انتباه ...حرية رأي أم رأي مأجور... والثمن من؟
فوجئت كما فوجئ الجميع بشأن ما تناقلته وسائل الإعلام حول نشر الصحف الدانمركية لرسوم كاريكاتورية تسيء لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام واستغربت الأمر فما شأن الدانمركيين و شأن رسول الله الذي لا يختلف عليه أحد أنه من أهم المقدسات في العالم فهو نبي رسول صاحب كتاب سماوي والإسلام ليس موضع نقاش حول كونه دينا سماويا أو لا وما كان في عقيدة رسول الله والإسلام إلغاء الآخر بل إن الإسلام أراد للآخر البقاء ليحافظ على التنوع {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين }35الانعام
{ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة}118هود فالإسلام الذي أعرف و أعتنق دين يحض على قبول الآخر وحالة القبول بحد ذاتها هي حالة من القوة والثقة بالنفس وهي فقط القادرة على إنتاج الإبداع الذي يبهر هذا الآخر فقبولك لأمر ما (والقبول هو استيعاب )يجعلك قادرا على تفنيده بمنطق وفكر وقبولك الشيء لا يعني اعتناقك لهذا الشيء أو الاستسلام له بل يعني استيعابك لهذا الشيء حتى تتمكن من إعادة توليده صادرا عنك مصبوغا بصبغة جديدة قد تكون معاكسة للأصل تماما فلا ننسى أن كل شيء ويحمل عكسه و أذكر هنا مقولة الشيخ الأكبر(بحق) ابن عربي رحمه الله اذ قال :لقد أضحى قلبي قابلا لكل طاعة . فقبوله هذا مكنه من استيعاب الفكر الآخر ليتمكن من تقديم إعادة صياغة كانت مثار دهشة وصدمة في عصره فهذا هو الإسلام الذي أعرف دين فكر وتفكر وبصر وتبصر { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت }17الغاشية فكيف يمكن لمن يدعي أنه من حملة حركة التنوير في هذا العصر أن يتهجم على الشخصية الأكثر قدسية في هذا الدين والذي يجمع في ذاته عليه الصلاة والسلام دقة التوازن بين الروح والنفس والجسد فقدم عليه الصلاة والسلام إلى البشرية جمعاء صورة غاية في التوازن بين ثلاثي الروح والجسد والنفس هذا الثلاثي الذي هو الحياة بكل مكوناتها
ولأني لست ذلك الإنسان الذي يثق ثقة عمياء بوسائل الإعلام فقد بحثت عن هذه الرسوم المزعومة حتى وجدتها منشورة على بعض المواقع على شبكة الانترنت فكانت صدمتي أكبر ولأسباب عدة أولها أن هذه الرسوم لا ترقى (بحسب ما رأيته وعلى اعتبار أني من المحبين لفن الكاريكاتور) إلى فن الكاريكاتور الراقي بل هي مجرد خربشات لا تستحق الوقت المهدور سدى في النظر إليها
والأمر الثاني أنني لما أمعنت النظر في هذه الرسوم و أعملت فكري جاهدا قلبت بصري فيها ما رأيت هذه الرسوم ترمز لا من قريب ولا من بعيد إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ذلك أن ما أعرفه عن الرسم عموما وعن فن الكاريكاتور خصوصا أنه فن إيحائي بمعنى أنه يوحي إليك عبر الرسوم المنظورة إلى الشخصيات المقصودة بهذه الرسوم وليس عليك أن تراجع كتيب المعلومات المرفق ليبين لك مقصد الرسام و يقول لك أن هذا المدعي أنه يقدم رسما يقصد كذا وكذا من هذه الخربشات فما كانت الرسوم (إن جاز لنا أن نسميها رسوم ) التي رأيتها ترمز إلا إلى صورة لا تمت للإسلام بشيء فالإسلام دين عز وغنى لا دين فقر وخنوع وهو دين فكر وعمل لا دين غباء و قتل والصورة المقدمة صورة ينبذها رسول الله والإسلام فالإسلام دين يحض على أن تكون حياتنا الدنيا حياة رفعة (على عكس ما روج له فقهاء السلطات عبر عصور طويلة من أن الإسلام دين فقر وتقشف وزهد بكل شيء حتى يتمكن السلاطين من إحكام قبضتهم على كل شيء وإهلاك البشر باسم