قال الله تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا )
حين عرض الله سبحانه و تعالى الأمانة على السموات و الأرض و الجبال و على الإنسان الأول و فيه ذريته ، أو على الإنسان الشامل لكل أفراد النوع و هم في عالم الذر ، لا بد أن يكون هؤلاء قد أدركوا ما عرض عليهم و فهموه ، حتى أبى حمل الأمانة من أباهُ ، و قبل حملها من قَبِلَه .
و يمكن أن نصور هذا العرض و الحوار الذي جرى حوله تخيلاً، و استنباطاً من وجيز البيان:
العرض : أتريدين أيتها السموات و الأرض و الجبال أن تحملي الأمانة ؟ أتريد أيها الإنسان أن تحمل الأمانة ؟
المعروض عليهم : ما هي الأمانة التي نحملها ؟
العرض : تُجعل لكم إرادة حرة ، و سلطة على بعض ما يوضع في ذواتكم من قوى و طاقات و أشيا أمانة عندكم ، على سبيل الإعارة للانتفاع أو الوديعة ، و يُؤذن لكم بالتصرف فيما حولكم من الكون ، مما تصل قدراتكم إليه أو إلى مفاتيحه .
المعروض عليهم : هذا التصرف من صفات الخالق المالك ، و كيف نتصرف و ليس لدينا رغبات و لا شهوات ، و لا حاجات و لا أهواء ، و لا نستطيع أن تكون لنا صفات الرب الحكيم ؟
العرض : تُخلق فيكم رغبات و شهوات ، و حاجات و أهواء و لذات و آلام .
المعروض عليهم : و هل يباح لنا أن نتصرف بإرادتنا الحرة ، وفق رغباتنا و شهواتنا و حاجاتنا و أهوائنا دون مسؤولية ؟
العرض : يعطى لكم التمكين من التصرف ، لكن لا على سبيل إباحة كل شيء .
المعروض عليهم : كيف نتصرف إذن ؟
العرض : يوجه لكم التكليف لفعل أشياء و ترك أشياء على خلاف رغباتكم و شهواتكم و أهوائكم ، و يباح لكم أشياء لتلبية مطالب حاجاتكم و شهواتكم .
المعروض عليهم : فإذا خالفنا الأوامر و النواهي و عصينا فلم نؤد التكاليف ؟
العرض : أنتم إذاً ملاحقون بالمحاسبة و الجزاء على اختياراتكم .
المعروض عليهم : هذا تكريم و تشريف ، مقرون بتكليف و مسؤولية ، و بعده حساب و جزاء ، و لكن هل يبقى في ذاكرتنا هذا العرض و هذا الحوار ؟
العرض : يطوى من ذاكرتكم هذا العرض و هذا الحوار ، و تطوى من ذاكرتكم هذه المعرفة الحاضرة بخالقكم ، و يبقى فيكم ما يشدكم إلى معرفته و الإيمان به إيماناً غيبياً ، و إلى معرفة الغاية من وجود الأمانة الكبرى تحت سلطتكم ، و ترسل إليكم الرسل و تنزل إليكم الكتب ، لتعريفكم و بيان المطلوب منكم ، و إنذاركم و تحذيركم ، و تبشير من آمن و أطاع منكم ، و يخبرونكم بما جرى في هذا العرض .
المعروض عليهم : و ما هو نوع الجزاء ؟
العرض : عذاب أليم أبدي بالحريق في دار عذاب ، على الكفر بالرب الخالق و الإشراك به ، و جحود ربوبيته أو ألوهيته ، و عذاب دون ذلك بالعدل حسب المعاصي و الإساءات .
و نعيم أبدي في جنات نعيم خالدة ، على الإيمان بالخالق إيماناً غيبياً ، و الإسلام له ، و درجات من النعيم بعضها فوق بعض ، بقدر ما يقدم كل واحدٍ منكم من صالح الأعمال ، مع احتمال غفران أو عفوٍ عن سيئات دون الشرك بحسب مشيئة بارئكم .
السماوات و الأرض و الجبال : هذه مخاطرة مخيفة نأبى قبولها ، ما دام الأمر عرضاً لا جبر فيه ، فنحن لذلك نأبى حمل هذه الأمانة .
الإنسان : قبلت هذا العرض ، فأنا أحمل هذه الأمانة الكبرى ، و أتحمل تبعتها ، و تحلو عندي هذه المخاطرة ، و يشدني إليها الطمع بمقام التكريم ، و ببلوغ المجد العظيم .
العرض : خذ الأمانة أيها الإنسان ، و ستدخل رحلة الامتحان في الوقت المقدر لدخولك عبر الحياة الدنيا ، منذ بلوغك سن التكليف حتى وفاتك ، ثم تكون لك حياة أخرى لمحاسبتك و مجازاتك .
