ماذا نعرف عن يوحنا المعمدان؟
هذا نقلا عن أحد المواقع...
يوحنا المعمدان قديس في المسيحية، نبي في الاسلام
جـــان صـــدقــــة
انه ابن الكاهن زكريا واليصابات. رحل في مطلع شبابه الى الصحراء وعاش في الصوم والنسك والصلاة مع الأسينيين، من هنا ترى فيه المسيحية أب الرهبنة. طلب اليه يسوع ان يعمّده، وأعلن يوحنا للناس ان يسوع هو المسيح وحمل الله. قطع الملك هيرودس له رأسه وقدمه لاحدى الراقصات على طبق من فضة. تحتفل الكنيسة بعيد مولده في 24 حزيران، وتتذكر قطع رأسه في 29 آب. يعني اسمه "يهوه حنّ" وهو ابن الوعد الالهي أعطي الى شيخين بنعمة من الله كما أعطي اسحق الى ابرهيم وسارة. من ابرز ألقابه: "خاتمة أنبياء العهد العتيق"، "مصباح النور"، و"النبي المجيد السابق والصابغ"، فالسابق لأنه أرسل ليمهد الطريق للرب، والصابغ لأن الرب شاء ان يحني هامته امام يوحنا ليتقبل المعمودية منه.
راهب أسينيّ
وصف فلافيوس يوسيفوس في تاريخه الأسينيين بأنهم جماعات رهبانية يتخلى أفرادها عن كل ما يملكون لصالح المجموعة ويمارسون العمل والصلاة ودراسة الكتاب والشريعة، وكانت هذه الجماعات منظمة تنظيما دقيقا للغاية، وخاضعة لقوانين صارمة منها قانون الصمت والسرية المطلقة، وهي معلومات أكدتها اكتشافات قمران في جوار البحر الميت.
يروي لوقا الانجيلي مطولا ولادة المعمدان، من دون ان يذكر مكان ولادته، لكن التقليد المسيحي يحددها في عين كارم غربي اورشليم. ويذكر لوقا ان يوحنا ترك والديه وذهب الى البراري من دون ان يحدد المكان الذي ذهب اليه، ولا الدوافع التي حدت، به الى سكنى القفار، لكن الدراسات الحديثة ترجح انه كان للأسينيين دور في تنشئة المعمدان، وهي نظرية مبنية على قرائن عدة لعل ابرزها ان معمودية يوحنا مأخوذة من طقوس الأسينيين. وفيما كانت المعمودية المعروفة عند الأسينيين تعطى للوثنيين الذين يعتنقون اليهودية، كانت معمودية يوحنا تكرس التجدد الذي تحدثه التوبة بمعناها العميق أي بمعنى الاهتداء.
المعمدان والشاهد للنور
يصف متى معمودية يوحنا ودعوته الى التوبة فيقول: "في تلك الايام أقبل يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية، ويقول توبوا فقد اقترب ملكوت السموات، فان هذا هو المقول عنه بأشعيا النبي القائل صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب واجعلوا سبله قويمة. وكان لباس يوحنا من وبر الابل وعلى حقويه منطقة من جلد وكان طعامه الجراد وعسل البر" (1:3-5).
ويصفه يوحنا الانجيلي بأنه شاهد للنور فيقول: "كان رجل مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة لكي يشهد للنور حتى يؤمن الجميع على يده. لم يكن هو النور بل كان ليشهد للنور" (6:1-8).
وحول معمودية يوحنا المعمدان ليسوع، ورد في انجيل يوحنا: "وفي الغد رأى يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم. هذا هو الذي قلت عنه انه يأتي بعدي رجل قد جُعل قبلي لانه اقدم مني. وانا لم اعرفه لكن لكي يظهر لاسرائيل جئت انا اعمّد بالماء. وشهد يوحنا قائلاً اني رأيت الروح مثل حمامة قد نزل من السماء واستقر عليه. وانا لم اكن اعرفه لكن الذي ارسلني لأعمّد بالماء هو قال لي ان الذي ترى الروح ينزل ويستقر عليه هو الذي يعمّد بالروح القدس. وانا عاينت وشهدت ان هذا هو ابن الله" (:1 29-34). سجنه هيرودس، الحاكم الروماني، لان يوحنا عارض زواجه من هيروديا، امرأة اخيه فيليبس، ثم قطع له رأسه وقدمه على طبق الى ابنة هيروديا في حفل عشاء في يوم ميلاده لانها ادهشت الحضور برقصها.
في الميتولوجيا
في 23 حزيران، ليلة العيد، كان المزارعون يحملون المشاعل وينيرون الساحات العامة في اوروبا بكاملها، وغالباً ما كان الكهنة يباركون هذه النيران، وهي عادة ورثتها الكنيسة عن الاعياد الوثنية والطقوس التي كانت تحتفل بالخصب الزراعي في مطلع الانقلاب الصيفي، فكان الوثنيون يحيون هذه الذكرى باشعال نار الفرح التي ترمز الى النور في اوجه. ومن المعروف ان يوحنا المعمدان جاء ليبشر بـ"نور العالم". نسيبه يسوع المسيح.حافظت فرنسا الكاثوليكية على هذه العادات، وكانت تحتفل باشعال النار ليلة ذكرى مولد المعمدان، حيث كان ملك فرنسا شخصياً يشعل نار عيد مولد المعمدان معلناً بدء الاحتفالات الشعبية.
