ألف ليلة وليلة وحكايات المدينة
للدكتور محمد عبد الرحمن يونس
مراجعة وعرض
إلهام بدر الدين محفوظ*
عن الهيئة السورية العامة للكتاب وضمن منشورات وزارة الثفافة السورية، صدر للباحث والأستاذ الجامعي الدكتور محمد عبد الرحمن يونس كتاب جديد بعنوان :" المدينة في ألف ليلة وليلة ـ ملامحها الثقافية والاجتماعية والسياسية " ، وهو رحلة من خلال حكايات ألف ليلة وليلة لاكتشاف المكان والزمان، مكان الليالي وزمانها، وعادات سكان مدنها وثقافتهم وفكرهم وحضارتهم ، وتاريخهم الثقافي والسياسي والمعرفي. ويتحدّث الكتاب وبشيء من التفصيل عن بينة المدينة العربية والإسلامية في ألف ليلة وليلة سياسيا وثقافيا وتاريخيا وعمرانيا وحضاريا، وعن عادات الشعوب وثقافاتهم في هذه المدن، وعن علاقات سلطات هذه المدن بشعوبها، وتحديدا وكما وردت في حكايات ألف ليلة وليلة، فهو يستقرئ النصوص، ويحللها، ويبين ملامح المدن في ألف ليلة وليلة، ويستفيد في الوقت نفسه من الأدبيات التاريخية التي أرّخت لهذه المدن، خاصة في تلك الأدبيات التي تتحدث عن الدولتين الأموية والعباسية، وتاريخها الثقافي والسياسي، وذلك لأن حكايات ألف ليلة وليلة ركزّت على مظاهر الحياة في هاتين الدولتين. ومن المدن المهمة التي يتحدث المؤلف عن جميع مظاهرها المعرفيّة، وكما وصفتها حكايات ألف ليلة وليلة: خراسان ومدنها، وبغداد والبصرة، والقاهرة ودمشق، وحلب، والإسكندرية ، كون هذه المدن هي أهم المدن المركزيّة أو الرئيسية التي يتوقف عندها السرد ويرتحل منها وإليها في الوقت نفسه.
يقول الدكتور يونس في مقدمة كتابه: " إذا كانت حكايات ألف ليلة وليلة تنهل من كثير من الأبعاد الأسطورية والخرافية، والأحلام البشريّة الجمعية الجامحة للطبقات الوسطى والفقيرة، فإنّ ذلك لا ينفي أن تكون هذه الحكايات قد نهلت من بنية الواقع بعلاقاته وعاداته، ومكوناته الفكرية والرؤيوية، ولا ينفي أن تكون هذه الحكايات وصدا أنثروبولوجيا لحضارة الجماعات البشريّة بأزمنتها وأمكنتها، لأن هذه الأزمنة والأمكنة ـ وإن كان من المحتمل أن تكون تخيلية متشكلة بفعل الخبرات المعرفية للرواة الذين قرأوا كثيرا من معارف عصرهم والعصور التي سبقتهم أو حفظوها بعد أن سمعوها شفاهيا ـ قد تكون حقيقة، بل هي أقرب إلى الحقيقة منها إلى التخيل". ص 5 ـ 6.
هذا وقد جاءت عناوين الكتاب وفصوله على الشكل التالي:
الفصل الأول : خراسان ومدن العراق المركزيّة في ألف ليلة وليلة
ـ مدخل
1 ـ خراسان
آ ـ لمحة تاريخية عن خراسان
ب ـ خراسان وبعض مدنها في ألف ليلة وليلة
2 ـ بغداد
آ ـ لمحة تاريخية عن بغداد
ب ـ بغداد في ألف ليلة وليلة
3 ـ البصرة
آ ـ لمحة تاريخية عن البصرة
ب ـ البصرة في ألف ليلة وليلة
الفصل الثاني: القاهرة ودمشق ومدن أخرى في ألف ليلة وليلة
مدخل
1 ـ القاهرة
آ ـ لمحة تاريخية عن القاهرة
ب ـ القاهرة في ألف ليلة وليلة
2 ـ دمشق
آ ـ لمحة تاريخية عن دمشق
ب ـ دمشق في ألف ليلة وليلة
3 ـ مدن أخرى في ألف ليلة وليلة
الخاتمة ـ مصادر البحث ومراجعه
ويقول المؤلف موضحا طريقة تناوله لموضوعات كتابه: " وتحاول دراستي هذه ـ المدينة في ألف ليلة وليلة ـ أن تتبين الملامح الرئيسة لمدن ألف ليلة وليلة الواقعية ـ منطلقة من بنية نصوص ألف ليلة وليلة، باعتبارها نصوصا منفتحة على التاريخ والسياسية، والعلاقة بين الحاكم والمحكوم، في المدن العربية الإسلامية، وغير العربية، إلا أن هذه الدراسة لا تركز على نصوص الليالي باعتبارها عملا تخيليا صرفا، بل تعدها عملا يمكن أن يكون معبّرا ـ في كثير من جوانبه ـ عن الواقع الحقيقي المعيش للطبقات الاجتماعية والسياسية في أزمنتها وأمكنتها، فاعتبار مدن ألف ليلة وليلة مدنا متخيلة لن يساعدنا على فهم العلاقات القائمة، سياسيا واجتماعيا، بين سكان المدينة في ما بينهم من جهة، وبين السلطات القائمة فيها، وبين أفراد الشعب من جهة أخرى". ص 8.
