عرب وعلوج
عربيّ وضاح عظيم أنا, أمرتُ بمائة ناقة لكل من نظم الشعر متغنياً بحسني وجمالي المباركين وكسرت المرايا التي تجرؤ على قول الحقيقة بوجهي عن وجهي.
وما صدّقتُ يوماً أن جبلاً من وقاحة الصراحة خير من قطرة خيانة نثرتها ذرّة مبالغة في مجاملة أو مدح.
وبرغم ذلك ما كانت حياتي هنيّة قط وبقيت مهموماً عبّاساً وقررت الانتحار فقفزت من جبل عال إلى بحيرة راكدة مناسبة للخلاص بهدوء.
و في طريق الموت إلى البحيرة رأيت انعكاس صورة وجهي القبيح عن سطح الماء! لم تكذب الفيزياء يوماً. ما رأيت عالِماً حقيقياُ كاذباً قط. ولا رأيت جاهلاً حقيقياً صادقاً قط. وقد قيل أن العالِم يشك والجاهل يؤكد.
وتعلمت أن قبول الحقيقة المحزنة قد يجلب السعادة وأن رياح الاكتآب تهب من باب خداع الذات والآخرين, فقبلت قبحي وسررت بعلمي. فمن العلم ما أحيا ومنه ما قتل. قد أكون متأخراً كثيراً! ... ولكن فطنتي جعلتني ألتقط من جيبي جوالاً صنعه العلوج وهو أداة تطلب النجدة حتى لو كانت من أنفسنا المجرمة بحق أنفسنا.
أخرجته بلمح البرق من جيبي! وكالعادة استعنت ببرنامج حمّلته من مواقع العلوج لحساب الربح والخسارة لأقرر الاتصال أو لا! فأنا بخيل بمقاييس حاتم. فَ ست ليرات أجرة الدقيقة لن تكسر ميزانيتي! فهل سأتنفس تحت الماء؟
كان خط النجدة مشغولاً لأن أنجد واحد في بلدي كان يشغل وخطيبته الخط الساخن في أوقات الدوام الرسمي, فهُما بحاجة للنجدة أكثر مني! فنار قيودهما و حرمانهما من بعضهما ستقتلهما وسأنجو من عناق ثلج الماء.
فاتصلت بمنجد من العلوج, فجاء عِلْجٌ منهم حتى قبْل أن أنهي المكالمة! وأنقذني بحرفيّة وبسرعة الميغا هيرتز.
شكرته امتناناً
سقيته نفطاً لذيذاً
ذبحت له ولدي كرماً
أجلسته فوق الصدر عقوداً
عرفاناً.
وعندما نفذ النفط و أبنائي جميعاً, أعادني إلى البحيرة - اختياري! كان ذيل كلبه المدلل الصغير يهتز خضوعاً له وفرحاً به وهما راحلان عني آخر شيء رأيته في حياتي.
وهكذا رحلت أنا و الدّب عن كرْمي الذي أتيت أنا بهِ لكرْمي.
فلا تلوموا الدّب يا أحبائي.
عربيّ وضاح عظيم أنا, أمرتُ بمائة ناقة لكل من نظم الشعر متغنياً بحسني وجمالي المباركين وكسرت المرايا التي تجرؤ على قول الحقيقة بوجهي عن وجهي.
وما صدّقتُ يوماً أن جبلاً من وقاحة الصراحة خير من قطرة خيانة نثرتها ذرّة مبالغة في مجاملة أو مدح.
وبرغم ذلك ما كانت حياتي هنيّة قط وبقيت مهموماً عبّاساً وقررت الانتحار فقفزت من جبل عال إلى بحيرة راكدة مناسبة للخلاص بهدوء.
و في طريق الموت إلى البحيرة رأيت انعكاس صورة وجهي القبيح عن سطح الماء! لم تكذب الفيزياء يوماً. ما رأيت عالِماً حقيقياُ كاذباً قط. ولا رأيت جاهلاً حقيقياً صادقاً قط. وقد قيل أن العالِم يشك والجاهل يؤكد.
وتعلمت أن قبول الحقيقة المحزنة قد يجلب السعادة وأن رياح الاكتآب تهب من باب خداع الذات والآخرين, فقبلت قبحي وسررت بعلمي. فمن العلم ما أحيا ومنه ما قتل. قد أكون متأخراً كثيراً! ... ولكن فطنتي جعلتني ألتقط من جيبي جوالاً صنعه العلوج وهو أداة تطلب النجدة حتى لو كانت من أنفسنا المجرمة بحق أنفسنا.
أخرجته بلمح البرق من جيبي! وكالعادة استعنت ببرنامج حمّلته من مواقع العلوج لحساب الربح والخسارة لأقرر الاتصال أو لا! فأنا بخيل بمقاييس حاتم. فَ ست ليرات أجرة الدقيقة لن تكسر ميزانيتي! فهل سأتنفس تحت الماء؟
كان خط النجدة مشغولاً لأن أنجد واحد في بلدي كان يشغل وخطيبته الخط الساخن في أوقات الدوام الرسمي, فهُما بحاجة للنجدة أكثر مني! فنار قيودهما و حرمانهما من بعضهما ستقتلهما وسأنجو من عناق ثلج الماء.
فاتصلت بمنجد من العلوج, فجاء عِلْجٌ منهم حتى قبْل أن أنهي المكالمة! وأنقذني بحرفيّة وبسرعة الميغا هيرتز.
شكرته امتناناً
سقيته نفطاً لذيذاً
ذبحت له ولدي كرماً
أجلسته فوق الصدر عقوداً
عرفاناً.
وعندما نفذ النفط و أبنائي جميعاً, أعادني إلى البحيرة - اختياري! كان ذيل كلبه المدلل الصغير يهتز خضوعاً له وفرحاً به وهما راحلان عني آخر شيء رأيته في حياتي.
وهكذا رحلت أنا و الدّب عن كرْمي الذي أتيت أنا بهِ لكرْمي.
فلا تلوموا الدّب يا أحبائي.
المنتديات
إضافة تعليق جديد