كتبت غادة السمّان في قصة " الحياة بدأت للتو "
" نظر إلي أحمد بعينين حاقدتين ، كنت قد تركت رأسي يسقط على ركبته و أنا أهمس : إنني وحيدة ... وحيدة
كنت أعرف أنه يموت شوقاً الى تقبيلي ... ولكنه غاضب أيضاً لأنني تركته يقبلني ....
لما اقترب مني أحسست برغبة في أن ألتقي به بطريقة ما ....في أن أكف عن أكون وحيدة ، أن أمتزج به ، أن أكثف حوارنا ، أن أعمّق لقاءنا ، كنت أحبه ببراءة ، و بلا تخطيط ...
لذا ، لما شدّني الى صدره ، لم أحس بأية رغبة في افتعال التمنع ، كنت أود ذلك أكثر من أي شيء آخر في العالم ، كنت طرفاً مسؤولاًً عما يدور و لم أكن مجرد دمية ماهرة واعية لأصول البيع و الشراء ، تتمنع افتعالاً و تعتبر نفسها " مفعولاً به " يمنح مقابل شروطه و مغانم أخرى اجتماعية ....استحلت قطاً صغيراً يتشرد في عنقه يقبّل و يعضّ و يموء ويحاول أن ينسلّ حتى تحت الجلد و اللحم و الأعصاب...
قال و النشوة تخنقه : لماذا أنت رخيصة هكذا ؟ ...كيف أثق بك ؟
أجبتُ : لست رخيصة ، ولست شرقية تتاجر بمظهر شرقيتها ....إني أمنح حينما أكون صادقة مع نفسي وأنا أمنح
قال : ماذا يضمن لي اخلاصك...
أجبت : احترامي لذاتي ، أنا معك دونما ضمانات غير كياني الذاتي و صدقي ، إن سواك من الرجال غير موجودين في عالمي كذكور كي أشتهيهم ، ما دمت " ذكري " ...لا أستطيع أن أخونك ، فالجنس لدي امتداد للحب ....أسلوب آخر للحوار ...لا أعرف الجنس المعزول ، و لا أستطيع استيعابه ...و إذا اشتهيت سواك فهذا معناه أننا انتهينا منذ زمن طويل ، وأنك لم تعد في عالمي ، ولم أعد مسؤولة أمامك ...و في هذه الحالة أخبرك بذلك سلفاً ...
* * *
اسمع أيها الرجل الذي أحب حقاً ، الحب نغمة من نغمات حياتي كما هو بالنسبة إليك ، لكنني أعشق أشياء كثيرة أخرى الى جانبك ، أعشق عملي ، حريتي ، صدقي ، مثلك تماماً ، و أعشقك ، لكنك لن تحيلني الى امرأة ضعيفة متعطشة للثأر ، قد تسبب لي ألماً عظيماً لكنك لن تدمرني و لن تدمر طاقتي على الحب ، أرفض أن تمتلكني و أن أمتلكك...و أرفض أن ...قاطعني صارخاً : أحبك ...و أكرهك...أكرهك "
مأخوذة من قصة " الحياة بدأت للتو " من المجموعة القصصية " زمن الحب الآخر" للأديبة غادة السمان
" نظر إلي أحمد بعينين حاقدتين ، كنت قد تركت رأسي يسقط على ركبته و أنا أهمس : إنني وحيدة ... وحيدة
كنت أعرف أنه يموت شوقاً الى تقبيلي ... ولكنه غاضب أيضاً لأنني تركته يقبلني ....
لما اقترب مني أحسست برغبة في أن ألتقي به بطريقة ما ....في أن أكف عن أكون وحيدة ، أن أمتزج به ، أن أكثف حوارنا ، أن أعمّق لقاءنا ، كنت أحبه ببراءة ، و بلا تخطيط ...
لذا ، لما شدّني الى صدره ، لم أحس بأية رغبة في افتعال التمنع ، كنت أود ذلك أكثر من أي شيء آخر في العالم ، كنت طرفاً مسؤولاًً عما يدور و لم أكن مجرد دمية ماهرة واعية لأصول البيع و الشراء ، تتمنع افتعالاً و تعتبر نفسها " مفعولاً به " يمنح مقابل شروطه و مغانم أخرى اجتماعية ....استحلت قطاً صغيراً يتشرد في عنقه يقبّل و يعضّ و يموء ويحاول أن ينسلّ حتى تحت الجلد و اللحم و الأعصاب...
قال و النشوة تخنقه : لماذا أنت رخيصة هكذا ؟ ...كيف أثق بك ؟
أجبتُ : لست رخيصة ، ولست شرقية تتاجر بمظهر شرقيتها ....إني أمنح حينما أكون صادقة مع نفسي وأنا أمنح
قال : ماذا يضمن لي اخلاصك...
أجبت : احترامي لذاتي ، أنا معك دونما ضمانات غير كياني الذاتي و صدقي ، إن سواك من الرجال غير موجودين في عالمي كذكور كي أشتهيهم ، ما دمت " ذكري " ...لا أستطيع أن أخونك ، فالجنس لدي امتداد للحب ....أسلوب آخر للحوار ...لا أعرف الجنس المعزول ، و لا أستطيع استيعابه ...و إذا اشتهيت سواك فهذا معناه أننا انتهينا منذ زمن طويل ، وأنك لم تعد في عالمي ، ولم أعد مسؤولة أمامك ...و في هذه الحالة أخبرك بذلك سلفاً ...
* * *
اسمع أيها الرجل الذي أحب حقاً ، الحب نغمة من نغمات حياتي كما هو بالنسبة إليك ، لكنني أعشق أشياء كثيرة أخرى الى جانبك ، أعشق عملي ، حريتي ، صدقي ، مثلك تماماً ، و أعشقك ، لكنك لن تحيلني الى امرأة ضعيفة متعطشة للثأر ، قد تسبب لي ألماً عظيماً لكنك لن تدمرني و لن تدمر طاقتي على الحب ، أرفض أن تمتلكني و أن أمتلكك...و أرفض أن ...قاطعني صارخاً : أحبك ...و أكرهك...أكرهك "
مأخوذة من قصة " الحياة بدأت للتو " من المجموعة القصصية " زمن الحب الآخر" للأديبة غادة السمان
المنتديات
التعليقات
Re: " الحياة بدأت للتو "
إضافة تعليق جديد