تم عرض الجزء الأول من الفيلم الأمريكي " سيد الخواتم " للمخرج النيوزيلاندي بيتر جاكسون بعد عدة أسابيع من تفجيرات 11 سبتمبر عام 2001 للميلاد .
ليعطي إشارات و دلالات واضحة و كبيرة حول قصة هذا الفيلم المقتبس عن رواية الكاتب البريطاني جي,آر,تولكين.
دلالات تحاكي العقل الباطن للشعوب الأوروبية البيضاء التي ركز الفيلم على إظهارها باعتبارها قوى الخير . على عكس الكائنات الملونة التي ظهرت على شكل جحافل من الكائنات والمخلوقات الممسوخة التائقة دائماً للقتل و الموت و الشر !
يقول المخرح جاكسون عند تسلمه جائزة الأوسكار لأفضل فيلم عن فيلمه " سيد الخواتم" :" أشعر بفخر كبير لأن أكاديمية السينما و أعضاءها تمكنوا من رؤية ما وراء السحرة و الوحوش وقدموا اعترافاً بما هو غريب هذا العام "!
يبدأ فيلم " سيد الخواتم" بالحديث عن مدينة الأقزام الهادئة التي يعيش سكانها بأمان و سلام و هدوء و يقضون أوقاتهم بالرقص و الغناء و السرور . وفي مكان آخر من هذا العالم , هناك أرض أخرى تسمى الأرض الوسطى . هذه الأرض التي اجتمعت فيها قوى الشر التي خرجت من رحم التاريخ القديم .
قوى الشر هذه تم تجسيد إرادتها العليا بالعين السوداء ( عين سورون) التي ترى كل ما يدور في العالم . هذه العين التي تخضع لإرادتها ملايين الكائنات و الوحوش الممسوخة التي تريد القضاء على قوى الخير بواسطة الحصول على الخاتم السحري الذي يكون بحوزة ( فرودو) و بالتالي السيطرة على العالم . عندها يعم الظلام و الشر على مملكة البشر !
هنالك شخصيات أخرى في الفيلم مثل " بن دينيثور" الملك الذي قام من بين الأموات . و " آراجورن" , ابن الملك ثيودين الذي آثر الرسالة على الزواج . و " جاندولف" , الرب و ملائكته و غيرهم من الشخصيات .
إن ما دفعني للبحث في كل ما سبق و بالتالي المحاولة للتوصل إلى بعض ( وليس كل ) جوانب التشابه بين أحداث فيلم " سيد الخواتم" و ما جرى و يجري على ساحتنا هو التركيز على بعض المفردات التي وردت في سياق الفيلم و التي منها كلمة :" الأوروك"!!!
فقد جاء ذكر " الأوروك " ملازماً لجيش الكائنات الممسوخة التي تريد نشر الموت و الدماء في أرجاء العالم .
فالأوروك ( URUK) هي كلمة لاتينية قديمة مقتبسة من الأصل القديم لهذه الكلمة في اللغات القديمة لبلاد ما بين النهرين في منطقة جغرافية تسمى اليوم " العراق " .فمنهم من يقول أن الأوروك تعني أرض العراق و شعب الأوروك هو الشعب الذي عاش على تلك الأرض منذ فجر التاريخ !
وبذلك جاء فيلم " سيد الخواتم " ليعطي الدلالة على أن شعوب هذه الأرض هم الشعوب المعنية بالشر و الموت و الاعتداء .
أما الأرض الوسطى التي يتحدث عنها الفيلم بدقة ما هي إلا تلك الأرض التي عاش عليها شعب الأوروك و أقوام أخرى اجتمعت لتشكل تحالف الشر بوجه قوى الخير .
فهل يمكن أن يكون تحالف الشر هذا هو نفسه محور الشر الذي يتحدث عنه الرئيس الأمريكي جورج بوش في حله و ترحاله؟
لقد تم التأكيد في فيلم " سيد الخواتم" على عنوان " ميراث الأرض " الأرض التي وصفها الفيلم على أنها أهم شيء على الإطلاق . فهل يمكن أن يكون عنوان " ميراث الأرض " انعكاساً لفكرة مجيء الرب " جاندولف" و ملائكته إليها في رحلة " السفينة الأخيرة " ؟
إن كلمة الأرض الوسطى ( كما ذكرت تماماً ) , تحرض العقل الباطن للمشاهد لتقريب هذه الكلمة مع أرض الشرق الأوسط . بالتالي تحريض العقل لتقريب شعوب الأوروك و قوى الظلام و الشر إلى شعوب و أمم و أقوام هذه البلاد في هذه الأيام .
