عليكَ أن تحترقْ !

كي تلتهمكَ ألسنة النارْ

عليكَ أن تحترقْ !

كي يظلَ على رأسي اكليل الغارْ

عليكَ أن تحترق !

كي أُبعثَ من جديد

من رمادكَ المنثورْ

فوق ضفاف الحياة .. صفحات النور

جسداً مبطناً بفلذاتِ النوى

التي طارت بأجنحة مرسومة

بعبق السواقي .... بشذى العصورْ

بلمح الضياءِ ... بلون السطورْ

طارت لقلب السماء ... لكون النشورْ

تبحثُ عن حاضنة الروح في سرمدٍ بعيدْ

تغمسُ بذور انبعاث الصبح مرةً من جديدْ

لا تكترث لحرارة اللهيب

ولا لدموع الثكالى في عيون الحاضرين

الشاهدين على محرقة الروح

في حوانيت الغار و الانتصارْ

في حوانيت العار و الاحتقارْ

بدني الذي صار عاموداً من دخانْ

زوبعةً من ريح السمومْ

صدري يافطة ...عنوانْ

لاجتثاث الجوف من دون ألمْ

لاجتزاز الورد من غير الندمْ

لاجترار الدماء من حبر القلمْ

ولكن .... إياكم أن

تنثروا رمادي فوق نقيعِ

أيامكم أو فوق صقيعِ أمجادكمْ

فإنه .. كالبارودْ

بشوق دائم إلى طعم الشرارْ

إلى رقصات غانيات النارْ

لفرقعات عظام السنين

لقطر دهون اليأسِ

لشعر زيوت الرأسِ

الذي مسح رائحة الغارْ

في اكليل النارْ

لذلك أنثروه هناك في قِبلة جدباءْ

حيث لا ماءَ ... لا هواءْ

لا نورَ ... لا شتاءْ

لا صبحَ ... لا مساءْ

لا لونَ ... لا دمع َ

لا .............. دماءْ !!!!!