في لحظات أضيع بين الصداقة و الحب
لحظات هي
يأتيني صوته رقيقاً كرقة الحبيب
أغار عليه من حبيبته
يناديني صديقتي و في عمق ندائه أسمع حبيبتي
أنا و هو نخلط بين الصداقة والحب
لحظات هي
لا نجيد فيها الصداقة
و نتعثر بلغة هذا الفن النبيل
و تختلط المشاعر
صديقي , حبيبي
لحظات أتمنى أن يقول لي أنني الأهم في حياته
و كأنه يبادلني ذات الشعور
فيهمس من ذاك الذي تحادثين
لحظات نضيع ما بين الحب و الصداقة
ربما لأننا لم نتعلم الصداقة كما تعلمنا اللغة
و فك الأحرف و الأبجديات
كبرنا ثم قررنا أن نصادق الصبيان
بنات يصادقن صبيان
و لكن سرقنا العمر
و تنبهنا أننا لم نعد أطفال
كبرنا و لم نتعلم كيف نصادق
علمونا أن الصبية للحب
و أن كل نظرة تحمل الإعجاب
اعذرني إن لم أتعلم كيف أصادق
ربما سأعلم ابنتي
ما لم أتعلمه
نحن جيل نكتشف الأمور متأخرين جداً
الصداقة
الحب
الزواج
الأسرة
أشياء لم نتعلمها
لأجل هذا نضيع في لحظات و لا نجيد التصرف
نحاول
حين قرأت عن الصداقة أحببت أن يكون لي صديق
و لكن عندما أصبحنا أصدقاء
تهنا و ضعنا و ما عدنا نعلم إن كنا أصدقاء أم أحباء
اعذرني إن لم أتعلم جيداً
قرأت و أعجبت و لكن بين القراءة و التجربة اختلاف كبير
هناك فرق كبير بين أن ترغب بأشياء و بين أن تقوم بها
….
أتعلم بإمكاننا أن نقول أننا منفتحون
و لكن هل ركزنا هذه الفكرة في اللاشعور
لا يكفي أن نعجب بالمفاهيم لا يكفي
بل نحتاج أن تصبح في منطقة اللاوعي
لكي لا نعاني من ازدواجية
ستظهر في مواقف معينة
…
يا صديقي
نحن جيل لا معنى من وجوده
أو بالأحرى لم نعطي معنى للأشياء
و إن حاولنا نضيع و تختلط علينا الأمور
فما نعود نميز بين هذا و ذاك
وصلنا متأخرين عن كل شيء
عن الحب عن الصداقة عن تحقيق الذات
كلها سبقتنا
للأسف نحلم بالربيع و نحن في عز الشتاء
يا حبيبي
نحن جيل نظل مراهقين حتى أخر العمر
لأننا ما عشنا لا طفولتنا و لا مراهقتنا ولا شيء
و كيف سنصل للنضج قل لي كيف؟؟؟؟
ماذا سنخبر أطفالنا ؟
عن ماذا؟
لا نملك شيء
ربما سنروي لهم الخرافات و الأساطير
عن أحلام ما حققنا منها شيء
نحن جيل مر عمرنا دون أن نعيش
و إن حاولنا لا نعرف كيف
اعذرني ما زلت المراهقة
اعذرني ما زلت طفلة الخامسة
اعذرني ولدت البارحة
عجيبة هذه الحياة
…..