الفاشية الاسلامية ام البوشية ؟
بقلم : عبد الباري عطوان
يؤكد الرئيس الامريكي جورج بوش يوما بعد يوم، انه يستخدم الحرب ضد الارهاب التي يرفع لواءها حالياً، كذريعة لاخفاء نواياه الحقيقية في اذلال العرب والمسلمين، وكسر شوكتهم وتحويلهم الي خدم لمشاريع الهيمنة الامريكية الاسرائيلية.
فوصفه للمحاولة المزعومة بتفجير طائرات مدنية بريطانية في طريقها الي الولايات المتحدة التي جري الكشف عنها بشكل مريب يوم الخميس الماضي، بانها جزء من الحرب مع الفاشيين الاسلاميين يعكس مدي كراهيته وحقده علي الديانة الاسلامية واتباعها من منطلق عنصري ديني اصولي متطرف. وهو وصف لم يستخدمه اي مسؤول غربي منذ الحروب الصليبية وحتي هذه اللحظة.
فالرئيس بوش عندما اعلن انه يخوض حربا صليبية ضد الارهابيين في افغانستان انتقاما لضحايا احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، كان يعني ما يقول تماما، ولم تكن زلة لسان عابرة مثلما حاول بعض مساعديه ان يوحوا لأجهزة الاعلام للحيلولة دون اثارة الشارعين العربي والاسلامي ضد الولايات المتحدة في بداية حروبها في المنطقة.
الادارة الامريكية دمرت افغانستان واستخدمت انواعا من القنابل ذات قدرات تدميرية عالية جدا، وفعلت الشيء نفسه في العراق، ولم يقل اي كاتب او مسؤول عربي او مسلم ان هذه الحروب تشنها الفاشية المسيحية ضدنا.
من المؤسف انه لا توجد قوانين تدين كل من يثير الكراهية ضد المسلمين، مثلما هو الحال مع اليهود، لانهم باتوا حيطة واطية لا يوجد من يدافع عنهم، بسبب خنوع انظمتهم للارهاب الامريكي ايثارا للسلامة، وطمعا في البقاء في كراسي الحكم.
الرئيس جورج بوش وحليفه توني بلير، وكل اركان ادارتهما الحالية هم الذين يجسدون ابشع انواع الفاشية الحقيقية، وهم مجرمو حرب بزّوا الجميع من امثالهم، بالمجازر البشرية التي يرتكبونها حالياً في العراق، ويساندون ما هو افظع منها في لبنان.
الفاشي هو الذي يرسل القنابل الذكية من وزن طن الي الدولة العبرية لاستخدامها في قتل اطفال لبنان في قانا والشياح وبنت جبيل والضاحية الجنوبية وغيرها.
الفاشية الامريكية هي التي قتلت مئتي الف عراقي حتي الآن، واعطبت اكثر من نصف مليون آخرين، وحولت بلدا مستقرا الي فوضي دموية، ومرتع لحرب اهلية طائفية تزهق ارواح اكثر من الفي شخص شهرياً.
العالم اصبح اكثر خطرا، وأقل أمناً واستقراراً بفضل هذه الفاشية الامريكية وحروبها الظالمة وغير الاخلاقية التي تخوضها ضد المسلمين فقط تحت حجج وذرائع كاذبة مفضوحة.
ندين التطرف الاسلامي بكل اشكاله، مثلما ندين وبأقوي الكلمات والعبارات كل عمليات قتل المدنيين باعتبارها ارهابا. ولكننا ندين وبكلمات وعبارات اكثر قوة ارهاب الدولة الذي تمارسه الحكومة الامريكية زعيمة العالم الحر، والحكومة الاسرائيلية التي تدعي انها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، ونري وجهه البشع الدموي في صور الاطفال الرضع الذين تنتشل جثثهم الطاهرة البريئة من تحت ركام البيوت المدمرة في لبنان والعراق وفلسطين.
ان حديث الرئيس بوش عن الفاشية الاسلامية ومساندته للعدوان الاسرائيلي لتدمير لبنان اقدم دولة ديمقراطية، وأحد ابرز المراكز الحضارية في المنطقة، وممارسات قواته الدموية في العراق، وانتهاكات جنوده لحقوق الانسان واغتصاب المحصنات العراقيات، كلها تصب في خدمة التطرف، وتعزيز منظماته، وتوسيع دائرة الارهاب، وتعريض ارواح الابرياء للخطر.
اننا نشك في كل ما قيل حول هذه العملية الارهابية التي جري الكشف عنها بطريقة مريبة يوم الخميس من قبل وزير الداخلية البريطاني، ونجد لزاما علينا طرح العديد من علامات الاستفهام حولها وحول توقيتها.
