نتابع ...
الحقيقة التي سجلها كنسي في دراسته أن الاستمناء هو أكثر سلوك جنسي يسمح للوصول إلى الرعشة. وهذا يؤدي إلى ارتخاء الضغط العصبي والعضلي الذي يولده التهيج الجنسي. وأكّد غالبية الأشخاص الذين استجوبهم كنسي بأن الاستمناء يجعلهم أكثر سعادة ويؤمن لهم مصدراً للرضا الفيزيولوجي. وهذا بدوره يساعد الفرد على التمتع بتوازن نفساني. وكما سنرى في الفقرات التالية يساهم الاستمناء بالتوازن الزوجي لأنه يعلم المرأة كيفية الوصول إلى الرعشة مع الزوج.
الاستمناء والأفكار الشهوانية:
تظهر استطلاعات كنسي أن 64% من النساء اللواتي يمارسن الاستمناء في العينة التي استجوبها، تلجأ إلى التحريض النفساني بالأفكار الجنسية المثيرة بشكل يرافق التحريض الفيزيائي.
وفي 36% من الحالات تكتفي النساء بالتحريض الفيزيائي عند الاستمناء.
و في عدد من الحالات، لم تأتِ الأفكار المثيرة سوى بعد مدة قد تمتد لسنوات من ممارسة الاستمناء. كما لاحظ أن اللجوء إلى هذه الأفكار يزيد مع التقدم بالعمر.
في غالبية الحالات كانت هذه الأفكار المثيرة تدور حول علاقة مع الجنس الآخر.
و في 10% مع نفس الجنس.
في 4 % بأفكار سادية ومازوشية.
في أقل من 1% مع الحيوانات.
بشكل عام، كانت هذه الأفكار تدور حول الخبرة الشخصية.
النساء أثناء الاستمناء نادراً ما تفكر بالنشاطات الجنسية التي لم تمارسها. بينما غالباً ما يفكر الرجال بالأمور التي يحرمون منها أو تمنع عنهم.
وعندما تقتصر الخبرة الجنسية عند السيدة على القبلات والغزل فغالباً ما تبقى عند هذا الحد بالاستمناء. وعندما تبدأ بالمجامعة تفكر بها عند الاستمناء.
مضمون هذه الأفكار لا يتنوع كثيراً حسب العمر ولا حسب مستوى التعليم عند النساء.
الأمر مختلف عند الرجال حيث نلاحظ أن طبقة المثقفين تظهر مستوى عالٍ لهذه الأفكار.
يلجأ الرجال إلى الأفكار المثيرة بغالبية الحالات التي يمارسمون بها الاستمناء.
هذا الخيال قد يكون:
ـ ذكريات من تجارب جنسية سابقة.
ـ تجارب جنسية مستهدفة في المستقبل.
ـ تقنيات جنسية حديثة التطبيق.
وغالباً ما يصعب على الرجل أن يصل لمرحلة الرعشة دون أن يلجأ إلى هذه الأفكار.
هذه النقطة التي يختلف بها الرجال عن النساء تشكل واحدةً من أهم أسباب عدم التوافق الجنسي:
ـ إذ لا يتفهم الرجال غالباً أن التحريض النفساني هو أقل أهمية عند النساء، ويعتقدون أن النساء تستخدم نفس الخيال الجنسي الذي يستخدمونه.
ـ ولا تتفهم النساء، غالباً، أن الاعتماد على التحريض النفساني ذو أهمية كبيرة عند الرجل.
على ماذا يدل الاستمناء:
من الناحية الفيزيولوجية:
تمارس غالبية النساء الاستمناء بسبب الراحة الفورية التي تستخلصها منه. ومن أجل التخلص من الاضطرابات النفسية التي تشعر بها عندما تكون مثارة جنسياً في وقت لا تستطيع فيه ممارسة الجنس لسبب اجتماعي يمنعها عنه.
من المعروف أنه توجد مجموعة من التبدّلات الغريزية الفيزيولوحية التي تجتاح الجسم عندما يتعرض لتحريض جنسي، ومن بينها التوتر العضلي العصبي.
وعندما يقود الارتكاس الجنسي إلى الرعشة يرتخي هذا التوتر ويستعيد الشخص حالة فيزيولوجية طبيعية. ويستطيع بعد ذلك أن يمارس نشاطاته اليومية بشروط أفضل.
