معاداة السامية تطارد باحثَين أمريكيين
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2004-04/16/article04.shtml
يواجه أستاذان بجامعة أمريكية مرموقة عاصفة من الانتقادات والاتهامات بمعاداة السامية؛ لإجرائهما دراسة خلصت إلى أن تأثير ما أسمياه "لوبي إسرائيل" على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط يضر بمصالح الولايات المتحدة.
فقبل أسبوعين، نشر "ستيفن والت"، عميد كلية كينيدي التابعة لجامعة هارفارد الشهيرة، و"جون ميرشيمر" أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، دراسة حول تأثير ما أسمياه "اللوبي الإسرائيلي" على السياسية الأمريكية الخارجية.
وجاء في الدراسة: أن الولايات المتحدة مستعدة للتخلي عن أمنها والعديد من حلفائها دعما للمصالح الإسرائيلية.
وأوضحت أن هذا الاستعداد يأتي استجابة للضغوط التي تمارسها الجماعات الأمريكية – اليهودية، مثل "لجنة الشئون العامة الأمريكية- الإسرائيلية" (إيباك) المتحالفة مع المبشرين المسيحيين المؤيدين لليهودية، إضافة إلى المحافظين الجدد من اليهود ذوي التأثير.
انتقادات وضغوط
ونُشرت نسختان من هذه الدراسة؛ إحداهما في مجلة الرأي البريطانية "لندن ريفيو أوف بوكس"، والأخرى على الموقع الإلكتروني لكلية كينيدي.
لكن بعد قليل تم حذف الدراسة من على الصفحة الرئيسية لموقع كلية كينيدي على الإنترنت، ونفت الكلية أن يكون لهذا التصرف علاقة بالنأي بنفسها عن كل من ستيفن والت وجون ميرشيمر.
وفي وقت لاحق، تم الإعلان عن أن والت سوف يتنحى عن منصبه كعميد لكلية كينيدي في يونيو المقبل، غير أن إدارة الكلية وزملاء والت قالوا: إن هذا كان مقررا منذ فترة.
ومن جانبه، نشر "آلان درشوويتز، الأستاذ بجامعة هارفارد، ردا في جريدة الجامعة وصف فيه الباحثَين بأنهما "كاذبان" و"متعصبان".
كما أفادت صحيفة "جارديان" البريطانية الجمعة 31-3-2006 بأن "جيفري هيرف" و"أندري ماركوفيتس" الأستاذين بجامعة هارفارد بعثا إلى مجلة "لندن ريفيو أوف بوكس" -التي نشرت الدراسة- بخطاب قالا فيه: إن "الاتهامات بوجود دور قوي للوبي اليهودي في كواليس السياسية الأمريكية هي جزء من التقاليد الخطيرة للمعاداة المعاصرة للسامية".
هجوم متوقع
وفي تحد لاتهامه بمعاداة السامية، أكد "جون ميرشيمر" في حديث لصحيفة "جارديان" يوم الجمعة الماضي أن الضجة التي أثارتها الدراسة تثبت قوة اللوبي المؤيد لإسرائيل داخل الولايات المتحدة.
وقال: "لقد ذكرنا في الدراسة أن اللوبي يسعى حثيثا لإسكات الانتقادات الموجهة للسياسة الإسرائيلية والعلاقات الأمريكية- الإسرائيلية على حد سواء، وأن سلاحها الأكثر فاعلية في ذلك هو توجيه الاتهام بمعاداة السامية".
وأوضح أن "هناك العديد من الناس الذين يعرفون حقيقة هذه القصة، غير أنهم يخافون من روايتها؛ لأن القوات المؤيدة لإسرائيل سوف تعاقبهم".
ولفت الأستاذ الجامعي إلى أنه وزميله ستيفن والت توقعا أن توجه إليهما اتهامات بمعاداة السامية عقب نشر الدراسة.
"لوبي إسرائيل"
الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال مؤتمر لإيباك
وجاء بالدراسة المثيرة للجدل أن "لوبي إسرائيل" يؤثر على السياسة الخارجية للولايات المتحدة بهدف خدمة المصالح الإسرائيلية.
وتقول: إن "القوى المحركة لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة (الشرق الأوسط) خاضعة في معظمها -وبشكل شبه كامل- للمناورات السياسية داخل أمريكا، وخاصة أنشطة لوبي إسرائيل".
وأوضحت أن "جماعات المصالح الخاصة الأخرى (غير لوبي إسرائيل) نجحت في استمالة السياسة الخارجية الأمريكية في الاتجاهات التي تفضلها، لكن أيا من تلك الجماعات لم تتمكن من استمالة السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعيدا عما تمليه المصالح الوطنية الأمريكية؛ حيث يتم إقناع المواطنين بأن المصالح الأمريكية والإسرائيلية هي بالضرورة متطابقة".