فاذا كانت هذه العملية تهدف الي ارتكاب مجزرة حماعية، وتستدعي رفع الاستعدادات الأمنية وحالة الطوارئ الي اعلي مستوياتها في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، فكيف يصر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا علي المضي قدما في خطط اجازته في جزر الكاريبي، ويستمر الرئيس بوش مستمتعاً باجازته ولا يقطعها لمواجهة هذا الارهاب الذي قيل بانه اكثر خطورة من ارهاب الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)؟
واذا كانت اجهزة الامن البريطانية تتابع المتورطين في هذه المؤامرة الارهابية منذ شهر كانون الاول (ديسمبر) الماضي، فلماذا قررت الكشف عنها قبل يومين فقط، وفي وقت يقف فيه الرأي العام البريطاني بأغلبية ساحقة ضد سياسة بلير ـ بوش في دعم العدوان الاسرائيلي علي لبنان ومعارضة صدور اي قرار عن مجلس الامن بوقف فوري لاطلاق النار؟
نطرح هذه الاسئلة لاننا نعرف جيدا ان من فبرك مسألة اسلحة الدمار الشامل، والمعامل البيولوجية والكيميائية العراقية المتحركة، لتبرير الحرب، وقتل مئات الالاف من المدنيين، يستطيع ان يفبرك مسألة اختطاف طائرات ومحاولة تفجيرها بسوائل كيميائية او غيرها.
وحتي اذا كانت هذه المؤامرة الارهابية، صحيحة فعلا، فان المسؤول عنها في الاساس هو الرئيس بوش وحليفه بلير وسياساتهما الصليبية الفاشية الاستفزازية التي نراها في ابشع صورها في بلادنا العربية والاسلامية.
محور الشر الفاشي الذي يدمر العالم، ويصعّد التطرف، ويخدم الارهاب، هو الذي يقوده الرئيس بوش، ويضم توني بلير وايهود اولمرت، والفرق بينه وبين تنظيم القاعدة، ان التنظيم الاصولي المتطرف لا يدعي الديمقراطية ولا زعامة العالم الحر، ولا يقول انه يمثل القيم الغربية في العدالة والمساواة وحقوق الانسان.
بقلم : عبد الباري عطوان
يؤكد الرئيس الامريكي جورج بوش يوما بعد يوم، انه يستخدم الحرب ضد الارهاب التي يرفع لواءها حالياً، كذريعة لاخفاء نواياه الحقيقية في اذلال العرب والمسلمين، وكسر شوكتهم وتحويلهم الي خدم لمشاريع الهيمنة الامريكية الاسرائيلية.
فوصفه للمحاولة المزعومة بتفجير طائرات مدنية بريطانية في طريقها الي الولايات المتحدة التي جري الكشف عنها بشكل مريب يوم الخميس الماضي، بانها جزء من الحرب مع الفاشيين الاسلاميين يعكس مدي كراهيته وحقده علي الديانة الاسلامية واتباعها من منطلق عنصري ديني اصولي متطرف. وهو وصف لم يستخدمه اي مسؤول غربي منذ الحروب الصليبية وحتي هذه اللحظة.
فالرئيس بوش عندما اعلن انه يخوض حربا صليبية ضد الارهابيين في افغانستان انتقاما لضحايا احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، كان يعني ما يقول تماما، ولم تكن زلة لسان عابرة مثلما حاول بعض مساعديه ان يوحوا لأجهزة الاعلام للحيلولة دون اثارة الشارعين العربي والاسلامي ضد الولايات المتحدة في بداية حروبها في المنطقة.
الادارة الامريكية دمرت افغانستان واستخدمت انواعا من القنابل ذات قدرات تدميرية عالية جدا، وفعلت الشيء نفسه في العراق، ولم يقل اي كاتب او مسؤول عربي او مسلم ان هذه الحروب تشنها الفاشية المسيحية ضدنا.
من المؤسف انه لا توجد قوانين تدين كل من يثير الكراهية ضد المسلمين، مثلما هو الحال مع اليهود، لانهم باتوا حيطة واطية لا يوجد من يدافع عنهم، بسبب خنوع انظمتهم للارهاب الامريكي ايثارا للسلامة، وطمعا في البقاء في كراسي الحكم.
الرئيس جورج بوش وحليفه توني بلير، وكل اركان ادارتهما الحالية هم الذين يجسدون ابشع انواع الفاشية الحقيقية، وهم مجرمو حرب بزّوا الجميع من امثالهم، بالمجازر البشرية التي يرتكبونها حالياً في العراق، ويساندون ما هو افظع منها في لبنان.
