كتب راشد عيسى في السفير يوم 28 نيسان 2006
نطالب الحكومة السورية بالتوقف عن حجب المواقع الالكترونية السورية>. عبارة هي أول ما يطالعنا في الموقع الالكتروني مرآة سوريا>. ولكننا اليوم حين ننقر عنوان الموقع، الذي اعتدنا أن نفتتح به أيامنا، لن نجد سوى رأس منكّس في لوحة للفنان السوري الراحل منذ أيام وليد قارصلي، تحمل عنوان رغيف خبز>. لكن أحداً لم يحجب الموقع هذه المرة، لقد توقف طوعاً بعد استدعاءات أمنية لبعض محرّريه تتساءل عن مقالات نشرها الموقع في أيامه الأخيرة. فضّل المحررون، المتطوعون أصلاً، التخلي عن واحد من أبرز المواقع الالكترونية السورية غير المسنودة سوى بإيمان وجهد المحررين (حوالى عشرة محررين من مختلف الاختصاصات والاتجاهات الفكرية والسياسية)، من دون أي دعم رسمي أو خاص، الأمر الذي نلحظه في غياب الإعلان عن صفحات الموقع.
يحظى مرآة سوريا>، الذي يعتبره محرّروه موقعاً ثقافياً واجتماعياً لا صحيفة الكترونية، بأكثر من خمسة آلاف زائر يوميّ، كما يصل معدل القراءات فيه إلى سبع صفحات لكل زائر. ويعبّر الموقع فعلاً عن مختلف أصوات وتوجهات السوريين؛ سلطة ومعارضة، في الخارج والداخل، كما يعتبر فسحة للأصوات التي لم تجد طريقها لا في الصحف الرسمية ولا في الصحف الخاصة، لذلك فقد أطلت عبر الموقع العديد من الآراء التي لم نسمعها ونتعرف إليها في مكان آخر. كذلك شهد الموقع حوارات حامية من أبرزها السجال الحاد بين المثقف البعثي محمد عبد الله الأحمد والمعارض علي الأحمد.
ويضم الموقع في أرشيفه حوالى ستة عشر ألف مادة، إلى جانب ستمئة وخمسين مقالاً لم ينشرها الموقع لاعتبارات رقابية شخصية تتعلق بالمحررين أنفسهم. كما يضم الموقع مكتبة ملتيميديا>، إلى جانب الوثائق والكتب التي خص بها أصحابها الموقع مثل كتاب البصر والبصيرة> للدكتورة ريم هلال (كفيفة).
وفي محاولة للتقليل من خسائر القراء ومتابعي الموقع يفكر محرّرو الموقع بطرق أخرى لتوفير الأرشيف بين يديّ السوريين، وقد يكون أحد الخيارات نشره عبر الويكبيديا> العربية (موسوعة على الانترنت).
يذكر أن من بين المواقع السورية الأكثر متابعة على شبكة الانترنت موقع سيريا نيوز>، شام برس>، الجمل>، ألف> وجدار>، إلى جانب النشرة الالكترونية اليومية كلنا شركاء>. فيما يظل العديد من المواقع السورية قيد الحجب كموقع الرأي> وموقع الدومري> ومواقع كردية كعامودا> وسواه، وهذا بالإضافة الى العديد من المواقع غير السورية المحجوبة مثل إيلاف>.
(دمشق)
http://www.assafir.com/iso/today/tvguide/1419.html
إضافة تعليق جديد