لا تلمسوا رجلاً في الأربعين لئلا يتفتق الجرح! ولا تدهنوه بالأصبغة، لأن ما تحاولون تغطيته تظهرونه أكثر!.. هذه النظرية تنطبق فقط على الرجل؛ لكنها تتكسّر تحت أقدام أية امرأة أربعينية!!.
الألم شعور إنساني نبيل. الإحساس بالألم ميزة فيزيولوجية ثابتة. النفس، وهي أيضاً، تتألم. من لم يعاني يوماً من ألمٍ في نفسه وجب إخراجه من خانة الإنسانية.. إن لم تعرفوا طعم الألم اسألوا رجلاً أربعينياً تزوج في الثلاثين؛ أو اسألوا امرأةً أربعينية ما زالت تعتقد بأن قطار الزواج لم يفتها بعد!!.
أيُّ فضلٍ يكون لكم إن تطهرتم من الخطيئة الأصلية؛ وأنتم لستم بمذنبين!
أيُّ ذنبٍ حمّلوكم، ولم تعصوا أمراً، والعصاة ماتوا منذ آلاف السنين!
مغفورةُ لكم خطاياكم قبل أن تبلغوا الأربعين؛ لكن.. سجلوها في دفاتركم منذ هذه اللحظة! فموسم الخطايا بدأ والحصاد وفير.. آمــين!!
وتسألني المدينة، الغافية تحت أجفاني، عن إلهٍ صلبناه على بوابتيها الاثنتين.. بأي ذنبٍ تصلبون الإله؟!
لأننا نترجّى القيامة، يا مدينتي، نصلب الإله!
.. أربعون عاماً والمدينة تنادي: واصليباه.. الويل لأمةٍ تصنع إلهاً لتأكلهْ، ثم لا تعنيها القيامةُ بقدر ما يعنيها صلبُ ذاك الإله!!.
ولست من (غزيّة إن غزتْ غزوتُ..) ولكنّ البداوة تسبح في دمي منذ أربعين حولاً؛ وكأنها الدّاء الذي لا علاج له! ــ أيها الحالمون بالمدنية مزّقوا البداوة منذ نعومة أظفاركم! إن البداوةَ داءٌ يستطيلُ على مرِّ السنين؛ والوقاية خيرٌ من أربعين علاج!!.
الحلم كنصف المستقيم.. له بداية وليس له نهاية!.
حلمك الذي ينتهي لا بد يقتلك في النهاية ــ السوري اليوم بلا أحلام؛ لكنه يبحث عن نهايات، وإن جاءت قاتلة!!.
جردتك العولمة من أحلامك القديمة، فلماذا لا تبحث عن أحلام أخرى؟ ولماذا تصر على إعادة فبركة ما سقط من أحلامك العتيقة؟!
ألا ترى إلى تاريخك: تاريخ المهزومين الذين تمحى أسماؤهم عن لوحات التعريف، والذين لا يروي التاريخ حكايتهم؟! ــ تاريخ السوري حلم قديم لم يتحقق أبداً؛ غير أنه لم ينقطع عن رش البذار في أرض البشر!!.
[على مدى الأزمان كلها، الحلم الأخير هو ذاته: أن نحيا في حديقة يغدو فيها الإنسان، أخيراً، صديقاً للإنسان!.. حديقة لم ولن نبلغها أبداً؛ ولكن على طرقات العالم الوعرة، وسط الحروب والمجاعات، كانت هناك دائماً سفارة لسعادة آتية! ــ حذار أيها السوريون أن تثقوا بأية سفارة تروج لثقافة القوة والعنف والكذب، على أنها وحدها المنتصرة لا محالة!!.
أن يكون الإنسان، غالباً، على قدر كبير من اللطافة مع أنداده (ذلك لأنه يتردد في مكافحة أعدائه).. هل يدخل هذا في طبيعة الإنسان؟
أن ترضى الأكثرية بالخضوع للأقلية، وأن يكون تقدم بعضهم على حساب تعاسة الآخرين.. هل هذا قانون، غير قابل للتغيير، يحكم المجتمع؟
أبداً، لم يصدر عن ماركس أمراً عسكرياً للجيوش.. أبداً لم يشيد لنفسه القصور، ولم يدرج في سيارة سوداء! ولكن مريديه شيدوا القصور، وأقاموا أبراجاً صعدوا فوقها أيام الاستعراضات الجماهيرية كي يستدروا تصفيق الشعب؛ ويحتموا منه في الوقت ذاته!.. لقد اكتفى ماركس بطرح الأسئلة: من الذي يملك، ومن يُنتج؟.. من يقود، ومن يستفيد؟ ــ أيها السوريون تعلموا من ماركس بأنه لكي يغدو الواحد منكم ثائراً، عليه أن لا يلغي حقيقة الحلم! وإنما أن يستخرج من الحقيقة الحلم الضروري ويحققه!!
أيها الحالمون، المتيقظون من كل جنبات سورية، اتحدوا!.. إن الحلم يستيقظ!]
