آذان الظهر الآن يلتف السماء
بدأت أراقب الطيور
يا ترى كيف تصلي للسماء كم ركعة تركع و كم سجدة تسجد لله؟
و هل هي ساهية عن صلاتها , متكاسلة , نائمة, منشغلة ؟
أسئلة راحت تتسابق في خاطري حتى إذا بي أرى سرب من الطيور
يغرد و يرقص في السماء فرحاً و شكراً لله
و كأنه يقول جئناك نصلي معاً جماعة نحن سرب من الطيور
نعرف كيف نشكر الله
***
الورد يعرف طريقه في الحياة
ينمو على الجدران , يتسابق مع النسمات
يرتدي أجمل الألوان و ينتقي أرقى العطور
أما نحن البشر فهيهات, هيهات لنعرف الطريق
***
عند فجر ذاك اليوم وقع نظري على زنبقة صفراء
و أخرى حمراء تنتفض عن وريقاتها دموع
هل يا ترى أمطرت في المساء سراً
و زنبقتي تحاول إخفاء قبلات المطر و تتظاهر بأنها تبكي؟
بعد تأملي الطويل , سألتها أن تخبرني الحقيقة
ما قصة دموعك يا زنبقة ؟
فاضت دموع الزنابق و بدأت تكرج على وريقاتها
ثم اختلطت مع أشعة الفجر و تحدثت بأجمل الكلام
صديقتي هذه دموع الشكر و الامتنان
لرب السماء الذي منحني فجراً جديداً
أي يوماً جديداً
أي أملاً جديداً
ما عندي سوى دموعي أهديها لله عند كل فجر
هي دموع الرجاء أنتم تعرفونها بندى الصباح
هذه هي قصة ندى الصباح يا صديقتي
هل أعجبتك ؟
أجبتها بدموعي التي امتزجت مع دموعها
شكراً لله الذي منحني هذه اللحظات الرائعة
لأشارك زنبقتي صلاتها عند فجر ذاك اليوم
***
الطير يعرف كيف يشكر الله
الوردة تعرف كيف تحب الله
الشجر بارعة في شكر الله
أما أنا كيف أعبر عن حبي و شكري لخالقي؟
كيف اصلي لله؟
كما يصلي المسلم أم المسيحي أم كما تصلي باقي الديانات؟
يا ترى أي الصلوات أقرب و أحب إلى الله؟
أي منها تصل إلى الله كما أرغب و أتمنى؟
نظرت إلى الوردة وجدتها صامتة
راقبت الطيور رأيتها سابحة في الفضاء
نظرت الى روحي وجدتها محلقة بين الغيوم
قلت أنا كما روحي واحدة
أصلي كما تصلي هي
أحب الله و هو يعرف ذلك
***