كي لا نقع في المحظور, علينا الالتفات إلى الجوهر والانطلاق نحو الخارج أو نحو القشور والبحث فعلاً وبكل علمية وخبرة و شفافية ومسؤولية عن حلول ذكية , طويلة الأمد لجميع مشاكلنا اليومية الاقتصادية و الاجتماعية و المعيشية وحتى السياسية ! كي لا نقع في محظور ما يسمى بظاهرة " عنق الزجاجة" !
تتشكل هذه الظاهرة ( حسب اعتقادي بمعناها العام) عند انسكاب المكونات المختلفة وتدفقها من فم الزجاجة بدفق وسرعة معينين. عند وصول هذه المكونات إلى ما نسميه " عنق الزجاجة" , سيضيق المكان على هذه المكونات ويزيد من انضغاطها و وسائل إعاقتها لتصبح معها عملية الانسكاب هذه والتدفق أكثر تعقيداً وأكثر عرقلة!
فما نجده اليوم مثلاً في استحداث بعض الجسور والأنفاق في محافظات سورية دونما إجراء دراسة كافية لحل أزمات المرور والاختناقات الشديدة في قلب هذه المدن بإيجاد مخارج مرورية متفرقة ما هو إلا مثال جيد و نموذج واضح وجلي يتضح معه أن المعنيين عن الأمر لم يفكروا ولو لمرة واحدة ولم يضعوا في الاعتبار حدوث ظاهرة " عنق الزجاجة "!
صحيح أن التدفق كان بطيئاً قبل استحداث هذه الجسور وهذه الأنفاق . ولكنه كان متوازناً مع الشبكات الطرقية ضمن وفي قلب المدن . ولكن ما نشاهده اليوم هو زيادة كمية وسرعة تدفق الآليات إلى داخل المدن لتزيد بوجودها و حجمها من أزمة السير واختناقه بل و توقفه نهائياً في بعض المناطق و الطرق!
لذلك يجب علينا التفكير فعلاً ليس في إنشاء الجسور والأنفاق أولاً بل في طريقة للخروج من ظاهرة " عنق الزجاجة" هذه في حال انشاء هذه الجسور وهذه الأنفاق وذلك لا يكون إلا بإعادة النظر في شبكة الطرق في قلب المدن السورية وتنظيم السير فيها وإدارتها بشكل يكفل تدفقها بنعومة ويسر!
يمكننا أن نشاهد ظاهرة " عنق الزجاجة" هذه عند كل مدخل من مداخل المدن السورية الكبرى . في دمشق وحلب و اللاذقية وغيرها !
وكذلك نجد ظاهرة " عنق الزجاجة" في قطاعات الكهرباء و الماء والصرف الصحي و مكبات النفايات و المخلفات ومناطق المخالفات السكنية وفي كل المرافق العامة .
ففي الكهرباء مثلاً , فإن ظاهرة " عنق الزجاجة" تتجلى في ضعف وصول التيار الكهربائي في نهايات الخطوط الكهربائية بعدما تكون قد استنزفت كل طاقتها في التفرعات و الوصلات و المحولات مما يؤدي إلى انخفاض شديد في التيار الكهربائي النظامي الذي يصل أحياناً إلى 160 فولت بدلاً من 220 فولت !
هذا الانخفاض الشديد و الكبير يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأسلاك الكهربائية ذات الأقطار الكبيرة في الشبكات ليؤدي إلى إلحاق أكبر الأضرار بها من حرائق و انفجارات ضمن هذه المحولات الأمر الذي شكل على الدوام ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي الناجم دائماً عن أعمال الصيانة التي لا تنتهي ولن تنتهي بسبب الأزمات العميقة و الكبيرة في هذا القطاع الهام .ناهيك عن الأخطار المباشرة من حوادث الصعق الكهربائي الذي يتعرض له الماره .
