أيمن الدقر
في أوج الانتخابات الأمريكية والمنافسة الشديدة بين المرشحين للحصول على صوت الناخب الأمريكي، جاء قانون (معاداة السامية) الذي وقّعه (جورج بوش) ليثبت للعالم أن الإدارة الأمريكية المتطرفة عملت جاهدة طيلة السنوات السابقة لإرضاء إسرائيل بدءاً من خروجها عن كل الأعراف والقوانين الدولية من أجل مصلحة إسرائيل وانتهاء بهذا القانون (الفضيحة) مروراً بالدعم العسكري الكامل لإسرائيل والتغاضي عن التصفيات الجسدية والجماعية التي يقوم بها شارون الأب الروحي للإدارة الأمريكية المتصهينة.
لم يسجل القرن العشرين حادثة واحدة معادية للسامية في مكان ما من العالم باستثناء خلاف (ألمانيا – هتلر) وكان خلافاً مع اليهود الألمان وليس عداء للسامية، لكنه تم خلال القرن العشرين تجسيد مفهوم أن الساميين الوحيدين في العالم هم (اليهود) وبالمقابل لم تنشط الدول العربية أو تقوم بأي جهد يذكر خلال القرن السابق وحتى الآن باتجاه تصحيح هذا المفهوم، بل كان الصمت الناتج عن اللامبالاة أحد أهم العوامل التي جسدت فكرة أن السامية تعني (اليهود فقط) علماً بأن ليس جميع اليهود (ساميين).
ونتساءل: لماذا إذن يصدر قانون أمريكي يعاقب من يعادي (السامية) في الوقت الذي لم يعاد فيه أحد السامية؟!
الهدف من القانون:
أولاً:كسب أصوات اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية لمصلحة المرشح الجمهوري.
ثانياً: إعطاء صفة الشرعية لممارسة الإدارة الأمريكية ومواقفها تجاه إسرائيل.
ثالثاً: ربط دول العالم بعقوبات أمريكية فيما لو فكرت هذه الدول بتوجيه انتقادات للممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين والعرب والعالم.
وبمعنى آخر هو قانون يحظر انتقاد أو معاداة (إسرائيل) وقد صدر بعد أن تم التحضير لصناعة مفاهيم جديدة عممتها الولايات المتحدة على العالم وحولتها إلى ثوابت كوصف المقاومة الوطنية الفلسطينية (مثلاً) بالإرهابية.. ومن المؤلم أن بعض العرب رددوا ما أرادته الولايات المتحدة وإسرائيل، فصاروا ينتقدون العمليات الفدائية، ويعتبرونها عملاً إرهابياً يولّد الإرهاب دون الإشارة إلى أن إسرائيل هي التي تولد الإرهاب وليس المقاومة، وكان البعض يخلطون الأوراق طيلة الفترة السابقة من خلال تصريحاتهم إلى أن أصبح خلط الأوراق قاعدة!
والآن تقوم الإدارة الأمريكية المتطرفة بإعطاء الشرعية لجرائم إسرائيل من خلال هذا القانون (المهزلة) وهو يؤدي بالنتيجة إلى خلق مفاهيم وترتيبات جديدة أهمها:
أن المقاومة الوطنية الفلسطينية هي حرب ضد السامية، وأن أي اعتداء إسرائيلي على الفلسطينيين أو الدول العربية هو حالة دفاع عن السامية، وأن منظمات وهيئات ولجان حقوق الإنسان في العالم والتي كتبت آلاف التقارير حول الممارسات الإسرائيلية ووحشيتها هي منظمات معادية للسامية قد يتم إغلاقها فيما لو استمرت بإدانة العنصرية الإسرائيلية، خاصة بعد أن صدر تقرير أوروبي مفاده أن الرأي العام الأوروبي يرى أن إسرائيل هي أخطر دولة على السلام والأمن العالميين.
سؤالان مطروحان للنقاش:
الأول: لماذا لم يصدر قانون أمريكي حول (مكافحة العنصرية)؟ ألن تكون معاداة السامية جزءاً من قانون (مكافحة العنصرية) فيما لو صدر؟ أليس صدور قانون (معاداة السامية) هو بحد ذاته عنصرية تضع إسرائيل فوق الجميع وتفضلها على دول وشعوب الأرض؟
الثاني: ماذا سيفعل العرب تجاه هذا القانون؟ هل سيصدرون بياناً مثلاً.. أم يستنكرون أم سيكتفون بالصمت؟
الاحتمالات الثلاثة التي يطرحها السؤال الثاني مرفوضة بتصورنا من الشارع العربي.. والبديل يعرفه كل العرب، لكن البعض يحتاج إلى الإحساس بقيمة الشرف.
