as1971

لقد خيبت أملي يا أحمد.. إذا كنت تبحث عن حجة للهروب من متابعة النقاش فلا بأس يمكنك الانسحاب. والنقاش على كل حال ليس إلزامياً. وأعدك أنني لن أعلق بأي كلمة على انسحابك بل سأشكرك على مشاركتك. يمكنني الإجابة على سؤالك حول الكذب وأسبابه ودوافعه، ويمكنني أن أفند لك العشرات من الدوافع التي قد تدفع شخصاً ما إلى إدعاء كذبة مثل النبوة، ولكن الظاهر أنك لم تقرأ جوابي السابق. قضيتنا هنا ليست قضية كذب. فقد قلت لك وسأنسخ لك كلامي السابق حرفياً (كإقتباس) حتى تعيد قراءته مرة أخرى:
فاحتمال عدم صحة نبوة النبي لا يكون فقط بالكذب بل هنالك احتمالات أخرى لها. فقد قرأنا وسمعنا عن الكثير والكثير من الأشخاص الذين ادعوا الاتصال مع قوى غيبية خارجية. منهم من أسمى هذا الاتصال وحياً ومنهم من اسماه استنارة وغيرها من التسميات. ولابد أيضاً أنك قد سمعت أو قرأت عن التجارب والطرق الصوفية.
لم أتوقع أن يكون هذا الكلام غير مفهوم.. حسناً، سأشرح لك هذا الكلام بالتفصيل الممل. ما قصدته هنا هو أن النبي من الممكن (من الممكن.. أي أن هذا احتمال) أن يكون قد ادعى النبوة وهو كاذب عامداً متعمداً وعن سبق الإصرار والترصد لأهداف ودوافع معينة (وقد ذكرت لك سابقاً مثالاً (مجرد مثال) عليها وهو إرادته في إجراء إصلاحات وتغييرات على المجتمع). ومن الممكن (وهذا احتمال آخر غير الكذب) ألا يكون كاذباً بل يكون مثل هؤلاء الذين كانت لهم تجارب مماثلة في الاتصال مع قوى غيبية (آلهة) أو ما نسميه نحن بالوحي. هل سمعت أو قرأت عن البوذا والديانة البوذية؟ هل سمعت أو قرأت عن زرادشت والديانة الزرادشتية؟ هل سمعت أو قرأت عن ماني والديانة المانوية؟ هل سمعت أو قرأت عن الطرق الصوفية؟ لقد مر الكثيرون عبر التاريخ بتجارب مماثلة لتلك التي خاضها النبي واعتقد أنها وحياً. هل كان البوذا أو زرادشت أو ماني أو غيرهم من هؤلاء الذين خاضوا نفس هذه التجربة التي خاضها النبي رسلاً من عند الله؟ بالطبع لم يكونوا كذلك. بعضهم ادعى النبوة كـ ماني ووضع توصيفاً معيناً للإله التي اعتقد أنه على اتصال معه، والبعض الآخر لم يدعي ذلك. كانوا يشعرون أن هذه المعلومات (أو ما اصطُلح على تسميته بالمعرفة) تصل لهم من مصدر مجهول من خلال طقوس معينة يمارسونها أساسها التأمل والتفكر. هم يعتقدون أنهم يتصلون مع قوى غيبية وأن هذه القوى الغيبية "توحي" لهم أو تزودهم بهذه المعرفة. فهؤلاء قد خاضوا نفس تجربة الوحي التي خاضها النبي ولم يدعوا النبوة أو ادعوا النبوة ولكن كانت الآلهة التي تحدثوا عنها مختلفة عن الإله الذي تحدث عنه نبينا، وجاؤوا بقصص وروايات عن خلق الكون والخلاص من عالم العذاب والآلام مختلفة عن التي جاء بها نبينا. فظاهرة الوحي (أو ما يسميها البوذيون والهندوسيون بالاستنارة) هي ظاهرة انفعالية نفسية نابعة من صميم الانسان الذي عاش هذه التجربة، ويلعب الخيال الفردي لممارسها الدور الأساسي في توجيهها ووضع صورة للآلهة التي يعتعد أنه على اتصال معها، ووضع الأساطير التي ترتبط بها وتقوم عليها، والطقوس الواجب ممارستها لمحاولة التأثير على هذه الآلهة واستمالتها للوقوف إلى جانب الانسان سواء بالكلمات المناسبة أو بالذبائح والتقدمات وما إليها. ما أريد الوصول إليه بالنتيجة من خلال هذا الكلام هو أنه من الممكن أن يكون النبي كاذباً في إدعائه للنبوة وهو يعلم ذلك ويتقصده، ومن الممكن -كما ذكرت- أن يكون قد خاض نفس التجربة التي خاضها البوذا وزرادشت وماني وغيرهم. وبالتالي فهو لا يعلم أنه يخوض هذه التجربة النفسية الانفعالية وهي نابعة من نفسه هو وليست آتية من قوى غيبية خارجية فوق طبيعية (آلهة). ولذلك فموضوعنا ليست قضية تكذيب وأنا أصر على ذلك. موضوعنا وأعيد تكرار ذلك للمرة... ما بعرف قديش نسيت الترقيم... هو لمناقشة الأحاديث علمياً والبحث في توافقها مع العلم أو عدم توافقها معه.إذا كان لديكم ما تقولونه في هذا الموضوع فأهلاً وسهلاً بكم وبمشاركاتكم وأنا مستعد لأن أستمر في المناقشة معكم لسننين طوال، وإذا كنتم تجدون نفسكم عاجزين عن الرد فلا داعي لإضاعة الوقت بجدال عقيم. لقد خاب أملي فعلاً بموقع الأيهم صالح. لقد اعتقدت أن النقاش هنا سيكون على سوية علمية وموضوعية ومنطقية أعلى من هذه. فأنا أعرف الأيهم صالح معرفة شخصية وأعرف الكثيرين من أصدقائه وأعرف أنهم أناس متعلمون متفتحون ومتنورون واعتقدت بأن رواد موقعه سيكونون على نفس هذه السوية. لقد اشتهيت أن يأتيني ولو جواب واحد متعوب عليه بالتفكير والتحليل والصياغة ولو شوي صغيرة. على كل حال أتمنى أن أجد نفسي مخطئاً في رأيي هذا.
as1971

عزيزي راوند: لم يكن واضحاً أبداً أنك تقتبس من كلام رانيا فقد ذكرته كالتالي:
وإذا عدنا إلى المثال الذي أوردته "رانيا" فإن لدي تفسيرا آخر، وهو أكثر وضوحا: الشمس ترجع إلى العرش كل مغرب وتعود لتشرق من حيث أشرقت ذاك اليوم، إلا يوم القيامة فستشرق من مغربها
يبدو من هذا السياق أن هذا الكلام كلامك وليس كلام رانيا. حسناً..لا بأس.. يسرني جداً أنك تعلم أن الشمس "لا بتروح ولا بتجي" فالظاهر أن البعض لا يعلمون هذا ولذلك فهم لا يزالون يكابرون في الإدعاء بأنه لا يوجد تناقض في هذه الأحاديث مع العلم.
as1971

مرحبا شباب آسف على تأخري بالرد فقد كنت طوال الأيام السابقة مشغولاً بشكل كبير. على كل حال أرجو أن يكون راوند قد أنهى في هذا الوقت وظيفة التكاثر عند الدب القطبي، وأن يكون أحمد قد أصبح لديه المزيد من الوقت، وأن تكون رانيا قد أعادت قراءة الحديث مرة أخرى بدقة وعناية وأدركت الخطأ الكبير الذي كانت قد أوقعت نفسها به.
