يتردد هذه الأيام الكلام عن حل سياسي مع جيش المرتزقة الذي يغزو سوريا باسم جبهة النصرة وحلفائهم خارج سوريا. ولعل أوضح تعبير عن هذه الفكرة أتى من مقالة ابراهيم الأمين التي لخص فيها ما يدعي أنه حوار أجراه مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.
لقد حاولت سوريا تحقيق هذا الحل السياسي قدر الإمكان، ومنذ بداية الأزمة طرحت سوريا الحوار كسبيل للخروج من الأزمة، والتقى الرئيس بآلاف السوريين في مكتبه، ووافق على جميع الحلول الدبلوماسية المقترحة، مهما كانت قذرة، بما فيها اتفاقية جنيف التي يجترها الروس إعلاميا، لعلها تساعد في تجنيب سوريا المزيد من الدمار.
كلام فاروق الشرع ليس فيه أي جديد، بل هو تأكيد لسياسة سوريا المستمرة من أول الأزمة. وطرح حكومة الوحدة الوطنية قديم قدم الأزمة، وهو بالنسبة لسوريا لا يعني إطلاقا مشاركة جيش المرتزقة أو جناحه السياسي فيها، فهم أصلا لا يعترفون بالوطن ويريدون إمارة إسلامية. ومبادؤهم الوهابية تمنعهم من المشاركة في أي نشاط وطني.
ليكون الحل السياسي المطروح واقعيا، يجب توضيح أن المقصود به حل سياسي بين السوريين الرافضين للمؤامرة والواقفين في مواجهتها، بعد انتصارهم على المؤامرة وسحق جيش المرتزقة الغازي. والكلام عن أي حل سياسي مع جيش المرتزقة هو مجرد أحلام يقظة أو استمرار لأساطير الربيع العربي.
لنتعلم من تجربة الشعوب الأخرى التي استهدفها الأمريكان سابقا، بدءا من الهنود الحمر، فقد حاول الهنود الحمر تقاسم الأرض مع الأمريكان بحل سياسي مع الأمريكان، ولكن انتهى بهم الأمر إلى الإبادة الجماعية، وانتهى وجودهم نهائيا من أرضهم الأصلية.
ومذ سنوات حاول صدام حسين قدر إمكانه الوصول إلى حل سياسي مع الأمريكان، وسمح لهم بتفتيش غرف النوم في القصور الرئاسية بحثا عن الأسلحة الكيماوية، فانتهى به الأمر إلى الاختباء تحت الأرض حتى نكشوه وجرجروه إلى محكمة حكمت بإعدامه، فأعدموه صبيحة عيد الأضحى، وتم تدمير العراق تماما على كل الصعد بما يفقدها القدرة على النهوض من جديد.
أدرك القذافي أن دوره قادم، ولكنه أيضا كان يحلم بحل سياسي مع الأمريكان، فأغلق كل الملفات التي احتج عليها الأمريكان بما يرضيهم، ثم عرض عليهم أي شيء يريدونه مقابل حماية ليبيا من التدمير، وحاول شراء موقف ساركوزي وبيرلز كوني ليتجنب عداءهما. وانتهى به الأمر طريدا ثم مغتصبا بعد موته. وبموته تحولت ليبيا من أغنى دولة في افريقيا والدولة الأولى على العالم في إعادة استثمار عائدات النفط في التنمية إلى دولة مدينة وفاقدة لكل أمل في استعادة الحياة الكريمة لأبنائها. إضافة لذلك تمت إبادة عشرات الآلاف من الليبيين سود البشرة في جريمة إنسانية يندى لها جبين البشرية.
عمر البشير أيضا كان يحلم بحل سياسي مع الأمريكان، فوافق على خطة تقسيم بلده، وساهم في تأسيس إسرائيل جديدة في جنوب السودان تسيطر على منابع النيل. كل ذلك لم يفد شعبه، فالجنوبيون مستمرون في غزو الشمال عسكريا، وهو أصبح مطلوبا للعدالة. ومازال السودان يعاني الحظر والعقوبات الدولية ويتعرض للقصف الإسرائيلي.
لقد أثبتت تجارب الشعوب أمرين أساسيين يجب أن يكونا واضحين لكل سوري:
1- الحل السياسي غير ممكن مع الأمريكان والصهاينة
2- كلفة التصدي لهم مهما كبرت أقل بكثير من كلفة الخضوع.
في سوريا ليس أمامنا إلا التصدي للمشروع الأمريكي، علينا أن نحطمه تماما بمن يبقى منا، وبعد أن نسحق ثوار الناتو يمكننا أن نلتفت إلى حل سياسي بيننا نحن، وبدون أي تأثير لأمريكا وصهاينتها.