الفاشي هو الذي يرسل القنابل الذكية من وزن طن الي الدولة العبرية لاستخدامها في قتل اطفال لبنان في قانا والشياح وبنت جبيل والضاحية الجنوبية وغيرها.
الفاشية الامريكية هي التي قتلت مئتي الف عراقي حتي الآن، واعطبت اكثر من نصف مليون آخرين، وحولت بلدا مستقرا الي فوضي دموية، ومرتع لحرب اهلية طائفية تزهق ارواح اكثر من الفي شخص شهرياً.
العالم اصبح اكثر خطرا، وأقل أمناً واستقراراً بفضل هذه الفاشية الامريكية وحروبها الظالمة وغير الاخلاقية التي تخوضها ضد المسلمين فقط تحت حجج وذرائع كاذبة مفضوحة.
ندين التطرف الاسلامي بكل اشكاله، مثلما ندين وبأقوي الكلمات والعبارات كل عمليات قتل المدنيين باعتبارها ارهابا. ولكننا ندين وبكلمات وعبارات اكثر قوة ارهاب الدولة الذي تمارسه الحكومة الامريكية زعيمة العالم الحر، والحكومة الاسرائيلية التي تدعي انها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، ونري وجهه البشع الدموي في صور الاطفال الرضع الذين تنتشل جثثهم الطاهرة البريئة من تحت ركام البيوت المدمرة في لبنان والعراق وفلسطين.
ان حديث الرئيس بوش عن الفاشية الاسلامية ومساندته للعدوان الاسرائيلي لتدمير لبنان اقدم دولة ديمقراطية، وأحد ابرز المراكز الحضارية في المنطقة، وممارسات قواته الدموية في العراق، وانتهاكات جنوده لحقوق الانسان واغتصاب المحصنات العراقيات، كلها تصب في خدمة التطرف، وتعزيز منظماته، وتوسيع دائرة الارهاب، وتعريض ارواح الابرياء للخطر.
اننا نشك في كل ما قيل حول هذه العملية الارهابية التي جري الكشف عنها بطريقة مريبة يوم الخميس من قبل وزير الداخلية البريطاني، ونجد لزاما علينا طرح العديد من علامات الاستفهام حولها وحول توقيتها.
فاذا كانت هذه العملية تهدف الي ارتكاب مجزرة حماعية، وتستدعي رفع الاستعدادات الأمنية وحالة الطوارئ الي اعلي مستوياتها في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، فكيف يصر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا علي المضي قدما في خطط اجازته في جزر الكاريبي، ويستمر الرئيس بوش مستمتعاً باجازته ولا يقطعها لمواجهة هذا الارهاب الذي قيل بانه اكثر خطورة من ارهاب الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)؟
واذا كانت اجهزة الامن البريطانية تتابع المتورطين في هذه المؤامرة الارهابية منذ شهر كانون الاول (ديسمبر) الماضي، فلماذا قررت الكشف عنها قبل يومين فقط، وفي وقت يقف فيه الرأي العام البريطاني بأغلبية ساحقة ضد سياسة بلير ـ بوش في دعم العدوان الاسرائيلي علي لبنان ومعارضة صدور اي قرار عن مجلس الامن بوقف فوري لاطلاق النار؟
نطرح هذه الاسئلة لاننا نعرف جيدا ان من فبرك مسألة اسلحة الدمار الشامل، والمعامل البيولوجية والكيميائية العراقية المتحركة، لتبرير الحرب، وقتل مئات الالاف من المدنيين، يستطيع ان يفبرك مسألة اختطاف طائرات ومحاولة تفجيرها بسوائل كيميائية او غيرها.
وحتي اذا كانت هذه المؤامرة الارهابية، صحيحة فعلا، فان المسؤول عنها في الاساس هو الرئيس بوش وحليفه بلير وسياساتهما الصليبية الفاشية الاستفزازية التي نراها في ابشع صورها في بلادنا العربية والاسلامية.
محور الشر الفاشي الذي يدمر العالم، ويصعّد التطرف، ويخدم الارهاب، هو الذي يقوده الرئيس بوش، ويضم توني بلير وايهود اولمرت، والفرق بينه وبين تنظيم القاعدة، ان التنظيم الاصولي المتطرف لا يدعي الديمقراطية ولا زعامة العالم الحر، ولا يقول انه يمثل القيم الغربية في العدالة والمساواة وحقوق الانسان.
المنتديات
إضافة تعليق جديد