أما و ما يترتب عن انخفاض التيار الكهربائي و ارتفاعه المفاجئ هذا ضمن تمديدات المنازل من حرائق و خراب في جميع المعدات الكهربائية فهذا أمر قد يحتاج منا إلى تركيب المنظمات الكهربائية ومعدلات التيار التي تزيد من عبء مشاكل الشبكات العامة على حساب حماية مقتنيات المواطن الكهربائية !
ألا تشكل هذه الظاهرة ما نسميه ظاهرة " عنق الزجاجة" ؟
و ماذا يمكن القول عن مكبات النفايات في ظهرانيات المدن السورية بحيث تحولت معها هذه الظهرانيات إلى كابوس يؤرق السكان و القاطنين لما تشكله هذه المكبات من أزمات صحية و بيئية واجتماعية و نفسية لهؤلاء . ألا تعتبر هذه الظاهرة إحدى ظواهر " عنق الزجاجة " أيضاً ؟ فبدلاً من تحول هذه الأرياف الجميلة إلى مناطق للراحة و الاستجمام و الاستشفاء فقد تحولت هذه الأرياف و الضواحي إلى مناطق تفتقر إلى أدنى الخدمات و أسوأ أصناف الرعاية و الاهتمام .
وكذلك , تتجلى ظاهرة " عنق الزجاجة " هذه في كميات السيارات الأجرة التي ظهرت مؤخراً في الشوراع و الطرق السورية وبأعداد أسطورية و هائلة جعلت من مسألة التعامل معها والقيادة إلى جانبها أمراً يدعو إلى ارتفاع الضغط لدى الماره و السائقين وركاب هذه السيارات بل وحتى سائقيها أيضاً الذين بدأووا يتذمرون من سوء حالهم المادي و النفسي بسبب ازدياد عدد سيارات الأجرة العاملة في المدن السورية بعدما توقف الأمر في السابق على بضعة مئات منها في أصغر المدن السورية و بضعة آلاف منها في أكبر المدن في أعلى تقدير .!
اليوم , يمكنك أن تعد سيارات الأجرة بعشرات الآلاف في أصغر المدن السورية كما و يمكنك عد عشرات الآلاف الأخرى من الحافلات الصغيرة في أصغر المدن أيضاً. هذا إذا عرفنا أن بعض أكبر المدن والعواصم العالمية لا تحوي هذا العدد الهائل من السيارات !
فكثير من سائقي سيارات الأجرة اليوم يتوسلون مكاتب السيارات ووكلائها للرحمة بهم والصبر على توجب واستحقاق دفع هذه السندات والأقساط الشهرية الكبيرة التي انهكت هؤلاء لتزيد عليهم من العبء النفسي و الجسدي من جراء القيادة الطويلة و المضنية و الضغط النفسي الشديد الذي ينجم عن ذلك وخوفهم من ملاحقتهم القانونية في حال التخلف عن التسديد !الأمر الذي يقود إلى عكس هذه الحالة النفسية و الجسدية على تصرفات هؤلاء من الانفعالات الشديدة التي تصل إلى مستوى السب و الشتم بل و الضرب واللكم لسبب بسيط أكبر ما يمكن أن نسميه في مكان آخر من هذا العالم على أنه " حادث مروري بسيط"!
كل هذه الانفعالات ناجمة حتماً عن شعور السائق المزدوج بل و المتعدد من النتائج الوخيمة اللاحقة لحادث السير البسيط هذا . يعني حادث السير عنده أن عمله سيتوقف لعدة أيام على الأقل . مما سيضطره لدفع التكاليف الكاملة لقاء تصليح السياريتن معاً هذا إذا اعتبرنا أن الحق كان على هذا السائق دون ذاك . أما في حال أن سائقنا هذا كان معه الحق , فإنه لن يستطيع التهرب من بقائه دون دخل لمدة أيام عدة ستزيد عليه عبء دفع القسط الشهري لاحقاً !
