هل يمكن أن نسمي هذا النوع من العلم "دينا علميا" أو "علما دينيا؟" لأنه يستند بشكل أساسي على نوع من الإيمان، أو العقيدة. ربما نجد له اسما مختلفا يوما ما يميز بينه وبين العلم المستند على مبدأ الشك. إذا اعتمدنا نتائج يوانيديس يمكن القول أن أكثر من نصف العلم الذي ينشر حاليا هو دين علمي، وليس علما مستندا على مبدأ الشك. هذه النسبة كبيرة جدا وتعني أن العلم المستند على مبدأ الشك ينحسر أمام الدين العلمي العقائدي، أي أن الدين بشكله العلمي يتوسع على حساب العلم التقليدي المستند على مبدأ الشك. وربما يعني أن المعركة العلمانية التي بدأت في عصر النهضة بين العلم والكنيسة تتجه للحسم عبر تحول أغلب العلماء إلى رجال دين علميين.
لا يمكنني الحكم بشكل مسبق على أية دراسة ولا على أية نتيجة تخلص إليها أية دراسة، فأنا لست عالما ولا أمارس العلم كمهنة. أنا شخص عادي يقرأ ويطلع، وقد اعتمدت مبدأ الشك كفلسفة لحياتي منذ أن قرأته لدى هايزنبيرغ عندما كان عمري سبعة عشر عاما. ولذلك يجد من يقرؤون كتاباتي أو يناقشونني أنني أميل إلى هذا الاتجاه، وأستطيع انتقاد منهج الدراسات العلمية وتحديد ما إذا كانت مبنية على أساس مبدأ الشك، أو على أساس الإيمان المطلق بالنتائج.
هذه مهارة يستطيع أي شخص اكتسابها بالتدريب، وذلك عبر ملاحظة طريقة صياغة ما يقرؤه من العلم أو عن العلم، الصياغات التي توحي بالحتمية هي عادة صياغات مستندة على الإيمان، والصياغات التي توحي بعدم الثقة هي عادة صياغات تستند على مبدأ الشك.