجب أن أكون الأول ولكن ..." قال محمد .
" ولكن ماذا يا محمد؟ " سألته.
" طلعت الثاني ." أجاب محمد .
" و من هو الأول يامحمد ؟" عدت للسؤال.
" سامر " أجاب محمد .
" وكيف حصل ذلك ؟ فهل أن سامر هذا أشطر منك ؟" سألته.!
" لا . أنا أشطر منه ولكنه أبن أخت المعلمه ".!!!
" وهو يأتي الأول في كل سنة .." انطلقت من محمد بنبرة ضعيفة و غصة رقيقة عبارة لها من الدلالات ما لا يمكن لطفل صغير كمحمد أن يعي خطورتها على واقع الحياة و مستقبل الأجيال . أقله على مدى الأعوام القليلة القادمة من عمر الفتى الصغير !!
" ولا يهمك . أنت الأول في عيوننا . أؤكد لك يامحمد بأن خسارتي ستكون الآن مزدوجة .!
نظر محمد إلي بعيون متسعة حتى الفضاء وهو لم يع بعد معنى الخسارة المزدوجة .!
فضلت أن أخبره عن الخسارة الأولى وهي الهدية التي وعدته بها .
ولكن , كان من غير المناسب أن أخبر الطفل عن الخسارة الثانية .
فهل استطيع أن أخبركم أنتم أيها .... الأولياء ؟
المنتديات
التعليقات
Re: الخسارة المزدوجة.....!
Re: الخسارة المزدوجة.....!
Re: الخسارة المزدوجة.....!
Re: الخسارة المزدوجة.....!
إضافة تعليق جديد