أنا المنفتح البارع في الحوار

عرفت لما لا ينجح الحوار أو لما اشتهرت كلمة (صراع)
و أخذت اهتمام أكبر من كلمة( حوار)
والسبب واضح ولا يحتاج لكثير من الذكاء
غداً سنذهب للحوار لأجل أن نتفق على الحل المناسب
و هكذا الكل يحضر نفسه للحوار
ويأتي الغد و تجتمع الأطراف
طرف من هنا يصرخ و الآخر يجيب نعم ماذا تقول؟
لم أسمعك وهكذا صراخ بصراخ
الكل يريد أن يصرخ عفواً أن(( يتكلم))
ثم يطلب من الآخر أن يسمعه و يفهمه و يأخذ برأيه كمان
تطبيقاً لمقولة عليك أن تتقبل الرأي الآخر حتى دون أن تعرف الآخر
و أصلا لا أعتقد أن أحداً سمع رأي الآخر
ببساطة الكل يصرخ بنفس الوقت لا أحد يسمع
و ليش الواحد لحتى يسمع المهم يحكي الي عنده
و يخلص صراع و يروح على بيته
….
الصراخ لا يسمع وحده الكلام يسمع و يفهم
الصراخ لا يحل المشاكل بل يزيدها تعقيداً
وطبعاً بعد أن ينتهي الصراع عفواً (( الحوار))
كل منهم يعود من حيث أتى
ثم يفكر
لقد هزمني ذاك في المرة المقبلة سأرد عليه
أنا لا أهزم …
لنلتقي مرة أخرى و سيرى كم حضرت له ضربات
قوية ستوقعه أرضاً و تجعله يندم على دخوله في الحوار

…..
المشكلة أنهم يأتون الى الحوار وهم مستعدون كلياً للصراع
المشكلة أنهم متسمكون بكل قناعاتهم و أفكارهم لدرجة أنهم
ليسوا مستعدين لتغيير و لو جزء بسيط منها
حتى ..حتى لو كان تغيير قناعاتهم و اتجاهاتهم لصالحهم
….
الأب يفشل بالحوار مع أبنائه لأنه غير مستعد ضمنياً أن يغير موقفه
و الثقافات تعمق البعد و تمد جسور الكره و الحقد و الخوف
و الحضارات تتباهى من سيهدم حضارة الآخر يعني مين الأسرع بالخراب؟؟.
و الأديان الكل يتباهى أنه الأفضل و أنه وحده المفضل عند الله
و الإنسان بدأ يكره الآخر لمجرد أنه ينتمي إلى (…….)
هكذا العالم يتحاور للآسف..
أن تنجح بالحوار يعني أن تخرج من الحوار
متمسك أكثر ثم أكثر بقناعاتك حتى لو كانت خاطئة المهم أنك
لم تهزم …نعم أنا المتطرف البارع بالصراع عفواً (أنا المنفتح البارع بالحوار)
مجرد فكرة أن نتحاور من أجل أن نغير صورتنا أو موقفنا عن موضوع معين
ترانا نرتدي كل دروع الدفاع النفسية و الصوتية
و الكل يصرخ و يتصارع على ماذا على أدري و لا هم يدرون
بل قل ربما أنا أدري و ما أدراك؟…
ربما من الأفضل ألا ندري..
…..
إنني في كل إنسان بكل ما يحمل من خير و شر
إنني امتداد للآخر و إن لم يعجبني
ربما يزعجني كوني أرى سيئاتي بالآخر
و أهرب من صورتي التي يعكسها عبر وجهه الغاضب
ربما تغضبني رؤية حقيقتي في عينيك
تراني أهرب من حوارك أهرب من ذاتي
فأصرخ بوجهك علني لا أرى ذاتي
أكتشف في كل يوم أنني مجرد حمقاء
أتقن لعبة الهروب و أظن نفسي بارعة بالحوار
مازال أمامي الكثير ثم الكثير لأعبر عن ذاتي
دون انفعال و تحيز و استناد إلى مجرد أفكار
لا أدري ما مدى صحتها
منذ زمن قررت أن لا أصدق أحد و بنفس الوقت
ألا أكذب أي كان و كأنني مع الوقت بدأت
أخذ موقف المحايد لا مع هذا و لا ذاك
لأن الحقيقة ليست ملك أحد لكي تقول له
ها أنت وحدك تملك الحقيقة لأجل هذا أثق بك
منذ زمن عرفت أن كلمة مثالي لا وجود لها
إلا في أحلامنا الطفولية و أننا كلنا بشر
لسبب واحد أننا جميعنا لنا أخطاء…
____________________________ياسمين


[ تم تحريره بواسطة ياسمين علي on 2/3/2006 ]
المنتديات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.