هل افهم انك تعتبر لغة القرآن لغة راقية
بالطبع أحمد أعتبر أن كلام القرآن كلاماً راقياً وكذلك أحاديث النبي، وأيضاً شعر الشعراء الجاهليين وشعراء صدر الإسلام وشعراء العصر الأموي والعباسي وغيرها. كل هذا الأدب العربي القديم كان أدباً راقياً بكل المقاييس الأدبية واللغوية والبلاغية. وأنت تعلم أن أساتذة اللغة العربية في المدارس والجامعات يستخدمون مقاطع من هذا الأدب كشواهد في دروس القواعد والتعبير والبلاغة والعروض. هذا أمر لا استطيع إنكاره. ولكن لاحظ هنا أنني أعمم كلامي على كل ذلك الموروث الأدبي الذي وصلنا من تلك الحقبة، وأنا أتعمد ذلك. فليس القرآن وحده من يتمتع بهذا التميز من حيث الصحة القواعدية وجمال اللغة والأوصاف والتشابيه والاستعارات، بل كل ذلك الأدب كان على هذه السوية الرفيعة من التميز، مع وجود بعض الفوارق الطفيفة التي قد يجدها المحللون والناقدون الأدبيون بين أدب هذا الشاعر وذاك. فالبعض قد يعطي شعر البحتري أفضلية على شعر المتنبي والبعض الآخر يقولون أن العكس هو الصحيح وهكذا. فالتميز يعم الجميع مع وجود هذه الفوارق الطفيفة التي قد يتفق عليها النقاد وقد يختلفون. فليس القرآن وحده من ينفرد بهذا التميز. أما بالنسبة لكلامك عن علم اللسانيات ومن أن لغة الانسان مثل البصمة له. قد يكون في كلامك هذا بعض الصحة، ولكن لا أعتقد أنه دقيق تماماً فقد قرأنا الكثير عن اختلاف النقاد في نسب بيوت من الشعر إلى شعراء مختلفين. ولذلك فنحن لا نملك إلى الآن أداة قياس دقيقة تماماً قادرة على تمييز قائل بيت من الشعر، وتحدد لنا بشكل قاطع لا يقبل الطعن بأن فلاناً من الأدباء وليس ذاك قد قال هذا البيت الشعري، أو أن هذا الكاتب أو ذاك قد كتب هذا النص الأدبي. هذه الأداة الدقيقة غير موجودة حتى الآن. وأنا لم أسمع ولم أقرأ عن أي دراسة قام بها فريق من النقاد وعلماء اللغة العربية وعلماء اللسانيات على القرآن والحديث وأجمعوا جميعهم في هذه الدراسة على أن لغة القرآن مختلفة عن لغة الحديث وأن كاتب القرآن مختلف عن كاتب الحديث. هل سمعتم أو قرأتم أي دراسة من هذا القبيل؟ وأما بالنسبة للموضوع الذي تريد طرحه حول الكذب والدوافع التي تدفع الانسان إلى الكذب. هذا موضوع جميل جداً وهام جداً. ولكن أطلب منك أن نؤجله قليلاً إلى أن ننتهي من نقاشنا هذا حول الأحاديث المطروحة وتوافقها مع العلم أو عدم توافقها، فلا أريد أن نتشعب كثيراً ونضيع الموضوع الأساسي الذي بدأنا به. إلا إذا كانت جعبتك قد فرغت من الحجج والردود ووافقت على رأيي واقتنعت معي بأن هذه الأحاديث لا تتوافق مع العلم بأي شكل من الأشكال وبأن هذا الرجل الذي قال هذه الأحاديث لا يمكن أن يكون نبياً مرسلاً. بالمناسبة يا أحمد إن نقاشنا في موضوع الكذب ودوافعه لا يهم كثيراً في نقاشنا الحالي. فعندما أقول أن النبي كاذب أقول هذا الكلام بشكل مجازي لأنني لا أريد أن أتشعب في الأمور التي تجعل نبوة النبي مشكوكاً بها بل أريد أن يكون نقاشنا محدداً تماماً في مناقشة الأحاديث المطروحة. فاحتمال عدم صحة نبوة النبي لا يكون فقط بالكذب بل هنالك احتمالات أخرى لها. فقد قرأنا وسمعنا عن الكثير والكثير من الأشخاص الذين ادعوا الاتصال مع قوى غيبية خارجية. منهم من أسمى هذا الاتصال وحياً ومنهم من اسماه استنارة وغيرها من التسميات. ولابد أيضاً أنك قد سمعت أو قرأت عن التجارب والطرق الصوفية. (للمزيد من المعومات حول هذا الموضوع يرجى قراءة كتاب "دين الانسان" لفراس السواح). ولذلك أخي أحمد فإن نقاشنا في موضوع الكذب لا يهمنا كثيراً في نقاشنا الحالي، فأرجو منك المعذرة وأطلب منك تأجيل النقاش فيه لحين الانتهاء من النقاش الحالي.
