منذ حوالي 4 سنوات نشرت نبوءة أراها تتحقق حاليا. قلت يومها:
"بالنسبة لمهندسي المجتمعات، أهم سلاح من أسلحتهم يفقد تأثيره، ولذلك فهم مضطرون لفعل شيء ما قبل أن تفلت المجتمعات من تأثيرهم، ويبدو أن ما قرروا فعله هو محاربة انتشار مصادر المعلومات الأخرى. لا مشكلة في ذلك، فالناس كما يبدو يزدادون وعيا، وكلما ازداد الإعلام التقليدي شراسة سيزداد ابتعاد الناس عنه، وسينتقل المزيد منهم إلى العالم الآخر. وإذا صدق حدسي، فسيزداد المهندسون الاجتماعيون إرهابا، وسينتقلون إلى الاستهداف الشخصي لمن يعارضهم قبل أن يخرج بينهم إدوارد بيرني جديد يطور أدوات للهندسة الاجتماعية في القرن الحادي والعشرين." (المصدر)
خلال الأعوام الماضية لاحظت كيف بدأت الهندسة الهندسة الاجتماعية باستهداف أشخاص ومجموعات من الأشخاص ضمن حملات تصفية على الشبكات الاجتماعية، بما في ذلك يوتيوب وفيسبوك وتويتر وباتريون وغيرها. وعندما انتشرت فضيحة بايدن في تشرين الأول أكتوبر الماضي، قام تويتر بتعطيل خدمته نهائيا لمنع انتشار الأخبار عنها، ثم قامت الشبكات الكبرى، يوتيوب وفيسبوك وتويتر، في 15 تشرين الأول أكتوبر بإيقاف عدد هائل من الحسابات بشكل متزامن، مما يعتقد أنه تفوق على عملية التصفية المماثلة في العام الماضي والتي شملت حذف ما تم تقديره بحوالي 17 ألف حساب وأكثر من 100 ألف فيديو و أكثر من 500 مليون تعليق (المصدر)
ترافقت حملات التصفية الكبرى بما يبدو أنه تعديلات في خوارزميات الشبكات الاجتماعية لإبراز المواد الإعلامية الصادرة من الإعلام التقليدي، مما يوحي أن استراتيجية الهندسة الاجتماعية الجديدة تعتمد على السيطرة على الشبكات الاجتماعية الكبرى بنفس طريقة سيطرتها على الشبكات الإعلامية الكبرى. وهكذا فبعد أن كان البحث في يوتيوب مثلا يقدم نتائج من الإعلام المستقل في صفحته الأولى، أصبحت جميع النتائج من الإعلام التقليدي في حين قام يوتيوب بتصفية عدد كبير من منتجي المحتوى المستقلين خلال الأعوام الماضية. بالنتيجة أصبح يوتيوب مثل أية سلسلة قنوات تلفزيونية، لا يقدم جديدا بل يجتر ما أنتجته التلفزيونات، وبدأ جمهوره يدركون ذلك وينتقلون إلى شبكات بديلة مثل Bitchute وOdysee وBrandNewTube وغيرها.
اختتمت مقالتي تلك في تشرين الثاني 2016 بالقول
" لا أشعر بالوحدة في العالم الآخر حاليا، ولكنني أحس أن عالمي سيصبح صاخبا خلال فترة قريبة."
وأنا الآن فعلا أحس المزيد من الصخب في العالم الآخر. في البداية كنا أفرادا مستقلين نرفض الهندسة الاجتماعية، ولكن الآن ينضم إلينا آلاف الناس يوميا، أطباء ومحامون ومدرسون وشباب وأشخاص عاديون يدركون خطر الهندسة الاجتماعية على أسرهم ومستقبل أطفالهم، ويرغبون بفعل شيء لمواجهتها.
يسعدني أن أرحب بهؤلاء في العالم الآخر، ولذلك فأنا أخطط لإطلاق مشروع ثقافي مخصص للعرب الذين انتقلوا مؤخرا إلى العالم الآخر. الفكرة بسيطة، وتشبه الصالونات الثقافية التي كانت منتشرة في بلادنا أيام زمان، ولكن تفاصيلها مازالت قيد التحضير، وإذا كنتم مهتمين بمتابعتها فأنا أدعوكم لفتح حساب في موقعي https://www.alayham.com ومتابعة النقاشات في منتدى العالم الآخر، فالإعلان عنها سيتم هناك وستكون موجهة لأعضاء الموقع حصرا.
الأيهم صالح
إضافة تعليق جديد