"حماية إسرائيل"
من ناحية أخرى، اعتبر الباحثان والت وميرشيمر أن التأثير القوي لـ"لوبي إسرائيل" يعود إلى فعاليته داخل الكونجرس الأمريكي.
وقالا: إن "أحد أسباب نجاح اللوبي بالكونجرس هو أن بعض أعضائه الرئيسيين مسيحيون صهاينة، مثل ديك أرمي الذي قال في سبتمبر 2002: إن الأولوية الأولى لديه في السياسة الخارجية الأمريكية هي حماية إسرائيل".
واستدرك الباحثان في شيء من الاستنكار: "قد يرى البعض أن الأولوية الأولى لأي عضو بالكونجرس هي حماية أمريكا.. لكن هذا ما قاله أرمي".
ولفتا إلى أن "هناك كذلك أعضاء بمجلس النواب والشيوخ يعملون على جعل السياسة الخارجية الأمريكية داعمة لمصالح إسرائيل".
"تشكيل الرأي العام"
كما جاء بالدراسة أن "لوبي إسرائيل" يتمتع بنفوذ قوي على القطاع التنفيذي الأمريكي. وأوضحت أن "هذه القوة تعود جزئيا إلى تأثير الناخبين اليهود على الانتخابات الرئاسية، فبالرغم من أعدادهم الصغيرة (أقل من 3% من تعداد الولايات المتحدة) فإنهم ينفذون حملات ضخمة لجمع التبرعات للمرشحين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي".
وفي موضع آخر، تذكر الدراسة أن "لوبي إسرائيل" يسيطر كذلك على الإعلام الأمريكي، وتوضح الدراسة أهمية تلك النقطة قائلة: إن "اللوبي يبذل كل جهده لتشكيل إدراك الرأي العام بشأن إسرائيل والشرق الأوسط، وإنه لا يريد نقاشا مفتوحا حول قضايا لها صلة بإسرائيل".
وتابعت: "بناء على ذلك، فإن المنظمات المؤيدة لإسرائيل تعمل بجد للتأثير على وسائل الإعلام، ومراكز الأبحاث، وعالم التدريس؛ نظرا لما تتمتع به تلك المؤسسات من خطورة في تشكيل الرأي العام".
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2004-04/16/article04.shtml
يواجه أستاذان بجامعة أمريكية مرموقة عاصفة من الانتقادات والاتهامات بمعاداة السامية؛ لإجرائهما دراسة خلصت إلى أن تأثير ما أسمياه "لوبي إسرائيل" على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط يضر بمصالح الولايات المتحدة.
فقبل أسبوعين، نشر "ستيفن والت"، عميد كلية كينيدي التابعة لجامعة هارفارد الشهيرة، و"جون ميرشيمر" أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، دراسة حول تأثير ما أسمياه "اللوبي الإسرائيلي" على السياسية الأمريكية الخارجية.
وجاء في الدراسة: أن الولايات المتحدة مستعدة للتخلي عن أمنها والعديد من حلفائها دعما للمصالح الإسرائيلية.
وأوضحت أن هذا الاستعداد يأتي استجابة للضغوط التي تمارسها الجماعات الأمريكية – اليهودية، مثل "لجنة الشئون العامة الأمريكية- الإسرائيلية" (إيباك) المتحالفة مع المبشرين المسيحيين المؤيدين لليهودية، إضافة إلى المحافظين الجدد من اليهود ذوي التأثير.
انتقادات وضغوط
ونُشرت نسختان من هذه الدراسة؛ إحداهما في مجلة الرأي البريطانية "لندن ريفيو أوف بوكس"، والأخرى على الموقع الإلكتروني لكلية كينيدي.
لكن بعد قليل تم حذف الدراسة من على الصفحة الرئيسية لموقع كلية كينيدي على الإنترنت، ونفت الكلية أن يكون لهذا التصرف علاقة بالنأي بنفسها عن كل من ستيفن والت وجون ميرشيمر.
وفي وقت لاحق، تم الإعلان عن أن والت سوف يتنحى عن منصبه كعميد لكلية كينيدي في يونيو المقبل، غير أن إدارة الكلية وزملاء والت قالوا: إن هذا كان مقررا منذ فترة.
ومن جانبه، نشر "آلان درشوويتز، الأستاذ بجامعة هارفارد، ردا في جريدة الجامعة وصف فيه الباحثَين بأنهما "كاذبان" و"متعصبان".
