إنّ مقولة العدائية للمسلمين لا يمكن أن تنطبق علينا بأية حال! فإلى جانب انتمائنا الشخصي إلى الأرومة الإسلامية - رغم أن هذا ليس كافٍ بحد ذاته كحجة غير مرفوضة في سياق من تلك النوعية - فنحن نتمسّك بالانتماء إلى منطقة ذات غالبية إسلامية بأصابعنا وأسناننا، ونرفض أي وطن علماني بديل مهما بدت المغويات مبهرة، والمنفّرات في أرض الوطن مقزّزة - وهذا هو تحديداً سرّ نقديتنا الإسلامية العنيفة التي تتاخم أحياناً حدود التهكّم.
إنّ انغماسنا في وطن إسلامي هو تحديداً سبب نقديتنا العنيفة للإسلام. فنحن لم نشعر قط باللاانتماء إلى هذا الوطن: وربما لن نشعر؟ ولأن هذا الانتماء يمتصنا، فنحن ممتلكون من مسؤولية لا تُحدّ حيال شعب الوطن الذين هم في غالبيتهم، كما قلنا، من المسلمين. والمسلمون كلهم في خطر: هنالك مؤامرة تسحقهم كلّ يوم - مؤامرة متواصلة - اسمها، للأسف، الصورة المتداولة للإسلام.
نحن، بالفعل، نشعر بانتمائنا العميق إلى المسلمين من أهل الوطن، مثلما نشعر بانتمائنا إلى غير المسلمين. وحين نبحث عن تحرير المسلمين من قيود الصورة المتداولة للإسلام، فذلك فقط لأننا نشعر برغبة لا ضوابط لها في انتقال المسلمين من صحراء التخلف والإرهاب إلى واحات الحضارة والحرية. كان باستطاعتنا أخذ موقف اللامبالاة؛ كان باستطاعتنا ترك الوطن والهجرة - والأمر أسهل من أن يوصف! لكن عمق إحساسنا بالانتماء يفرض علينا البقاء والمواجهة وتحمل كلّ الشتائم والإهانات والاتهامات لوضع لبنة واحدة في صرح الحضارة.
من كتاب أم المؤمنين تأكل أولادها
http://kitabat.com/um_almuamenen.htm
إضافة تعليق جديد