as1971

الأخت رانيا: لن أجيبك بنفس الأسلوب العصبي المتوتر والمتعجرف الذي كتبت فيه، وأرجو أن تكوني أكثر هدوء وأكثر تواضعاً وبساطة في المرة القادمة. حسناً.. كيف يكون في الكسوف والخسوف ترهيباً إذا كنا نعرف -كما قلتِ أنت بعلمنا وحساباتنا- متى يحصلان وكيف يحصلان ولماذا يحصلان؟ ربما يكون في ذلك تخويفاً لمن يجهل حقيقة هاتين الظاهرتين الطبيعيتين (كما كان حال الناس على زمن النبي) ولكن ليس الآن. هل تخافين الآن من شروق الشمس أو من غروبها؟ هل تخافين من تفتح الأزهار في الربيع أو سقوط أوراق الشجر في الخريف؟ طبعاً لا، بل ربما تجدين في هذه الظواهر أروع المناظر الطبيعية وتشعرين بمشاهدتها بأحلى الأحاسيس وأنعمها. ولكن أؤكد لك أنه في وقت من الأوقات كان هنالك من يخاف من هذه الظواهر لجهلهم بحقيقتها. ألم تشاهدي الناس على التلفاز كيف يتجمعون ويصعدون إلى أعالي الجبال عند حدوث الكسوف أو الخسوف ليشاهدوا هذا الحدث الرائع ويصورونه ويحتفلون بحدوثه؟ هل كانوا خائفين أم كانوا فرحين؟ الأكثر من ذلك أنه إذا قبلنا جدلاً بأن في هاتين الظاهرتين تخويفاً، معنى ذلك أننا أصبحنا نعرف -وبدقة- موعد غضب الإله والتوقيت الذي سيقرر فيه تخويفنا!!! ألا تجدين في هذا أمراً غير منطقي؟
وإذا شككت بصحة أقوال الرسول (ص) وبالتالي بأحاديثه فأقول لك أن كلام الرسول لم يأت من عبث وإنما أن هو ألا وحي يوحى
هنا بيت القصيد يا رانيا، هنا بيت القصيد بالضبط.. أن القرآن يقول أن كلام النبي وحي يوحى أي أنه لا يمكن أن يكون فيه عيب أو خطأ أو تناقض مع حقيقة أصبحنا نعرفها وأصبحت بالنسبة لنا بديهية لا تقبل النقاش. فعندما نجد أن في كلام النبي خطأ وتناقضاً واضحاً وصريحاً وصارخاً مع حقيقة أصبحت من بديهيات هذا الزمان نستنتج من ذلك أن هذا الرجل يدعي النبوة وهو كاذب، وأن القرآن ما هو إلا كتاب قام هو بتأليفه بنفسه على مدار الـ 23 سنة التي استمرت فيه نبوته.
لا أعرف أن كنت تجيد القرأة جيداً ولكني سأشرح لك معناها: هو يقول بأن الشمس تكون كذلك أي أي أنها تشرق لترجع ساجدة تحت العرش .....................ولكن أتدري متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حِينَ ( لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ) وهذا في يوم القيامة
هدئي من روعك يا رانيا، لو أنك قرأت الحديث بهدوء وتروٍ -وأنا أعلم أنك تجيدين القراءة (وليس القرأة!!) بشكل جيد- لما كنت استنتجت هذا المعنى الذي شرحتيه لي. حسناً، تابعي معي: (قَالَ إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا) هنا يقول أن الشمس حين تغيب تجري إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة وتبقى ساجدة (فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ) حتى يُطلب منها أن ترجع لتطلع من مطلعها أي من الشرق. (ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً وَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا) هنا نفس المعنى السابق تماماً وقد كرره مرة ثانية بحرفيته كما تلاحظين للدلالة على أن هذا الأمر يتكرر، والمقصود فيه الحركة اليومية الطبيعية للشمس، أن تشرق من الشرق وتغرب من الغرب في حركة مستمرة ومتكررة. (ثُمَّ تَجْرِي لَا يَسْتَنْكِرُ النَّاسَ مِنْهَا شَيْئًا) هذا تأكيد على الحركة اليومية الطبيعية للشمس فهي تشرق من الشرق وتغرب من الغرب ولا يستنكر الناس منها شيئاً فهي تسير وفق الحركة التي قد تعودوا عليها. (حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ لَهَا ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا) هنا عند هذا المقطع بدأ يتكلم عن طلوع الشمس من مغربها (ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ) ويتابع بعد ذلك ليقول بأن ذلك يحدث يوم (لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا) أي يوم القيامة. هل انتبهتي يا رانيا إلى الخطأ الذي وقعتِ فيه؟ في بداية الحديث كان يتحدث عن شروق الشمس من مشرقها، وغروبها من مغربها وفق الحركة الروتينية المعتادة التي لا نستنكرها لأننا قد تعودنا عليها، وبعد أن وصف هذه الحركة اليومية المتكررة تكلم عما سيحصل يوم القيامة من أن الإله سيطلب من الشمس أن تصبح من مغربها. ولذلك فإن الحديث لا يقول بأن الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة في يوم القيامة فقط كما قلتِ، وإنما يقول بأن هذا الجري لتحت العرش والسجود يتكرر يومياً في حركة دائمة لا يستنكر الناس منها شيئاً. هل لاحظتِ الآن المشكلة في هذا الحديث؟ (لا تقولي أنك لم تلاحظي بعد!!) هل تقبلين بأن يقال لك بأن الشمس حين تغرب تذهب لمكان ما (سواء كان العرش أو غيره.. لا يهم) إلى أن يحين موعد شروقها فتغادر ذاك المكان وتعود لتشرق من جديد؟ هل تقبلين بهذا التفسير لظاهرة الشروق والغروب؟ هل تقبلين ذلك وقد تعلمت في المدرسة (وربما الجامعة) بأن الشمس ليست مضطرة للتحرك من مكانها لكي يحدث الغروب، وأن الشروق والغروب هو بفعل دوران الأرض حول نفسها وبذلك ففي الوقت الذي تكون فيه الشمس تشرق عندنا تكون في ذلك الوقت تغرب في الجهة المقابلة من الأرض والعكس صحيح. أي أن الشمس لا تذهب لأي مكان حتى تحدث ظاهرة الشروق والغروب. (أعتذر من جميع القراء لأنني اضطررت إلى شرح ظاهرة الشروق والغروب وهي معروفة عند أصغر طفل من أطفالنا، ولكنني أضطررت لذلك اضطراراً!!) أتمنى لك أن تستمري بالضحك يا رانيا ولكن الضحك بسبب السعادة والفرح والنجاح والتوفيق في حياتك. وشكرأ لك على دروسك المجانية (بالمناسبة لست أنا من أخطأ في تحديد الفاعل والمفعول به في تلك الآية، وأنا متفق معك في إعرابك لها.) أما بالنسبة لما ذكره الأخ راوند:
الشمس ترجع إلى العرش كل مغرب وتعود لتشرق من حيث أشرقت ذاك اليوم، إلا يوم القيامة فستشرق من مغربها
أرجو ألا يكون كلامك هذا قد استفذ الأيهم كما استفذه الأخ أحمد في كلامه السابق!! كيف تقبل بفكرة أن الشمس ترجع إلى العرش كل مغرب يا راوند؟!! أترى؟ لهذا اضطررت إلى أن أشرح ظاهرة الشروق والغروب (رغم بديهيتها)... راوند... يا راوند... الشمس لا تذهب إلى أي مكان حين تغرب يا راوند!!!