كما أفادت صحيفة "جارديان" البريطانية الجمعة 31-3-2006 بأن "جيفري هيرف" و"أندري ماركوفيتس" الأستاذين بجامعة هارفارد بعثا إلى مجلة "لندن ريفيو أوف بوكس" -التي نشرت الدراسة- بخطاب قالا فيه: إن "الاتهامات بوجود دور قوي للوبي اليهودي في كواليس السياسية الأمريكية هي جزء من التقاليد الخطيرة للمعاداة المعاصرة للسامية".
هجوم متوقع
وفي تحد لاتهامه بمعاداة السامية، أكد "جون ميرشيمر" في حديث لصحيفة "جارديان" يوم الجمعة الماضي أن الضجة التي أثارتها الدراسة تثبت قوة اللوبي المؤيد لإسرائيل داخل الولايات المتحدة.
وقال: "لقد ذكرنا في الدراسة أن اللوبي يسعى حثيثا لإسكات الانتقادات الموجهة للسياسة الإسرائيلية والعلاقات الأمريكية- الإسرائيلية على حد سواء، وأن سلاحها الأكثر فاعلية في ذلك هو توجيه الاتهام بمعاداة السامية".
وأوضح أن "هناك العديد من الناس الذين يعرفون حقيقة هذه القصة، غير أنهم يخافون من روايتها؛ لأن القوات المؤيدة لإسرائيل سوف تعاقبهم".
ولفت الأستاذ الجامعي إلى أنه وزميله ستيفن والت توقعا أن توجه إليهما اتهامات بمعاداة السامية عقب نشر الدراسة.
"لوبي إسرائيل"
الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال مؤتمر لإيباك
وجاء بالدراسة المثيرة للجدل أن "لوبي إسرائيل" يؤثر على السياسة الخارجية للولايات المتحدة بهدف خدمة المصالح الإسرائيلية.
وتقول: إن "القوى المحركة لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة (الشرق الأوسط) خاضعة في معظمها -وبشكل شبه كامل- للمناورات السياسية داخل أمريكا، وخاصة أنشطة لوبي إسرائيل".
وأوضحت أن "جماعات المصالح الخاصة الأخرى (غير لوبي إسرائيل) نجحت في استمالة السياسة الخارجية الأمريكية في الاتجاهات التي تفضلها، لكن أيا من تلك الجماعات لم تتمكن من استمالة السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعيدا عما تمليه المصالح الوطنية الأمريكية؛ حيث يتم إقناع المواطنين بأن المصالح الأمريكية والإسرائيلية هي بالضرورة متطابقة".
"حماية إسرائيل"
من ناحية أخرى، اعتبر الباحثان والت وميرشيمر أن التأثير القوي لـ"لوبي إسرائيل" يعود إلى فعاليته داخل الكونجرس الأمريكي.
وقالا: إن "أحد أسباب نجاح اللوبي بالكونجرس هو أن بعض أعضائه الرئيسيين مسيحيون صهاينة، مثل ديك أرمي الذي قال في سبتمبر 2002: إن الأولوية الأولى لديه في السياسة الخارجية الأمريكية هي حماية إسرائيل".
واستدرك الباحثان في شيء من الاستنكار: "قد يرى البعض أن الأولوية الأولى لأي عضو بالكونجرس هي حماية أمريكا.. لكن هذا ما قاله أرمي".
ولفتا إلى أن "هناك كذلك أعضاء بمجلس النواب والشيوخ يعملون على جعل السياسة الخارجية الأمريكية داعمة لمصالح إسرائيل".
"تشكيل الرأي العام"
كما جاء بالدراسة أن "لوبي إسرائيل" يتمتع بنفوذ قوي على القطاع التنفيذي الأمريكي. وأوضحت أن "هذه القوة تعود جزئيا إلى تأثير الناخبين اليهود على الانتخابات الرئاسية، فبالرغم من أعدادهم الصغيرة (أقل من 3% من تعداد الولايات المتحدة) فإنهم ينفذون حملات ضخمة لجمع التبرعات للمرشحين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي".
وفي موضع آخر، تذكر الدراسة أن "لوبي إسرائيل" يسيطر كذلك على الإعلام الأمريكي، وتوضح الدراسة أهمية تلك النقطة قائلة: إن "اللوبي يبذل كل جهده لتشكيل إدراك الرأي العام بشأن إسرائيل والشرق الأوسط، وإنه لا يريد نقاشا مفتوحا حول قضايا لها صلة بإسرائيل".
وتابعت: "بناء على ذلك، فإن المنظمات المؤيدة لإسرائيل تعمل بجد للتأثير على وسائل الإعلام، ومراكز الأبحاث، وعالم التدريس؛ نظرا لما تتمتع به تلك المؤسسات من خطورة في تشكيل الرأي العام".
المنتديات
التعليقات
Re: معاداة السامية تطارد باحثَين أمريكيين
إضافة تعليق جديد