مجتمع

من طروادة إلى دمشق: رجال الدين يحرقون المدن

في فيلم طروادة الجديد، يقف حاكم طروادة الذي اعتقد أنه انتصر نصرا عظيما أما الحصان الخشبي، ويسمع آراء مستشاريه. يقترح الأمير الشاب إحراق الحصان، ولكن رجل الدين يقترح إدخال الحصان إلى المدينة. لا يعرض المخرج الحوار بتفاصيله، ولكنه يظهر لنا أن الحاكم نفذ رأي رجل الدين كما كان يفعل دائما، وجر على نفسه ومدينته الخراب.

كيف نساعد نبيل فياض؟

كتبت سابقا عن مبررات اعتقال نبيل فياض، وأوضحت أنني أعتقد أن اعتقاله مجرد صفقة بين الجهة المتضررة من كتاباته، وبين السلطة التي تقدر على اعتقاله. وللتركيز على وجهة نظري أود أن أطرح للنقاش النقاط التالية:

1- لا مصلحة للأمن السوري، ولا لسورية، في اعتقال كاتب مسالم مثل نبيل فياض، بل بالعكس، اعتقاله يمكن أن يسيء إلى صورة ضباط الأمن السوري، وإلى صورة سورية كلها.

نبيل فياض: مع الوطن حتى النهاية

أنا أشد معارضة للدولة السوريّة، بشكلها الحالي، من أية منظومة معارضة أخرى: لكني مع الوطن حتى النهاية. لست ضد أحد في الدولة السوريّة، لكني ضدّ منظومة فساد استشرى وأصوليّة إسلاميّة تأكل الأخضر واليابس وتشيع روح الطائفيّة البغيضة في أرجاء وطن الحضارة الأقدم؛ ضدّ حزب فيه من الحزبيين الانتهازيين أضعاف لا حصر لها مما فيه مما يمكن أن نسميه بعثيين؛ ضد احتكار العروبيين لهوية الوطن، ضد إمساك الشعوبيين المستوردين من بلاد الكرد والأفغان وإيران والشيشان [هذه الأخيرة هامّة جدّاً لوجود شيشاني متطرّف الآن في منصب هام للغاية] برقبة الوطن لغايات لا علاقة لها بمستقبل بلد الكلمة!

من دفع ثمن اعتقال جهاد نصرة ونبيل فياض

في سورية، يستشري الفساد لدرجة هائلة، بحيث لا يمكنك أن تفعل أي شيء دون دفع ثمن له، ويمكنك أن تفعل كل شيء بمجرد دفع الثمن المناسب له.

وقد أشار نبيل فياض سابقا في كتاباته إلى وجود جهة مستعدة لدفع ثمن إسكاته بأية طريقة، وذكر تجارب سابقة لهذه الجهة التي حاولت اضطهاده بكل الأساليب، انطلاقا من تهديده بشكل شخصي، ووصولا إلى تلفيق التهم له وشراء ضباط الأمن في محاولة لتوقيفه.

لا، ليس السوريون رخيصين إلى هذه الدرجة

من يقرأ مقالة عمرو سالم المنشورة في نشرة كلنا شركاء يوم 20 أيلول يخرج بانطباع أن العقول السورية رخيصة جدا، وبينما كان العراقيون يدفعون كوبونات نفطية ثمن صوت أو مقالة، يبدو أن السوريين يقبلون مجرد عزيمة عشاء مع أصدقاء من وسط السلطة ليقولوا ما يعتقدون أنه يجب أن يقال بعد تلك العزيمة.

أعتقد (ولست متأكدا) أن الأستاذ عمرو سالم يشغل وظيفة قيادية عالية في شركة مايكروسوفت، عملاق البرمجيات العالمي، ويقول في مقالته نفسها أنه زار الوطن في إجازة لمدة أسبوعين، وخرج منها بنتائج متعددة، ولكن مقالته تحوي أكثر من ذلك.

حديث ودي ممنوع من النشر (بقلم أيمن الدقر)

أيمن الدقر
جمعتني سهرة مع صحفيين اثنين، أحدهما متفائل والثاني متشائم، قال لي صديقي المتفائل: يا أخي، كيف تدعون لخصخصة القطاع العام في افتتاحية عددكم السابق، وبذريعة تخليص المواطن من عبء خسارته، حتى وإن كان خاسراً!؟.. لماذا لا تدعون لإصلاح القطاع العام؟
أجاب صديقنا المتشائم وكأن السؤال موجه إليه: كفاك يا رجل.. (المجرب لا يجَرَّب)..
سأله المتفائل: ماذا تقصد؟