في 7 شباط 2017 نشر موقع الجريدة القطرائيلية "العربي الجديد" مقالة باللغة الانكليزية للكاتب البريطاني يان سنكلير Ian Sinclair عنوانها "لماذا يتجاهل الإعلام الوثائق الأمريكية المسربة عن سوريا". عنوان المقالة يبدو حياديا، وفيها استشهاد بعدد من منابر المؤامرة مثل الغارديان والجزيرة، ولكن محتوى المقالة مخالف تماما لما يروجه الإعلام القطرائيلي عن سوريا، ففيها روابط لوثائق رسمية أمريكية وتسجيلات مسربة لقادة أمريكيين تنسف قصص الإعلام القطرائيلي من أساسها.
خلال يومين حصلت هذه المقالة على أكثر من 5000 مشاركة على فيسبوك وحده، إضافة لعدد كبير من التغريدات والمشاركات على مختلف مواقع التواصل، وعلى عدد كبير من التعليقات شهدت نقاشات ساخنة بين القراء.
يقول سنكلير أنه دخل الموقع لقراءة التعليقات على مقالته يوم 9 شباط 2017، ففوجئ بأن المقالة محذوفة، وعندما سأل عن السبب طلبوا منه الاتصال بالمدير المسؤول، وجاءه الجواب "لقد حذفت المقالة لأنها تتعارض مع خطنا التحريري" وشرح المدير المسؤول موقفه مستندا إلى نفس البروباغاندا القذرة التي تنسفها المقالة من أساسها.
ما يهمني في التعليق على هذه القصة ليس الدرس الذي تلقاه يان سنكلير لاختراقه إعلام المؤامرة، وهو كما أتوقع مقدمة لما سيأتي بعده. أنا مهتم هنا بطريقة تعامل القطرائيليين مع المواد الوثائقية التي تخالف ما يسمونه "خطهم التحريري"، وهو عمليا البروباغاندا التي يجترها متابعوهم على مواقعهم. هؤلاء الناس لا يقبلون أية مادة تنقض ما يسوقونه مهما كانت وثائقية ومهما استندت إلى مراجع أصيلة ووثائق رسمية. منصاتهم مخصصة لنشر ما يتوافق مع "خطهم التحريري" ولا يسمح فيها بنشر ما يتعارض مع هذا الخط، وتتم إزالة ما يتسرب من خارج الخط بكبسة زر وبدون أي نقاش.
بالمقابل، يؤسفني جدا أن أشاهد في إعلام المقاومة موادا إعلامية لا تستند إلا إلى البروباغاندا التي ينتجها إعلام المؤامرة، بل وتسوق لمنتجات بروباغاندا قطرائيل وأمثالها، وكم أتمنى أن يتخذ إعلاميو محور المقاومة قرارا صارما بمقاطعة كل بروباغاندا المؤامرة وعدم اقتباسها أو الرد عليها مهما كانت. وبهذه المناسبة أدعو إعلاميي محور المقاومة إلى الاطلاع على دليل أفضل الممارسات لناشطي محور المقاومة.
أدعوكم لقراءة مقالة يان سنكلير في موقعه، ولقراءة المقالة التي تحدث فيها عن تجربته مع الإعلام القطرائيلي
الأيهم صالح
إضافة تعليق جديد