الدين والدين منهم براء ويبقون هم وحدهم يترهلون على كراسيهم بطراً)ألم يقل الله عز وجل : { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد } وما الزينة إلا المظهر المبهر الذي ينم عن الباطن القوي المستكمل أركان الثقة بالنفس و الإيمان و الزينة ثراء وزيادة في إظهار المحاسن بأبهى و أنقى و أنظف صورة والإسلام دين يحض على حسن التوظيف و التقدير ومن الحكمة وضع الأشياء في أماكنها فللتقشف أوقات الشدة أما أوقات الرخاء يتوجب إظهار الرخاء فذاك إظهار لنعم الله { و أما بنعمة ربك فحدث } فإن إظهار النعمة شكر للمنعم أما إنكار النعمة فهو جحود للمنعم و حاشا لدين يدعو لتقدير نعم الله كل نعمه أن يهدي للجحود
و ما كان الأمر ليعني لي أي إساءة لرسول الله لولا ما كتب عن أن المقصود هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكن ما أثارني أكثر تصريحات رجل دين مثل شيخ الأزهر والذي نطق(ويا ليته لم ينطق) بما يمثل لدي توجيه الاهانة الحقيقية لرسول الله إذ قال: إن محمدا ميت ولا يستطيع الدفاع عن نفسه . هل محمد هذا صديق قديم لسماحته أم كون محمدا لم يكن سلطان زمانه (بل كان الحاكم العدل بأمر الله ) فلا يمكن لمفتي السلطان أن يقول عنه أكثر مما قال بعد ان اعتصر ليتمخض عما قال . إن محمدا عليه الصلاة والسلام رسول الله وكفى . وآه ثم آه ثم آه لو نعرف ما يعني أنه رسول الله وهي صفة لا تنتفي عنه أبدا الم يقل الله عز وجل { يا نساء النبي لستن كأحد من النساء } إن كن نساء النبي ليسن كأحد من النساء إن اتقين فما حال رسول الله والذي هو خالص التقوى حتى استخلصه الله عز وجل رسولا للعالمين غير محصور بطائفة أو فئة أو قومية أو لسان
و إزاء كل ذلك فقد عزمت أمري على ألا القي بالا لهذه التفاهة التي نشرت وأبدي أسفي على التصريحات التي انطلقت تسيء الى رسول الله من داخل العالم الاسلامي حيث اعتبره البعض نبي العرب أو رسول العرب ولست أدري أي قبيلة أرسلته...! متناسين أنه أعلى و أرقى من كل البشر لأنه رسول الله وليس رسول أحد من البشر ورغم أن من عادة العرب إطلاق كل صفات التعظيم والتبجيل والتي تصل أحيانا الى التأليه لمن يحكمهم بالحديد والنار و لكن أمام رسول الله تم اختزال الصفات لتدنو أدنى من مستواه عليه السلام ومن وصف القرآن له {محمد رسول الله }29الفتح وكم أسعدتني تلك الحملة التي قادها وكانوا محركها ومالكها الامة بكل مكوناتها فعرفوا كيف يصعدوا المواقف عبر الكلمة وعبر السلاح الأمضى ألا وهو سلاح المال فالمقاطعة للمنتجات الدانمركية سلاح أمضى من سلاح الجهل ذلك السلاح الفاسد ولكنه ولله الحمد لم يظهر هذه المرة وترك للحملة طهر الحملة فهل يا ترى تكون هذه بداية إدراك الامة (بعد عهود من حالة الغيبوبة وسكر العقول )للاسلحة التي تملكها هذه الامة وهي أسلحة عصرية لا تفسد وقادرة على تحقيق الضغوط المطلوبة لتصل الامة إلى مرادها و حقها في العيش الكريم كما أمر الله ,لا كما أفتى من يفتي بأمر السطان ويذهب معه أينما ذهب
ولكن ما جرى لاحقاً من إعادة نشر الرسوم مرة ثانية وعلى صحف أوروبية أخرى أكد أن ثمة أمور مطوية تحت هذه الحملة , و فعلا ثمة مقصد خسيس وراء هذه الرسوم وثمة إصرار على هذا المقصد وهنا لا بد لنا من الانتباه ثم الانتباه ثم النتباه وعلينا أن نرى المشهد كاملا وعن بعد حتى نتمكن من مشاهدة الصور ة بأغلب أبعادها وعندها سنفكر ما المقصود مما يجري فالتحليل المنطقي السليم للمشهد لا يسمح بهذا التطور الذي جرى في الاحداث.