وعندما يحرم الرجال والنساء من الرعشة وحالة الارتخاء التي تليها يشعرون باضطراب قد يدوم لفترة. وتراكم هذا الاضطراب يحول الانتباه ويؤذي الطريقة العامة بالتصرف اليومي للشخص وبكل النشاطات.
الشخص المحروم يصبح عصبياً، متهيّجاً، نزقاً سريع الغضب، غير قادر على التركيز على أي سؤال ويصبح طبعه صعباً تجاه محيطه.
بينما العكس صحيح عندما يستطيع الشخص أن يرضي تهيجه الجنسي بالوصول إلى الرعشة لدى وصول التوتر الجنسي عنده إلى مرحلة معينة من الكثافة، يصبح أكثر سعادة ويسمح له أن يجعل حياة محيطه أكثر استحباباً.
غياب النتائج الضارة الناتجة عن الاستمناء:
يعتقد العديد من البشر بأن للاستمناء آثار جسمية ضارة، على سبيل المثال، صرحت بعض النساء اللواتي استوجبن بالاعتقاد بأن الاستمناء يسبب:
ـ الاندفاعات الجلدية.
ـ تباطؤ الذهن.
ـ السلوك المتكاسل.
ـ الاضطراب الهضمي.
ـ ألم المبيض.
التهاب المثانة، السرطان، الزائدة، اضطراب البصر، العقم، الشقيقة، وغيرها من الأمراض الوهمية.
التحقيق الدقيق الذي قام به كنسي وفريقه بطريقته العلمية الدقيقة لم تظهر أي علاقة ثابتة بين الاستمناء ومختلف هذه الأمراض.
أما التعب الذي يصفه البعض بعد الاستمناء لا يبدو أنه أكثر مما يسببه أي نشاط جنسي آخر.
أي إثارة جنسية يتلوها ارتكاس جنسي يقود إلى الرعشة يتطلب استهلاك مقدار كبير من الطاقة. وأغلب الأشخاص يستعيدون مقدرتهم الجسمية بسرعة بعد دقائق أو بعد ليلة من النوم المريح بفضل الرضا الجنسي.
مراجعة الأدب الطبي حول الموضوع أظهرت بشكل واضح، أن الذين تكلموا عن أضرار الاستمناء، هم أنفسهم الذين أدانوا الاستمناء لأسباب أخلاقية وعقائدية دون أي دليل علمي.
قال Talney 1910 أن الاستمناء يسبب الأمراض العصبية خاصة عند الشباب
قال Nighols 1912 أنه يسبب اضطراباً في الصحة بطيئاً ومتقدماً
و قالMegher 1936 أنه يسبب الاحتقان الحوضي
وغيرهم ممن قدموا نظريات بائدة، ودون أي دليل علمي. ولكن رغم ذلك بقي العديد من الأطباء والنفسانيين والمرشدين يروجون لها إلى أن نشر "كنسي" نتائجه العلمية الدامغة. فكانت هذه النتائج نقطة تحول لفهم السلوك الجنسي عند البشر.
و بما يخص الأفكار غير الصحيحة والتي تتهم الاستمناء بأنه يضعف الذاكرة و يقلل من المقدرة العقلية عند من يمارسها، فأن أرقام كنسي أظهر بوضوح خطأ هذه الأفكار. بالعودة إلى الجداول نرى بوضوح أن ممارسة هذا السلوك تزيد بالعدد المطلق لممارسيه و بعدد مرات هذه الممارسة مع ارتفاع المعدل الثقافي و التعليمي للشخص.
كان لبعض الكتاب قبل كنسي دورا معتدلا، أمثال:
Havelock Elis, 1910.
Moll 1909.
الذين تحدثوا عن دور الإفراط بالاستمناء. ولكن المشكلة من الناحية العلمية بقيت قابعة في عدم القدرة على تحديد ما هو الإفراط. واعتباراً من أي عدد يصبح مرضياً؟
يذكر "كنسي" في كتابه، العديد ممن تحدثوا عن أضرار هذا الإفراط. ودائما بشكل افتراضي أو مبني على مشاهدات فردية وبشكل يهمل ملايين الأشخاص الذين يمارسونها ولا يصابون بأي شيء.
هذه المشاهدات المبنية على معتقدات مسبقة، و/أوعلى قواعد أخلاقية، غاب عنها ضرورة تقديم أي برهان علمي يثبت العلاقة بين السبب والمسبب.
