العم أبو وسيم، من مواليد 1934، وخاض كل الحروب السورية ضد إسرائيل حتى 1994، والد ثلاثة من أعز أصدقائي وعلاقتي بأسرته تعود إلى ثمانينات القرن الماضي.
في 23 نيسان 2013 حضر من بلدته الصغيرة في ريف درعا إلى دمشق للتعزية بأحد أفراد أسرته الكبيرة. نزل من الباص في منطقة العباسيين ومشى باتجاه منزل أحد أقربائه ليزوره وليصحبه إلى التعزية، وخلال سيره رآه القناص الإرهابي، رجل عجوز يمشي على عكاز في الشارع وحيدا، فأطلق النار عليه. أصابته الطلقة في ذراعه الأيمن، أحس بها، توقف لحظة وتفقد يده ثم تابع مسيره.
أحس القناص بالإهانة، فعاجله بطلقة أخرى، هذه المرة كانت الإصابة أدق، على بعد مليمترات من رقبته. دخلت الطلقة من تحت ترقوته اليسرى وخرجت دون أن تصيب العظم أو تجرح شريانا أو عصبا. توقف أبو وسيم للحظة بعد أن أحس بحرارة الطلقة والهواء المرافق لها يلفح وجهه، وأدرك أن القناص يستهدفه، ورغم ذلك تابع مسيره على عكازه بنفس الوتيرة، في هذه اللحظة تدخل الجيش للرد على القناص وإسكاته، وزاد إطلاق النار، فدخل أبو وسيم إلى بناء مجاور إلى أن توقف إطلاق النار، ثم تابع مسيره إلى بيت قريبه.
خلع أبو وسيم معطفه السميك، فبانت آثار الدم عليه، سألوه فقال: ربما أصابتني طلقة طائشة، ولكنني على ما يرام. أصرت الأسرة على تضميد جرحه، واكتشفت الجرحين فقامت بتضميدهما فورا وأصر أبو وسيم أنه لا يحتاج الذهاب للمشفى.
بعد الظهر بدأ أبو وسيم يحس بالإرهاق أثناء التعزية، ولاحظ الحضور آثار الدم تتدفق من جسده، فنقلوه إلى المشفى حيث تلقى العلاج، وعاد إلى منزله في القرية في نفس اليوم، وتوقف عن الحديث عن هذه القصة.
العم أبو وسيم، الحمد لله على سلامتك.
إضافة تعليق جديد