بالأمس القريب أنشأت مدونة و أحببت أن تشاركوني في الموضوع الأول الذي كتبته فيها :
أفتتح مدونتي بالحديث عن الجهل و المعرفة و لست أرفع من قدر نفسي أو أبتعد بها عما يمكن أن تكون فقد أكون أجهلكم و لكني أخط هذه الكلمات علها تجد سبيلاً إلى منتفع أو مستفيد و ليس لي فيها منة على أحد أو صنيع معروف يراد به مقابل .
ما هو الجهل ؟
الجهل هو الفقر الأعظم وهو المصيبة الأكبر التي تصيب الإنسان فعندما يدرك الإنسان أن المصيبة التي تصيبه هي نتيجة وليست سبب يستطيع أن يؤثر في أسباب هذه النتيجة و بالتالي تغييرها , أي أن المصيبة لا تكون مصيبة إلا عندما يعجز العقل عن تفسيرها أو إيجاد الحلول لها , فهي نتيجة لعدم قدرة العقل على فهمها و تحليلها.
المصيبة هي في حقيقتها صعوبة و لكن هذه الصعوبة هي صعوبة عقلية فالعقل الذي يستطيع تجاوز هذه الصعوبة ينتفي لديه الإحساس بالمصيبة , و لكي يستطيع العقل تجاوز الصعوبة لا بد له من العلم والمعرفة كمرتكز أساسي في تحليل الصعوبة و تجاوزها .
إن هذا الكلام يشمل جميع أنواع المصائب .
و لكن إذا كانت المصيبة هي الجهل فهنا ليس لدى العقل أي مرتكز يستند عليه لتجاوزها و بالتالي تتحول هذه المصيبة إلى أسباب لمصائب أخرى .
كيف نتغلب على الجهل ؟
نتغلب على الجهل بإرادة المعرفة و التعود على الإحساس الدائم بالجوع للعلم
فأخطر أنواع الجهل هو الجهل الإرادي أي أن يكون جهلنا ناتج عن إرادتنا في عدم المعرفة .
إن إرادة المعرفة لوحدها – إن كانت صادقة و واعية – تجعلك تعيد كل ما ترسخ لديك من أفكار و ثوابت . وسوف تعمل على منحك شعوراً بالسعادة و الحرية حتى إن لم تستطع أن تبلغ المعرفة الكاملة .
نعاني في مجتمعنا العربي من موضوع هام جداً و هو الثبات على الآراء و الأفكار فإذا أنت ناقشت أصدقاءك اليوم بفكرة ما و أدليت برأيك فأنت مضطر للثبات على هذا الرأي و إن تغير فيما بعد كي لا يتهموك بأنك متقلب أو متذبذب أو قد يفهمون بأنك مزاجي .
إن كل فكرة أو معتقد أو مبدأ هو موضوع قابل للنقاش و الحوار و هذا الحوار إن كان شخصياً ( بينك و بين نفسك ) أو عام ( مع مجتمعك ) فهو حتما ً سيؤدي لتغيير موقفك من الفكرة سواءً بازدياد إيمانك بها أو بنقصانه و تلاشيه .
و بالتالي فإن الثبات على فكرة معينة و بنفس الدرجة من الثبات فهو دليل على عدم الحوار مع الذات بشكل أساسي إن الشخص الذي لا يحاور ذاته لا يصحح أخطاءه و بالتالي فهو لن يكون أكثر معرفة غداً عما هو اليوم .
إن تغير موقف الشخص من فكرة معينة و استبداله بالنقيض ليس دلالة على التقلب و المزاجية بل على العكس تماماً فهو دليل على الحوار الذاتي و إعمال العقل والبحث كما يدل أيضاً على المرونة و القدرة على الإصغاء للعقل بدل الإصغاء لعادات اجتماعية مغلوطة .
أعتقد أن الجهلة فقط هم من لا يتغيرون .
ليس عيباً أن نسأل بل العيب ألا نسأل و العيب الأكبر هو في أولئك الذين يردون على أسئلتنا بإجابات سخيفة وتافهة . فالمعرفة تتطلب الجرأة كيف لا وهي أنثى تريد لطالبها أن يكون جريئاً مقداماً .
إن أول و آخر صفة مطلوبة لمريد المعرفة هي الابتعاد عن التعصب للأفكار التي يحملها فبذلك يزيل الحجاب عن عينيه ليستطيع مشاهدة الحقيقة التي يبحث عنها بكل جوانبها .
و سوف أضع بعض النقاط التي تفيدنا في قمع الجهل من حياتنا الشخصية :
- التروي و المحاكمة العقلية السليمة قبل
الحكم أو المعارضة .
- معرفة هدف الحوار قبل الدخول فيه
- تحجيم الغضب قدر الإمكان
- الاعتراف بالخطأ و الاعتذار عنه و التفكير به و
بتصحيحه .