على العكس من ذلك، فلدى التحري الدقيق عند آلاف الأشخاص الذين استجوبهم كنسي وفريقه. فإنهم لم يعثروا سوى على عدد ضئيل جداً من الحالات التي يشك فيها بأن الاستمناء قد تسبب لها بضرر جسمي أو نفسي.
وبالمقابل لاحظ كنسي، وبشكل واضح الضرر الذي سببه النزاع النفساني الناتج عن مقاومة الاستمناء ومحاولة الإقلاع عنه. تاريخ الأدب الطبي قبل "كنسي" كان حافلاً أيضاً بقناعات تقول بأن الاستمناء لا يسبب ضرراً
التفسير الأخلاقي
يقول "كنسي" أن السلطة الدينية في مجتمعه كانت تدين الاستمناء بحجة أنه يفسد الوظيفة الأساسية للنشاط الجنسي، ألا وهو التكاثر. ولذلك صنفته بين باقي ظواهر الفساد الجنسي مثلها مثل المثلية الجنسية، أو العلاقة الجنسية مع الحيوانات، أو حتى مع الجماع المبتور (القذف خارج المهبل).
قواعد الدين اليهودي الصارمة تضع الاستمناء بين الذنوب الكبرى، حتى أنه سجل بالتاريخ اليهودي، وبفترة معينة حالات كان عقاب الاستمناء بها هو الموت.
هذا التحريم يعود أيضا إلى الديانات القديمة، ونجده في الكتابات الأثرية مثل كتاب الموت 1550 إلى 950 قبل الميلاد. وفي بعض مراحل التراث الإغريقي واليوناني.
هذه الحواجز الأخلاقية ضد ممارسة الاستمناء تفسر ابتعاد البعض عنه.
فقد ذكر كنسي في إحصائياته أنه من بين النساء اللواتي لم يمارسن الاستمناء، كان في 44% من الحالات بسبب قناعة شخصية بأن هذه الممارسة غير أخلاقية.
وظهر واضحا لدى الاستجواب أن هذه الفئة كانت باردة جنسياً. هذه البرودة بالأساس يعتقد أنها ساعدت على الامتناع عن الاستمناء.
السبب الأخر لعدم الاستمناء، والذي قد يتوازى مع السبب الأول، وسجل عند 81% من النساء اللواتي لا تمارس الاستمناء، أنهن لم يشعرن بالرغبة بذلك. وعدد آخر يكتفي بالممارسة الجنسية عن طريق الجماع. وعدد كبير من أفراد هذه الفئة بدا أيضا بارداً جنسياً ولا يحتاج لممارسة جنسية منتظمة.
من ناحية أخرى، فلقد صرحت 28% من النساء اللواتي لم يمارسن الاستمناء أنه مجهول تماماً عندهن. ولا يعرفن عنه شيئا.ً
القيمة النفسانية للاستمناء.
فيما عدا الشعور بالذنب والخوف الذي امتزج بهذه الممارسة. فإن الرضا الجسدي الذي يشعر به الشخص من جرّاء أي ممارسة جنسية، سواء مع الغير أو مع الذات، تتركه بحالة نفسانية مريحة أيضاً.
ولكن عندما نأخذ بعين الاعتبار ما جرى خلال ألفي عام، من إدانة لهذه الممارسة التي بُثت بشأنها العديد من الآراء التي كانت تتلبس طابعاً علمياً رغم كل بعدها عن العلم. فإنه لن يكون من الصعب فهم الارتباك الذي يشعر به العديد من الأشخاص لدى ممارستها.
هذا الشعور تظهره الأرقام، إذ أحصي أن نصف النساء اللواتي يمارسن الاستمناء، كن يشعرن بهذا الارتباك النفساني الذي يختلط بالخوف وبالشعور بالذنب ومن التهديد بالعقوبة.
هذا الشعور يدوم لفترات مختلفة، وبشكل وسطي 6 سنوات ونصف. وفي 30% من الحالات بقي هذا الشعور لمدة عشرة سنوات وأكثر.
وهذا يظهر أيضاً إلى أي مدى يرى ملايين الرجال والنساء أن ثقتهم بنفسهم تتلاشى، وأن قيمهم الاجتماعية وحتى التوازن الزوجي ينقلب بشكل يمكن تفاديه، وذلك ليس بسبب الاستمناء بالذات وإنما بسبب الصراع بين العادات الشخصية وبين القواعد الأخلاقية والاجتماعية.