لقد تم نشر رسوم مسيئة,
ثارت الامة و أثرت على الميزان التجاري (وما ذا يهم الأوربيون غير الميزان التجاري فهو سبب قوتهم وقوة تأثيرهم وفاعليتهم في العالم ) فالمنطق يقول ان ما جرى يجب أن ينتهي حفاظا على المصالح الأوروبية لأن من تحرك هذه المرة الشعوب وليس الحكام الذين يسهل التعامل معهم (فالمصالح مشتركة ) ولكن , لا , ما يجري أنه يتم التصعيد مرة ثانية بحجة حرية الرأي فتثور الشعوب مرة أخرى ولا يبقى لها هم سوى ما ينال نبيهم وهذا أقل ما يمكن أن يصنعه انسان إزاء نبيه هذا النبي الذي هو وحده رمز عز هذه الامة (الإسلامية طبعا) وهو مع إخوانه من رسل الله وحدهم هم رموز عزة الانسانية جمعاء
ولكن ردة الفعل الأوروبية هذه المرة تعمل بعكس مصالحها بحسب الظاهر صحيح أن الحكومات قامت بتحركاتها الخجلى المعتادة للأوروبيين فهي لن تعدوا الشجب والاعتذار ومن ثم تقديم المزيد من التنازلات ولكن هذه المرة الأمر مختلف لقد تحركت أمواج الشعب الراكدة وقالت :لا , تصور قالت: لا, و أمسكت بيدها السلاح أمسكت أموالها و شهرتها سلاحا أبيض ولكنه أمضى من أي سلاح من أي لون أو كون.
هذا التصعيد لابد أن يثير التساؤل لمصلحة من ؟ من تمم صفقة التلاعب بمقدسات الأمة لإلهاء الأمة عما يجري لقد غابت كل الأخبار عن الساحة إلا أخبار الصراع على استفزاز الشعوب والحكومات الأوروبية لا تستطيع إسكات او ردع هذه الصحف بحجة حرية التعبير عن الرأي , ولكنها تستطيع إسكات الباحثين عن حقوق الشعوب فالشعوب لا رأي لها ليحترم ويصبح له حرية , ما هي تفاصيل هذه الصفقة ..؟ ما المقصود بما يجري ؟ ولمصلحة من ؟ ومن يمول هذه العملية ويعوض عن كل الخسارات المالية التي تتكبدها الدول الأوروبية ؟ ومن أموال من سيتم التعويض ؟ هذا إن كان التعويض سيكون بالمال فقط غير مشرك بالدماء
فهي ستكون أكبر خديعة عرفها التاريخ إن كان ما يجري هو استدراجنا واستغفالنا فنمنع عنهم الملاليم ويأخذوها بواسطة الصفقة ملايين وتكون الإكرامية من كرامتنا ودمائنا وديننا هو الذبيح.
فهل هي حرية رأي أم رأي مأجور والأجر نحن .