في أحد مقاطع الفيلم , يقول الرب " جاندولف" : " أخيراً جئنا لها , أعظم معركة لعصرنا هذا "!
هذه العبارة تذكرنا بعبارات " جورج بوش" حول حروبه الصليبية التي يريد أن يشنها على قوى الشر و الظلام .
فهل يمكن أن تكون المعركة التي تحدث عنها الرب " جاندولف " و " جورج بوش " لاحقاً , هي نفسها الحرب الأخيرة " هرمجدون " التي ذكرت في كتب الأديان القديمة؟
" هرمجدون" , المعركة الأخيرة التي ستنتصر فيها قوى الخير على قوى الشر ويعم من بعدها السلام في جميع أنحاء المعمورة .
قوى الشر هذه التي مثلها الجزء الثالث من فيلم " سيد الخواتم" على أنها هيكل معدني أسود و لكنه خاو من الداخل . هذا الهيكل المعدني الأسود سيسقط و ستدمر تلك العين السوداء الشريرة . فيعود الخير و السلام ليعم العالم . فإن كانت شعوب الأوروك اليوم ( حسب تعبير الفيلم ) تدين بالإسلام , فهذا يعني أن الهيكل الأسود المذكور المذكور هو الكعبة الشريفة ( على حد تعبيرهم ) . و أن العين السوداء الكبيرة و الشريرة ( عين سورون) هي مقولة العين بالعين.
فهل بالتالي يقصدون أن الإسلام سيدمر باعتباره قوة من قوى الشر كي يسود السلام الأرض من بعد ذلك ؟
الحقيقة , هنالك دلالات كبيرة و كثيرة أخرى تشير إلى تطابق تاريخي حول الأسطورة التي تتحدث حول هذه الأمور التي حاول أن يظهرها فيلم " سيد الخواتم " للتأثير على العقل الباطن للشعوب الغربية البيضاء و رفع عتبة الخوف و التوجس لدى هذه الشعوب من الأخطار المحتملة و القائمة من صعود نجم الإسلام و انتشاره بين الشعوب و الأمم .
إن قناعة و إيمان الرئيس الأمريكي " جورج بوش" بمجموعة روايات تلمودية حول تاريخ و مستقبل أرض و شعوب هذه المنطقة , تجعله يقف دائماً قاب قوسيت أو أدنى من التصريح و الإعلان عن أنه الرجل المؤتمن على حمل رسالة سماوية مفادها : التكليف بالحفاظ على الخاتم الذي يُقال أن بوش يحمل خاتماً مشابهاً له في أحد أصابع يده اليسرى. حيث كتبت عبارة بلغة فلسفية غامضة يختلف البعض في تفسيرها!
وهل يمكن أن يكون العراق هو محور و مركز شعوب الأوروك الشريرة ؟
وهل يمكن أن يكون الخاتم المقصود هو خاتم الملك سليمان الذي انتقل ليصبح اليوم بيد جورج بوش ( الرجل المؤتمن على إعادة الخاتم بإعادة بناء هيكل الملك سليمان على أنقاض الأقصى في فلسطين )؟
و هل سيعمد جورج بوش إلى حشد كل الطاقات لتشكيل تحالف عسكري و دولي عبر " الحلف الأطلسي " كما فعل ( فرودو) و صديقه ( سام ) . و بالتالي , هل يمكن أن يكون ( فرودو) هو ( جورج بوش) نفسه الذي يشبهه البعض في الفيلم على أن ( الهوبيت ) هم مجموعة الأقزام التي تحدث عنها السيد المسيح عندما قال بأنها ستملك الأرض في النهاية؟
أسئلة كثيرة و كبيرة لم أتوصل إلى الأجابة على كثير منها . دعونا نغني هذا النقاش حول فكرة فيلم " سيد الخواتم" كي نصل إلى الأهداف المحتملة من وراء هذا الفيلم الذي توافق عرضه في صالات السينما العالمية في فترة أقل ما يقال فيها: أنها من أشد الأوقات صعوبة و حرجاً
و من هنا فإني أرجح فكرة ضرب الجمهورية الإسلامية في إيران باعتبار شعبها جزء لا يتجزأ من شعوب الأوروك .
يُقال أن مثل هذه الأفلام يحضر في دوائر المخابرات الأمريكية قبل أن يصبح جاهزاً و ناضجاً كسيناريو لإرساله إلى استديوهات الإنتاج و المونتاج في هوليوود؟


[ تم تحريره بواسطة دريد الأسد on 2/3/2007 ]