[ تم تحريره بواسطة elite on 2/4/2007 ]
حين عرض الله سبحانه و تعالى الأمانة على السموات و الأرض و الجبال و على الإنسان الأول و فيه ذريته ، أو على الإنسان الشامل لكل أفراد النوع و هم في عالم الذر ، لا بد أن يكون هؤلاء قد أدركوا ما عرض عليهم و فهموه ، حتى أبى حمل الأمانة من أباهُ ، و قبل حملها من قَبِلَه .
و يمكن أن نصور هذا العرض و الحوار الذي جرى حوله تخيلاً، و استنباطاً من وجيز البيان:
العرض : أتريدين أيتها السموات و الأرض و الجبال أن تحملي الأمانة ؟ أتريد أيها الإنسان أن تحمل الأمانة ؟
المعروض عليهم : ما هي الأمانة التي نحملها ؟
العرض : تُجعل لكم إرادة حرة ، و سلطة على بعض ما يوضع في ذواتكم من قوى و طاقات و أشيا أمانة عندكم ، على سبيل الإعارة للانتفاع أو الوديعة ، و يُؤذن لكم بالتصرف فيما حولكم من الكون ، مما تصل قدراتكم إليه أو إلى مفاتيحه .
المعروض عليهم : هذا التصرف من صفات الخالق المالك ، و كيف نتصرف و ليس لدينا رغبات و لا شهوات ، و لا حاجات و لا أهواء ، و لا نستطيع أن تكون لنا صفات الرب الحكيم ؟
العرض : تُخلق فيكم رغبات و شهوات ، و حاجات و أهواء و لذات و آلام .
المعروض عليهم : و هل يباح لنا أن نتصرف بإرادتنا الحرة ، وفق رغباتنا و شهواتنا و حاجاتنا و أهوائنا دون مسؤولية ؟
العرض : يعطى لكم التمكين من التصرف ، لكن لا على سبيل إباحة كل شيء .
المعروض عليهم : كيف نتصرف إذن ؟
العرض : يوجه لكم التكليف لفعل أشياء و ترك أشياء على خلاف رغباتكم و شهواتكم و أهوائكم ، و يباح لكم أشياء لتلبية مطالب حاجاتكم و شهواتكم .
المعروض عليهم : فإذا خالفنا الأوامر و النواهي و عصينا فلم نؤد التكاليف ؟
العرض : أنتم إذاً ملاحقون بالمحاسبة و الجزاء على اختياراتكم .
المعروض عليهم : هذا تكريم و تشريف ، مقرون بتكليف و مسؤولية ، و بعده حساب و جزاء ، و لكن هل يبقى في ذاكرتنا هذا العرض و هذا الحوار ؟
العرض : يطوى من ذاكرتكم هذا العرض و هذا الحوار ، و تطوى من ذاكرتكم هذه المعرفة الحاضرة بخالقكم ، و يبقى فيكم ما يشدكم إلى معرفته و الإيمان به إيماناً غيبياً ، و إلى معرفة الغاية من وجود الأمانة الكبرى تحت سلطتكم ، و ترسل إليكم الرسل و تنزل إليكم الكتب ، لتعريفكم و بيان المطلوب منكم ، و إنذاركم و تحذيركم ، و تبشير من آمن و أطاع منكم ، و يخبرونكم بما جرى في هذا العرض .
المعروض عليهم : و ما هو نوع الجزاء ؟
العرض : عذاب أليم أبدي بالحريق في دار عذاب ، على الكفر بالرب الخالق و الإشراك به ، و جحود ربوبيته أو ألوهيته ، و عذاب دون ذلك بالعدل حسب المعاصي و الإساءات .
و نعيم أبدي في جنات نعيم خالدة ، على الإيمان بالخالق إيماناً غيبياً ، و الإسلام له ، و درجات من النعيم بعضها فوق بعض ، بقدر ما يقدم كل واحدٍ منكم من صالح الأعمال ، مع احتمال غفران أو عفوٍ عن سيئات دون الشرك بحسب مشيئة بارئكم .
السماوات و الأرض و الجبال : هذه مخاطرة مخيفة نأبى قبولها ، ما دام الأمر عرضاً لا جبر فيه ، فنحن لذلك نأبى حمل هذه الأمانة .
الإنسان : قبلت هذا العرض ، فأنا أحمل هذه الأمانة الكبرى ، و أتحمل تبعتها ، و تحلو عندي هذه المخاطرة ، و يشدني إليها الطمع بمقام التكريم ، و ببلوغ المجد العظيم .
العرض : خذ الأمانة أيها الإنسان ، و ستدخل رحلة الامتحان في الوقت المقدر لدخولك عبر الحياة الدنيا ، منذ بلوغك سن التكليف حتى وفاتك ، ثم تكون لك حياة أخرى لمحاسبتك و مجازاتك .
[ تم تحريره بواسطة elite on 2/4/2007 ]
المنتديات
إضافة تعليق جديد