متى سأعود ؟!

أنا لست بشاعرة و لا كاتبة ولا حتى أديبة
ولم أكن يوماً بارعة
لا باللغة العربية و لا حتى الأجنبية
أنا العادية جداً
البسيطة جداً
الإنسانة جداً
إنسانيتي تجعل مني أرى كل الألوان
أعشق كل الألوان و أتقرب من كل الأرواح
إنسانيتي تجعلني أؤمن
بوجودي , بفرحي, بأملي
أحببت كلمات ترسم بنفسها على دفتري
و كيف أسطراً تتمسك بحروفي
وكيف أجعل لكلماتي أجنحة تطير
في سماء الكون..تطير و أطير معها
قلت لنفسي لما لا !..
……………… لما لا !..
لما لا أسطر كل ما يخطر ببالي
العادي , الغريب , البسيط , حتى التافه
أيكون الله خلقني هكذا بلا شيء
لا أظن ..كل إنسان مهما صغر شأنه في الحياة
عنده شيء يقوله و لكن أذان البعض لم تتعلم كيف
تصغي إلى حكايا البسطاء , العاديين .
أنا أحببت هذه الأشياء …
فكرت سابقاً لما لا أجمع كل الكتب الهامة على مر البشرية
كتب يقال أنها لأهم الشخصيات , أصحابها أناس كبار
بدأت…. فوجدت نفسي أقلد الكبار
أقلد أحاسيسهم و أتقمص شخصياتهم
حينها وضعت نقطة على السطر.
و بدأت من جديد
هذه المرة سأتعلم من كتب السماء
أبجدية السماء , سأخلق لنفسي لغة جديدة
كلمات تشبهني رغم جمال لغتنا لغة الأباء و الأجداد
إلا أنني لا أحب الالتزام ولا التقليد
البعض يقول عني متكبرة و البعض الآخر متعجرفة
و الأكثر حمقاء……..نعم
ربما…….ربما
ولكن رغم كل نظرات البعض أحب حياتي و رغبتي
باكتشاف ما أريد بطريقتي الخاصة جداً
ما نفع الحياة إن وجد كل شيء جاهز , مرتب
و أنا فقط آلة عمياء تنفذ , تقلد , تجيب بنعم أو لا
وأغلب الأحيان بنعم..
كسرت كل قوانين أقراني , أفكارهم , حتى أحلامهم
و رسمت لنفسي حلماً جميل, غريب, بسيط
أكثر ما أحب في تجربتي أنها بسيطة
بطبعي لا أحب التعقيد
أستمع الى السماء
أسطر كلماتها الزرقاء
أراقب الغيوم و أنسج منها آلاف الحكايا
مثلما نسجت في طفولتي آلاف الأثواب
تعلمت كبف أتواصل مع كلمات السماء
الغيوم , النجوم, القمر
كلها تعجبني ولكن أمام الغيوم يزداد أفقي
أراها تعبر عني ,لم أجد في كتب البشرية
أحد استطاع أن يعبر عن نفسي كما الغيوم عبرت
أراها
غامضة ,واضحة
بسيطة, معقدة
مرتبة , مشتتة
بيضاء , رمادية
فرحة, حزينة
و الأجمل أنها بلا حدود
مثلي أنا, أحبها كيفما كانت
وتحبني كما أنا , ففي كل يوم
تروي لي حكاية ؟
كم أحب التحليق بين الغيوم
غيوم الله
فروحي تحب السفر الى
موطنها الأولى
موطن السماء
ألم أكن أسكن في السماء و وجودي الحالي
بينكم هو رحلة عمرها سنوات نقضيها ثم نعود
كم أحب العودة …أشتاق للعودة….أحن للعودة
لا أعرف كم سأقضي من العمر هنا
و كم من الحكايا سأروي وكم من الكلمات سأكتب
و لكن أؤمن بأن طريق العودة ليس بالبعيد
متى سأعود ؟!!….
لأسكن الغيوم
و أحاكى النجوم
و اراقص الطيور
و ارتاح …ارتاح من
كل الهموم
كل الأكاذيب
كل الكره
كل القتل
كل الحروب
كل الانانية
متى…متى؟!!……….
___________________ياسمين علي 7/11/2005
المنتديات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.