جائزة افضل مدونة عربية: ليذهب حزب الله والجهاد والكرامة العربية الى الجحيم»

‏ بعد الدور الفعال الذي باتت تقوم به المدونات في العالم العربي وبالذات في طرق دفع ‏الاصلاح في العالم العربي، وتزداد اهمية المدونات في التأثير على الرأي العام العالمي بل ‏ومزاحمتها للاعلام المكتوب والمقروء، انتظر
كثير من المهتمين بهذا المجال نتائج المسابقة ‏الدولية السنوية التي تجريها قناة دويتشه في الالمانية لاختيار افضل المدونات في العالم بعشر ‏لغات عالمية من بينها العربية. والتي تعد بمثابة جوائز الاوسكار للمدونات، وجوائز نوبل، ‏رغم انه تشوبها اخطاء جوهرية ومن اهمها التسابق على عشر لغات من بينها الهولندية التي لا ‏يتكلم بها سوى 16 مليون هم سكان هولندا، في ظل استثناء المدونات باللغة الهندية التي ‏يتكلمها ما يزيد عن 1000 مليون نسمة، وكذلك البرتغالية والايطالية واليابانية ‏والتركية. ولكن في ظل «الحرب على الافكار» التي بشر بها بوش وفريق المحافظين الجدد كان من ‏الطبيعي ان يكون لدى البعض شكوك من سعي جهات ما لاستغلال هذه المدونات للتغلغل داخل ‏المجتمعات بصورة اكبر وان «مالك مصطفى» احد اهم واشهر المدونين في مصر والعالم العربي ‏باسره «مصطفى مالك» صاحب موقع «مالكوم اكس» كان معه حق الى حد كبير حين رد على ذلك ‏قائلا ليس سهل ان تريد الصراحة هم في جميع الاحتوال متغلغلون في كل شيء في البلد»، لكن ‏هناك ايضا شكوك في محاولة استغلال هؤلاء في تسريب ونشر الثقافة والقيم والافكار الاميركية ‏كارضية تمهيدية لمشروع الشرق الاوسط الكبير.. وهو ما لا يعد مبالغة حيث قيل هذا الكلام ‏علانية على لسان «الينا رومانسكي» المسؤولة الرئيسية عن مشروع الشرق الاوسط الكبير في ‏وزارة الخارجية الاميركية في حفل عشاء على هامش مؤتمر خاص عقد في برلين لما اطلق عليه «دعم ‏الكفاءات في العالم العربي» في فبراير 2003 وحضرته كناشط عربي حيث كان ممنوعا حضوره ‏للصحفيين حيث اكدت يومها بكل صراحة قائلة «اننا اخطأنا بدعم الانظمة الدكتاتورية مثل ‏مصر والسعودية، والان سنعمل على مستويين: الاول هو اسقاط هذه الانظمة الفاسدة، والثاني ‏هو التغلغل داخل المجتمع المدني بكل قوة حتى نرسخ لديه قيم الديموقراطية»!‏
ومن هنا كان ولا يزال التشكيك في دعم او علاقة بعض المؤسسات الغربية ببعض اصحاب ‏المدونات، وخاصة الذين يروجون للمشروع الاميركي في المنطقة ويهاجمون ما يسمونه بانغلاق ‏الفكر القومي والاسلامي الذي تجاوزه الزمن، لكن مع ذلك ففي المسابقات الدولية الكبرى ‏ينبغي ان تكون هناك شروط صارمة لا تحابي وهي بالضرورة تعمل على اختيار الافضل، وفيما ‏يتعلق بهذه المسابقة لاختيار افضل المدونات بكل لغة ان تكون شروط هذا الخيار تعتمد على ‏اسس معينة اهمها ان تكون المدونة مؤثرة في المجتمع بصورة يشعر بها غالبية المتابعين وان ‏يكون ما يكتب فيها يمثل ويقدم حقائق ومعلومات ههامة ةحول ما يحدث في المجتمع مما لا ‏تسستطيع او لا تريد وسائل الاعلام نشره وان تتحول بقدر الامكان الى صانعة الاخبار بدل ان ‏تكون متلقية لها، والا تكون مجرد ثرثرة او تحليل للقضايا السياسية خاصة ان اغلب المدونين ‏ليس لديهم خبرة بالتحليل السياسي بل واحيانا لا يستطيعون كتابة 3 جمل باللغة العربية، ‏ولكن الاهم ايضا ان تكون المدونة موجهة من الاساس لمخاطبة الخارج او للحصول على الشهرة.‏