ويتابع قائلا: " وسأحاول في هذه الدراسة التركيز على أهم ملامح بعض البلدان الواقعية في ألف ليلة وليلة، وهي: خراسان وبغداد والبصرة والقاهرة ودمشق، معتمدا بالدرجة الأولى ما تقدمه نصوص ألف ليلة وليلة الحكائية من خطابات فكرية وإيديولوجية، وعلاقات متناقضة ومتداخلة ومعقدة ومنسجمة في آن، ومستفيدا أيضا، إلى حد بعيد، من ملامح المدينة الإسلامية في العهدين : الأموي والعباسي، كما تشير إليهما المصادر والأدبيات التاريخية". ص 10.
وفي الفصل الأول الموسوم بـ: " خراسان ومدن العراق المركزيّة في ألف ليلة وليلة"، يتحدث وبشيء من التفصيل عن خراسان ومدن العراق المركزيّة في ألف ليلة وليلة، ويرى أنّها مدن مركزيّة ، على المستوى الاجتماعي والسياسي والتجاري، ومن حيث عدد الحكايات التي حدثت فيها، ومن حيث كونها فضاءات مهمة وأليفة يعشقها الأبطال ، وينمو فيها السرد محتضنا هؤلاء الأبطال من الخلفاء ورجال السلطة، والتجار والنساء الجميلات.
وفي الفصل الثاني الموسوم بـ : " القاهرة ودمشق ومدن أخرى في ألف ليلة وليلة"، يعرض المؤلف متتبعا جميع ملامح القاهرة التي يسميها الرواة مدينة مصر، وجميع ملامح دمشق في عهدها الأموي وكما تحدّثت عنها نصوص ألف ليلة وليلة، ويرى أن هاتين المدينتين( دمشق والقاهرة) هما أهم مصر وبلاد الشام في حكايات ألف ليلة وليلة، وهما مدينتان مركزيتان، غير أنهما أقلّ مركزية من بغداد والبصرة في نصوص الليالي. ويدرس في هذا الفصل جميع الملامح السياسية والاجتماعية والتجارية التي بدت على وجوه دمشق والقاهرة، وحلب والإسكندرية، سواء أكانت جميلة أم قبيحة، وتأسيسا على وصف الرواة لهذه المدن.
وفي نهاية الفصل الثاني يثبت الباحث جدولا إحصائيا مهما، يحصي فيه، وبدقة واضحة جميع مدن ألف ليلة وليلة الواقعية والمتخيلة، وفي المجلدات التي وردت فيها، مشيرا إلى أرقام الصفحات في جميع المجلدات، وتحديدا في مطبعة دار الحياة، وكما يشير. ويقول معللا ذلك : " وفي نهاية هذا الفصل أثبت جميع مدن ألف ليلة وليلة الواقعية وبلدانها التي ورد ذكرها، تسهيلا لمن يريد البحث في مواضيع تخصّ المدينة العربية وغير العربية، كما صوّرتها حكايات ألف ليلة وليلة بعلاقاتها الاجتماعية والسياسية والتجارية، وفضاءاتها المكانيّة، من مرافق عامة وأسواق تجاريّة، وقصور وحمامات وخانات، وغير ذلك" . ص 215.
