لو قال لك: ارم نفسك في البحر، فهل تفعل ذلك؟
ولو قال لك: الجم شهيقك واستنشق زفيرك فهل تفعل ذلك؟ الكثيرون يفعلون ذلك هذه الأيام، فهل تفعل ذلك أنت، وهل تطالب من حولك باستنشاق زفيرهم؟
ولو قال لك: عقم كل شيء حولك لكي لا يجد جهازك المناعي ما يتدرب به، فهل تفعل ذلك؟ الكثيرون يفعلون ذلك هذه الأيام، ويدمرون مناعتهم ومناعة أطفالهم بإفراطهم في التعقيم والتباعد الاجتماعي، فهل تفعل ذلك بنفسك وبأولادك؟
ولو قال لك: تعاط علاجا جينيا يعدل جهازك المناعي ويجعله معتمدا دائما على العلاجات الجينية فهل تفعل ذلك؟ الكثيرون يفعلون ذلك، والنتائج ستكون وخيمة عليهم وعلى من حولهم، فهل تريد أن تختبر هذه النتائج على نفسك أو على من تعرفهم من المسنين؟
ولو قال لك: دعني أدخل عودا في أعماق أنفك وأفرك المواد الموجودة على رأسه في الغشاء المتصل بدماغك فهل تفعل ذلك؟ الملايين يفعلون ذلك طوعا، وقد فعلوه بابني دون موافقتي. فهل تدعهم يفعلون ذلك بك أو بأولادك؟
ولو قال لك: أصدقاؤك وكل من تحبهم ليسوا آمنين ويشكلون خطرا عليك ويجب أن تبتعد عنهم فهل تفعل ذلك؟ الكثيرون يفعلون ذلك ويدمرون علاقاتهم الاجتماعية وبالتالي بنية مجتمعهم، فهل تفعل ذلك أنت؟
ولو قال لك: من يخالف التعليمات يعرضك للخطر، وعليك أن تفسد عليه. فهل تفعل ذلك؟ الكثيرون يفعلون ذلك، وهناك تنظيمات جديدة للفسادين يجري إنشاؤها في العديد من المجتمعات، فهل تفعل ذلك أنت؟ هل تنضم إلى طبقة الفسادين في مجتمعك؟
ولو قال لك: عدوك هو من يريدك أن تتنفس أوكسجينا نظيفا، وأن تحصل على مناعة قوية، وأن تتجنب العلاجات غير المختبرة وغير الآمنة، وعليك أن تبتعد عنه وتخبرنا عنه لكي نقضي عليه، فهل تفعل ذلك؟ الكثيرون يفعلون ذلك، فهل تفعل ذلك أنت؟
ولو قال لك: عليك أن تسجن نفسك 14 يوما لتحمي الآخرين من مرضك رغم أنك لست مريضا ولا تعاني أي أعراض، فهل تفعل ذلك؟ الكثيرون يفعلون ذلك طوعا، ويصابون بأمراض نفسية ويضعفون مناعتهم في فصل الشتاء، فهل ستفعل ذلك أنت عندما يطلب منك؟
ولو قال لك: أولئك الذين يصافحون ويعانقون ويقبلون بعضهم خطر على المجتمع وعليك أن تساهم في التخلص منهم قبل أن يزيد الخطر عليك، فهل تفعل ذلك؟ الكثيرون حاليا في العالم يعتدون على من يحاولون أن يعيشوا كبشر، فهل ستساهم في الاعتداءات عليهم أنت؟
لو قال لك: أولئك الذين يرفضون تلقي العلاج الذي تتعاطاه أنت يشكلون خطرا عليك، ويجب أن يتم تمييزهم ببطاقة أو بشهادة ما لكي يمنعوا من استخدام الخدمات الاجتماعية، فهل تقبل ذلك؟ الكثيرون في العالم يقبلون بل ويطالبون بذلك، فهل تقبل ذلك أو تطالب به؟
لو قال لك: أولئك المختلفون عنك مجرد حشرات وينبغي عزلهم في معسكرات اعتقال تمهيدا لإعدامهم بشكل جماعي، فهل توافق على ذلك؟ الكثيرون في العالم وافقوا على ذلك وربما ساهموا به، فهل توافق على ذلك أنت؟
حسنا، ماذا لو قال لك: اسأل طبيبك عن مضار النصائح "الطبية" التي يقدمها لك بمنتهى الثقة، فهل تفعل ذلك؟ الكثيرون في العالم لا يفعلون ذلك ويقبلون نصائح مضرة بصحتهم من طبيبهم، فهل تقبل نصائح طبيبك بدون مناقشة؟
وماذا لو قال لك: اسأل طبيبك عن ما يربحه شخصيا، وما يربحه المشفى، من التزامك بتلك التعليمات المضرة التي يطالبك بالالتزام بها، فهل تسأله عن ذلك؟ الكثيرون في العالم يقبلون خطط علاج مخصصة لزيادة دخل المؤسسات الطبية وليس لعلاج المرضى بدون مناقشة، فهل تناقش أنت خطة العلاج التي يقترحها طبيب يريد أن يتاجر بمرضك؟