ظاهرة " عنق الزجاجة " هذه تتجلى أيضاً في ظهور مناطق المخالفات السكنية التي تحيط بالمدن السورية والتي نجمت حقيقة عن عدم البحث الجدي و المسؤول عن حلول سكنية سريعة للمتدفقين و المهاجرين من الأرياف السورية إلى المدن الكبرى وبأعداد كبيرة للحصول على لقمة العيش بعدما سُدت عليهم كل الدروب هناك بل وسُدت عليهم عنق الزجاجة أصلاً في الأرياف التي فقدت كامل إمكاناتها في استقطاب سكانها و أهليها وإقناعهم بالبقاء و السكن والعيش و العمل فيها بسبب النقص الكبير و الهائل في الخدمات الاجتماعية و الثقافية و الفعاليات الاقتصادية و المهنية و الصناعية وحتى الزراعية وهذا ما ندعوه أيضاً بظاهرة " عنق الزجاجة" !
أما فيما يتعلق بالمجال البيئي , فإن أهم ما ما يمثل هذه الظاهرة هو الانخفاض الشديد لموارد المياه الجوفية و السطحية في سورية بسبب العبثية في التعامل مع هذا الجانب الأمر الذي يدفع إلى البحث عن مخارج مناسبة للحؤول دون الوقوع في ظاهرة " عنق الزجاجة" !
و كذلك يمكننا رؤية هذه الظاهرة في المجال الصناعي و السياحي و الاقتصادي و الصحي بشقيه الجسدي و النفسي بل وحتى القانوني أيضاً !.
فبعض القوانين المعمول بها في سوريا ونحن على أعتاب قرن جديد من حياة البشرية , مثلت على الدوام إعاقة و عرقلة واضحتين لمصالح الناس و كرامتهم في العيش و الرزق والحماية !
مما يدعو الجميع و بسرعة كلية إلى إعادة النظر في الكثير منها وإبطال العمل في بعضها الآخر و تعديل ما يتبقى منها واستحداث قوانين جديدة على أرضية الحداثة و التطور البشري و التقني كي لا نقع في المحظور الكبير الذي نشاهده يومياً في قصور العدل من ضبابية في إصدار الأحكام و النصوص !
فأمام أي استعصاء وحتى ولو كان ذلك في الطب و فن التوليد , توجب العمل بسرعة و حرفة عن سبل أخرى لإخراج الجنين فوراً من بطن والدته قبل تضرره واختناقه وهذه ما يدعوه أطباء النساء " بالقيصرية" وهي تماماً كظاهرة " عنق الزجاجة" !
فالجنين المستقر في رحم الأم لا بد له من سلوك طريق واحد إن أراد الخروج وهو عنق رحم أمه الذي يقع في الحوض الصغير المنخمص تماماً ك " عنق الزجاجة " فإن استحال الأمر وجب البحث فوراً عن سبيل آخر لإخراج الجنين بسرعة و لا يكون ذلك إلا بما نسميه بال" القيصرية " !!!
لقد تم التعامل مع ظاهرة " عنق الزجاجة " هذه وفي كامل مندرجاتها السابقة والتي لم يأت الذكر عليها في كثير من بلدان العالم بكل خبرة و حرفية وذلك بإيجاد الحلول الذكية و المستدامة التي وضعها خبراء و علماء العالم في خدمة البشرية و مجتمعاتها .
وقد جاءت هذه الحلول لتلبي حاجات المواطن أكان هذه المواطن سائلاً أم مسؤولاً .
مسؤولاً عن وصول الحال هذا إلى ما أدعوه بظاهرة "عنق الزجاجة" .! وسائلاً عن لقمة عيشه ورزقه كرامته المهدورة في أروقة الشركات و مكاتب الوكالات وأروقة القصور و ردهات المؤسسات !!!!
إن ظاهرة " عنق الزجاجة " تظهر جلية لدى العامة عندما نشاهد أحدهم و هو يشرح لك همومه و مشاكله لينهي كل حديثه مؤشراً بسبابته إلى ناحية رقبته أو أنفه ليقول لك :" وصلت معي لهون ما عم فيني أتحمل " !!!!