* * *
توضيح: بعض أفكار المقطع الأخير ([ ]) مقتبسة بتصرف من ديوان "قضيةٌ مشاعة" ـ فرنسيس كومب.
الألم شعور إنساني نبيل. الإحساس بالألم ميزة فيزيولوجية ثابتة. النفس، وهي أيضاً، تتألم. من لم يعاني يوماً من ألمٍ في نفسه وجب إخراجه من خانة الإنسانية.. إن لم تعرفوا طعم الألم اسألوا رجلاً أربعينياً تزوج في الثلاثين؛ أو اسألوا امرأةً أربعينية ما زالت تعتقد بأن قطار الزواج لم يفتها بعد!!.
أيُّ فضلٍ يكون لكم إن تطهرتم من الخطيئة الأصلية؛ وأنتم لستم بمذنبين!
أيُّ ذنبٍ حمّلوكم، ولم تعصوا أمراً، والعصاة ماتوا منذ آلاف السنين!
مغفورةُ لكم خطاياكم قبل أن تبلغوا الأربعين؛ لكن.. سجلوها في دفاتركم منذ هذه اللحظة! فموسم الخطايا بدأ والحصاد وفير.. آمــين!!
وتسألني المدينة، الغافية تحت أجفاني، عن إلهٍ صلبناه على بوابتيها الاثنتين.. بأي ذنبٍ تصلبون الإله؟!
لأننا نترجّى القيامة، يا مدينتي، نصلب الإله!
.. أربعون عاماً والمدينة تنادي: واصليباه.. الويل لأمةٍ تصنع إلهاً لتأكلهْ، ثم لا تعنيها القيامةُ بقدر ما يعنيها صلبُ ذاك الإله!!.
ولست من (غزيّة إن غزتْ غزوتُ..) ولكنّ البداوة تسبح في دمي منذ أربعين حولاً؛ وكأنها الدّاء الذي لا علاج له! ــ أيها الحالمون بالمدنية مزّقوا البداوة منذ نعومة أظفاركم! إن البداوةَ داءٌ يستطيلُ على مرِّ السنين؛ والوقاية خيرٌ من أربعين علاج!!.
الحلم كنصف المستقيم.. له بداية وليس له نهاية!.
حلمك الذي ينتهي لا بد يقتلك في النهاية ــ السوري اليوم بلا أحلام؛ لكنه يبحث عن نهايات، وإن جاءت قاتلة!!.
جردتك العولمة من أحلامك القديمة، فلماذا لا تبحث عن أحلام أخرى؟ ولماذا تصر على إعادة فبركة ما سقط من أحلامك العتيقة؟!
ألا ترى إلى تاريخك: تاريخ المهزومين الذين تمحى أسماؤهم عن لوحات التعريف، والذين لا يروي التاريخ حكايتهم؟! ــ تاريخ السوري حلم قديم لم يتحقق أبداً؛ غير أنه لم ينقطع عن رش البذار في أرض البشر!!.
[على مدى الأزمان كلها، الحلم الأخير هو ذاته: أن نحيا في حديقة يغدو فيها الإنسان، أخيراً، صديقاً للإنسان!.. حديقة لم ولن نبلغها أبداً؛ ولكن على طرقات العالم الوعرة، وسط الحروب والمجاعات، كانت هناك دائماً سفارة لسعادة آتية! ــ حذار أيها السوريون أن تثقوا بأية سفارة تروج لثقافة القوة والعنف والكذب، على أنها وحدها المنتصرة لا محالة!!.
أن يكون الإنسان، غالباً، على قدر كبير من اللطافة مع أنداده (ذلك لأنه يتردد في مكافحة أعدائه).. هل يدخل هذا في طبيعة الإنسان؟
أن ترضى الأكثرية بالخضوع للأقلية، وأن يكون تقدم بعضهم على حساب تعاسة الآخرين.. هل هذا قانون، غير قابل للتغيير، يحكم المجتمع؟
أبداً، لم يصدر عن ماركس أمراً عسكرياً للجيوش.. أبداً لم يشيد لنفسه القصور، ولم يدرج في سيارة سوداء! ولكن مريديه شيدوا القصور، وأقاموا أبراجاً صعدوا فوقها أيام الاستعراضات الجماهيرية كي يستدروا تصفيق الشعب؛ ويحتموا منه في الوقت ذاته!.. لقد اكتفى ماركس بطرح الأسئلة: من الذي يملك، ومن يُنتج؟.. من يقود، ومن يستفيد؟ ــ أيها السوريون تعلموا من ماركس بأنه لكي يغدو الواحد منكم ثائراً، عليه أن لا يلغي حقيقة الحلم! وإنما أن يستخرج من الحقيقة الحلم الضروري ويحققه!!
أيها الحالمون، المتيقظون من كل جنبات سورية، اتحدوا!.. إن الحلم يستيقظ!]
* * *
توضيح: بعض أفكار المقطع الأخير ([ ]) مقتبسة بتصرف من ديوان "قضيةٌ مشاعة" ـ فرنسيس كومب.
المنتديات
التعليقات
Re: خواطر أربعينيات العمر (2-2)
إضافة تعليق جديد