نجد أنه يركز على قدرة الخالق على قلب النظام الكوني الذي ابتدعه لحظة يشاء
يمكنك أن تسقط هذا المعنى على الجزء الأخير فقط من الحديث الذي يقول فيه أن الإله يطلب في يوم من الأيام من الشمس أن تعود فتصبح من مغربها فيغير بذلك بقدرته النظام الكوني. حسناً هذا أمر غيبي لا يمكننا الحديث عنه ويمكنك أن تسقط عليه المعنى الذي تريده. ولكن هذا الإسقاط لا يصح على الجزء الأول الذي يصف فيه حركة الشمس اليومية بين شروقٍ وغروب وجري لتحت العرش وسجودٍ ثم شروقٍ من جديد، فهو يصف لنا أمراً لم يعد غيبياً بالنسبة لنا، وهو يصفه بشكل مرفوض تماماً لتعارضه مع ما نعرفه اليوم عن بديهية ظاهرة الشروق والغروب.
as1971

الأخ راوند والأخوة القراء والمشاركين: الهدف الأساسي للحوار وهو مناقشة الأحاديث التي أودرتها والإجابة على السؤال التالي: هل يعقل أن يكون قائل هذه الأحاديث التي تتعارض مع أبسط المكتشفات العلمية نبياً مرسلاً من عند من خلق هذا الكون؟ (بغض النظر عن كينونته وتسميته: أهو إله أم هو مارد أم عملاق أم ...) أحببت أن أذكر فقط بسبب ما نوه إليه راوند من أنه لم يعد يعرف الغاية من النقاش!!
as1971

عزيزي أحمد: أشكرك أنك قد بدأت تناقش الموضوع بجدية وعلمية.
ولكن انا نفسي اتسائل : كم من شخص التقاه البخاري ونقل عنه ولم بستطع ان يكتشف كذبه (وهذا ليس عيبا في البخاري ولايحط من قدره ابدا ...) ...؟؟؟
أتفق معك تماماً في هذه الفكرة وفي ما ذكرته قبلها، فرغم كل الجهود الهائلة التي بذلها البخاري وغيره من الأئمة الذين أخرجوا أحاديث النبي ورغم أننا نصف كتبهم بالصحيح (صحيح البخاري، صحيح مسلم...) إلا أنه من الجائز أن يكونوا قد وقعوا بالخطأ بالنسبة لبعض الأحاديث. هذا وارد جداً. حسناً.. رغم اتفاقي معك على هذه الفكرة إلا أن لي عليها ثلاث ملاحظات: 1- لاحظ أن الأحاديث التي أوردتها قد ذكرت عند أكثر من راوٍ للحديث. فالأحاديث التي تحكي عن كسوف الشمس وخسوف القمر قد ذكرت عند ابن ماجة والنسائي وأبو داود، والأحاديث التي تتحدث عن غروب الشمس وذهابها لتحت العرش (!!!) قد ذكرت عند البخاري ومسلم وأحمد، وحديث البرق والرعد وحديث الأراضي السبع قد ذكرا عند الترمذي، ولا أدري صراحة إذا كانت هذه الأحاديث قد ذكرت عند رواة آخرين غير هؤلاء، فلم يتح لي الوقت الكافي للبحث في بقية الكتب. إن ورود هذه الأحاديث في أكثر من مرجع للأحاديث (التي توصف بالصحة) يجعلها من الأحاديث التي يمكن أن نصفها بالصحة فعلاً ويقلل بشكل كبير جداً احتمال أن تكون موضوعة على لسان النبي. 2- إن الأحاديث التي وضعت على لسان النبي في الفترات التاريخية اللاحقة له قد وضعت لأهداف معينة منها السياسية ومنها الاجتماعية وغيرها من الأسباب التي تخدم بعض الفئات على حساب البعض الآخر، أو مذهب على حساب مذهب آخر. فمثلاً تم وضع الكثير من الأحاديث التي تدور جميعها حول الصراع على السلطة بين الأمويين وبين شيعة علي لترجيح كفة فئة على أخرى، وبيان أن هذه الفئة أو تلك هي الفئة الباغية، وأن هذه الفئة أو تلك هي التي تستحق السيطرة على الحكم وخلافة البني. هنا فعلاً أتفق معك أن غالبية هذه الأحاديث موضوعة وباحتمال كبير جداً يقترب من التأكيد. ولكن هل تعتقد أن لفئة من الفئات، أو شخص من الأشخاص مصلحة في تلفيق هذه الأحاديث التي تتحدث عن ظواهر طبيعية وإلصاقها بالنبي. لا اعتقد ذلك. قد يقول البعض أن هنالك من وضع هذه الأحاديث وكان غرضه تشويه سمعة النبي والتشكيك بصحة نبوته بأحاديث تتعارض مع العلم. هل تعتقد أن هذا احتمال وارد؟ بالطبع هذا احتمال غير وارد على الإطلاق فهذه الظواهر لم يكن العلم في تلك الفترات التاريخية قد اكتشف تفسيرها الصحيح. فلم يكن الناس وقتها يعلمون ما هو التفسير الصحيح وما هو التفسير الخاطئ حتى يبتدعوا هذا الكلام لهذه الغاية. 3- هل استنتج من كلامك حول صحة الأحاديث أو عدم صحتها (وضعها على لسان النبي) أنك تشاركني رأيي بأنها تتعارض بشكل واضح وصريح مع أبسط مكتشفات العلم فرحت تشكك في صحتها؟ إذا كنت كذلك فعلاً فأنا أحييك من كل قلبي. فعلى الأقل لم تكابر (بتعنت وعناد) في اعتبار أن هذه الأحاديث لا تتعارض مع العلم، أو تدعي أن فيها معنى آخر لا ندركه نحن البشر لقصور تفكيرنا؟؟!!! النقطة الثانية التي أريد أن أقولها لك حول ما ذكرته هي أنه لا يمكننا أن نحاسب الجاحظ أو غيره من العلماء بنفس الأسلوب الذي نحاسب به شخصاً يدعي النبوة ويدعي أنه على اتصال مع الإله الذي خلق هذا الكون ولديه المعرفة والعلم الكامل. فالبشر العاديين قد يخطئون في اكتشافاتهم أو استنتاجاتهم وقد شهد التاريخ العديد من الاكتشافات التي اتضح في فترات لاحقة أنها لم تكن صحيحة. ولكن هل تعتقد أنه من الممكن أن يخطأ النبي، وإذا أخطأ هل تعتقد أنه من الممكن تجاوز خطأه؟ لا اعتقد ذلك (كنتُ قد تحدثت عن هذه النقطة بالذات في جواب سابق على كلام الأخ راوند، أرجو منك قراءته).
