حصل ما كنت أتوقع حدوثه البارحة حيث نزلت طلائع من قوات المارينز الأمريكي على الشاطئ اللبناني في المنطقة الموازية للضبية . الآن , اعتقد أن الأمر سيأخذ منحاً جديداً في المعركة القائمة في لبنان . سيحتاج إلى المزيد من الوحدة الوطنية و الموقف الواحد الداعم للمقاومة الإسلامية و الجيش اللبناني . الأخ عربي , اعتقد أن مخاوفنا المشتركة بدأت تتجلى صورتها بشكل كبير بعدما عرفنا أن الأمر لم يتم بشكل رسمي . فالحكومة اللبنانية لم تعلن عن موافقتها رسمياً بشأن رسو حاملات الجنود على الشاطئ في منطقة مبهمة على الشاطئ. دائماً تكون البداية هكذا . حيث يقولون أن عدد الجنود يبلغ 40 جندي . وإنما لا ندري في المستقبل القريب هل سيتم استجلاب أعداد إضافية من الجنود أم لا ؟ هذا ما يجب أن نجيب عليه بشكل سريع و هادئ. أحذر الآن بشكل كبير من افتعال أزمة أمنية أو عسكرية من قبل طرف غير معروف من أجل إقحام قوات أصبحت الآن على أرض الواقع بأول صورها .

هنالك بضعة بوارج أمريكية راسية قبالة شواطئ العاصمة بيروت على الأقل إحداها حاملة للطائرات. حشود من 3 إلى 4 فرق مدرعة على الحدود الجنوبية للبنان قوامها 30.000 إلى 40.000 جندي. مضمون البيان العسكري الإسرائيلي أنه لا نية لعملية اجتياح كبيرة في لبنان . وإنما عمليات محدودة لإضعاف حزب الله ونزع سلاحه وإبعاده مسافة تتراوح بين 10 إلى 20 كيلومتر عن الحدود الشمالية لإسرائيل. لا يخفى على أحد أن هذه المسافة غير كافية على الإطلاق لتفادي صليات صواريخ حزب الله الذي أعلن عن امتلاكه صواريخ لمسافة حتى 150 كيلومتر!! إجلاء كافة الأجانب من أصول لبنانية من لبنان . نقل كافة جنود الاحتياط إلى مواقع جنوبية واستبدالها بقطعات من الجيش العامل النظامي لوضعه على جبهة القتال اللبنانية. كوندوليسا رايس تصل غداً إلى المنطقة للتشاور . الكونغرس الأمريكي دعم إسرائيل في عدوانها على لبنان . الولايات المتحدة الأمريكية ضد عملية وقف إطلاق النار . إنها مكيدة يجب أخذ الحيطة الشديدة منها لطالما أن شارون أعلن عام 1982 سنة اجتياح لبنان عن عدم نيته في عملية اجتياح كبير وإذ به, يصل إلى بيروت غرباً و البقاع شرقاً ضارباً عرض الحائط كل المناشدات الدولية و الأمريكية بعدم التوغل ضمن الأراضي اللبنابية . اليوم يمشي أولمرت على نفس الخطى التي مشى عليها شارون وهما من حزب كاديما ( الطريق القويم) و يستعمل لذلك نفس الأسلوب ألا وهو أسلوب كسب الوقت لإقناع الدول صاحبة القرار بجدوى العمل العسكري ضد حزب الله!! الأسرائيليون مجربون في السابق و الآن . لنا تجربة عريضة معهم . مخادعون , كذابون , مراوغون مثلما هم مجرمون. الولايات المتحدة الأمريكية زادت من نهم اسرائيل حول العدوان على لبنان بدعمها ورفضها لأية مقترحات عربية أو أوروبية بشأن إنهاء الأزمة. العدوان على لبنان عدوان أمريكي_ اسرئيلي مزدوج . أهدافه واحدة استراتيجياً وعسكرياً وعقائدياً. وإلا , فلماذا وجود البوارج الأمريكية قبالة شواطئ لبنان؟ وماذا بعد لبنان و كيان لبنان ومياه لبنان ؟ ماذا بعد إبعاد حزب الله وأنصار حزب الله عن الساحة السياسية ؟ ماذا عن مشاعر الإحباط الكامل الذي سيصيب جماهير الأمة بعد المعركة الأخيرة ؟ ما هي الحقيقة المرة التي ستنشأ في نفوسنا من جراء الهزيمة و الانكسار؟ وفوق كل هذا , ما هو شكل المنطقة بعد ما يمكن أن يصل لبنان إليه؟