الحقيقة يمكننا القول أن ظاهرة " عنق الزجاجة " تمثل في رأيي لحظة قدوم الحقيقة بمرِّها و حلوهاّ !!!
تتشكل هذه الظاهرة ( حسب اعتقادي بمعناها العام) عند انسكاب المكونات المختلفة وتدفقها من فم الزجاجة بدفق وسرعة معينين. عند وصول هذه المكونات إلى ما نسميه " عنق الزجاجة" , سيضيق المكان على هذه المكونات ويزيد من انضغاطها و وسائل إعاقتها لتصبح معها عملية الانسكاب هذه والتدفق أكثر تعقيداً وأكثر عرقلة!
فما نجده اليوم مثلاً في استحداث بعض الجسور والأنفاق في محافظات سورية دونما إجراء دراسة كافية لحل أزمات المرور والاختناقات الشديدة في قلب هذه المدن بإيجاد مخارج مرورية متفرقة ما هو إلا مثال جيد و نموذج واضح وجلي يتضح معه أن المعنيين عن الأمر لم يفكروا ولو لمرة واحدة ولم يضعوا في الاعتبار حدوث ظاهرة " عنق الزجاجة "!
صحيح أن التدفق كان بطيئاً قبل استحداث هذه الجسور وهذه الأنفاق . ولكنه كان متوازناً مع الشبكات الطرقية ضمن وفي قلب المدن . ولكن ما نشاهده اليوم هو زيادة كمية وسرعة تدفق الآليات إلى داخل المدن لتزيد بوجودها و حجمها من أزمة السير واختناقه بل و توقفه نهائياً في بعض المناطق و الطرق!
لذلك يجب علينا التفكير فعلاً ليس في إنشاء الجسور والأنفاق أولاً بل في طريقة للخروج من ظاهرة " عنق الزجاجة" هذه في حال انشاء هذه الجسور وهذه الأنفاق وذلك لا يكون إلا بإعادة النظر في شبكة الطرق في قلب المدن السورية وتنظيم السير فيها وإدارتها بشكل يكفل تدفقها بنعومة ويسر!
يمكننا أن نشاهد ظاهرة " عنق الزجاجة" هذه عند كل مدخل من مداخل المدن السورية الكبرى . في دمشق وحلب و اللاذقية وغيرها !
وكذلك نجد ظاهرة " عنق الزجاجة" في قطاعات الكهرباء و الماء والصرف الصحي و مكبات النفايات و المخلفات ومناطق المخالفات السكنية وفي كل المرافق العامة .
ففي الكهرباء مثلاً , فإن ظاهرة " عنق الزجاجة" تتجلى في ضعف وصول التيار الكهربائي في نهايات الخطوط الكهربائية بعدما تكون قد استنزفت كل طاقتها في التفرعات و الوصلات و المحولات مما يؤدي إلى انخفاض شديد في التيار الكهربائي النظامي الذي يصل أحياناً إلى 160 فولت بدلاً من 220 فولت !
هذا الانخفاض الشديد و الكبير يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأسلاك الكهربائية ذات الأقطار الكبيرة في الشبكات ليؤدي إلى إلحاق أكبر الأضرار بها من حرائق و انفجارات ضمن هذه المحولات الأمر الذي شكل على الدوام ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي الناجم دائماً عن أعمال الصيانة التي لا تنتهي ولن تنتهي بسبب الأزمات العميقة و الكبيرة في هذا القطاع الهام .ناهيك عن الأخطار المباشرة من حوادث الصعق الكهربائي الذي يتعرض له الماره .
أما و ما يترتب عن انخفاض التيار الكهربائي و ارتفاعه المفاجئ هذا ضمن تمديدات المنازل من حرائق و خراب في جميع المعدات الكهربائية فهذا أمر قد يحتاج منا إلى تركيب المنظمات الكهربائية ومعدلات التيار التي تزيد من عبء مشاكل الشبكات العامة على حساب حماية مقتنيات المواطن الكهربائية !