كان يمكن لهذا الرجل الحكيم محمد بن عبد الله ان يسكت على تلك الخرافة
اذن العيب بهذه الرواية في كلماتها الاخيرة ... يخوف بما عبادة ... ايضا ما العيب ....؟؟ بالطبع الا اذا اردت ان تحمل الكلام اكثر مما يحمل ....؟؟؟
أنا معك أنه من الواضح أن النبي لم يسكت على تلك الخرافة وأنه كان يصحح للناس معتقدهم الخاطئ، ولكن هل يصحح لهم الخرافة بخرافة أخرى؟ أنا لا أحمل الحديث أكثر مما يتحمل، فسياق الحديث يفرض عليه هذا المعنى بالضرورة المنطقية. فعندما تكون في معرض تصحيح معتقد خاطئ عند البشر فمن الطبيعي ومن البديهي أنه عندما تعلن لهم أن معتقدهم هذا خاطئ أن تقدم لهم التفسير الصحيح وإلا كان كلامك منقوصاً، وكان الناس بشكل طبيعي سيبادرونك هم بالسؤال عن التفسير الصحيح. أليس كذلك؟ هذا عن الحديثين اللذين يتحدثان عن الكسوف والخسوف. وماذا عن بقية الأحاديث؟
هل كان مطلوبا من محمد ان يفسر لك الكسوف وربما ان يتحدث عن الذرة و و و ... انا اعتقد ان ذلك الرجل لم يكن ليفعل ذلك
أنا لا أطالبه بإن يفسر لي ذلك ولكنه -كما قال الأيهم- هو من يورط نفسه فيما ليس له به علم. وبالطبع لم يكن العلم في ذلك الوقت قد اكتشف أي شيء فيما يتعلق بعلم الفلك، والظاهر أنه لم يكن يتوقع أن يتطور العلم إلى درجة يكتشف فيها التفسير الصحيح لهذه الظواهر فيكشف كذبه فراح يتحدث عن هذه الأمور بكل راحة!!
ان اي باحث لغوي ... يؤكد ان هناك فرقا شاسعا بين لغة القرآن ولغة الاحاديث .... بحيث انه من غير المعقول ان تكون اللغة (ان كانت بشرية ) من مصدر واحد ....
هل تعتقد أن المتنبي أو البحتري أو حتى نزار قباني أو سليمان العيسى وغيرهم من الشعراء، أو نجيب محفوظ أو حنا مينه وغيرهم من الروائيين يتكلمون بحديثهم اليومي العادي بنفس الأسلوب الذي يكتبون فيه قصائدهم أو رواياتهم؟ بالطبع لا. هذا بديهي. فمن غير المعقول أن المتنبي على سبيل المثال كان يتحدث بشكل دائم وفي كل حالاته وظروفه وفي كل المواضيع والأحاديث والحوارات التي كان يخوضها بنفس الأسلوب الشعري الرائع الذي كان يؤلف به قصائده. وكذلك الأمر بالنسبة للنبي. فالأحاديث التي وصلتنا عنه هي كلامه اليومي العادي الذي يقوله أثناء حواره ومناقشته ومنادمته للناس من حوله، فلذلك كان أسلوبها سهل وبسيط ويختلف عن أسلوب القرآن الذي يؤلفه عندما يأتيه "الوحي" بنفس الشكل الذي يأتي (أقصد الوحي) للشعراء والكتاب فيخرج من أفواههم ذلك الشعر الرائع في أوصافه وتشابيهه وصوره والمعقد بعض الشيء في تراكيب جمله. فمن غير المستغرب أن تختلف لغة الأحاديث عن لغة القرآن، حتى ولو كانت من نفس المصدر، هذا أمر طبيعي جداً.
as1971

طول بالك أخي أحمد ما بدها الشغلة كل هالعصبية وكل هالتوتر والإنفعال. عم نتحاور بهدوء فخليك هادي إذا بتريد أو أرجوك عدم المشاركة في الحوار. عم تحكي عن حقد وكراهية. على كل هالتعصيب والإنفعال، الظاهر أنو الحقد والكراهية معبيين قلبك انت يا زلمة. روق الله يرضى عليك. أنا فعلاً جاد في حواري وقصدي منه الوصول للحقيقة ولست متعصباً على الإطلاق ولست متمسكاً بمواقفي وآرائي بعناد وتعنت أعمى، وأنا فعلاً مستعد لأن أتراجع عنها إذا اقتنعت بأنها غير صحيحة. ومستعد لأن أقبل بهذا النبي نبياً وبهذا الإله إلهاً إذا استطعتم إقناعي بشكل علمي وموضوعي أنه لا يوجد في هذه الأحاديث تناقضاً مع العلم. أنا لا أكره النبي على الإطلاق، بل أحترمه كثيراً كعالم وفيلسوف ومصلح ولما قدمه لهذه الأمة ولما كان له من تأثير جيد في تاريخها. ولكنني بصراحة أعتب عليه ادعاءه للنبوة. هذا كل شيء. وأنا قد قلت في كلامي:
وأنا لا أدعي هنا سوء النية من النبي، فقد يكون قد كذب لأنه يريد إصلاح المجتمع وإجراء تعديلات جذرية عليه ورأى بأن إدعاءه للنبوة هو أفضل وأقوى وسيلة تجعله قادراً على إجراء هذا التغيير.