وعلى هذا الاساس انتظر كثيرون ان تلتزم المسابقة بهذه المعايير حتى لا نجد هذه المسابقة اصبحت ‏تماما كجوائز نوبل وجوائز الاوسكار تسيطر عليها الهيمنة السياسية لنجد ان احد اهم شروط ‏الحصول عليها زيارة اسرائيل او تأييدها او الهجوم على التيارات المعادية لها، ولكننا من ‏البداية فوجئنا... على سبيل المثال في السباق على افضل مدونة باللغة العربية باختيار ‏عشر مدونات فقط للتسابق لم يكن من بينها بعض اهم المدونات مثل مدونة «مالكوم إكس لمالك ‏مصطفى» ومدونة «الوعي المصري لوائل عباس» واللذين قاما بأكثر من سبق اعلامي اضطرت ‏الصحف ووسائل الإعلام العربية والاجنبية للنقل عنهم خاصة ان ما نشروه في مدوناتهم كانت ‏تثبته الصور بل وشهادة شهود العيان وكان اخرها حادثة «التحرش الجماعي بالفتيات» في ‏وسط مدينة القاهرة في أول يومين لعيد الفطر، لكن اكتشفنا مشاركة بعض المدونات التي لا ‏علاقة لها من قريب او بعيد بالمجتمعات العربية واقل ما يمكن وصفها بأنها سخيفة. فواحدة ‏تقول انها ترقص الفلامنكو وتعرض صور لوشم على بطن صديقتها، واخرى تهاجم الحجاب والتخلف ‏الاسلامي وتعرض صور وتناقش موضوعات بذيئة حول الجنس، وآخر يكتب عن امرأة يحبها وينتقد ‏التيارات الاسلامية في العالم العربي.‏
وفي النهاية اعلنت لجنة التحكيم في المسابقة نتائج اختيارتها لأفضل المدونات في العالم لتأتي ‏بمثابة صدمة حقيقية لمن توقع تقييما موضوعيا او حتى يحترم اراء القراء الذين اكتشفنا ان ‏تقييمهم ليس له اي معنى وان الحكم فقط لشخص واحد فقط في كل لغة قامت القناة باختيارهم ‏وهم الفائزون بجوائز العام الماضي وسنختار نتائج 3 من افضل المدونات لمعرفة ما حدث (1).‏
الأولى هي جائزة افضل مدونة على الاطلاق والتي اعطيت لمدونة «صن لايت فاونديشن» الاميركية ‏والتي قيل انها تعمل على تحقيق مزيد من الشفافية في الحكومة الاميركية والكونغرس لكن الاغرب ‏اننا فوجئنا بأن هذه المدونة حصلت على المرتبة الاخيرة في تعليقات القراء ضمن عشر مدونات ‏تتنافس معها برصيد تعليقين فقط مقابل حصول مدونات اخرى على ما يزيد عن 115 تعليقا.‏
اما في حالة افضل مدونة ألمانية فسنكتفي بذكر النتيجة بلا أي تعليق حيث اعطيت جائزتها ‏لمدونة «رسائل من رينجهولت» ولنكتشف انها حصلت على المرتبة الاخيرة ايضا في تصويت الجمهور ‏بتعليق واحد فقط مقابل تعليقات وصلت الى 159 لإحدى المدونات الألمانية... وهي مدونة لما ‏قيل انها مهاجرة ألمانية تعيش في كيبوتس في أحد المستوطنات اليهودية هناك وتكتب عن حياتها ‏اليومية كعميدة في الجامعة وام لأربعة اطفال! (2)‏
اما افضل مدونة عربية فقد تم إعطاؤها لمدونة «جار القمر» المصرية وصاحبها يدعى ‏‏«هيثم»... ولكن هذه كانت الى حد ما افضل من سابقاتها حيث حصلت على المرتبة قبل الاخيرة ‏اي التاسعة من ضمن عشر مدونات في تعليق القراء عليها الا انه لم يكن مفاجئا ان تقوم ‏الحكم «منال حسن» التي حصلت مدونتها هي وزوجها في العام الماضي باختيار هذه المدونة لأنه ‏معروف بأن صاحبها صديق لها ولزوجها وهناك صور تجمعهم مع بعضهما البعض بل ان عنوان ‏المدونة نفسها مرتبط بعنوان مدونتهما، وهو ما اعترف به احد اصدقائه وعلى مدونته نفسها ‏قائلا له هما لما اخدوا مدام منال في المسابقة كان متوقع من اللي حيتم ترشيحهم (3).‏