وما وجدت ما أختم به إلا أبياتأ لشقيقة روحي زوجتي ركانة حمور:
يا الله
هَبنا الحياة بحب لا نراه اجعل ذاتنا عدلا سمعناه
هوَ هوْ
أنا أعرف صداه ليلا نهارا كان وبالدم مسراه
رجوتك بمن ملأته بالصلاة
رجوتك بمن ملأته بالصلاة
لا
لا
ليست الشكوى من حبه لا
فليس في الوجود من يُعشق
سواه
يمان طرقجي
mailto:yaman-tarakji@hotmail.com
فوجئت كما فوجئ الجميع بشأن ما تناقلته وسائل الإعلام حول نشر الصحف الدانمركية لرسوم كاريكاتورية تسيء لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام واستغربت الأمر فما شأن الدانمركيين و شأن رسول الله الذي لا يختلف عليه أحد أنه من أهم المقدسات في العالم فهو نبي رسول صاحب كتاب سماوي والإسلام ليس موضع نقاش حول كونه دينا سماويا أو لا وما كان في عقيدة رسول الله والإسلام إلغاء الآخر بل إن الإسلام أراد للآخر البقاء ليحافظ على التنوع {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين }35الانعام
{ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة}118هود فالإسلام الذي أعرف و أعتنق دين يحض على قبول الآخر وحالة القبول بحد ذاتها هي حالة من القوة والثقة بالنفس وهي فقط القادرة على إنتاج الإبداع الذي يبهر هذا الآخر فقبولك لأمر ما (والقبول هو استيعاب )يجعلك قادرا على تفنيده بمنطق وفكر وقبولك الشيء لا يعني اعتناقك لهذا الشيء أو الاستسلام له بل يعني استيعابك لهذا الشيء حتى تتمكن من إعادة توليده صادرا عنك مصبوغا بصبغة جديدة قد تكون معاكسة للأصل تماما فلا ننسى أن كل شيء ويحمل عكسه و أذكر هنا مقولة الشيخ الأكبر(بحق) ابن عربي رحمه الله اذ قال :لقد أضحى قلبي قابلا لكل طاعة . فقبوله هذا مكنه من استيعاب الفكر الآخر ليتمكن من تقديم إعادة صياغة كانت مثار دهشة وصدمة في عصره فهذا هو الإسلام الذي أعرف دين فكر وتفكر وبصر وتبصر { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت }17الغاشية فكيف يمكن لمن يدعي أنه من حملة حركة التنوير في هذا العصر أن يتهجم على الشخصية الأكثر قدسية في هذا الدين والذي يجمع في ذاته عليه الصلاة والسلام دقة التوازن بين الروح والنفس والجسد فقدم عليه الصلاة والسلام إلى البشرية جمعاء صورة غاية في التوازن بين ثلاثي الروح والجسد والنفس هذا الثلاثي الذي هو الحياة بكل مكوناتها
ولأني لست ذلك الإنسان الذي يثق ثقة عمياء بوسائل الإعلام فقد بحثت عن هذه الرسوم المزعومة حتى وجدتها منشورة على بعض المواقع على شبكة الانترنت فكانت صدمتي أكبر ولأسباب عدة أولها أن هذه الرسوم لا ترقى (بحسب ما رأيته وعلى اعتبار أني من المحبين لفن الكاريكاتور) إلى فن الكاريكاتور الراقي بل هي مجرد خربشات لا تستحق الوقت المهدور سدى في النظر إليها
والأمر الثاني أنني لما أمعنت النظر في هذه الرسوم و أعملت فكري جاهدا قلبت بصري فيها ما رأيت هذه الرسوم ترمز لا من قريب ولا من بعيد إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ذلك أن ما أعرفه عن الرسم عموما وعن فن الكاريكاتور خصوصا أنه فن إيحائي بمعنى أنه يوحي إليك عبر الرسوم المنظورة إلى الشخصيات المقصودة بهذه الرسوم وليس عليك أن تراجع كتيب المعلومات المرفق ليبين لك مقصد الرسام و يقول لك أن هذا المدعي أنه يقدم رسما يقصد كذا وكذا من هذه الخربشات فما كانت الرسوم (إن جاز لنا أن نسميها رسوم ) التي رأيتها ترمز إلا إلى صورة لا تمت للإسلام بشيء فالإسلام دين عز وغنى لا دين فقر وخنوع وهو دين فكر وعمل لا دين غباء و قتل والصورة المقدمة صورة ينبذها رسول الله والإسلام فالإسلام دين يحض على أن تكون حياتنا الدنيا حياة رفعة (على عكس ما روج له