لا يوجد أي نشاط جنسي مثير آخر ولّد هذا القدر من الهموم عند البشر.
أقر فرويد وعدد آخر من المحللين النفسانيين بأن الاستمناء لا يسبب أي خلل جسمي ملموس. ولكنه تحدث عن اضطراب نفساني يعود لكون الاستمناء نشاط طفولي واعتبر أن ممارسته من قبل البالغين هو دليل على عدم النضج. بل واقترح علاجه بالتحليل النفساني.
ولكن أغراض فرويد تبدو واضحة وكأنها تردد تقاليد التلمود وتعطيه دفعاً آخر، وقد دعمها ببعض الألفاظ شبه العلمية. ولكن الحقيقة أن عدداً هائلاً من البالغين، والذين لا يعانون من أي علامات عدم النضج يمارسون هذا السلوك ويرفضون الخضوع لتفسيرات فرويد، والتي لا يجدون فيها شيئا من التقارب مع العلم.
الانعكاسات الاجتماعية للاستمناء
من أهم المخاوف التي قد تنتج عن الاستمناء أنه قد يؤثر على التوازن الزوجي فيما بعد.
ولكن الحقيقة الإحصائية التي ظهرت في دراسة "كنسي"، أن عدداً قليلاً جداً من الأشخاص الذين مارسوا الاستمناء قبل الزواج قد عانوا من مشاكل بالتأقلم مع الحياة الزوجية. وبدا بشكل واضح أن كل النساء اللواتي تعرفن على الرعشة قبل الزواج، استطعن الوصول إليها بسهولة أكبر وأسهل بكثير مع الزوج بالمقارنة مع النساء اللواتي لم تصلن للرعشة قبل الزواج.
ورغم الحالات الخاصة، ومهما تنوع الأمر، يؤكد كنسي وفريقه، بعد استجواب عدة آلاف من الأشخاص وعلى مدى سنوات عديدة، أن الاستمناء لم ينقص بشيء من قدرة النساء على الوصول للرعشة بعد الزواج.
يتبع ...
الحقيقة التي سجلها كنسي في دراسته أن الاستمناء هو أكثر سلوك جنسي يسمح للوصول إلى الرعشة. وهذا يؤدي إلى ارتخاء الضغط العصبي والعضلي الذي يولده التهيج الجنسي. وأكّد غالبية الأشخاص الذين استجوبهم كنسي بأن الاستمناء يجعلهم أكثر سعادة ويؤمن لهم مصدراً للرضا الفيزيولوجي. وهذا بدوره يساعد الفرد على التمتع بتوازن نفساني. وكما سنرى في الفقرات التالية يساهم الاستمناء بالتوازن الزوجي لأنه يعلم المرأة كيفية الوصول إلى الرعشة مع الزوج.
الاستمناء والأفكار الشهوانية:
تظهر استطلاعات كنسي أن 64% من النساء اللواتي يمارسن الاستمناء في العينة التي استجوبها، تلجأ إلى التحريض النفساني بالأفكار الجنسية المثيرة بشكل يرافق التحريض الفيزيائي.
وفي 36% من الحالات تكتفي النساء بالتحريض الفيزيائي عند الاستمناء.
و في عدد من الحالات، لم تأتِ الأفكار المثيرة سوى بعد مدة قد تمتد لسنوات من ممارسة الاستمناء. كما لاحظ أن اللجوء إلى هذه الأفكار يزيد مع التقدم بالعمر.
في غالبية الحالات كانت هذه الأفكار المثيرة تدور حول علاقة مع الجنس الآخر.
و في 10% مع نفس الجنس.
في 4 % بأفكار سادية ومازوشية.
في أقل من 1% مع الحيوانات.
بشكل عام، كانت هذه الأفكار تدور حول الخبرة الشخصية.
النساء أثناء الاستمناء نادراً ما تفكر بالنشاطات الجنسية التي لم تمارسها. بينما غالباً ما يفكر الرجال بالأمور التي يحرمون منها أو تمنع عنهم.
وعندما تقتصر الخبرة الجنسية عند السيدة على القبلات والغزل فغالباً ما تبقى عند هذا الحد بالاستمناء. وعندما تبدأ بالمجامعة تفكر بها عند الاستمناء.