في أوج الانتخابات الأمريكية والمنافسة الشديدة بين المرشحين للحصول على صوت الناخب الأمريكي، جاء قانون (معاداة السامية) الذي وقّعه (جورج بوش) ليثبت للعالم أن الإدارة الأمريكية المتطرفة عملت جاهدة طيلة السنوات السابقة لإرضاء إسرائيل بدءاً من خروجها عن كل الأعراف والقوانين الدولية من أجل مصلحة إسرائيل وانتهاء بهذا القانون (الفضيحة) مروراً بالدعم العسكري الكامل لإسرائيل والتغاضي عن التصفيات الجسدية والجماعية التي يقوم بها شارون الأب الروحي للإدارة الأمريكية المتصهينة.
لم يسجل القرن العشرين حادثة واحدة معادية للسامية في مكان ما من العالم باستثناء خلاف (ألمانيا – هتلر) وكان خلافاً مع اليهود الألمان وليس عداء للسامية، لكنه تم خلال القرن العشرين تجسيد مفهوم أن الساميين الوحيدين في العالم هم (اليهود) وبالمقابل لم تنشط الدول العربية أو تقوم بأي جهد يذكر خلال القرن السابق وحتى الآن باتجاه تصحيح هذا المفهوم، بل كان الصمت الناتج عن اللامبالاة أحد أهم العوامل التي جسدت فكرة أن السامية تعني (اليهود فقط) علماً بأن ليس جميع اليهود (ساميين).
ونتساءل: لماذا إذن يصدر قانون أمريكي يعاقب من يعادي (السامية) في الوقت الذي لم يعاد فيه أحد السامية؟!
الهدف من القانون:
أولاً:كسب أصوات اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية لمصلحة المرشح الجمهوري.
ثانياً: إعطاء صفة الشرعية لممارسة الإدارة الأمريكية ومواقفها تجاه إسرائيل.
ثالثاً: ربط دول العالم بعقوبات أمريكية فيما لو فكرت هذه الدول بتوجيه انتقادات للممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين والعرب والعالم.
وبمعنى آخر هو قانون يحظر انتقاد أو معاداة (إسرائيل) وقد صدر بعد أن تم التحضير لصناعة مفاهيم جديدة عممتها الولايات المتحدة على العالم وحولتها إلى ثوابت كوصف المقاومة الوطنية الفلسطينية (مثلاً) بالإرهابية.. ومن المؤلم أن بعض العرب رددوا ما أرادته الولايات المتحدة وإسرائيل، فصاروا ينتقدون العمليات الفدائية، ويعتبرونها عملاً إرهابياً يولّد الإرهاب دون الإشارة إلى أن إسرائيل هي التي تولد الإرهاب وليس المقاومة، وكان البعض يخلطون الأوراق طيلة الفترة السابقة من خلال تصريحاتهم إلى أن أصبح خلط الأوراق قاعدة!
والآن تقوم الإدارة الأمريكية المتطرفة بإعطاء الشرعية لجرائم إسرائيل من خلال هذا القانون (المهزلة) وهو يؤدي بالنتيجة إلى خلق مفاهيم وترتيبات جديدة أهمها:
أن المقاومة الوطنية الفلسطينية هي حرب ضد السامية، وأن أي اعتداء إسرائيلي على الفلسطينيين أو الدول العربية هو حالة دفاع عن السامية، وأن منظمات وهيئات ولجان حقوق الإنسان في العالم والتي كتبت آلاف التقارير حول الممارسات الإسرائيلية ووحشيتها هي منظمات معادية للسامية قد يتم إغلاقها فيما لو استمرت بإدانة العنصرية الإسرائيلية، خاصة بعد أن صدر تقرير أوروبي مفاده أن الرأي العام الأوروبي يرى أن إسرائيل هي أخطر دولة على السلام والأمن العالميين.
سؤالان مطروحان للنقاش:
الأول: لماذا لم يصدر قانون أمريكي حول (مكافحة العنصرية)؟ ألن تكون معاداة السامية جزءاً من قانون (مكافحة العنصرية) فيما لو صدر؟ أليس صدور قانون (معاداة السامية) هو بحد ذاته عنصرية تضع إسرائيل فوق الجميع وتفضلها على دول وشعوب الأرض؟
الثاني: ماذا سيفعل العرب تجاه هذا القانون؟ هل سيصدرون بياناً مثلاً.. أم يستنكرون أم سيكتفون بالصمت؟
الاحتمالات الثلاثة التي يطرحها السؤال الثاني مرفوضة بتصورنا من الشارع العربي.. والبديل يعرفه كل العرب، لكن البعض يحتاج إلى الإحساس بقيمة الشرف.
المنتديات
التعليقات
Re: القانون المهزلة
Re: القانون المهزلة
إضافة تعليق جديد