حوليات كركورستان: مشاعر أسمى 1

كلما تعرفت على المنقاريين أكثر ازداد استغرابي من ضحالة تفكيرهم وعدم قدرتهم على الفهم، ومتابعتي الأخيرة لردود فعلهم على قانون صوبنة الإنترنت في بلدي الحبيب كركورستان تعزز قناعتي أن غيرة المنقارين منا تطغى على قدرة ذلك الشعب على التفكير. هم يغارون من الكركوريين في كل شيء، ولا تستطيع عقولهم السطحية أن تقبل أن حظنا في الحياة أفضل من حظهم بكثير. نحن محظوظون بشخصية عاملنا العظيم الذي يفكر ويخطط لحمايتنا من كل الأخطار التي تحيط بنا، وقانون صوبنة الإنترنت أكبر دليل على ذلك، فهذا القانون العميق يحمينا من أخطار لا تستطيع عقول المنقاريين أن تتخيلها.

أنا لا أحتاج للدفاع عن قانون صوبنة الإنترنت، فالقانون بسيط وأهدافه واضحة بالنسبة لكل كركوري، بالمقابل مستوى جهل المنقاريين وعدم استيعابهم لأهمية القانون الجديد تدل على حاجة المنقاريين للكثير من الشروحات والتوضيحات ليتمكنوا من فهم المغازي العميقة لعملية الصوبنة التي تجري حاليا في كركورستان.

مثلا، يجب أن نشرح للمنقاريين أن مقدمي خدمة الإنترنت شخصيات هامة جدا ومن المهم حمايتها والحفاظ عليها وعلى أمنها لضمان أمن كركورستان المعلوماتي،والذي هو جزء من أمن الكركوريين الوطني. هذا هو الهدف الأساسي للمواد المتعددة التي تهدف لحماية مقدمي الخدمات من ارتكاب الجرائم المعلوماتية المنصوص عنها في القانون. إضافة لذلك، القانون لا يعاقب أصحاب مواقع الإنترنت الذين يرتكبون جرائم بإلغاء ترخيص مواقعهم، بل يكتفي بعقوبات الغرامة والسجن، وفي ذلك حماية لمواقع الإنترنت السورية من جرائم أصحابها.

قانوننا الجديد يرفع مستوى أمن مقدمي الخدمات عبر إجبارهم على حفظ سجلات الحركة وعلى حفظ نسخ من كل البيانات التي يتم تبادلها عبر خدماتهم. المنقاريون يعتبرون ذلك تجسسا، ولكنه في الحقيقة يهدف إلى حماية مزودي الخدمة من جرائم مستخدمي الإنترنت الكركوريين، وإلى تمكين مقدمي الخدمات من تتبع وحجب كل من يرتكب جرائم عبر خدماتهم، وإخبار السلطات عنهم لتتم معاقبتهم حسب القانون.

كما أن القانون الجديد يرفع مستوى أمن مستخدمي الإنترنت عبر إجبار مقدمي الخدمة على حفظ المعلومات الشخصية لمستخدمي خدماتهم، وبذلك لا يبقى مستخدمون مجهولون في كركورستان، ويصبح كل مستخدم مسؤولا عن ما يفعله على الإنترنت، مما يمكن أي مستخدم من إخبار السلطات عن أية جرائم يتعرض لها أو يشاهدها على الإنترنت الكركورية، ويمكن السلطات من القبض على مستخدمي الإنترنت المجرمين ومعاقبتهم.

لا يمكن تفسير بعض ردود فعل المنقاريين على قانوننا بمجرد الجهل، فبعض الردود تنبع من الغيرة أو ربما من الحقد. المنقاريون يغارون منا لأن عاملنا المفدى راشد الأسيري يعاملنا كأب حنون يحمي أسرته من كل المخاطر، وليس كما يعامل سطّام البيّاض شعب منقارستان. نحن نثق بعاملنا ونحترم قراراته ونعرف أنه لا يصدر قوانين يمكن أن تضرنا، ولكن المنقاريين لا يثقون بالبيّاض ولا بأي قانون يصدره، رغم أننا جميعا نخضع لسلطة الباط العالي وقوانين بلداننا مستمدة من توجيهات عليا تصدر إلى العاملين.

بالمقابل عندما أنظر إلى قانون حماية حرية التعبير الذي أصدره البيّاض أجد أنه يفرض قيودا كبيرة على حرية التعبير، وقيودا أقسى على حرية التعبير على الإنترنت، وبالمقارنة قانوننا لا يفرض نفس المستوى من القيود على استخدام الإنترنت للتعبير عن الآراء، ربما لأن عاملنا يعرف محبتنا له وانضباطنا الطوعي في التعبير عن آرائنا على الإنترنت، في حين يعرف البيّاض كره المنقاريين له، ويرغب في منعهم من التعبير عن ذلك عبر الإنترنت. ولذلك يقوم المنقاريون بتفريغ مشاعرهم بنا وبعاملنا المفدى، ويسخرون منه عبر تحريف اسمه ليصبح حمضا. بعض مواقف المنقاريين تستدعي الشفقة، ولذلك لا يقوم الكركوريون بتناقلها ولا بنشرها أو التعليق عليها.

لا أريد أن أطيل، فما يحصل حاليا هو استمرار لتاريخنا وتاريخ المنقاريين، نحن شعب مسالم ومحظوظ لأن عاملنا المفدى راشد الأسيري قائد عظيم، والمنقاريون يغارون منا وينتقدوننا لأنهم لا يستطيعون النظر في المرآة ومشاهدة أنفسهم وواقعهم.

أسمى إيتان

من الزرباء، عاصمة كركورستان العظيمة

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.