فقهاء السلطات عبر عصور طويلة من أن الإسلام دين فقر وتقشف وزهد بكل شيء حتى يتمكن السلاطين من إحكام قبضتهم على كل شيء وإهلاك البشر باسم الدين والدين منهم براء ويبقون هم وحدهم يترهلون على كراسيهم بطراً)ألم يقل الله عز وجل : { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد } وما الزينة إلا المظهر المبهر الذي ينم عن الباطن القوي المستكمل أركان الثقة بالنفس و الإيمان و الزينة ثراء وزيادة في إظهار المحاسن بأبهى و أنقى و أنظف صورة والإسلام دين يحض على حسن التوظيف و التقدير ومن الحكمة وضع الأشياء في أماكنها فللتقشف أوقات الشدة أما أوقات الرخاء يتوجب إظهار الرخاء فذاك إظهار لنعم الله { و أما بنعمة ربك فحدث } فإن إظهار النعمة شكر للمنعم أما إنكار النعمة فهو جحود للمنعم و حاشا لدين يدعو لتقدير نعم الله كل نعمه أن يهدي للجحود
و ما كان الأمر ليعني لي أي إساءة لرسول الله لولا ما كتب عن أن المقصود هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكن ما أثارني أكثر تصريحات رجل دين مثل شيخ الأزهر والذي نطق(ويا ليته لم ينطق) بما يمثل لدي توجيه الاهانة الحقيقية لرسول الله إذ قال: إن محمدا ميت ولا يستطيع الدفاع عن نفسه . هل محمد هذا صديق قديم لسماحته أم كون محمدا لم يكن سلطان زمانه (بل كان الحاكم العدل بأمر الله ) فلا يمكن لمفتي السلطان أن يقول عنه أكثر مما قال بعد ان اعتصر ليتمخض عما قال . إن محمدا عليه الصلاة والسلام رسول الله وكفى . وآه ثم آه ثم آه لو نعرف ما يعني أنه رسول الله وهي صفة لا تنتفي عنه أبدا الم يقل الله عز وجل { يا نساء النبي لستن كأحد من النساء } إن كن نساء النبي ليسن كأحد من النساء إن اتقين فما حال رسول الله والذي هو خالص التقوى حتى استخلصه الله عز وجل رسولا للعالمين غير محصور بطائفة أو فئة أو قومية أو لسان
و إزاء كل ذلك فقد عزمت أمري على ألا القي بالا لهذه التفاهة التي نشرت وأبدي أسفي على التصريحات التي انطلقت تسيء الى رسول الله من داخل العالم الاسلامي حيث اعتبره البعض نبي العرب أو رسول العرب ولست أدري أي قبيلة أرسلته...! متناسين أنه أعلى و أرقى من كل البشر لأنه رسول الله وليس رسول أحد من البشر ورغم أن من عادة العرب إطلاق كل صفات التعظيم والتبجيل والتي تصل أحيانا الى التأليه لمن يحكمهم بالحديد والنار و لكن أمام رسول الله تم اختزال الصفات لتدنو أدنى من مستواه عليه السلام ومن وصف القرآن له {محمد رسول الله }29الفتح وكم أسعدتني تلك الحملة التي قادها وكانوا محركها ومالكها الامة بكل مكوناتها فعرفوا كيف يصعدوا المواقف عبر الكلمة وعبر السلاح الأمضى ألا وهو سلاح المال فالمقاطعة للمنتجات الدانمركية سلاح أمضى من سلاح الجهل ذلك السلاح الفاسد ولكنه ولله الحمد لم يظهر هذه المرة وترك للحملة طهر الحملة فهل يا ترى تكون هذه بداية إدراك الامة (بعد عهود من حالة الغيبوبة وسكر العقول )للاسلحة التي تملكها هذه الامة وهي أسلحة عصرية لا تفسد وقادرة على تحقيق الضغوط المطلوبة لتصل الامة إلى مرادها و حقها في العيش الكريم كما أمر الله ,لا كما أفتى من يفتي بأمر السطان ويذهب معه أينما ذهب
ولكن ما جرى لاحقاً من إعادة نشر الرسوم مرة ثانية وعلى صحف أوروبية أخرى أكد أن ثمة أمور مطوية تحت هذه الحملة , و فعلا ثمة مقصد خسيس وراء هذه الرسوم وثمة إصرار على هذا المقصد وهنا لا بد لنا من الانتباه ثم الانتباه ثم النتباه وعلينا أن نرى المشهد كاملا وعن بعد حتى نتمكن من مشاهدة الصور ة بأغلب أبعادها وعندها سنفكر ما المقصود مما يجري فالتحليل المنطقي السليم للمشهد لا يسمح بهذا التطور الذي جرى في الاحداث.