هذا ما استطعت إليه على أمل الإضافة و الإفادة منكم
و شكرا لوقتكم
الدرويش حسن
أفتتح مدونتي بالحديث عن الجهل و المعرفة و لست أرفع من قدر نفسي أو أبتعد بها عما يمكن أن تكون فقد أكون أجهلكم و لكني أخط هذه الكلمات علها تجد سبيلاً إلى منتفع أو مستفيد و ليس لي فيها منة على أحد أو صنيع معروف يراد به مقابل .
ما هو الجهل ؟
الجهل هو الفقر الأعظم وهو المصيبة الأكبر التي تصيب الإنسان فعندما يدرك الإنسان أن المصيبة التي تصيبه هي نتيجة وليست سبب يستطيع أن يؤثر في أسباب هذه النتيجة و بالتالي تغييرها , أي أن المصيبة لا تكون مصيبة إلا عندما يعجز العقل عن تفسيرها أو إيجاد الحلول لها , فهي نتيجة لعدم قدرة العقل على فهمها و تحليلها.
المصيبة هي في حقيقتها صعوبة و لكن هذه الصعوبة هي صعوبة عقلية فالعقل الذي يستطيع تجاوز هذه الصعوبة ينتفي لديه الإحساس بالمصيبة , و لكي يستطيع العقل تجاوز الصعوبة لا بد له من العلم والمعرفة كمرتكز أساسي في تحليل الصعوبة و تجاوزها .
إن هذا الكلام يشمل جميع أنواع المصائب .
و لكن إذا كانت المصيبة هي الجهل فهنا ليس لدى العقل أي مرتكز يستند عليه لتجاوزها و بالتالي تتحول هذه المصيبة إلى أسباب لمصائب أخرى .
كيف نتغلب على الجهل ؟
نتغلب على الجهل بإرادة المعرفة و التعود على الإحساس الدائم بالجوع للعلم
فأخطر أنواع الجهل هو الجهل الإرادي أي أن يكون جهلنا ناتج عن إرادتنا في عدم المعرفة .
إن إرادة المعرفة لوحدها – إن كانت صادقة و واعية – تجعلك تعيد كل ما ترسخ لديك من أفكار و ثوابت . وسوف تعمل على منحك شعوراً بالسعادة و الحرية حتى إن لم تستطع أن تبلغ المعرفة الكاملة .
نعاني في مجتمعنا العربي من موضوع هام جداً و هو الثبات على الآراء و الأفكار فإذا أنت ناقشت أصدقاءك اليوم بفكرة ما و أدليت برأيك فأنت مضطر للثبات على هذا الرأي و إن تغير فيما بعد كي لا يتهموك بأنك متقلب أو متذبذب أو قد يفهمون بأنك مزاجي .
إن كل فكرة أو معتقد أو مبدأ هو موضوع قابل للنقاش و الحوار و هذا الحوار إن كان شخصياً ( بينك و بين نفسك ) أو عام ( مع مجتمعك ) فهو حتما ً سيؤدي لتغيير موقفك من الفكرة سواءً بازدياد إيمانك بها أو بنقصانه و تلاشيه .
و بالتالي فإن الثبات على فكرة معينة و بنفس الدرجة من الثبات فهو دليل على عدم الحوار مع الذات بشكل أساسي إن الشخص الذي لا يحاور ذاته لا يصحح أخطاءه و بالتالي فهو لن يكون أكثر معرفة غداً عما هو اليوم .
إن تغير موقف الشخص من فكرة معينة و استبداله بالنقيض ليس دلالة على التقلب و المزاجية بل على العكس تماماً فهو دليل على الحوار الذاتي و إعمال العقل والبحث كما يدل أيضاً على المرونة و القدرة على الإصغاء للعقل بدل الإصغاء لعادات اجتماعية مغلوطة .
أعتقد أن الجهلة فقط هم من لا يتغيرون .
ليس عيباً أن نسأل بل العيب ألا نسأل و العيب الأكبر هو في أولئك الذين يردون على أسئلتنا بإجابات سخيفة وتافهة . فالمعرفة تتطلب الجرأة كيف لا وهي أنثى تريد لطالبها أن يكون جريئاً مقداماً .
إن أول و آخر صفة مطلوبة لمريد المعرفة هي الابتعاد عن التعصب للأفكار التي يحملها فبذلك يزيل الحجاب عن عينيه ليستطيع مشاهدة الحقيقة التي يبحث عنها بكل جوانبها .
و سوف أضع بعض النقاط التي تفيدنا في قمع الجهل من حياتنا الشخصية :
- التروي و المحاكمة العقلية السليمة قبل
الحكم أو المعارضة .
- معرفة هدف الحوار قبل الدخول فيه
- تحجيم الغضب قدر الإمكان
- الاعتراف بالخطأ و الاعتذار عنه و التفكير به و
بتصحيحه .
هذا ما استطعت إليه على أمل الإضافة و الإفادة منكم
و شكرا لوقتكم
الدرويش حسن
المنتديات
التعليقات
Re: عن الجهل و المعرفة
Re: عن الجهل و المعرفة
Re: عن الجهل و المعرفة
إضافة تعليق جديد