هل تريدون تفهم موقف الحياديين؟ سأشرح لكم موقف أحدهم
في 2011 كان أبو جميل متحمسا للثورة سرا، بل إنه تبرع لها عدة مرات، ولكنه منذ ذلك الوقت يحافظ على علاقاته مع الجميع ويدعي الحيادية. بالنسبة له، ابن أخيه فتحي الذي قاتل مع الإرهابيين كان ثائرا، وكان يقاتل النظام بحبات البامية اليابسة، ولذلك كان يستنكر ما يقوله أصدقاؤه المؤيدون ويؤكد لهم أن الثوار غير مسلحين، وعندما قتل فتحي اعتبره شهيدا وفتح داره للعزاء بشهيد الأسرة.
في منزل أبي جميل في المزة تشاهد قناة واحدة هي العربية، ويتم التحويل إلى الجزيرة لمشاهدة بعض البرامج الحوارية أحيانا. في 2012 كان أبو جميل يجاهر بالعداء مع إيران ويعتبرها السبب الأساسي للأزمة في سوريا، وينتقد شحنات الأسلحة التي ترسلها لعصابات بشار، ولكنه كان يتعاطف مع صديقه الذي نهب الإرهابيون منزل أسرته في الحميدية بحمص، ويقول له "الله يجازي اللي كان السبب"
هذه العبارة المطاطة التي تتهرب من المسؤولية أصبحت شعار حيادية أبي جميل في عام 2013 مع بداية انحسار موجة الإرهاب، أصبح أبو جميل يعتمدها دائما تجاه كل المآسي، مثلا: خطف مؤيد وذبح في درعا، الله يجازي اللي كان السبب، قتلت فتاة برصاص قناص على طريق حمص دمشق، الله يجازي اللي كان السبب، قتل إرهابي في معركة مع الجيش، الله يجازي اللي كان السبب.
وعندما يسأله شخص مثلي، من برأيك السبب، يجيب أبو جميل: أنا لا أدري، الإعلام كاذب، ولا شيء واضح، هناك قوى خارجية، ولكن الجيش كان يستخدم الأسلحة الثقيلة ضد المدن، وكان الشعب مضطرا للدفاع عن نفسه.
أبو جميل حيادي الآن، يعلن أنه لا يدعم أحدا ويقول أنه دفع للثوار كما كان يدفع للأمن سابقا. هذا ليس مشاركة في الثورة، وهو لا يتحمل أية مسؤولية على ما فعله بعض أقربائه. ويزاود أبو جميل علينا بأنه يسامح بدم ابن أخيه، وبأنه لم يسمع العرعور أبدا ولا يحترم الخونجة لأنهم متطرفون، وهو يحب الويسكي والنساء. وبنفس الوقت من مبادئ حياديته أن على الرئيس بشار الأسد الرحيل، لأنه متورط في قتل شعبه.
حيادية أبو جميل كما يراها ترضي ضميره تماما، بل إنه يفخر بها ويعتبر أنه بريء من كل الدم الذي سفك في سوريا، والله يجازي اللي كان السبب. بنفس الوقت أبو جميل يعتبر أنني أنا متورط في الدم السوري لأنني أدعم الجيش، وبرأيه علي أتوقف عن دعم الجيش وأصبح حياديا مثله على الأقل، وإلا فدماء الأبرياء ستطاردني.
أما أنا، فقد توقفت عن مناقشته منذ أن تبنى شعار "الجيش الحر يحميني" بشكل ضمني، وليس علنا، لأنه لم يجرؤ على التصريح علنا بما يعتقده ويفكر به، لا أمامي ولا أمام أبناء عمه الثورجيين. وبرأيي، أبو جميل يحتاج فعلا إلى الحرية، ولكنه لا يجرؤ على تحمل مسؤولية الحصول عليها.
في 2011 كان أبو جميل متحمسا للثورة سرا، بل إنه تبرع لها عدة مرات، ولكنه منذ ذلك الوقت يحافظ على علاقاته مع الجميع ويدعي الحيادية. بالنسبة له، ابن أخيه فتحي الذي قاتل مع الإرهابيين كان ثائرا، وكان يقاتل النظام بحبات البامية اليابسة، ولذلك كان يستنكر ما يقوله أصدقاؤه المؤيدون ويؤكد لهم أن الثوار غير مسلحين، وعندما قتل فتحي اعتبره شهيدا وفتح داره للعزاء بشهيد الأسرة.
في منزل أبي جميل في المزة تشاهد قناة واحدة هي العربية، ويتم التحويل إلى الجزيرة لمشاهدة بعض البرامج الحوارية أحيانا. في 2012 كان أبو جميل يجاهر بالعداء مع إيران ويعتبرها السبب الأساسي للأزمة في سوريا، وينتقد شحنات الأسلحة التي ترسلها لعصابات بشار، ولكنه كان يتعاطف مع صديقه الذي نهب الإرهابيون منزل أسرته في الحميدية بحمص، ويقول له "الله يجازي اللي كان السبب"
هذه العبارة المطاطة التي تتهرب من المسؤولية أصبحت شعار حيادية أبي جميل في عام 2013 مع بداية انحسار موجة الإرهاب، أصبح أبو جميل يعتمدها دائما تجاه كل المآسي، مثلا: خطف مؤيد وذبح في درعا، الله يجازي اللي كان السبب، قتلت فتاة برصاص قناص على طريق حمص دمشق، الله يجازي اللي كان السبب، قتل إرهابي في معركة مع الجيش، الله يجازي اللي كان السبب.
وعندما يسأله شخص مثلي، من برأيك السبب، يجيب أبو جميل: أنا لا أدري، الإعلام كاذب، ولا شيء واضح، هناك قوى خارجية، ولكن الجيش كان يستخدم الأسلحة الثقيلة ضد المدن، وكان الشعب مضطرا للدفاع عن نفسه.
أبو جميل حيادي الآن، يعلن أنه لا يدعم أحدا ويقول أنه دفع للثوار كما كان يدفع للأمن سابقا. هذا ليس مشاركة في الثورة، وهو لا يتحمل أية مسؤولية على ما فعله بعض أقربائه. ويزاود أبو جميل علينا بأنه يسامح بدم ابن أخيه، وبأنه لم يسمع العرعور أبدا ولا يحترم الخونجة لأنهم متطرفون، وهو يحب الويسكي والنساء. وبنفس الوقت من مبادئ حياديته أن على الرئيس بشار الأسد الرحيل، لأنه متورط في قتل شعبه.
حيادية أبو جميل كما يراها ترضي ضميره تماما، بل إنه يفخر بها ويعتبر أنه بريء من كل الدم الذي سفك في سوريا، والله يجازي اللي كان السبب. بنفس الوقت أبو جميل يعتبر أنني أنا متورط في الدم السوري لأنني أدعم الجيش، وبرأيه علي أتوقف عن دعم الجيش وأصبح حياديا مثله على الأقل، وإلا فدماء الأبرياء ستطاردني.
أما أنا، فقد توقفت عن مناقشته منذ أن تبنى شعار "الجيش الحر يحميني" بشكل ضمني، وليس علنا، لأنه لم يجرؤ على التصريح علنا بما يعتقده ويفكر به، لا أمامي ولا أمام أبناء عمه الثورجيين. وبرأيي، أبو جميل يحتاج فعلا إلى الحرية، ولكنه لا يجرؤ على تحمل مسؤولية الحصول عليها.
إضافة تعليق جديد