لقد تم نشر رسوم مسيئة,
ثارت الامة و أثرت على الميزان التجاري (وما ذا يهم الأوربيون غير الميزان التجاري فهو سبب قوتهم وقوة تأثيرهم وفاعليتهم في العالم ) فالمنطق يقول ان ما جرى يجب أن ينتهي حفاظا على المصالح الأوروبية لأن من تحرك هذه المرة الشعوب وليس الحكام الذين يسهل التعامل معهم (فالمصالح مشتركة ) ولكن , لا , ما يجري أنه يتم التصعيد مرة ثانية بحجة حرية الرأي فتثور الشعوب مرة أخرى ولا يبقى لها هم سوى ما ينال نبيهم وهذا أقل ما يمكن أن يصنعه انسان إزاء نبيه هذا النبي الذي هو وحده رمز عز هذه الامة (الإسلامية طبعا) وهو مع إخوانه من رسل الله وحدهم هم رموز عزة الانسانية جمعاء
ولكن ردة الفعل الأوروبية هذه المرة تعمل بعكس مصالحها بحسب الظاهر صحيح أن الحكومات قامت بتحركاتها الخجلى المعتادة للأوروبيين فهي لن تعدوا الشجب والاعتذار ومن ثم تقديم المزيد من التنازلات ولكن هذه المرة الأمر مختلف لقد تحركت أمواج الشعب الراكدة وقالت :لا , تصور قالت: لا, و أمسكت بيدها السلاح أمسكت أموالها و شهرتها سلاحا أبيض ولكنه أمضى من أي سلاح من أي لون أو كون.
هذا التصعيد لابد أن يثير التساؤل لمصلحة من ؟ من تمم صفقة التلاعب بمقدسات الأمة لإلهاء الأمة عما يجري لقد غابت كل الأخبار عن الساحة إلا أخبار الصراع على استفزاز الشعوب والحكومات الأوروبية لا تستطيع إسكات او ردع هذه الصحف بحجة حرية التعبير عن الرأي , ولكنها تستطيع إسكات الباحثين عن حقوق الشعوب فالشعوب لا رأي لها ليحترم ويصبح له حرية , ما هي تفاصيل هذه الصفقة ..؟ ما المقصود بما يجري ؟ ولمصلحة من ؟ ومن يمول هذه العملية ويعوض عن كل الخسارات المالية التي تتكبدها الدول الأوروبية ؟ ومن أموال من سيتم التعويض ؟ هذا إن كان التعويض سيكون بالمال فقط غير مشرك بالدماء
فهي ستكون أكبر خديعة عرفها التاريخ إن كان ما يجري هو استدراجنا واستغفالنا فنمنع عنهم الملاليم ويأخذوها بواسطة الصفقة ملايين وتكون الإكرامية من كرامتنا ودمائنا وديننا هو الذبيح.
فهل هي حرية رأي أم رأي مأجور والأجر نحن .
وما وجدت ما أختم به إلا أبياتأ لشقيقة روحي زوجتي ركانة حمور:
يا الله
هَبنا الحياة بحب لا نراه اجعل ذاتنا عدلا سمعناه
هوَ هوْ
أنا أعرف صداه ليلا نهارا كان وبالدم مسراه
رجوتك بمن ملأته بالصلاة
رجوتك بمن ملأته بالصلاة
لا
لا
ليست الشكوى من حبه لا
فليس في الوجود من يُعشق
سواه
يمان طرقجي
mailto:yaman-tarakji@hotmail.com
المنتديات
إضافة تعليق جديد