مضمون هذه الأفكار لا يتنوع كثيراً حسب العمر ولا حسب مستوى التعليم عند النساء.
الأمر مختلف عند الرجال حيث نلاحظ أن طبقة المثقفين تظهر مستوى عالٍ لهذه الأفكار.
يلجأ الرجال إلى الأفكار المثيرة بغالبية الحالات التي يمارسمون بها الاستمناء.
هذا الخيال قد يكون:
ـ ذكريات من تجارب جنسية سابقة.
ـ تجارب جنسية مستهدفة في المستقبل.
ـ تقنيات جنسية حديثة التطبيق.
وغالباً ما يصعب على الرجل أن يصل لمرحلة الرعشة دون أن يلجأ إلى هذه الأفكار.
هذه النقطة التي يختلف بها الرجال عن النساء تشكل واحدةً من أهم أسباب عدم التوافق الجنسي:
ـ إذ لا يتفهم الرجال غالباً أن التحريض النفساني هو أقل أهمية عند النساء، ويعتقدون أن النساء تستخدم نفس الخيال الجنسي الذي يستخدمونه.
ـ ولا تتفهم النساء، غالباً، أن الاعتماد على التحريض النفساني ذو أهمية كبيرة عند الرجل.
على ماذا يدل الاستمناء:
من الناحية الفيزيولوجية:
تمارس غالبية النساء الاستمناء بسبب الراحة الفورية التي تستخلصها منه. ومن أجل التخلص من الاضطرابات النفسية التي تشعر بها عندما تكون مثارة جنسياً في وقت لا تستطيع فيه ممارسة الجنس لسبب اجتماعي يمنعها عنه.
من المعروف أنه توجد مجموعة من التبدّلات الغريزية الفيزيولوحية التي تجتاح الجسم عندما يتعرض لتحريض جنسي، ومن بينها التوتر العضلي العصبي.
وعندما يقود الارتكاس الجنسي إلى الرعشة يرتخي هذا التوتر ويستعيد الشخص حالة فيزيولوجية طبيعية. ويستطيع بعد ذلك أن يمارس نشاطاته اليومية بشروط أفضل.
وعندما يحرم الرجال والنساء من الرعشة وحالة الارتخاء التي تليها يشعرون باضطراب قد يدوم لفترة. وتراكم هذا الاضطراب يحول الانتباه ويؤذي الطريقة العامة بالتصرف اليومي للشخص وبكل النشاطات.
الشخص المحروم يصبح عصبياً، متهيّجاً، نزقاً سريع الغضب، غير قادر على التركيز على أي سؤال ويصبح طبعه صعباً تجاه محيطه.
بينما العكس صحيح عندما يستطيع الشخص أن يرضي تهيجه الجنسي بالوصول إلى الرعشة لدى وصول التوتر الجنسي عنده إلى مرحلة معينة من الكثافة، يصبح أكثر سعادة ويسمح له أن يجعل حياة محيطه أكثر استحباباً.
غياب النتائج الضارة الناتجة عن الاستمناء:
يعتقد العديد من البشر بأن للاستمناء آثار جسمية ضارة، على سبيل المثال، صرحت بعض النساء اللواتي استوجبن بالاعتقاد بأن الاستمناء يسبب:
ـ الاندفاعات الجلدية.
ـ تباطؤ الذهن.
ـ السلوك المتكاسل.
ـ الاضطراب الهضمي.
ـ ألم المبيض.
التهاب المثانة، السرطان، الزائدة، اضطراب البصر، العقم، الشقيقة، وغيرها من الأمراض الوهمية.
التحقيق الدقيق الذي قام به كنسي وفريقه بطريقته العلمية الدقيقة لم تظهر أي علاقة ثابتة بين الاستمناء ومختلف هذه الأمراض.
أما التعب الذي يصفه البعض بعد الاستمناء لا يبدو أنه أكثر مما يسببه أي نشاط جنسي آخر.
أي إثارة جنسية يتلوها ارتكاس جنسي يقود إلى الرعشة يتطلب استهلاك مقدار كبير من الطاقة. وأغلب الأشخاص يستعيدون مقدرتهم الجسمية بسرعة بعد دقائق أو بعد ليلة من النوم المريح بفضل الرضا الجنسي.