ملاحظة: ابراهيم الأمين إعلامي لبناني، ولذلك أرجو أن يكون ما كتبه في الأخبار هو ما قاله الشرع، وليس ما فهمه ابراهيم الأمين.
لقد حاولت سوريا تحقيق هذا الحل السياسي قدر الإمكان، ومنذ بداية الأزمة طرحت سوريا الحوار كسبيل للخروج من الأزمة، والتقى الرئيس بآلاف السوريين في مكتبه، ووافق على جميع الحلول الدبلوماسية المقترحة، مهما كانت قذرة، بما فيها اتفاقية جنيف التي يجترها الروس إعلاميا، لعلها تساعد في تجنيب سوريا المزيد من الدمار.
كلام فاروق الشرع ليس فيه أي جديد، بل هو تأكيد لسياسة سوريا المستمرة من أول الأزمة. وطرح حكومة الوحدة الوطنية قديم قدم الأزمة، وهو بالنسبة لسوريا لا يعني إطلاقا مشاركة جيش المرتزقة أو جناحه السياسي فيها، فهم أصلا لا يعترفون بالوطن ويريدون إمارة إسلامية. ومبادؤهم الوهابية تمنعهم من المشاركة في أي نشاط وطني.
ليكون الحل السياسي المطروح واقعيا، يجب توضيح أن المقصود به حل سياسي بين السوريين الرافضين للمؤامرة والواقفين في مواجهتها، بعد انتصارهم على المؤامرة وسحق جيش المرتزقة الغازي. والكلام عن أي حل سياسي مع جيش المرتزقة هو مجرد أحلام يقظة أو استمرار لأساطير الربيع العربي.
لنتعلم من تجربة الشعوب الأخرى التي استهدفها الأمريكان سابقا، بدءا من الهنود الحمر، فقد حاول الهنود الحمر تقاسم الأرض مع الأمريكان بحل سياسي مع الأمريكان، ولكن انتهى بهم الأمر إلى الإبادة الجماعية، وانتهى وجودهم نهائيا من أرضهم الأصلية.
ومذ سنوات حاول صدام حسين قدر إمكانه الوصول إلى حل سياسي مع الأمريكان، وسمح لهم بتفتيش غرف النوم في القصور الرئاسية بحثا عن الأسلحة الكيماوية، فانتهى به الأمر إلى الاختباء تحت الأرض حتى نكشوه وجرجروه إلى محكمة حكمت بإعدامه، فأعدموه صبيحة عيد الأضحى، وتم تدمير العراق تماما على كل الصعد بما يفقدها القدرة على النهوض من جديد.
أدرك القذافي أن دوره قادم، ولكنه أيضا كان يحلم بحل سياسي مع الأمريكان، فأغلق كل الملفات التي احتج عليها الأمريكان بما يرضيهم، ثم عرض عليهم أي شيء يريدونه مقابل حماية ليبيا من التدمير، وحاول شراء موقف ساركوزي وبيرلز كوني ليتجنب عداءهما. وانتهى به الأمر طريدا ثم مغتصبا بعد موته. وبموته تحولت ليبيا من أغنى دولة في افريقيا والدولة الأولى على العالم في إعادة استثمار عائدات النفط في التنمية إلى دولة مدينة وفاقدة لكل أمل في استعادة الحياة الكريمة لأبنائها. إضافة لذلك تمت إبادة عشرات الآلاف من الليبيين سود البشرة في جريمة إنسانية يندى لها جبين البشرية.
عمر البشير أيضا كان يحلم بحل سياسي مع الأمريكان، فوافق على خطة تقسيم بلده، وساهم في تأسيس إسرائيل جديدة في جنوب السودان تسيطر على منابع النيل. كل ذلك لم يفد شعبه، فالجنوبيون مستمرون في غزو الشمال عسكريا، وهو أصبح مطلوبا للعدالة. ومازال السودان يعاني الحظر والعقوبات الدولية ويتعرض للقصف الإسرائيلي.
لقد أثبتت تجارب الشعوب أمرين أساسيين يجب أن يكونا واضحين لكل سوري:
1- الحل السياسي غير ممكن مع الأمريكان والصهاينة
2- كلفة التصدي لهم مهما كبرت أقل بكثير من كلفة الخضوع.
في سوريا ليس أمامنا إلا التصدي للمشروع الأمريكي، علينا أن نحطمه تماما بمن يبقى منا، وبعد أن نسحق ثوار الناتو يمكننا أن نلتفت إلى حل سياسي بيننا نحن، وبدون أي تأثير لأمريكا وصهاينتها.
ملاحظة: ابراهيم الأمين إعلامي لبناني، ولذلك أرجو أن يكون ما كتبه في الأخبار هو ما قاله الشرع، وليس ما فهمه ابراهيم الأمين.
إضافة تعليق جديد