ويثبت في نهاية كتابه خاتمة تذكر وبالتفصيل أهم الملامح المشتركة لمجتمعات ألف ليلة ولية ، ثقافة وسياسة واجتماعا وعلاقات بشرية وإنسانية وتجارية. ولا ينسى في فصول كتابه وعناوينه أن يركّز على ملامح نساء ألف ليلة وليلةـ حرائر وجواري ـ ومكانتهن الطبقية والسياسية وأدوارهن في الحياة والسياسة والمجتمع الذكوري البطريركي، ويقول: " وهكذا تتناسل الجواري في مجتمعات ألف ليلة وليلة السلطوية الذكورية، المجتمعات التي سلّعت المرأة، وربّتها على أن تكون جارية تتحدد مهمتها الأساسيّة في تحفيز طقوس اللهو، وتحفيز الرجال إلى أعلى درجات الإثارة، ثمّ تفكيك هذا التحفيز عن طريق التواصل الجنسي، وبالتالي إشباع الرغبة، وإحلال الطمأنينة والتصافي بين الرجل والمرأة، بمفردات بعض رواة ألف ليلة ولية" . ص 225.
وفي نهاية كتابه يثبت مصادره ومراجعه التي اعتمدها في دراسته، والتي بلغت ( 108) مائة وثمانية مصدر ومرجع بما فيها العربي والأجنبي.
وأشير إلى الجهد الكبير والواضح الذي استغرق من المؤلف ثلاث سنوات من العمل، كما يقول، والذي بذله في تحليل الحكايات ودراستها دراسة أكاديمية موضوعية، تتحلى بالشجاعة والجرأة في إثبات النصوص الجريئة التي تتحدث عن المرأة, وعلاقاتها برجال مجتمعها، وعن علاقات الاستغلال والاستلاب والمهانة التي يمارسها أبطال ألف ليلة وليلة الرئيسيون والمتسلطون ضد مدنهم وسكانها، ودورهم في إذلال شعوب مدنهم، وقهرها واستلاب خيراتها. ويأتي كتاب الدكتور محمد عبد الرحمن يونس، ليضيف جديدا ومهما إلى مجموع كتبه السابقة التي جعلت من ألف ليلة وليلة موضوعا رئيسيا لها, وهي : تأثير ألف ليلة وليلة في المسرح العربي المعاصر والحديث، الصادر عن دار الكنوز الأدبية في بيروت، والجنس والسلطة في ألف ليلة وليلة الصادر عن مؤسسة الانتشار العربي في لندن، والاستبداد السلطوي والفساد الجنسي في ألف ليلة وليلة الصادر عن الدار العربية للعلوم ـ ناشرون، في بيروت.
ـــــــــــ
* فنانة تشكيلية وكاتبة مقيمة في أمريكا
المصدر : مجلة دليل الكتاب على الرابط التالي :
http://www.dalilmag.net/?id=218
للدكتور محمد عبد الرحمن يونس
مراجعة وعرض
إلهام بدر الدين محفوظ*
عن الهيئة السورية العامة للكتاب وضمن منشورات وزارة الثفافة السورية، صدر للباحث والأستاذ الجامعي الدكتور محمد عبد الرحمن يونس كتاب جديد بعنوان :" المدينة في ألف ليلة وليلة ـ ملامحها الثقافية والاجتماعية والسياسية " ، وهو رحلة من خلال حكايات ألف ليلة وليلة لاكتشاف المكان والزمان، مكان الليالي وزمانها، وعادات سكان مدنها وثقافتهم وفكرهم وحضارتهم ، وتاريخهم الثقافي والسياسي والمعرفي. ويتحدّث الكتاب وبشيء من التفصيل عن بينة المدينة العربية والإسلامية في ألف ليلة وليلة سياسيا وثقافيا وتاريخيا وعمرانيا وحضاريا، وعن عادات الشعوب وثقافاتهم في هذه المدن، وعن علاقات سلطات هذه المدن بشعوبها، وتحديدا وكما وردت في حكايات ألف ليلة وليلة، فهو يستقرئ النصوص، ويحللها، ويبين ملامح المدن في ألف ليلة وليلة، ويستفيد في الوقت نفسه من الأدبيات التاريخية التي أرّخت لهذه المدن، خاصة في تلك الأدبيات التي تتحدث عن الدولتين الأموية والعباسية، وتاريخها الثقافي والسياسي، وذلك لأن حكايات ألف ليلة وليلة ركزّت على مظاهر الحياة في هاتين الدولتين. ومن المدن المهمة التي يتحدث المؤلف عن جميع مظاهرها المعرفيّة، وكما وصفتها حكايات ألف ليلة وليلة: خراسان ومدنها، وبغداد والبصرة، والقاهرة ودمشق، وحلب، والإسكندرية ، كون هذه المدن هي أهم المدن المركزيّة أو الرئيسية التي يتوقف عندها السرد ويرتحل منها وإليها في الوقت نفسه.