لكن الأهم هو ما تحتويه هذه المدونة والتي تبدأ بحوار حول حادثة «التحرش الجنسي في مصر» تم ‏وصف من قاموا بذلك «بحثالة البروليتاريا... اي الصيع»! وتم ارجاع ما فعلوه «لخطب الجمعة» ‏وخطب الكاسيت التي تري المرأة فتنة وانها اصبحت عدوا وانه هنا «يخرج الشعار ده في صورة ‏لتدمير العدو... وده طبعا شبه مثلا اللي حصل في 11 ايلول» ثم يضيف في عبارة سياسية واضحة ‏ترجع ذلك لفكر المتطرفين «الانتحاريين» من اعداء السلام والتفاوض السلمي قائلا «ان الخطاب ‏الانتحاري السائد في المجتمع المصري المغلق المتدهور لا يعترف بأي شيء تفاوضي... ولا بفكرة ‏التفاوض اساسا.‏
ثم يحكي عن حبه لممثلة استعراضية ويعرض لأكثر من صورة لها قائلا انه يحبها كما يوجه ‏انتقادات حادة لمسلمي الدانمارك متهما إياهم بالمسؤولية في إشعال الفتنة التي نتجت من ‏الرسوم بل انه يحلل ازمة الرسوم بكل ما حوته من تفاصيل طويلة لا يمكن لأحد يعيش في مصر ‏معرفتها بما فيها مواد الدستور الدانماركي والتي يبدو واضحا انها نتيجة عمل فريق كامل ‏وليس مجرد فرد لينتهي بأن المسلمين هم الذين لم يفهموا حرية التعبير لانغلاقهم وعدم تقبلهم ‏للحرية. (4)‏
ثم يهبط درجة اخرى ويناقش ما حدث في لبنان وفلسطين محملا المسؤولية لحماس وحزب الله ليقول ‏‏«أن الحرب بين اسرائيل وحزب الله... حزب الله ليس لبنان.. والمقاومة ليست لبنان» مضيفا ‏‏«انا اتعاطف فقط مع مليون شخص نزحوا او سينزحون من منازلهم... فليذهب الجهاد الى الجحيم ‏مقابل هكذا ثمن.. ولتذهب معه ايضا الكرامة العربية بينما تمحق كرامة الانسان بين الملاجئ ‏والجوع والتشرد.. وبلا سبب»!‏
ثم يقول «ان تحارب دبابه بعصا بينما تقصف بيتك من خلفك... فهذا هو قمة العته» ثم يصف ‏ذلك بعبارة قذرة زاعما ان ذلك يحدث من اجل اطراف اخرى.‏
ثم يضيف «فليذهب حزب الله الى الجحيم» ثم ينتقد «العمامة الشيعية» لكنها يردفها بعبارة غير ‏مفهومة بتأكيده أنه لا يقبل هذا.. ولم ندر حقا ما علاقة مدون مصري كهذا بلبنان وشعبه ‏بحيث يقبل او يرفض بل ويطالب السيد حسن نصرالله «بترك لبنان وشأنه» ويتهكم على حزب الله ‏الذي قال انه ترك الأسرى في السجون الاسرائيلية منذ ربع قرن بينما يعيش في «بيات شتوي ‏لذيذ»، وينهي حديثه بصورة لا تحتاج حتى الى تعليق قائلا «إن سماحة السيد اراد استغلال ‏الموقف الفلسطيني لاشعال حرب اسلامية شاملة» ليختم قائلا «والحقيقة اني لا اهضم فكرة ‏التضامن مع اخواننا في فلسطين»!! (5)‏
ولكن هل أحتاج لربط ذلك بكلام السيدة «إلينا رومانسكي»، أو ربط المسابقة بالأوسكار ‏وجوائز نوبل.. ام ان الرسالة قد وصلت؟!‏
برلين- وليد الشيخ (عن الديار)
‏1) النتائج على موقع المسابقة:‏
http://www.thebobs.com/index. ‎php?l=deEts=11548932455761121LABDHZ1152967432138790PLNPHJCM
‏2) أحسن مدونة ألمانية
http://rungholt.wordpress.com‏/‏
‏3) العبارات على موقع «جار القمر»‏
http://jarelkamr.manalaa.net./node/386
‏4) العبارات على الموقع السابق
http://jarelkamar.manalaa.net‏/‏
‏4) العبارات على الموقع السابق
http://jarelkamar.manalaa.net/node?page=1

التعليقات

وردة الثلج

وما المفاجئ بالأمر ؟؟؟ طول عمرنا بعيدين عن حل مشاكلنا وغارقين بمشاكلنا والهم العام ما بيهمنا ... السؤال كم من الأموال دفعت لتفوز هذه المدونة وما هي المكاسب التي ستحقق اثر هذا الفوز .. يلزمنا نهضة حقيقية في ثقافتنا وجدواها ؟؟؟

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.