منذ بداية الضربات الجوية الروسية ضد الإرهابيين، تداوم وزارة الدفاع الروسية على إصدار بيان دوري باللغة الانكليزية، يصدر أحيانا يوميا أو كل بضعة ايام، ويلخص نشاطات القوة الجوية الروسية ضد الإرهابيين. أعتقد أن طريقة وزارة الدفاع الروسية في الحديث عن نشاطات قوتها تشكل درسا في الإعلام المقاوم وفي مواجهة الإرهاب الإعلامي.

يلخص البيان الروسي عادة عدد الطلعات الجوية التي نفذتها القوة الروسية، وعدد الأهداف التي استهدفتها، وفي بعض الأيام يذكر عدد الغارات التي نفذتها على الأهداف. وفي الكثير من الأحيان يقدم خلاصة للأهداف التي تم تدميرها، وبعض الصور والفيديوهات التي يمكن أن ينقلها الإعلام. بالنتيجة تقدم وزارة الدفاع الروسية ما يحتاجه الإعلاميون لينقلوا تقارير دقيقة عن العمليات الروسية ضد إرهابيي الناتو في سوريا.

إضافة لذلك ترد وزارة الدفاع الروسية على الإعلام المعادي لها بشكل مباشر وصريح ولا يخلو من الطرافة، فمثلا عندما احتجت أمريكا على تصدي طيار روسي لطيار أمريكي اقترب منه قالت وزارة الدفاع الروسية "إن الطيار الروسي قرر استطلاع نوايا الطائرة الأمريكية، ولم يكن يريد أن يرعب أحدا". واليوم مثلا ترد وزارة الدفاع الروسية على انتقادات منظمة تسمي نفسها "الجمعية الطبية الأمريكية السورية" بأن علاقة هذه الجمعية مع الطب تشبه علاقة داعش مع الحركة الكشفية العالمية، وتحذر من أن كل ادعاءات هذه الجمعية هي أكاذيب لا علاقة لها بالحقيقة. وعندما تكرر هذا الاتهام من قبل مسؤولين غربيين، طالبت روسيا بتوضيح هذه الاتهامات وتقديم أدلة عليها أو التراجع عنها، واعتبرتها وزارة الدفاع الروسية جزءا من "حرب المعلومات" الموجهة ضدها.

أما أطرف ما كتبه معد البيان الروسي فكان رده على ما سماه "طلب معلومات" من رئيس مكتب وكالة أنباء عالمية مشهورة يقول فيه "إن تحليله لبيانات وزارة الدفاع الروسية يوضح أن 80% من الأهداف ليست داعشية". قال البيان الروسي أنه "يبدو أن إحداثيات مواقع داعش ليست موجودة في البنتاغون بل في موسكو، في مكتب وكالة الأنباء تلك"

يمكننا استخلاص نتيجتين أساسيتين من التجربة الروسية في التغطية الإعلامية لهذه الحملة، وهما:

• إصدار بيان دوري ويفضل أن يكون يوميا يحوي إحصائيات وأرقاما ووصفا لبعض العمليات التي تم تنفيذها في نفس اليوم، ودعم البيان بالصور والأفلام التي يحتاجها الإعلاميون في تغطيتهم للأحداث.
• التصدي المباشر للإعلام المعادي بالشكل الذي يليق به، مع عدم الخوض في تفاصيل قصصه بل تحوير الموضوع بالشكل المناسب.

يمكنكم زيارة قسم الأخبار في موقع وزارة الدفاع الروسية باللغة الانكليزية من هذا الرابط: http://eng.mil.ru/en/news_page/country.htm