هل هذا يدل على كراهية؟ أستغرب استنتاجاتك العجيبة. أنا لا أكره أحداً على الإطلاق ولا أعلم كيف استنتجتَ من كلامي الحقد والكراهية. أشعر أنك إما لم تقرأ كلامي بشكل جيد أو أنك كنت تقرأ شيئاً آخر في منتدى آخر ونزل جوابك في هذا المنتدى وفي هذا الموضوع بالخطأ!! على كل حال.. شباب أرجوكم... أرجووووووكم... رجاء حاراً أن نتناقش بهدوء وبشكل علمي وموضوعي وأن نبقي حوارنا هذا حواراً راقياً حضارياً بعيداً عن المهاترات والقذف والتجريح الشخصي. إذا لم يعجبكم رأياً من آرائي لسبب من الأسباب فأرجو أن تقولوا لي سبب اعتراضكم ووجهة نظركم بشكل جدي وعلمي وموضوعي. ألم تتحدث عن الأمية الفكرية؟ حسناً.. كلام جميل.. لا تكن أنت أكبر مثال عليها. طيب... نعود للنقاش... عزيزي أحمد وعزيزي راوند: عندما تحدثتُ عن الرؤية، كنت أوردها كمثال -مجرد مثال- على طريقة من طرق الاستدلال على بعض الغيبيات التي تحدث عنها الأنبياء. ولا يمكنك أن تقارن تلك الغيبيات بأمور مادية محسوسة رغم عدم القدرة على رؤيتها، كالكهرباء مثلاً. فالكهرباء حتى ولو لم تستطع رؤيتها ولكنك تعلم بوجودها علم اليقين, فأنت ترى أثرها وتتحكم به، بل الأكثر من ذلك أنك أنت الذي تولدها وأنت الذي توقف توليدها وتستطيع قياسها وتعلم بنيتها الفيزيائية. فأنت إذن من تتحكم بها تحكماً كاملاً منذ اللحظة الأولى لوجودها حتى استهلاك ما تحمله من طاقة. فعندما نتحدث عن الرؤية -ونحن في القرن الحادي والعشرين- لا نقصد بها المعنى المقتصر على الرؤية العينية المجردة. ورغم ذلك -عزيزي أحمد وعزيزي راوند- أنا لا أرفض رفضاً قاطعاً الإيمان بالغيبيات (وهذه دليل على عدم تعصبي وعدم تطرفي الذي تدعيه). ولو كنتم قد قرأتم ما كتبت بدقةٍ وتروٍ لكنتم عرفتم ذلك، فقد قلت ذلك صراحة:
من الممكن أن يختار المرء تصديق نبي من الأنبياء حتى لو لم يكن هنالك أي دليل على صحة نبوته طالما أنه لا يوجد دليل على كذب هذه النبوة
فأنا لست ضد الدين والأديان والنبوة والأنبياء بشكل مطلق، على العكس قد يحتاج الانسان في وقت من الأوقات أن يشعر بأن هنالك إله يراقب هذه العالم ويشاهد الظلم الكبير والقهر والاضطهاد الواقع على الناس فيه، فيعطيه هذا الاحساس الأمل بأنه لابد أن يأتي يوم تعود فيه الأمور إلى نصابها ويعيد فيه الإله لكل ذي حق حقه. هذا بالإضافة إلى أن الإديان قد ساهمت في نشر بعض الأخلاق الحميدة في المجتمع. فأنا -وأعيد هذا الكلام مرة أخرى للتأكيد عليه- لست ضد الأديان بالمطلق، ولكنني لست مقتنعاً بالجانب الغيبي منها. هذا كل شي. وما يجعلني غير مقتنع بالجانب الغيبي هو وجود بعض التناقضات التي أراها فيها كالأحاديث التي أوردتها هنا على سبيل المثال لا الحصر. (وقد أضاف راوند إلى قائمة الأحاديث هذه مجموعة أخرى بالموقع أشار إليه). على كل حال لا أريد أن أضيع النقاش بكلام غير مفيد سواء بالمهاترات والكلام الفارغ، أو الحديث عن المواقف الشخصية والدفاع عنها والعتاب والرد على العتاب. ذلك هو الأمية الفكرية بعينها. أريد فعلاً أن نتناقش بعلمية وموضوعية ونركز نقاشنا على ذلك بعيداً عن الأمور الشخصية والخلفيات الثقافية والمرجعيات الإديولوجية لكل منا. وأذكر بأنكم لا تعرفون شيئاً عني (دراستي وثقافتي وعملي وديني وعمري ووووو) وأنا أيضاً لا أعرف شيئاً عنكم، فلذلك لا مكان هنا إلا للنقاش العلمي والمحاكمة المنطقية الموضوعية. ملاحظة: أعتذر عن التأخر بالرد وذلك بسبب ضيق الوقت الشديد. فأنا أعمل منذ الساعة السابعة صباحاً حتى التاسعة مساء!! ولذلك لا استطيع الدخول إلى الانترنيت يومياً. (وهذا دليل آخر على جديتي في الحوار فلا وقت لدي أضيعه بالكلام الفارغ والترهات والمهاترات). فعذراً.
as1971

عزيزي الباشا: أرى أنك قد أوقعت نفسك في تناقض حين قلت:
فأرجو ألا ندخل في نقاش حول من لاتؤمن به .. النقاش لعله من الأجدى أن يكون حول وجود الله إن كنت لاتؤمن به أصلاً .. .. أو على رساله النبي محمد من أساسها إن كنت تظن أنه مزعوم ..
في الأول تطلب مني ألا أناقش في أمر لا أؤمن به، ثم تطلب أن نتناقش حول وجود الله أو رسالة النبي إذا كنت لا أؤمن بها. طيب إذا كنت (فرضاً) لا أؤمن بالنبي أو بالله كيف تريدني أن أناقش ذلك معك؟ ألم تطلب مني ألا أناقش في أمر لا أؤمن به؟؟!!!!!!! أمر مضحك، أليس كذلك؟؟ (أنا آسف فعلاً، ولكني ضحكت رغماً عني). حسناً... لنعود للجد الآن. عدم إيمان شخص ما بأمر ما لا يمنعه من النقاش حوله. فالنقاش عادة يكون حين تختلف الآراء ووجهات النظر (أو بالأحرى لا يكون النقاش إلا عند اختلاف الآراء)، أما عند تطابق الآراء ووجهات النظر لا يعود هنالك أي داعٍ للنقاش، فلماذا نتناقش ونتحاور إذا كنا متفقين؟ أليس كذلك؟ أمر آخر: إن إدعاءك أنك مشرف على الموقع لا يشبه على الإطلاق إدعاء النبي النبوة. فلا مجال للمقارنة بين هذا وذاك أبداً. فإدعاؤك الإشراف على الموقع أمر مكشوف كذبه بالدليل الواضح الصريح الملموس والمحسوس، فلا يمكن لك أو لي أو لأي أحد أن يدعي هذا الإدعاء. أما بالنسبة للنبي وإدعاؤه النبوة فالأمر مختلف تماماً. أعذرني صديقي الباشا ولكني مضطر أن أطلب منك أن تعيد التفكير في مفهوم النقاش، ولابد أنك ستصل إلى النتيجة المنطقية من أن النقاش يكون حين اختلاف الآراء وليس عند تطابقها.
