فيل يرتدي ربطة عنق صفراء! لماذا؟
بقلم : علي طه النوباني
استمرت إحدى القنوات الفضائية العربية لأكثر من أربعة أيام وهي تتحدى مشاهديها الأذكياء بأن يجيبوا على السؤال التالي :" فيل يرتدي ربطة عنق صفراء ! لماذا!!! " وقد بلغت الجائزة المعروضة لمن يعرف ما في رأس الحمار الذي وضع هذا السؤال ستين ألف دولار !
أنا شخصيا لا أريد أن أعرف لماذا ارتدى الفيل هذه الربطة الصفراء ، ليس لأنني زاهد بالجائزة المغرية ، وإنما لأن الجَمل العربي الأصيل المعروف بالصبر قد فقد هذه الصفة وأصبح عصبي المزاج تائها في صحارينا المقفرة بسبب طوفان التفاهة والرخص والصفاقة الذي يجتاح عالمنا العربي الواقف على حافة الهاوية والذي يشغله التفكير في أسئلة من هذا الصنف ...
إن وجود ما يزيد على مائة فضائية عربية مختصة فيما يشبه قصة الربطة الصفراء يمثل اختلالا شاذا وعجيبا من حيث نوع الثقافة التي يعرضها لتصنع طريقة تفكير جيل بأكمله .
لماذا هذا النوع من الأسئلة على الرغم من أن واقعنا العربي زاخر بالأسئلة الصعبة بل المستحيلة، والتي بالتأكيد سيكون مجرد التفكير فيها باعثا على التقدم والعمل لا على التشتت والضياع .
وعلى سبيل المثال فلنتساءل على النحو التالي:
ـ أمّة تسكن في قلب العالم وتمتلك ثروات تؤهلها لأن تكون في مقدمة الأمم ومع ذلك تقف وراء ركب الحياة وتختار المؤخرة ! لماذا؟؟
أمّة تقتل مبدعيها ومفكريها وتهجّرهم إلى أصقاع الأرض لينتجوا ويفكروا لغيرها من الأمم ! لماذا ؟؟
ـ أمّة تزعمت العالم يوماً ما بثقافتها الراقية وفكرها العظيم تطلق قمراً صناعياً زاخراً بأكثر من مائة قناة فضائية لتشغل الناس بأسباب ارتداء الفيل لربطة عنق صفراء ! لماذا ؟
إنني أتحدى القائمين على مثل هذه القناة الفضائية ذات الربطة الصفراء أن يظهروا أمام الناس مع مذيعاتهم الرخيصات ليوضحوا لنا أسباب هذه التفاهة والصفاقة المفجعة التي تتجول بحرية في فضائنا العربي بدلا من مواجهة مآسينا التي تنوء بحملها الجبال .
بقلم : علي طه النوباني
استمرت إحدى القنوات الفضائية العربية لأكثر من أربعة أيام وهي تتحدى مشاهديها الأذكياء بأن يجيبوا على السؤال التالي :" فيل يرتدي ربطة عنق صفراء ! لماذا!!! " وقد بلغت الجائزة المعروضة لمن يعرف ما في رأس الحمار الذي وضع هذا السؤال ستين ألف دولار !
أنا شخصيا لا أريد أن أعرف لماذا ارتدى الفيل هذه الربطة الصفراء ، ليس لأنني زاهد بالجائزة المغرية ، وإنما لأن الجَمل العربي الأصيل المعروف بالصبر قد فقد هذه الصفة وأصبح عصبي المزاج تائها في صحارينا المقفرة بسبب طوفان التفاهة والرخص والصفاقة الذي يجتاح عالمنا العربي الواقف على حافة الهاوية والذي يشغله التفكير في أسئلة من هذا الصنف ...
إن وجود ما يزيد على مائة فضائية عربية مختصة فيما يشبه قصة الربطة الصفراء يمثل اختلالا شاذا وعجيبا من حيث نوع الثقافة التي يعرضها لتصنع طريقة تفكير جيل بأكمله .
لماذا هذا النوع من الأسئلة على الرغم من أن واقعنا العربي زاخر بالأسئلة الصعبة بل المستحيلة، والتي بالتأكيد سيكون مجرد التفكير فيها باعثا على التقدم والعمل لا على التشتت والضياع .
وعلى سبيل المثال فلنتساءل على النحو التالي:
ـ أمّة تسكن في قلب العالم وتمتلك ثروات تؤهلها لأن تكون في مقدمة الأمم ومع ذلك تقف وراء ركب الحياة وتختار المؤخرة ! لماذا؟؟
أمّة تقتل مبدعيها ومفكريها وتهجّرهم إلى أصقاع الأرض لينتجوا ويفكروا لغيرها من الأمم ! لماذا ؟؟
ـ أمّة تزعمت العالم يوماً ما بثقافتها الراقية وفكرها العظيم تطلق قمراً صناعياً زاخراً بأكثر من مائة قناة فضائية لتشغل الناس بأسباب ارتداء الفيل لربطة عنق صفراء ! لماذا ؟
إنني أتحدى القائمين على مثل هذه القناة الفضائية ذات الربطة الصفراء أن يظهروا أمام الناس مع مذيعاتهم الرخيصات ليوضحوا لنا أسباب هذه التفاهة والصفاقة المفجعة التي تتجول بحرية في فضائنا العربي بدلا من مواجهة مآسينا التي تنوء بحملها الجبال .
المنتديات
إضافة تعليق جديد