ألا تشكل هذه الظاهرة ما نسميه ظاهرة " عنق الزجاجة" ؟
و ماذا يمكن القول عن مكبات النفايات في ظهرانيات المدن السورية بحيث تحولت معها هذه الظهرانيات إلى كابوس يؤرق السكان و القاطنين لما تشكله هذه المكبات من أزمات صحية و بيئية واجتماعية و نفسية لهؤلاء . ألا تعتبر هذه الظاهرة إحدى ظواهر " عنق الزجاجة " أيضاً ؟ فبدلاً من تحول هذه الأرياف الجميلة إلى مناطق للراحة و الاستجمام و الاستشفاء فقد تحولت هذه الأرياف و الضواحي إلى مناطق تفتقر إلى أدنى الخدمات و أسوأ أصناف الرعاية و الاهتمام .
وكذلك , تتجلى ظاهرة " عنق الزجاجة " هذه في كميات السيارات الأجرة التي ظهرت مؤخراً في الشوراع و الطرق السورية وبأعداد أسطورية و هائلة جعلت من مسألة التعامل معها والقيادة إلى جانبها أمراً يدعو إلى ارتفاع الضغط لدى الماره و السائقين وركاب هذه السيارات بل وحتى سائقيها أيضاً الذين بدأووا يتذمرون من سوء حالهم المادي و النفسي بسبب ازدياد عدد سيارات الأجرة العاملة في المدن السورية بعدما توقف الأمر في السابق على بضعة مئات منها في أصغر المدن السورية و بضعة آلاف منها في أكبر المدن في أعلى تقدير .!
اليوم , يمكنك أن تعد سيارات الأجرة بعشرات الآلاف في أصغر المدن السورية كما و يمكنك عد عشرات الآلاف الأخرى من الحافلات الصغيرة في أصغر المدن أيضاً. هذا إذا عرفنا أن بعض أكبر المدن والعواصم العالمية لا تحوي هذا العدد الهائل من السيارات !
فكثير من سائقي سيارات الأجرة اليوم يتوسلون مكاتب السيارات ووكلائها للرحمة بهم والصبر على توجب واستحقاق دفع هذه السندات والأقساط الشهرية الكبيرة التي انهكت هؤلاء لتزيد عليهم من العبء النفسي و الجسدي من جراء القيادة الطويلة و المضنية و الضغط النفسي الشديد الذي ينجم عن ذلك وخوفهم من ملاحقتهم القانونية في حال التخلف عن التسديد !الأمر الذي يقود إلى عكس هذه الحالة النفسية و الجسدية على تصرفات هؤلاء من الانفعالات الشديدة التي تصل إلى مستوى السب و الشتم بل و الضرب واللكم لسبب بسيط أكبر ما يمكن أن نسميه في مكان آخر من هذا العالم على أنه " حادث مروري بسيط"!
كل هذه الانفعالات ناجمة حتماً عن شعور السائق المزدوج بل و المتعدد من النتائج الوخيمة اللاحقة لحادث السير البسيط هذا . يعني حادث السير عنده أن عمله سيتوقف لعدة أيام على الأقل . مما سيضطره لدفع التكاليف الكاملة لقاء تصليح السياريتن معاً هذا إذا اعتبرنا أن الحق كان على هذا السائق دون ذاك . أما في حال أن سائقنا هذا كان معه الحق , فإنه لن يستطيع التهرب من بقائه دون دخل لمدة أيام عدة ستزيد عليه عبء دفع القسط الشهري لاحقاً !