يقول الدكتور يونس في مقدمة كتابه: " إذا كانت حكايات ألف ليلة وليلة تنهل من كثير من الأبعاد الأسطورية والخرافية، والأحلام البشريّة الجمعية الجامحة للطبقات الوسطى والفقيرة، فإنّ ذلك لا ينفي أن تكون هذه الحكايات قد نهلت من بنية الواقع بعلاقاته وعاداته، ومكوناته الفكرية والرؤيوية، ولا ينفي أن تكون هذه الحكايات وصدا أنثروبولوجيا لحضارة الجماعات البشريّة بأزمنتها وأمكنتها، لأن هذه الأزمنة والأمكنة ـ وإن كان من المحتمل أن تكون تخيلية متشكلة بفعل الخبرات المعرفية للرواة الذين قرأوا كثيرا من معارف عصرهم والعصور التي سبقتهم أو حفظوها بعد أن سمعوها شفاهيا ـ قد تكون حقيقة، بل هي أقرب إلى الحقيقة منها إلى التخيل". ص 5 ـ 6.
هذا وقد جاءت عناوين الكتاب وفصوله على الشكل التالي:
الفصل الأول : خراسان ومدن العراق المركزيّة في ألف ليلة وليلة
ـ مدخل
1 ـ خراسان
آ ـ لمحة تاريخية عن خراسان
ب ـ خراسان وبعض مدنها في ألف ليلة وليلة
2 ـ بغداد
آ ـ لمحة تاريخية عن بغداد
ب ـ بغداد في ألف ليلة وليلة
3 ـ البصرة
آ ـ لمحة تاريخية عن البصرة
ب ـ البصرة في ألف ليلة وليلة
الفصل الثاني: القاهرة ودمشق ومدن أخرى في ألف ليلة وليلة
مدخل
1 ـ القاهرة
آ ـ لمحة تاريخية عن القاهرة
ب ـ القاهرة في ألف ليلة وليلة
2 ـ دمشق
آ ـ لمحة تاريخية عن دمشق
ب ـ دمشق في ألف ليلة وليلة
3 ـ مدن أخرى في ألف ليلة وليلة
الخاتمة ـ مصادر البحث ومراجعه
ويقول المؤلف موضحا طريقة تناوله لموضوعات كتابه: " وتحاول دراستي هذه ـ المدينة في ألف ليلة وليلة ـ أن تتبين الملامح الرئيسة لمدن ألف ليلة وليلة الواقعية ـ منطلقة من بنية نصوص ألف ليلة وليلة، باعتبارها نصوصا منفتحة على التاريخ والسياسية، والعلاقة بين الحاكم والمحكوم، في المدن العربية الإسلامية، وغير العربية، إلا أن هذه الدراسة لا تركز على نصوص الليالي باعتبارها عملا تخيليا صرفا، بل تعدها عملا يمكن أن يكون معبّرا ـ في كثير من جوانبه ـ عن الواقع الحقيقي المعيش للطبقات الاجتماعية والسياسية في أزمنتها وأمكنتها، فاعتبار مدن ألف ليلة وليلة مدنا متخيلة لن يساعدنا على فهم العلاقات القائمة، سياسيا واجتماعيا، بين سكان المدينة في ما بينهم من جهة، وبين السلطات القائمة فيها، وبين أفراد الشعب من جهة أخرى". ص 8.
ويتابع قائلا: " وسأحاول في هذه الدراسة التركيز على أهم ملامح بعض البلدان الواقعية في ألف ليلة وليلة، وهي: خراسان وبغداد والبصرة والقاهرة ودمشق، معتمدا بالدرجة الأولى ما تقدمه نصوص ألف ليلة وليلة الحكائية من خطابات فكرية وإيديولوجية، وعلاقات متناقضة ومتداخلة ومعقدة ومنسجمة في آن، ومستفيدا أيضا، إلى حد بعيد، من ملامح المدينة الإسلامية في العهدين : الأموي والعباسي، كما تشير إليهما المصادر والأدبيات التاريخية". ص 10.
وفي الفصل الأول الموسوم بـ: " خراسان ومدن العراق المركزيّة في ألف ليلة وليلة"، يتحدث وبشيء من التفصيل عن خراسان ومدن العراق المركزيّة في ألف ليلة وليلة، ويرى أنّها مدن مركزيّة ، على المستوى الاجتماعي والسياسي والتجاري، ومن حيث عدد الحكايات التي حدثت فيها، ومن حيث كونها فضاءات مهمة وأليفة يعشقها الأبطال ، وينمو فيها السرد محتضنا هؤلاء الأبطال من الخلفاء ورجال السلطة، والتجار والنساء الجميلات.