نقل الفرنسيون هذه العادة معهم الى القارة الاميركية، واتخذت مقاطعة كيبيك الكندية يوحنا المعمدان شفيعاً لها، وتحوّل المعمدان في العام 1834 رمزاً وطنياً في كيبيك. ويتخلل هذا العيد احتفالات وطنية عامرة في الشوارع والساحات العامة. وفي الحاضر، تحتفل كيبيك في ذكرى مولد المعمدان بمسيرة تعبر شارع شيربروك من الغرب الى الشرق وتتوقف في ساحة ميزون نوف Maisonneuve حيث يجري احتفال شعبي يشارك فيه الالوف في كل سنة. كذلك يحتفل كاردينال مونتريال بالعيد في كنيسة مار يوحنا المعمدان، وهي كنيسة قديمة رائعة. ويلي القداس حفلات موسيقية شعبية واسعة.
النبي يحيى بن زكريا
عرضت سورة مريم في القرآن الكريم قصة نبي الله زكريا الذي دعا ربه قائلاً: "هب لي من لدنك ولياً" وكان قد شاخ وامرأته عاقر، فناداه جبريل وهو يصلي في المحراب: يا زكريا انّا نبشرك بغلام اسمه يحيى. واختلفوا حول الاسم. قال ابن عباس: لان الله تعالى احيا به عقر امه. وقال قتادة: لان الله تعالى احيا قلبه بالايمان والنبوة. وقال الحسن بن الفضل: لان الله تعالى احياه بالطاعة.
وورد في الحديث الشريف ان النبي محمد (ص) قال: "ما من احد يلقى الله عزّ وجلّ الا قد همّ بخطيئة او عملها الا يحيى بن زكريا فإنه لم يهم ولم يعمل".
وفي التراث الاسلامي، قال عمر بن عبدالله المقدسي ان الله اوحى الى ابرهيم ان يقول ليسارة - وكان اسمعها كذلك - اني مخرج منكما عبدا لا يهم بمعصيتي اسمه حي فهبي له من اسمك حرفا فوهبت له اول حرف من حروف اسمها -الياء- فصار يحيى وصار اسمها سارة.
وفي الحديث الشريف، ايضا، ان النبي محمد (ص) قال: "من هوان الدنيا على الله ان يحىى بن ذكريا قتلته امرأة". وفي التراث الاسلامي، كذلك، ان الشمس بكت على يحيى اربعين صباحا وكان بكاؤها ان طلعت وغربت حمراء، ويُروى ان يحيى سيد الشهداء يوم القيامة وقائدهم الى الجنة.
شفيع الصابئة
اختلفت المؤرخون والباحثون في تصنيف الصابئة، منهم من قال انها فرقة من اهل الكتاب; ومنهم من قال انهم قوم يشبه دينهم دين النصارى، الا ان قبلتهم نحو مهب الجنوب; ومنهم من رأى انهم قوم تركّب دينهم بين اليهودية والمجوسية; ومنهم من قال انهم قوم يعبدون الملائكة ويصلون الى القبلة ويقرأون الزبور ويصلون الخمس; ومنهم من قال انهم موحدون يعتقدون بتأثير النجوم; ومنهم من قال انهم قوم بين المجوس واليهود والنصارى وليس لهم دين؟ ومنهم من قال انهم قوم يؤمنون بالانبياء ويصومون من كل سنة ثلاثين يوما ويصلون الى اليمين كل يوم خمس مرات. وورد في القاموس الاسلامي "ان الصابئة هم قوم بين النصارى والمجوس، واصل دينهم دين نوح، وقيل هم عبدة الملائكة، وقيل هم عبدة الكواكب".
الصابئة من المذاهب الحية، وربما كان العراق البلد الذي يحوي الصابئة المعاصرين او معظمهم، وربما يقدر عددهم بـ150 الفا يوجدون اساسا في منطقة البطائح، ويقال عنهم "صابئة البطائح". تقول الصابئة ان النبي يحيى بن ذكريا جاء ليخلص الدين الاسلامي من الامور الدخيلة على التعاليم الاساسية، وهو ليس رسولا انما نبي.
تسمي الصابئة النبي يحيى باسم يوحنا المعمدان، فهو الذي عمد السيد المسيح في نهر الاردن. وتبالغ الصابئة في تقديسها النبي يحيى ما حدا بعدد من اليهود الى تسميتهم "نصارى يوحنا المعمدان". وهو اول من آمن بالسيد المسيح، اي عيسى بن مريم، نسيبه، وهو يكبره بستة اشهر. حين ارسله الله تعالى الى بني اسرائيل، بحسب الصابئة، طلب اليه ان يأمرهم بخمس خصال هي: ان يعبدوا الله ولا يشركوا به احدا/ الصلاة/ الصدقة/ ذكر الله/ والصيام. يقع عيد يوحنا المعمدان، بحسب الصابئة، في التاسع من حزيران من كل سنة، ويمثل ذكرى ولادته، وهو عيد مقدس يجري فيه تعميد المؤمنين لا سيما الاطفال.
اخيرا، يُقسم رجال الدين، لدى الصابئة، الى خمسة اقسام: الحلالي او الشماس، الترميدة اولى درجات الكهانة، الكنزه ربه، الارشمة اي رئيس الامة، والرباني وهي درجة لم يرتق اليها سوى النبي يوحنا المعمدان بن زكريا.
المنتديات
إضافة تعليق جديد