الكل يصرخ أنا
أنا مميز
أنا أحمل مشاريع كبيرة
أنا عقلي منفتح على الآخر
أنا لدي طاقات هائلة
فقط..فقط لو تعطى لي فرصة
فرصة واحدة و سوف يرى الجميع قدراتي
و يزداد صراخ الأنا
أنا لم يخلق الله مثيل لي
و تتعاظم الأنا
و يتحول الصراخ
إلى سيف مسلط فوق
رأس الحكمة
رأس الصمت و الهدوء
و ..و حين تأتي الفرصة
نكتشف أن لا قمحاً و لا خبزاً
لا شيء سوى الصراخ
الصراخ
….
الكل يظن نفسه موهوب
لدرجة الغرور
لدرجة الاستهزاء و السخرية من الآخر
لدرجة وصف البعض بالمساكين
لو يدرك ذاك الموهوب المغرور
أنه حينما يبدأ بالشعور بأنه أفضل من البعض
يكون حكم على نفسه بالهبوط
لأن الإنسان الموهوب كلما ارتقى بموهبته
كلما صار أقرب إلى تكامله مع الآخر
كلما تحول الى انسان متفهم ,متواضع, مصغي جيد للآخر
كلما تحول الى انسان مدرك أن ضعف و جهل و بؤس البعض
ليس صنع أيديهم
ليته ..ليته ذاك الموهوب المدعي
يفكر بحل للآخرين بدل شتمهم و التباهي بأنه الأفضل
من الجميل أن تحقق سعادتك الشخصية و لكن إن أردت
تحقير و إهانة البعض أرجوك توقف..توقف
و اعلم أن سعادتك ستكون أجمل إن استطاعت
أن تمتد للآخر
أيها الموهوم المغرور
….
أنا و الآخر
هنا تكمن كل المشاكل و كل الحلول
هنا نقطة البدء
…..
و ما أكثر الكلام!!…
و ما أكثر الصراخ!!…
لو كان الكلام ينبت قمحاً
ربما لما كنا بحاجة بعد اليوم
لحبة مطر
و كم الفرق كبير بين بكاء السماء
و بين صراخ البعض
…..
و في البدء كانت الكلمة
و لكن أي كلمة ؟!..
…..