ظاهرة " عنق الزجاجة " هذه تتجلى أيضاً في ظهور مناطق المخالفات السكنية التي تحيط بالمدن السورية والتي نجمت حقيقة عن عدم البحث الجدي و المسؤول عن حلول سكنية سريعة للمتدفقين و المهاجرين من الأرياف السورية إلى المدن الكبرى وبأعداد كبيرة للحصول على لقمة العيش بعدما سُدت عليهم كل الدروب هناك بل وسُدت عليهم عنق الزجاجة أصلاً في الأرياف التي فقدت كامل إمكاناتها في استقطاب سكانها و أهليها وإقناعهم بالبقاء و السكن والعيش و العمل فيها بسبب النقص الكبير و الهائل في الخدمات الاجتماعية و الثقافية و الفعاليات الاقتصادية و المهنية و الصناعية وحتى الزراعية وهذا ما ندعوه أيضاً بظاهرة " عنق الزجاجة" !
أما فيما يتعلق بالمجال البيئي , فإن أهم ما ما يمثل هذه الظاهرة هو الانخفاض الشديد لموارد المياه الجوفية و السطحية في سورية بسبب العبثية في التعامل مع هذا الجانب الأمر الذي يدفع إلى البحث عن مخارج مناسبة للحؤول دون الوقوع في ظاهرة " عنق الزجاجة" !
و كذلك يمكننا رؤية هذه الظاهرة في المجال الصناعي و السياحي و الاقتصادي و الصحي بشقيه الجسدي و النفسي بل وحتى القانوني أيضاً !.
فبعض القوانين المعمول بها في سوريا ونحن على أعتاب قرن جديد من حياة البشرية , مثلت على الدوام إعاقة و عرقلة واضحتين لمصالح الناس و كرامتهم في العيش و الرزق والحماية !
مما يدعو الجميع و بسرعة كلية إلى إعادة النظر في الكثير منها وإبطال العمل في بعضها الآخر و تعديل ما يتبقى منها واستحداث قوانين جديدة على أرضية الحداثة و التطور البشري و التقني كي لا نقع في المحظور الكبير الذي نشاهده يومياً في قصور العدل من ضبابية في إصدار الأحكام و النصوص !
فأمام أي استعصاء وحتى ولو كان ذلك في الطب و فن التوليد , توجب العمل بسرعة و حرفة عن سبل أخرى لإخراج الجنين فوراً من بطن والدته قبل تضرره واختناقه وهذه ما يدعوه أطباء النساء " بالقيصرية" وهي تماماً كظاهرة " عنق الزجاجة" !
فالجنين المستقر في رحم الأم لا بد له من سلوك طريق واحد إن أراد الخروج وهو عنق رحم أمه الذي يقع في الحوض الصغير المنخمص تماماً ك " عنق الزجاجة " فإن استحال الأمر وجب البحث فوراً عن سبيل آخر لإخراج الجنين بسرعة و لا يكون ذلك إلا بما نسميه بال" القيصرية " !!!
لقد تم التعامل مع ظاهرة " عنق الزجاجة " هذه وفي كامل مندرجاتها السابقة والتي لم يأت الذكر عليها في كثير من بلدان العالم بكل خبرة و حرفية وذلك بإيجاد الحلول الذكية و المستدامة التي وضعها خبراء و علماء العالم في خدمة البشرية و مجتمعاتها .
وقد جاءت هذه الحلول لتلبي حاجات المواطن أكان هذه المواطن سائلاً أم مسؤولاً .
مسؤولاً عن وصول الحال هذا إلى ما أدعوه بظاهرة "عنق الزجاجة" .! وسائلاً عن لقمة عيشه ورزقه كرامته المهدورة في أروقة الشركات و مكاتب الوكالات وأروقة القصور و ردهات المؤسسات !!!!
إن ظاهرة " عنق الزجاجة " تظهر جلية لدى العامة عندما نشاهد أحدهم و هو يشرح لك همومه و مشاكله لينهي كل حديثه مؤشراً بسبابته إلى ناحية رقبته أو أنفه ليقول لك :" وصلت معي لهون ما عم فيني أتحمل " !!!!
الحقيقة يمكننا القول أن ظاهرة " عنق الزجاجة " تمثل في رأيي لحظة قدوم الحقيقة بمرِّها و حلوهاّ !!!
المنتديات
إضافة تعليق جديد