من يجد صفة غير(خائن)؟

أيمن الدقر
لا يمكن لعاقل القول إن الولايات المتحدة الأمريكية دولة تنشد تحقيق الديمقراطية في العالم عامة وفي المنطقة العربية خاصة، كما يدّعي سياسيوها، أو إنها معنية بحقوق الإنسان والحامية لتلك الحقوق والمدافعة عن دور المرأة وحقوقها، والضامنة مستقبلاً لطفولة سعيدة مبنية على الإصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية حسب المفهوم الأمريكي على أرض غير أمريكية.
إن جميع من سبق أن راهنوا على الديمقراطية الأمريكية قد خسروا رهانهم، وعلى ما يبدو فإن المراهنين إما كانوا مضلَّلين أو أنهم كانوا نظريين أكثر من اللازم، وبذلك انطبق على الديمقراطية الأمريكية القول (اقرأ تفرح، جرّبْ تحزن) لأن ما شهدناه من الولايات المتحدة مؤخراً وبالطبع (ليس آخراً) بدءاً من الدعم اللامحدود (للكيان العنصري الصهيوني) ثم تدمير (العراق) ومروراً بجرائم (أبو غريب) وحتى التصفية الجسدية الجماعية لسكان (الفلوجة) يدل على أن جميع الخطب السياسية التي يتشدق بها (صقور) إدارتها، تهدف إلى وضع مبررات أخلاقية لأفعال غير أخلاقية ترتكبها بحق الشعوب، وإن الدعوات المتكررة للإصلاح، سواء كان سياسياً أم اقتصادياً، هي دعوات أثبتت عدم مصداقيتها.
صحيح أن البلاد العربية جميعها بحاجة إلى إصلاحات على كافة الصعد، وسوريا واحدة من هذه الدول التي يؤمن شعبها على اختلاف اتجاهاته السياسية وانتماءاته بضرورة الإصلاح السياسي والاقتصادي، ولن ندخل الآن بالتفصيلات، فقد سبق أن تحدثنا عن ضرورة وجود (قانون للأحزاب وعن حالة الطوارئ وعن إصلاح القطاعين العام والخاص.. إلخ).
لكننا نود الإشارة إلى أن إيمان الشعب السوري بالإصلاح ليس أقل من إيمانه بأن الإصلاح لايأتي بدبابة، رغم جميع المعوقات الداخلية، ووضع العصي بالعجلات من قبل بعض من هم بالداخل، ورغم كل العقبات، فالسوريون، مؤمنون بأن من يعمل في أراضي الولايات المتحدة ليؤسس حزباً فيها عن طريق المخابرات الأمريكية، ويعترف علناً بقوله: (إن قنواتنا مستمرة مع القوى الكبرى صانعة القرار سواء في أوروبا أو أمريكا) ويروّج لقانون محاسبة سوريا، ويرجو (علناً) الإدارة الأمريكية القيام بعمل عسكري ضد سورية (29ت1) ثم يقول إن اسم حزبه هو حزب (الإصلاح السوري) الذي لا يتجاوز عدد أعضائه عدد أصابع اليد الواحدة، ويعلن نفسه معارضاً وطنياً وبجنسية أمريكية، فيصول ويجول كما يحلو له على مواقع الإنترنت، ويستغله المعادون لسوريا لتضخيم صورته وصورة حزبه بهدف الإيهام بأهميته، هذه الشخصية (النكرة) التي تدعو إلى تكرار ما حدث في العراق من قتل وتدمير وإبادة ووحشية تحت اسم (الإصلاح) هذه الشخصية لاشيء يدعوها إلى البروز سوى الإغراق في الخيانة، حال صاحبها كحال (جلبي) العراق.
قد يرى البعض أنه بمجرد حديثنا عن شخصية كهذه، قد يساهم في تضخيم صورتها، لكننا نرى أن من واجبنا أن نطلع المواطن على حقيقة هذا النوع من الهلاميات التي لاحجم لها لافي الداخل ولا في الخارج، والتي تستمد أهميتها فقط من أعداء بلادها وذلك بالتمادي في الخيانة والعمالة.
وقد يقول آخرون: لا يحق لأحد أن يصم أحد بالخيانة (وهذا صحيح) ولكن من يستطيع إيجاد صفة أخرى غير صفة (خائن) لشخصية كهذه؟..
المنتديات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.