as1971

عزيزي الأيهم: لا يمكن إثبات صحة نبوة أي من الأشخاص الذين ادعوا النبوة على مر التاريخ (هذا على فرض صحة الرواية التي قالت بوجود أشخاص آخرين ادعوا النبوة) طالما أنهم يتحدثون عن أمور غيبية لا يمكن التحقق منها إلا بحدوثها فعلاً. مثلاً برؤيتنا للإله المزعوم أو الجنة أو النار أو بقيام يوم القيامة المزعوم... وغيرها من الأمور الغيبية التي تحدث عنها هؤلاء الأنبياء (إن صح وجودهم في التاريخ). ومن آمن بنبي من الأنبياء قد آمن به تصديقاً لكلامه (مجرد تصديق) وليس لأن هنالك دلائل وبراهين. ولاحظ أن القرآن والحديث يخلوان من أي دليل إن كان على وجود الإله أو على صحة نبوة النبي. وكل ما في القرآن والحديث هو مجرد إخبار عن هذه الأمور الغيبية، وترك أمر تصديقها أو عدم تصديقها لنا. فإن كان خيارنا هو التصديق (بدون برهان) كنا من الفائزين بالجنة وإن كان خيارنا عدم التصديق كنا من الفائزين بالنار. وإذا نظرت للأمر من ناحية أخرى ترى أن عدم وجود البراهين على هذه الأمور الغيبية في القرآن والحديث هو أمر منطقي تماماً فهو أمر يتوافق مع فكرة الاختبار التي تقوم عليها الديانات السماوية جميعها. فالإله -كما تدعي الديانات السماوية- يريد أن يختبرنا نحن البشر إن كنا سنصدق أنبياءه أم لا. فلو قدم لنا الأدلة والبراهين القاطعة سيؤمن جميع البشر لأن الإله لم يدع لهم مجالاً للشك بتقديمه هذه الأدلة القاطعة، وبالتالي سيفقد الاختبار معناه. ولكي أوضح الفكرة أكثر إفرض أن الإله أرانا نفسه وقال لنا هذا أنا إلهكم الذي خلقكم وخلق كل هذا الكون الذي ترونه وأريد الآن أن أختبركم وأن أرى إن كنتم تؤمنون بي وتصدقون بوجودي أم لا، فمن آمن أدخلته الجنة ومن لم يؤمن أدخلته النار. هل تعتقد بأن في هذا الطرح اختباراً؟! طبعاً لا. هذا لم يعد اختباراً لأن البشر قد رؤوا الإله وانتهى الأمر ولم يعد هنالك من مجال للشك بوجوده. ولذلك -وهذا ما أريد أن أقوله باختصار- لا يوجد أي دليل على صحة نبوة الأنبياء. بالطبع قد يكون هنالك بعض المؤشرات (وليس الأدلة والبراهين) التي قد تدفع بعض الناس إلى التصديق، وهنالك بعض المؤشرات الأخرى التي قد تدفع البعض الآخر إلى عدم التصديق. فمثلاً من الأمور التي قد تدفع البعض إلى التصديق هو كون النبي من الأشخاص الجيدين المستقيمين الذين لم يعرف عنهم الكذب (على ذمة الرواية). فقد يدفع ذلك البعض إلى تصديق إدعائه النبوة ولكن ذلك لا يجعل هذه النبوة أمراً مؤكد الصحة بشكل قاطع. فحتى لو كان الرجل صادقاً بشكل عام، هذا لا يمنع أن يكون قد كذب في هذا الإدعاء. وأنا لا أدعي هنا سوء النية من النبي، فقد يكون قد كذب لأنه يريد إصلاح المجتمع وإجراء تعديلات جذرية عليه ورأى بأن إدعاءه للنبوة هو أفضل وأقوى وسيلة تجعله قادراً على إجراء هذا التغيير. أليس هذا احتمال وارد جداً؟ بالطبع هذا احتمال وارد. ومن ناحية أخرى، هذه الأحاديث التي أوردتها هنا على سبيل المثال هي من الأمور التي تدفع البعض إلى عدم التصديق. وما أريد أن أقوله لك أخيراً هو أنه من الممكن أن يختار المرء تصديق نبي من الأنبياء حتى لو لم يكن هنالك أي دليل على صحة نبوته طالما أنه لا يوجد دليل على كذب هذه النبوة. وأذكر هنا بأن أكبر الجرائم أو السرقات التي ارتكبها كبار المحترفين وحاولوا أن تكون جريمتهم جريمة كاملة، تم الكشف عنها من خلال هفوة متناهية في الصغر أوقعوا أنفسهم بها رغم كل الدقة والحذر والدراسة العميقة التي قاموا بها.
as1971

عزيزي راوند، أرجو منك أن تكون دقيقاً في ردودك وأن تبتعد قدر المستطاع عن العموميات، فالعموميات غالباً ما تخلو من المعاني، وأن توضح لي بالمثال الواضح الصريح ما تريد أن تقوله. فعندما تقول أن الأحاديث "تحتاج (أحيانا) من يفهمها من خلال ما توحي إليه، من خلال الاستعارة والتشبيه، وليس بمعناها الملموس المتعارف عليه"، أرجو أن توضح ومن أجل كل حديث من الأحاديث المذكورة ما هي برأيك الاستعارة أو التشبيه الموجودة فيه، وماذا من الممكن أن يكون المعنى المراد منه. برأيي الشخصي أرى أن الأحاديث المذكورة شديدة البساطة ولا تحتمل أي تأويل أو أي معنى غيبي، وإذا كنت ترى عكس ذلك أرجو أن توضح لي ذلك بالتفصيل كما طلبت منك للتو. أما بالنسبة إلى ما قلتَ "بالطبع النبي لم يكن عالما فلكيا، ولم يكن مؤرخا... وبالتالي لا يجوز نسب ما لا يعرفه من العلوم على أنه قالها". هل تعني بذلك أن علينا أن نتجاوز أخطاء النبي ونغض الطرف عن هفواته عندما يتحدث في أمور ليس عالماً بها؟ أم تعني أن علينا ألا ننظر إلى كلامه على أنه كلام علمي وأن نفسر أي حديث يقوله تفسيراً غيبياً لا يندرج تحت أي فرع من فروع العلوم الدنيوية بما أنه لم يكن من هؤلاء العلماء؟ إذا كنت تقصد المعنى الأول فاسمح لي أن أخالفك في هذا فـ "العلماء" المسلمون ينقسمون في هذا الأمر إلى فريقين يرى الأول بأن أي كلمة يتفوه بها النبي هي وحي موحى من إلهه وذلك استناداً إلى الآيتين من سورة النجم: "وما ينطق عن الهوى(3) إن هو إلا وحي يوحى(4)". والفريق الآخر يرى بأن القرآن وحده هو الوحي، ولكن ما صدر عن النبي من الأحاديث هي تفسيرات لآيات القرآن وهي طبعاً بموافقة من الإله وبترخيص منه (وإلا لكان الإله قد اعترض على كلام النبي وصححه له إذا وجده قد قال شيئاً لا يرضاه). ولذلك فمن المعروف أن أحاديث النبي هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن. فإذا أخذنا بهذا الرأي أو ذاك نصبح عاجزين عن تجاوز أي خطأ للنبي أو أي هفوة منه مهما تناهت في الصغر. ومن ناحية أخرى، إذا كان النبي ليس بعالم بهذه الأمور لماذا يورط نفسه في الحديث فيها فيتفوه بما تفوهه من الأقوال التي أبسط ما يمكن أن يقال فيها أنها تتعارض مع بديهيات ما اكتشفته العلوم الحديثة. وأما إذا كنت تقصد بكلامك المعنى الثاني وأن علينا ألا نحاسب النبي على أنه عالم فلكي أو مؤرخ وأن لا نحمّل كلامه معان علمية لم يكن يقصدها. فهل تستطيع أن تقول لي ما هو اختصاص النبي وما هي العلوم التي يعرفها والعلوم التي لا يعرفها حتى نقتصر في حسابنا له على العلوم التي يعرفها فقط؟ وهلا قلت لي تحت أي فرع من فروع العلوم التي يعرفها النبي تندرج هذه الأحاديث (مع بيان السبب بالتفصيل رجاء، ولكل حديث على حدى)؟ أمر آخر. قلت بأن هذه الأحاديث تتحدث عن غيبيات. حسناً، أسألك هنا هل الكسوف والخسوف أو شروق الشمس وغروبها أو البرق والرعد هي من الغيبيات؟ ألم تعلم بعد بأن العلوم الحديثة قد أعطتنا التفاسير الواضحة لهذه الظواهر وأنها لم تعد من الغيبيات بالنسبة لنا نحن أبناء القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين؟ ربما كانت من الغيبيات حقاً على زمن النبي ولذلك استطاع أن يتحدث عنها بكل راحة دون أن يخشى أن ينكشف أمره. لاحظ هنا أنني لم أعلق أبداً على ما ذكر في الحديث الأخير عن السماوات السبع والعرش الذي فوقها لأنها ما زالت بالنسبة لنا من الغيبيات التي لم يكشف عنها العلم ما يثبت صحتها أو كذبها بشكل واضح، إذ لم تصل المركبات الفضائية بعد إلى مكان يمكن أن نقول أنه يجب أن نجد فيه العرش، فنجده أو لا نجده!! أما بالنسبة إلى ما قلته من أنه "لا يجوز للعلميين أن ينتقدوا مباشرة عدم وجود الدليل الفيزيائي في ما يدعى بـ "الإعجاز العلمي للقرآن أو الحديث"" فأنا هنا أوافقك تماماً على ذلك ولكن فقط بالنسبة للأمور التي لم يكشف العلم أسرارها بعد وما زالت بالنسبة لنا من الغيبيات، فهنا لا يمكننا أن نصدق أو نكذب لعدم وجود الدليل لا على الصحة ولا على الكذب فعلينا هنا أن نسمع ونطنش (كما طنشنا بالنسبة إلى السموات السبع والعرش) بانتظار الكشف العلمي الذي يبين لنا حقيقة الأمر. ولكن بالنسبة إلى الأمور التي أصبحت من بديهيات المعرفة العلمية والتي نجد بأن ما ذكر عنها في القرآن أو الحديث يتناقض معها تناقضاً صريحاً فاسمح لي هنا أن اختلف معك، فعدم انتقادنا لهذا الاختلاف سيكون كمن يعمي عيونه عن الحقيقة كبراً وتعنتاً أو كالنعامة التي تدفن رأسها تحت التراب حتى تهرب من مواجهة حقيقة الخطر المحدق بها وهي أجبن من هذه المواجهة. وأما بالنسبة إلى ما قلته من أنه "لا يجوز للاهوتيين ربط القرآن أو الحديث بالكشوف العلمية مباشرة وتسميته بـ "الإعجاز العلمي""... فكأنني أرى أنك بكلامك هذا تطلب من رجال الدين أن يسحبوا إدعاءهم السخيف بأن في القرآن والحديث إعجازاً علمياً؟ هل تطلب منهم ذلك حقاً؟ إذا كنت تفعل كذلك فعلاً فأنا أضم صوتي إلى صوتك وكفانا تحميلاً لهذا القرآن ولهذه الأحاديث أكثر مما تتحمل، فهذا إن دل على شيء فهو يدل على ضعف المسلمين وهشاشة حجتهم وقلة حيلتهم في إقناع غيرهم بصحة دينهم وصدق نبيهم. وما أريد أن أقوله أخيراً في هذا الرد (وآسف للإطالة) بأنه حتى لو سحب رجال الدين إدعاء وجود إعجاز علمي في القرآن والحديث واقتصروا في نظرتهم إليهما على أنهما مرجعان دينيان بحتان لا أكثر ولا أقل، تبقى هذه الأحاديث المذكورة هنا وغيرها علامة استفهام كبيرة حول صحة نبوة هذا الشخص.
as1971

صديقي العزيز: أتفق معك تماماً بما ذكرت بأن "للغة العربية بلاغتها في تشابيهها واستعاراتها..." ومن أننا نحتاج أحياناً إلى معجم لمعرفة معاني بعض الكلمات في نصوص الأدب العربي القديم. ولكن هل تعتقد -صديقي- بأن كلمات هذه الأحاديث بحاجة إلى معجم لتفسيرها؟ أو أن تراكيب جملها بحاجة إلى خبير باللغة العربية من مثل سيبويه ليفك لنا ما تعقد منها؟ لا أعتقد ذلك. أنا شخصياً أرى بأنها أحاديث في غاية البساطة والوضوح من حيث المفردات ومن حيث تراكيب الجمل. وأرجو منك أن ترسل ما صعب عليك فهمه وسأعمل جهدي على إيضاحها لك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. أو يمكننا استشارة خبير باللغة العربية إن لزم الأمر. أما بالنسبة إلى ما ذكرت من أن "ليس لكل نص معنى فيزيائي" فأرى بأن هذه الأحاديث تحمل جزماً معنى فيزيائياً لأن النبي كان في معرض تفسيرٍ لهذه الظواهر الطبيعية لمن حوله من الناس. ففي الأحاديث التي تتكلم عن الكسوف والخسوف كان النبي (كما هو واضح في الأحاديث) يصحح للناس معتقداً خاطئاً مفاده أن الشمس والقمر ينكسفان لموت عظيم من العظماء ويعطيهم التفسير الصحيح (برأيه). وفي الأحاديث التي تتكلم عن شروق الشمس وغروبها كان النبي يدل الناس على المكان الذي تذهب إليه الشمس حين غروبها!! وكذلك في الحديث الذي يتكلم عن البرق والرعد فقد كان النبي يجيب على سؤال صريح من بعض اليهود عن هاتين الظاهرتين. ولا يخفى على أحد ما يحمله هذا السؤال من تحدٍ للنبي من هؤلاء اليهود إن كان يستطيع الإجابة عليه أم لا وذلك كما كان عهدهم دائماً مع النبي ليكشفوا صدق نبوته من كذبها، ولذلك فقد كان حريصاً على الإجابة على سؤالهم بكل ما يملك وبكل ما "أوحي" إليه من المعرفة. أما في الحديث الأخير الذي يتكلم عن السبع سماوات والعرش الذي فوقها والسبع أراض، فكذلك كان واضحاً بأن النبي يبين للناس ما يحيط بهم من فوقهم ومن تحتهم من السماوات والأراضي ويخلص في آخر الحديث إلى أن "الله" يحيط بها جميعاً لكبره وعظمه. ولذلك فمن الجلي تماماً بأن هذه الأحاديث تحمل معانٍ فيزيائية، وهي تندرج تحت ما يقال عنه بأنه "الإعجاز العلمي" في الإسلام.