بدعوة كريمة من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبو ظبي، أحضر حاليا مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة في أبو ظبي. شهدت يوم الثلاثاء مخيم الصقارين في الصحراء وحضرت بعض المحاضرات المميزة عن الصقارة تعلمت منها أشياء مفيدة وممتعة جدا.
ما زال أمامي الكثير لأشاهده في المهرجان، ولكن ما يلفت انتباهي الآن هو التناغم الواضح بين الإنسان والطبيعة في نشاط الصقارين، فبعد أن أشرفت الصقور على الانقراض، وتعرض الصقارون لانتقادات عديدة من أنصار حماية البيئة، أصبحت الصقارة اليوم مسجلة على لائحة التراث الإنساني لليونسكو، وأصبحت تربية الصقور وإكثارها وتدريبها هواية وصنعة يتم توارثها في العديد من المجتمعات. وهكذا ساهم البشر بنفسهم في تصحيح خطأ سابق مع الطبيعة وحافظوا على أنواع طبيعية كانت مهددة بالانقراض.
يشارك في المهرجان أكثر من 800 صقار من 80 دولة في العالم، التقيت مع صقارين من منغوليا ومن الباكستان ومن الإمارات ومن اليابان، وأنوي اللقاء مع صقارين مشاركين من أمريكا اللاتينية. أخبرني الدكتور كيا ناكاجيما Dr. Keiya Nakajima، وهو صقار ياباني يلبس لباس الصقارين اليابانيين التقليدي، أن الصقارة كانت هواية الأباطرة في الماضي، وأنهم كانوا يمسكون الصقور في أول الموسم ويصطادون بها ثم يطلقونها في آخر الموسم، وأن الباز الحر من أثمن الهدايا التي يمكن أن تقدم لملك أو حاكم في اليابان. الدكتور ناكاجيما يدير الآن محمية طبيعية متخصصة بإكثار الجوارح وطرائدها، ويمارس الصقارة بنفسه في محميته، ولكن هوايته غير منظمة في اليابان رغم اعتراف اليونسكو بالصقارة كتراث إنساني.
أشكر مضيفي في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبو ظبي على الفرصة الرائعة التي قدموها لي لحضور هذا النشاط، وأتمنى لهم وللإمارات العربية المتحدة كل التوفيق والنجاح.
إضافة تعليق جديد