مع المعذرة لنزار قباني "خبز وحشيش وقمر" فأنا لا أعتقد أني أستطيع حتى أن أفكر في معارضته بالكلام فكيف بالشعر، لكن يا سادتي كنت افكر ليلة الأمس في قصيدته هذه التي صنعت عاصفة مدوية وقلبت عليه القاصي والداني فكيف لشاعر المرأة المتخصص في كل قطعة من جسمها (وهذا ليس ذما) أن يكتب بالسياسة. لكني ليس لهذا وقفت فالعنوان بحد ذاته مسألة رياضية بالغة التعقيد فالخبز رمز الحياة ورمز العيش الإنساني والعلاقات الإنسانية والترابط بين جنس البشر وخصوصا الربط العاطفي الذي يميزنا نحن الشرقيون. فما يربط هذا بالحشيش الذي يرمز للدواب وللعمل الشاق وقد يقول قائل أن يرمز للخضرة فلا بأس لكن الخضرة تأكلها الدواب أيضا ربط هذين الإثنين بالقمر الذي يجمع بينهما في الحياة فهو ينير درب الإثنين ليلآ ويدل الإثنين على الإتجاه ويخبرهما أنهما يعيشان معا على أرض واحدة. وإن أخذنا المعنىالإنساني فحسب فهو يجمع العيش المادي "الخبز" مع كل ماهناك من رومانسية يحتاجها الرجل والمرأة لعلاقة رومانسية تتمثل بالخضرة والقمر سميرا العشاق.
التفسير الأول سياسي بحت والثاني انساني بحت وكل الناس باعتقادي سيميلون للتفسير الإنساني بالعنوان أكثر منه للتفسير السياسي والإجتماعي قبل قراءة القصيدة.
وكي لا ابتعد كثيرا في التفسير والتفصيل والتبحر في كلام الراحل الكبير سأعود لمقولتي الأولى (فورة ... وكاس... وبصل). فالفورة كلمة تطلق أكثر ماتطلق على عبوة المياه الغازية التي إذا ما أكثرت من هزها تنطلق هذه المياه خارجا بقوة عنيفة لا تبقي ولا تذر حتى يفرغ الغاز تماما ويبقي زجاجتك خالية من أي طعم وتلوث المكان الذي فارت فيه وهناك طرق أخرى لتفوير المياه الغازية باستخدام أجسام غريبة توضع في القنينة (قضامة. فستق وما شابه) وبما أنك قد أفسدت مشروبك الغازي تماما سواء بالفعل الأول أو الثاني فلا بد لك من بديل تملأ به كأسك الفارغة الآن من أي ثروة في الطعم أو الفائدة إلا من حبات المكسرات التي فورت الكأس في المقام الأول وهنا لك أن ترميهم إذ ثبت عدم جدواهم فقد فسدو وأفسدو لكن لك أن تجففهم لتشرب بهم نخب فشلك. إذا الكأس هنا أخذ معنيين معنا تقليدي فهو الكأس المعروف ومعنى مجازي أترك لمخيلتكم الخوض فيه.
قد يسأل سائل الآن ما دخل البصل في الموضوع فهو لا ناقة له في الكأس ولا جمل في الكولا وهذا هو الصواب وأيم الحق لكن للبصل ميزتين أساسيتين تجعله ضرورة في مثل هذه الأحوال ولنوضح الأمور أكثر لنتخيل شخصين مع كأسي كولا جالسين في مكانين مختلفين أحدهما تشاء الأقدار أن يتواجد بجانبه "فحل بصل" فبالطبع ستفضح رائحة البصل مسألة فوران الكولا ويبقى الآخر نوعا ما مختفيا عن الأنظار. والميزة الأخرى في البصل أنك كل ما عريته وجدت أن ذاته نفس اللون والطعم والرائحة الكريهة ومع ذلك تجد كثيرين هذه الأيام يتمتعون في تقشير البصل وفصل لحائه الواحدة تلو الأخرى علهم يجدون تفاحاً مثلاً ... لكن هيهات فلن تجدوا يا سادتي في البصل إلا البصل طعم مزعج ورائحة كريهةمهما علت فوائده. يبقى أن أقول أنه من الغريب لا بل من العجب العجاب هذه الأيام تهافت الجميع على الفوران وتلويث كل ماحولهم ثم القعود مع كأس شبه فارغة ومشروب لا طعم له والتمتع برائحة البصل الجميلة، فبالله عليكم أين الروعة في كل هذا
التفسير الأول سياسي بحت والثاني انساني بحت وكل الناس باعتقادي سيميلون للتفسير الإنساني بالعنوان أكثر منه للتفسير السياسي والإجتماعي قبل قراءة القصيدة.
وكي لا ابتعد كثيرا في التفسير والتفصيل والتبحر في كلام الراحل الكبير سأعود لمقولتي الأولى (فورة ... وكاس... وبصل). فالفورة كلمة تطلق أكثر ماتطلق على عبوة المياه الغازية التي إذا ما أكثرت من هزها تنطلق هذه المياه خارجا بقوة عنيفة لا تبقي ولا تذر حتى يفرغ الغاز تماما ويبقي زجاجتك خالية من أي طعم وتلوث المكان الذي فارت فيه وهناك طرق أخرى لتفوير المياه الغازية باستخدام أجسام غريبة توضع في القنينة (قضامة. فستق وما شابه) وبما أنك قد أفسدت مشروبك الغازي تماما سواء بالفعل الأول أو الثاني فلا بد لك من بديل تملأ به كأسك الفارغة الآن من أي ثروة في الطعم أو الفائدة إلا من حبات المكسرات التي فورت الكأس في المقام الأول وهنا لك أن ترميهم إذ ثبت عدم جدواهم فقد فسدو وأفسدو لكن لك أن تجففهم لتشرب بهم نخب فشلك. إذا الكأس هنا أخذ معنيين معنا تقليدي فهو الكأس المعروف ومعنى مجازي أترك لمخيلتكم الخوض فيه.
قد يسأل سائل الآن ما دخل البصل في الموضوع فهو لا ناقة له في الكأس ولا جمل في الكولا وهذا هو الصواب وأيم الحق لكن للبصل ميزتين أساسيتين تجعله ضرورة في مثل هذه الأحوال ولنوضح الأمور أكثر لنتخيل شخصين مع كأسي كولا جالسين في مكانين مختلفين أحدهما تشاء الأقدار أن يتواجد بجانبه "فحل بصل" فبالطبع ستفضح رائحة البصل مسألة فوران الكولا ويبقى الآخر نوعا ما مختفيا عن الأنظار. والميزة الأخرى في البصل أنك كل ما عريته وجدت أن ذاته نفس اللون والطعم والرائحة الكريهة ومع ذلك تجد كثيرين هذه الأيام يتمتعون في تقشير البصل وفصل لحائه الواحدة تلو الأخرى علهم يجدون تفاحاً مثلاً ... لكن هيهات فلن تجدوا يا سادتي في البصل إلا البصل طعم مزعج ورائحة كريهةمهما علت فوائده. يبقى أن أقول أنه من الغريب لا بل من العجب العجاب هذه الأيام تهافت الجميع على الفوران وتلويث كل ماحولهم ثم القعود مع كأس شبه فارغة ومشروب لا طعم له والتمتع برائحة البصل الجميلة، فبالله عليكم أين الروعة في كل هذا
المنتديات
إضافة تعليق جديد