مراجعة الأدب الطبي حول الموضوع أظهرت بشكل واضح، أن الذين تكلموا عن أضرار الاستمناء، هم أنفسهم الذين أدانوا الاستمناء لأسباب أخلاقية وعقائدية دون أي دليل علمي.
قال Talney 1910 أن الاستمناء يسبب الأمراض العصبية خاصة عند الشباب
قال Nighols 1912 أنه يسبب اضطراباً في الصحة بطيئاً ومتقدماً
و قالMegher 1936 أنه يسبب الاحتقان الحوضي
وغيرهم ممن قدموا نظريات بائدة، ودون أي دليل علمي. ولكن رغم ذلك بقي العديد من الأطباء والنفسانيين والمرشدين يروجون لها إلى أن نشر "كنسي" نتائجه العلمية الدامغة. فكانت هذه النتائج نقطة تحول لفهم السلوك الجنسي عند البشر.
و بما يخص الأفكار غير الصحيحة والتي تتهم الاستمناء بأنه يضعف الذاكرة و يقلل من المقدرة العقلية عند من يمارسها، فأن أرقام كنسي أظهر بوضوح خطأ هذه الأفكار. بالعودة إلى الجداول نرى بوضوح أن ممارسة هذا السلوك تزيد بالعدد المطلق لممارسيه و بعدد مرات هذه الممارسة مع ارتفاع المعدل الثقافي و التعليمي للشخص.
كان لبعض الكتاب قبل كنسي دورا معتدلا، أمثال:
Havelock Elis, 1910.
Moll 1909.
الذين تحدثوا عن دور الإفراط بالاستمناء. ولكن المشكلة من الناحية العلمية بقيت قابعة في عدم القدرة على تحديد ما هو الإفراط. واعتباراً من أي عدد يصبح مرضياً؟
يذكر "كنسي" في كتابه، العديد ممن تحدثوا عن أضرار هذا الإفراط. ودائما بشكل افتراضي أو مبني على مشاهدات فردية وبشكل يهمل ملايين الأشخاص الذين يمارسونها ولا يصابون بأي شيء.
هذه المشاهدات المبنية على معتقدات مسبقة، و/أوعلى قواعد أخلاقية، غاب عنها ضرورة تقديم أي برهان علمي يثبت العلاقة بين السبب والمسبب.
على العكس من ذلك، فلدى التحري الدقيق عند آلاف الأشخاص الذين استجوبهم كنسي وفريقه. فإنهم لم يعثروا سوى على عدد ضئيل جداً من الحالات التي يشك فيها بأن الاستمناء قد تسبب لها بضرر جسمي أو نفسي.
وبالمقابل لاحظ كنسي، وبشكل واضح الضرر الذي سببه النزاع النفساني الناتج عن مقاومة الاستمناء ومحاولة الإقلاع عنه. تاريخ الأدب الطبي قبل "كنسي" كان حافلاً أيضاً بقناعات تقول بأن الاستمناء لا يسبب ضرراً
التفسير الأخلاقي
يقول "كنسي" أن السلطة الدينية في مجتمعه كانت تدين الاستمناء بحجة أنه يفسد الوظيفة الأساسية للنشاط الجنسي، ألا وهو التكاثر. ولذلك صنفته بين باقي ظواهر الفساد الجنسي مثلها مثل المثلية الجنسية، أو العلاقة الجنسية مع الحيوانات، أو حتى مع الجماع المبتور (القذف خارج المهبل).
قواعد الدين اليهودي الصارمة تضع الاستمناء بين الذنوب الكبرى، حتى أنه سجل بالتاريخ اليهودي، وبفترة معينة حالات كان عقاب الاستمناء بها هو الموت.
هذا التحريم يعود أيضا إلى الديانات القديمة، ونجده في الكتابات الأثرية مثل كتاب الموت 1550 إلى 950 قبل الميلاد. وفي بعض مراحل التراث الإغريقي واليوناني.
هذه الحواجز الأخلاقية ضد ممارسة الاستمناء تفسر ابتعاد البعض عنه.
فقد ذكر كنسي في إحصائياته أنه من بين النساء اللواتي لم يمارسن الاستمناء، كان في 44% من الحالات بسبب قناعة شخصية بأن هذه الممارسة غير أخلاقية.
وظهر واضحا لدى الاستجواب أن هذه الفئة كانت باردة جنسياً. هذه البرودة بالأساس يعتقد أنها ساعدت على الامتناع عن الاستمناء.