وفي الفصل الثاني الموسوم بـ : " القاهرة ودمشق ومدن أخرى في ألف ليلة وليلة"، يعرض المؤلف متتبعا جميع ملامح القاهرة التي يسميها الرواة مدينة مصر، وجميع ملامح دمشق في عهدها الأموي وكما تحدّثت عنها نصوص ألف ليلة وليلة، ويرى أن هاتين المدينتين( دمشق والقاهرة) هما أهم مصر وبلاد الشام في حكايات ألف ليلة وليلة، وهما مدينتان مركزيتان، غير أنهما أقلّ مركزية من بغداد والبصرة في نصوص الليالي. ويدرس في هذا الفصل جميع الملامح السياسية والاجتماعية والتجارية التي بدت على وجوه دمشق والقاهرة، وحلب والإسكندرية، سواء أكانت جميلة أم قبيحة، وتأسيسا على وصف الرواة لهذه المدن.
وفي نهاية الفصل الثاني يثبت الباحث جدولا إحصائيا مهما، يحصي فيه، وبدقة واضحة جميع مدن ألف ليلة وليلة الواقعية والمتخيلة، وفي المجلدات التي وردت فيها، مشيرا إلى أرقام الصفحات في جميع المجلدات، وتحديدا في مطبعة دار الحياة، وكما يشير. ويقول معللا ذلك : " وفي نهاية هذا الفصل أثبت جميع مدن ألف ليلة وليلة الواقعية وبلدانها التي ورد ذكرها، تسهيلا لمن يريد البحث في مواضيع تخصّ المدينة العربية وغير العربية، كما صوّرتها حكايات ألف ليلة وليلة بعلاقاتها الاجتماعية والسياسية والتجارية، وفضاءاتها المكانيّة، من مرافق عامة وأسواق تجاريّة، وقصور وحمامات وخانات، وغير ذلك" . ص 215.
ويثبت في نهاية كتابه خاتمة تذكر وبالتفصيل أهم الملامح المشتركة لمجتمعات ألف ليلة ولية ، ثقافة وسياسة واجتماعا وعلاقات بشرية وإنسانية وتجارية. ولا ينسى في فصول كتابه وعناوينه أن يركّز على ملامح نساء ألف ليلة وليلةـ حرائر وجواري ـ ومكانتهن الطبقية والسياسية وأدوارهن في الحياة والسياسة والمجتمع الذكوري البطريركي، ويقول: " وهكذا تتناسل الجواري في مجتمعات ألف ليلة وليلة السلطوية الذكورية، المجتمعات التي سلّعت المرأة، وربّتها على أن تكون جارية تتحدد مهمتها الأساسيّة في تحفيز طقوس اللهو، وتحفيز الرجال إلى أعلى درجات الإثارة، ثمّ تفكيك هذا التحفيز عن طريق التواصل الجنسي، وبالتالي إشباع الرغبة، وإحلال الطمأنينة والتصافي بين الرجل والمرأة، بمفردات بعض رواة ألف ليلة ولية" . ص 225.
وفي نهاية كتابه يثبت مصادره ومراجعه التي اعتمدها في دراسته، والتي بلغت ( 108) مائة وثمانية مصدر ومرجع بما فيها العربي والأجنبي.
وأشير إلى الجهد الكبير والواضح الذي استغرق من المؤلف ثلاث سنوات من العمل، كما يقول، والذي بذله في تحليل الحكايات ودراستها دراسة أكاديمية موضوعية، تتحلى بالشجاعة والجرأة في إثبات النصوص الجريئة التي تتحدث عن المرأة, وعلاقاتها برجال مجتمعها، وعن علاقات الاستغلال والاستلاب والمهانة التي يمارسها أبطال ألف ليلة وليلة الرئيسيون والمتسلطون ضد مدنهم وسكانها، ودورهم في إذلال شعوب مدنهم، وقهرها واستلاب خيراتها. ويأتي كتاب الدكتور محمد عبد الرحمن يونس، ليضيف جديدا ومهما إلى مجموع كتبه السابقة التي جعلت من ألف ليلة وليلة موضوعا رئيسيا لها, وهي : تأثير ألف ليلة وليلة في المسرح العربي المعاصر والحديث، الصادر عن دار الكنوز الأدبية في بيروت، والجنس والسلطة في ألف ليلة وليلة الصادر عن مؤسسة الانتشار العربي في لندن، والاستبداد السلطوي والفساد الجنسي في ألف ليلة وليلة الصادر عن الدار العربية للعلوم ـ ناشرون، في بيروت.
ـــــــــــ
* فنانة تشكيلية وكاتبة مقيمة في أمريكا
المصدر : مجلة دليل الكتاب على الرابط التالي :
http://www.dalilmag.net/?id=218
المنتديات
إضافة تعليق جديد