وماذا لو قال لك: طبيبك يكذب عليك في كل شيء، أنت بالنسبة له مجرد زبون، مجرد محفظة تحوي أوراقا نقدية يريد أن يستولي على أكبر قدر منها، وإذا تمكن من قتلك وتسجيل رمز معين على شهادة الوفاة فسيحصل على تعويضات كبيرة من منظمة الصحة العالمية، فهل تصدق ذلك أو تتحقق منه؟ الكثيرون في العالم يقبلون استنشاق زفيرهم ولا يقبلون أن الطبيب أصبح من تجار الموت، فهل تفكر أنت للحظة بالتحقق من ذلك؟
وماذا لو قال لك: كل ما تسمعه عن الفيروس المزعوم مجرد نظريات غير مثبتة حتى الآن، فلا أحد تمكن من عزل ذلك الفيروس، وكل من ادعى عزله اعترف بعد التدقيق أنه لم يعزل شيئا محددا عن غيره، فهل تفكر في التحقق من ذلك؟ الكثيرون في العالم يقبلون تلك النظريات بإيمان مطلق، فهل تفكر أنت في التحقق منها أو نقدها بشكل ما؟
وماذا لو قال لك: لا توجد حتى الآن أية صورة حقيقية لهذا الفيروس المزعوم، وكل الصور التي تشاهدها في الإعلام هي صور كومبيوتر لا علاقة لها بالواقع، فهل تصدق ذلك أو تفكر في التحقق منه؟ الكثيرون في العالم يعتقدون أن الصور التي يشاهدونها في الإعلام حقيقية ولا يخطر ببالهم أنها مجرد خيال أو كذبة، فهل تفكر أنت في التحقق من ذلك بنفسك؟
وماذا لو قال لك: لا أحد حتى الآن تمكن من تحديد الشيفرة الجينية لهذا الفيروس المزعوم، وما تم تحديده هو سلاسل جينية قصيرة مجهولة المنشأ وتم استكمالها بمحاكاة افتراضية على الحاسب، فهل تفكر للحظة بالتحقق من ذلك؟ الكثيرون في العالم، وخصوصا بين الأطباء، لا يكلفون نفسهم عناء التحقق من معلومة بسيطة كهذه فهل تحمل نفسك هذه المشقة؟
وماذا لو قال لك: الوباء الحقيقي هو ما سيحصل للبشر نتيجة نقص الأوكسجين في تنفسهم واستنشاق ثاني اكسيد الكربون، وإضعافهم لجهازهم المناعي، واختراق اعماق جمجمتهم عبر الأنف، والعلاجات الخطرة التي يقبلون أن يخضعوا لها، والأزمات النفسية الناتجة عن خسارة العمل وانهيار العلاقات الاجتماعية وفناء كل ما يعطي الحياة قيمة وجمالية، فهل تفكر لحظة بحماية نفسك ومن حولك من هذا الوباء؟ الملايين في العالم يسيرون كالأموات تجاه هذا الوباء، فهل أنت منهم، أم أنك معني بحماية نفسك ومن حولك من هذا الوباء القادم؟
وماذا لو قال لك: هناك آلاف العلماء والأطباء والخبراء ممن يخالفون ما يقوله الطبيب الذي يتاجر بآلامك، والإعلام الذي يتاجر بخوفك، والحكومة التي تتاجر بإذعانك، فهل تقبل أن تطلع على أقوالهم وكتاباتهم؟ الكثيرون في العالم يصدقون ما يسمعونه من تجار الألم وتجار الخوف وتجار الإذعان على أنه حقيقة لا يرقى إليها الشك، فهل أنت منهم؟
وماذا لو قال لك: يمكنك أن تعمل للنجاة من الوباء القادم بشكل إرادي قبل أن تضطر غريزة البقاء اللاإرادية لإنقاذك من الهاوية التي يهوي فيها من حولك، فهل تثق بغريزة البقاء لديك، أم أن الوباء الحقيقي لهذا العصر جعل ميولك الانتحارية غير قابلة للعكس؟
يمكنك أن تسلم نفسك لتاجر أو طبيب أو جلاد، هذا شأنك وأنا لا يعنيني ما تفعله بنفسك. أنا أكتب فقط لأتواصل مع من يرغبون بتجنب الوباء الحقيقي، فهل أنت منهم؟
الأيهم صالح
إضافة تعليق جديد