السبب الأخر لعدم الاستمناء، والذي قد يتوازى مع السبب الأول، وسجل عند 81% من النساء اللواتي لا تمارس الاستمناء، أنهن لم يشعرن بالرغبة بذلك. وعدد آخر يكتفي بالممارسة الجنسية عن طريق الجماع. وعدد كبير من أفراد هذه الفئة بدا أيضا بارداً جنسياً ولا يحتاج لممارسة جنسية منتظمة.
من ناحية أخرى، فلقد صرحت 28% من النساء اللواتي لم يمارسن الاستمناء أنه مجهول تماماً عندهن. ولا يعرفن عنه شيئا.ً
القيمة النفسانية للاستمناء.
فيما عدا الشعور بالذنب والخوف الذي امتزج بهذه الممارسة. فإن الرضا الجسدي الذي يشعر به الشخص من جرّاء أي ممارسة جنسية، سواء مع الغير أو مع الذات، تتركه بحالة نفسانية مريحة أيضاً.
ولكن عندما نأخذ بعين الاعتبار ما جرى خلال ألفي عام، من إدانة لهذه الممارسة التي بُثت بشأنها العديد من الآراء التي كانت تتلبس طابعاً علمياً رغم كل بعدها عن العلم. فإنه لن يكون من الصعب فهم الارتباك الذي يشعر به العديد من الأشخاص لدى ممارستها.
هذا الشعور تظهره الأرقام، إذ أحصي أن نصف النساء اللواتي يمارسن الاستمناء، كن يشعرن بهذا الارتباك النفساني الذي يختلط بالخوف وبالشعور بالذنب ومن التهديد بالعقوبة.
هذا الشعور يدوم لفترات مختلفة، وبشكل وسطي 6 سنوات ونصف. وفي 30% من الحالات بقي هذا الشعور لمدة عشرة سنوات وأكثر.
وهذا يظهر أيضاً إلى أي مدى يرى ملايين الرجال والنساء أن ثقتهم بنفسهم تتلاشى، وأن قيمهم الاجتماعية وحتى التوازن الزوجي ينقلب بشكل يمكن تفاديه، وذلك ليس بسبب الاستمناء بالذات وإنما بسبب الصراع بين العادات الشخصية وبين القواعد الأخلاقية والاجتماعية.
لا يوجد أي نشاط جنسي مثير آخر ولّد هذا القدر من الهموم عند البشر.
أقر فرويد وعدد آخر من المحللين النفسانيين بأن الاستمناء لا يسبب أي خلل جسمي ملموس. ولكنه تحدث عن اضطراب نفساني يعود لكون الاستمناء نشاط طفولي واعتبر أن ممارسته من قبل البالغين هو دليل على عدم النضج. بل واقترح علاجه بالتحليل النفساني.
ولكن أغراض فرويد تبدو واضحة وكأنها تردد تقاليد التلمود وتعطيه دفعاً آخر، وقد دعمها ببعض الألفاظ شبه العلمية. ولكن الحقيقة أن عدداً هائلاً من البالغين، والذين لا يعانون من أي علامات عدم النضج يمارسون هذا السلوك ويرفضون الخضوع لتفسيرات فرويد، والتي لا يجدون فيها شيئا من التقارب مع العلم.
الانعكاسات الاجتماعية للاستمناء
من أهم المخاوف التي قد تنتج عن الاستمناء أنه قد يؤثر على التوازن الزوجي فيما بعد.
ولكن الحقيقة الإحصائية التي ظهرت في دراسة "كنسي"، أن عدداً قليلاً جداً من الأشخاص الذين مارسوا الاستمناء قبل الزواج قد عانوا من مشاكل بالتأقلم مع الحياة الزوجية. وبدا بشكل واضح أن كل النساء اللواتي تعرفن على الرعشة قبل الزواج، استطعن الوصول إليها بسهولة أكبر وأسهل بكثير مع الزوج بالمقارنة مع النساء اللواتي لم تصلن للرعشة قبل الزواج.
ورغم الحالات الخاصة، ومهما تنوع الأمر، يؤكد كنسي وفريقه، بعد استجواب عدة آلاف من الأشخاص وعلى مدى سنوات عديدة، أن الاستمناء لم ينقص بشيء من قدرة النساء على الوصول للرعشة بعد الزواج.
يتبع ...
المنتديات
إضافة تعليق جديد